لودر الحلم والواقع اليوم

[الوليدي]

لودر تلك المدينه الوادعه الممتده اسفل الجبل
تمتد اراضيها المنبسطه على مد البصر جميله ورائعه
ظلت لودر محط انظار كل من اراد ان يكون ابن مدينه لا ابن ريف
تحولت هذه المدينه الى مركز يراء ابناء الريف المحيط بها
انها قلبهم النابض بالحياه .
كيف لا ومنها اضيئت القرى والمديريات المحاذيه فصارت تشع بنور
مصابيح الضوء التي تحتظن لودر محطة الكهرباء بدل عن الوسائل القديمه كالفانوس .
واصلت لودر زحفها الحضاري في الريف المحيط منها فاوصلت
امتدها الحضاري الى مديرية موديه المجاوره لها .
وانطلقت لودر بكبرياء في سهول المنطقه الوسطى تمتد اعمدة التوصيل الكهربائي
منها الى جميع قرى لودر وموديه والوضيع ومكيراس .
لا اعرف لودر في الثمانينات لكي ارسمها كم اريد ان ارسمها اليوم
كان في لودر مستشفى رائع ومعهد يطلق عليه دار المعلمين منه انطلق الكثير
ومنهم نهلت ابجاديات التعليم اوخر الثمانيات في حياتي الدراسيه الابتدائيه .
قيل عن لودر الكثير عن سوقها وعن حياة الناس فيها .
عندما كنت اسمع المتحدثين عن لودر في صغر سني اتخيلها مدينه توازي جميع الحواظر في
الجنوب العربي .
فمرت الايام والسنين بعد ان وقع الجنوب فريسة ابشع احتلال همجي مختلف
كبرنا وذهبنا الى بلاد الاغتراب بعد ان ضاق الحال كـ حال الكثير من ابناء الجنوب العربي
مررت في لودر في سن الشباب المبكر فكنت اجول بناظري فيها واقول لودر لايوجد فيك شي
لايوجد فيك غير طيبة اهلك وتمسكهم بالحياه رايت الكهرباء التي كنت احلم في صغر سني ان ارها
رايت مامميز لودر ويبهرني في سن الطفوله .
توالت النوائب والمصائب على لودر وعلى عموم مدن الجنوب العربي .
الى قبل اسبوعين فكانت ام الكوارث تحيط بالودر واهلها .
الجيش المحتل للجنوب العربي ولودر ينتشر بكل كبرياء وكانه اعظم جيوش الارض .
وقبله مايعرف بامنهم المركزي او بالاصح قمعهم المركزي فرفضت لودر ان تكون وادعه ومسالمه
انتفظ ابنائها يوم انتفظ ردفان والضالع والمكلا اشتد انتفاظ لودر حين خرج مارد الجنوب في العاصمه عدن
فكانت لودر جنوبيه بكل امتياز ولن يجاريها احد في الانتفاظ من اجل الجنوب .
وصلها ابناء الجنوب في بعض المهرجات دخلها ابن لحج وعدن وحضرموت امن مطمئن بين اهلها وهذا ما لايقبله
حاكم صنعاء لان في لودر يتم تجسيد التصالح والتسامح الجنوبي بكل معاني كلماته .
فسقطت زنجبار وجعار ولكي لاتظل لودر زهره في بستان محترق اسمه ابين قرر صاحب القرار ان تحترق لودر .
فهب ابنائها لدفاع عنها هب انصار الحراك الجنوبي والسلفيين والاصلاحيين والاشتراكيين من ابنائها
لدفاع عنها كبروا بحجم مدينتهم فكانوا على مستوى حجم مدينتهم وعظمتها .
ففي لودر ظهرت تجليات الجنوب وادركنا ان ماحدث في لودر سيحدث في كل مناطق الجنوب حين تحل المصائب
والنوائب تجاه ارضهم اكان الصراع مع جيش الاحتلال او مع مايعرف بانصار الشريعه .
في لودر ادركنا ان الجنوبيين كـ شعب بكل انتمائتهم السياسيه يؤمن ان الجنوب وطنهم ومن لودر ادركنا
ان شعب الجنوب لاينقصه غير قياده حقيقه تكون بحجم القضيه لا بل بحجم الوطن من المهره الى باب المندب.
لودر اراد الاعبون ان تحترق فكيف ستحترق والجيش ليس فيها وابنائها لم يقوموا بقتاله
ومصرين على سلمية الثوره الجنوبيه كـ باقي المدن والقرى على طول وعرض الجنوب العربي .
لن تدك لودر وتحترق الا حين يدخلها انصار الشريعه بعد ذالك سيفرق جيش صنعاء كل حقده على مدينة لودر
فقرر الانسحاب .
فنصدم الطرفان الجيش اليمني وجيش انصار الشريعه بواقع لم يكن في بالهم ابنائها هم من يدافع عنها .
ولكي لايحدث ماحدث في لودرولكي يتم الحفاظ على باقي مد ن الجنوب مما حل بالودر اليوم
على ابناء الجنوب ان ينتصروا للودر نقولها لمره الثانيه
على الجنوبيين ان ينتصروا لانفسهم في لودر ويبتعدوا عن القول ان الجيش متواجد ويساند القبائل
الجيش اجبر غصبآ عنه لكي لايحرج اسياده اجبر على القتال ان كان في الاساس يقاتل اجبر على مد ابناء
لودر بالسلاح بعد ان شاهد ان لودر ليست زنجبار .
صمود ابناء لودر هو من اجبر جيش الاحتلال على التعاون معهم ولكي لايظهر هذا الجيش واسياده
في موقف مخزي ومخجل امام العالم.