إلى وزير خارجية اليمن..يا عيباه!بقلم : الخضر الحسني

[عميد الحالمي]

في إجابته على سؤال صحيفة (العرب) حول حقيقة الوضع في جنوب اليمن..حاول الوزير اليمني د.ابوبكر القربي ، المنحذر من محافظة البيضاء ، المحاذية لمحافظة ابين الجنوبية من جهة الشمال ، والشخصية المدنية و(الاكاديمية) والتي يعود لعدن الحبيبة في احتضانها ومواصلة تعليمها الابتدائي ثم الإعدادي ، فالثانوي، ناهيكم عن إبتعاثه للدراسة الجامعية والعليا ، في مجال الطب ، إلى بريطانيا العظمى!

حاول القربي ، ان يعطي اجابات ترضي –في المقام الاول- رئيسه اليمني (صالح) ، قبل أن ترضيه (شخصيا) ، كرجل عايش ويعيش مرارة ووعورة و(احتقان) الأوضاع الأمنية في الجنوب ، منذ حرب صيف 94م والتي بسببها ، تصاعدت وتفاقمت منذرة بأنهيار الشراكة بين الجنوب والشمال..والتي لا تغيب عن مخيلة أقرب الناس التصاقا بنظام صنعاء الذين يتظاهرون –زيفا وبهتانا- أنهم الأحرص على دماء إخوانهم في الجنوب ، ولكن الصورة السوداوية و(الضبابية) التي تأتينا من مواقع الأحداث الأليمة في الضالع وردفان ولحج والمسيمير .. كلها تدل دلالة واضحة و(ناطقة) أن مهما حاول القربي ، تجميل تلك الصورة ، فانه للأسف سيظهر كاذبا ودبلوماسيا مراوغا في نظر كل الذين يرزحون تحت نير الهيمنة والعسف والتهميش والاقصاء والنهب والسطو و(محاولات) محو الهوية الجنوبية القادمة من جهة الشمال!

ماذا عساكم ان تقولوه –أخي الكريم د. أبوبكر القربي- وماذا يمكن لكم ، أن تضيفوه ، في ظل أوضاع مأزومة وساخنة و(متفجرة)؟ ..هل تريدون القول ؛ أن كلَّ شيء "تمام يا فندم" –حسب سلسلة مقالات الزميل القدير عرفات مدابش ، المنشورة في موقعه الرائد (التغييرنت)-!

فالتعتيم على الاشقاء العرب ، حول مسألة (الجنوب) أمرٌ لم يعد يحتمله زعماء وامراء ورؤساء وقادة الانظمة العربية ..فهم جميعا أدرى واعلم وأكثر إحاطة بالمآسي التي يتجرع مرارتها ، أبناء وكوادر الجنوب الأحرار ، بفعل سياسات نظام صنعاء (التمايزية) والتفاضلية المقيتة والتي حولت من (الجنوبي) الى مجرد (تابع) ومرهون –لديهم-بمعاشه الشهري ، وما يلقاه من (فتات) إسمهُ علاوات أو بدل وظيفية ، تمنح عادة للموظفين ، من ذوي الصف القيادي!

لقد خانتكم أمانتكم كوزير خارجية- أن تفصحوا عن أحوال إخوانكم في السلك الدبلوماسي الذين يعانون من (التركين) المبكر والتهميش المتعمد وعدم منحهم امتيازات ، يتحصّل عليها أقرانهم ، من محافظات الشمال!

ولدينا ما يكفي من علومات تشير الى ما ذهبنا اليه من قول في هذا الجانب وتكشف وبالاسم من هم الذين عانوا التهميش والتركين والاقصاء في وزارتكم الموقرة ومن هم الذين يمتازون ويرفلون بكل الامتيازات الوظيفية ويلقون كل الدعم منكم !

أخي وزير الخارجية ..ليس بيني وبينكم ، أي مشكلة (خاصة) .. وانتم أعلم بذلك ، لكن ما يردني من (حقائق) حول المعاناة التي يتجشمها المنتقلون للعمل من الجنوب الى الشمال ، تجعلني أبوح بها –مباشرة وبدون عوائق تذكر- ودون الالتفات الى موقعكم ومقامكم العالي ، في ظل نظام صنعاء!!..لان الصحافي يهمه -بالدرجة الاولى- تعرية أي سلوك فاضح وغير سوي ، ليس فقط ، في وزارة الخارجية او الصحة أو الدفاع او التربية او التعليم العالي او حتى مجلس الوزراء! كما يدخل السرور الى قلبه عندما يجد لكتاباته أذانا صاغية تعمل على رفع المعاناة عن كواهل اصحابها قبل ان تتحول الى جبل من الهموم والقضايا الوطنية المرحلة والتي تحولت في الاونة الاخيرة الى حراك سلمي جنوبي ضاغط ومستمر حتى تؤتى ثنماره ..والتي –كما يبدو- لم يعد يفصلنا عنها الا وقت قد لا يقاس بالسنين (مدىً)!

وقبل الختام يجب ان تعرف –اخي د.ابوبكر- ان الجنوبيين لم يعد يهمهم مسألة الحوار بين المؤتمر الشعبي العام ونظيراته في احزاب المشترك ..لإن لا ذاك ولا تلك تعنى بشؤونه فهم جميعا –للاسف- لا يعبرون عن اصل الازمة الجنوبية ولا يهمهم سوى ترقيع المرقع حتى وإن اتسع الخرق على الراتق!

الجنوبيين لا يهمهم ان يكون حواركم تحت قبة البرلمان اليمني او مجلس الشورى فكلاهما يدينان لنظا م صنعاء ويعملان بالاجر معه بحكم الانتماء الحزبي والمناطقي في المجلسين المذكورين

اما الجنوبيون فلهم قضيتهم التي وإن لم تعترفوا بها الان فأنه سيأتي وقت ستندمون –شديد الندم- على عدم اعترافكم بها ..فقد يسبقكم قطار الاحداث المتلاحقة في جنوبنا المنكوب وما تعانيه الضالع وردفان من حصار لدليل على سوء تعاملكم مع ملف القضية الجنوبية

فلا يولد العنف إلا عنفا مضادا ..وكفى!