عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-14, 10:41 PM   #5
NoOne
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-18
المشاركات: 1,095
افتراضي

وهذا شرح وتفسير حديث ( الإيمان يمان ) كما ورد في كتاب

فتح الباري شرح صحيح البخاري

كِتَاب الْمَغَازِي

للحافظ ابن حجر العسقلاني


http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...BID=12&CID=390



وبغض النظر عن المضمون إلا إن إبن حجر لم يستنكر ( شكل ) قول البعض أن المقصود المدينة كونها يمانية ( جنوبية الجهة ) نسبة لتبوك ولم يرى ذلك أمرا غريبا أو شيئا غير معقول أو مستغرب من حيث الشكل وإن كان رده منطقيا لا شكليا أي أن الكلام طبيعي لغة وطبيعي وفقا لمفوه اليمن كوجههة وزإن رده فرده ليس لأن اليمن بلد معروفا ومحددا المعالم لشعب معلوم


كما أنه حتى في آخر الحديث أشار بطريقة مباشرة إلى الجهات وذكر الجهات كما تعرفها العرب

مشرق ( شرق ) وغرب ( مغرب ) وشمال ( شام ) وجنوب ( يمن ) وهذه كانت الإتجاهات التي تعرفها العرب

شرح الحديث :
وزاد في رواية أبي الغيث ‏"‏ والفتنة هنا حيث يطلع قرن الشيطان ‏"‏ وهذا هو الحديث السادس، وسيأتي شرحه في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى‏.‏

وتقدم شرح سائر ذلك في أول المناقب وفي بدء الخلق، وأشرت هناك إلى أن الرواية التي فيها ‏"‏ أتاكم أهل اليمن ‏"‏ ترد قول من قال‏:‏ إن المراد بقوله‏:‏ ‏"‏ الإيمان يمان ‏"‏ الأنصار وغير ذلك‏.‏

وقد ذكر ابن الصلاح قول أبي عبيد وغيره‏:‏ إن معنى قوله‏:‏ ‏"‏ الإيمان يمان ‏"‏ أن مبدأ الإيمان من مكة لأن مكة من تهامة وتهامة من اليمن، وقيل‏:‏ المراد مكة والمدينة، لأن هذا الكلام صدر وهو صلى الله عليه وسلم بتبوك، فتكون المدينة حينئذ بالنسبة إلى المحل الذي هو فيه يمانية، والثالث واختاره أبو عبيد أن المراد بذلك الأنصار لأنهم يمانيون في الأصل فنسب الإيمان إليهم لكونهم أنصاره‏.‏

وقال ابن الصلاح‏:‏ ولو تأملوا ألفاظ الحديث لما احتاجوا إلى هذا التأويل، لأن قوله ‏"‏ أتاكم أهل اليمن ‏"‏ خطاب للناس ومنهم الأنصار، فيتعين أن الذين جاءوا غيرهم، قال‏:‏ ومعنى الحديث وصف الذين جاءوا بقوة الإيمان وكماله ولا مفهوم له، قال‏:‏ ثم المراد الموجودون حينئذ منهم لا كل أهل اليمن في كل زمان انتهى‏.‏

ولا مانع أن يكون المراد بقوله‏:‏ ‏"‏ الإيمان يمان ‏"‏ ما هو أعم مما ذكره أبو عبيد وما ذكره ابن الصلاح، وحاصله أن قوله ‏"‏ يمان ‏"‏ يشمل من ينسب إلى اليمن بالسكنى وبالقبيلة، لكن كون المراد به من ينسب بالسكنى أظهر‏.‏

بل هو المشاهد في كل عصر من أحوال سكان جهة اليمن وجهة الشمال، فغالب من يوجد من جهة اليمن رقاق القلوب والأبدان، وغالب من يوجد من جهة الشمال غلاظ القلوب والأبدان، وقد قسم في حديث أبي مسعود أهل الجهات الثلاثة‏:‏ اليمن والشام والمشرق، ولم يتعرض للمغرب في هذا الحديث، وقد ذكره في حديث آخر، فلعله كان فيه ولم يذكره الراوي إما لنسيان أو غيره، والله أعلم‏
.‏

التعديل الأخير تم بواسطة NoOne ; 2010-12-14 الساعة 10:46 PM
NoOne غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس