القرب الجنوبي من التحرير والبعد الشمالي عن التغيير!

[ذو رعين]

القرب الجنوبي من التحرير والبعد الشمالي عن التغيير!

بقلم : فارس محسن

مجموعه هي من بقايا وبراثن الملكيه تحولت بقدره قادر في ظرف ايام الى دعاه للحريه والديمقراطيه,ورجل مفهومه للثوره الاول والاخير والوحيد هو تنحي الرئيس,ورجل آخر ولى نفسه على المسلمين لا فرق بينه وبين الانبياء سوى المعجزات,والشئ الوحيد الذي اتقنوه هو "رقصه البرع في مياديين التغيير! " (الا من رحم ربي ومن الشهداء الذين سبقوهم) التي استمروا فيها لما قبل عوده صالح, وكل تلك الصفات مشتركه في حقيقه ان الغباء سيد الموقف ان الثوره في صنعاء مصيرها الفشل ان المياديين مصيرها ان تتحول لمجالس قات ان تتحول لمسارح لعروض فن رقصه البرع.

والحل الوحيد ان ينتفض الشعب ضد نفسه ضد سلوكياته البغيضه والى ان تنجح هذه الانتفاضه التي قد تأخذ عقودً وربما قرون (وان كنتُم تظنوها مبالغه فأسألوا الثلايا في قبره وسوف يجيبكم), بعدها يمكن ان يقوموا بهذه الثوره وتكتب لها النجاح,فهذا الشعب مع احترامي اغلب انتماءاته قبليه بحته فكيف لثوره وقِبليه ان تجتمع في"صحن" واحد!

حتى في آخر موقف بعد حادثه تفجيرالمسجد,من قام بهذا العمل هو لاشك من اتباع الرئيس صالح او حتى من المقربين لهُ ولكن انتمائه القبلي غلب على انتماءه لصالح! فكيف لهذا القبلي ان يقبل بهذه المدنيه وهم الى الان يرددون ان اي شخص لا ينتمي الى قبيله وشيخ فهو ليس بيمني! الهذا الحد وصل تجريدهم للاصول؟ فليكن انا لست بيمني فأنا جنوبي !! والان بعد عوده الرئيس واطلاق فتواه فور وصوله يبدوا ان طقوس السعوديه اعطته هذا الحس الروحاني,وغلطان من يقارن فتواه هذه بفتوى الديلمي السابقه فهذه الفتوى حرمت شرعاً الخروج في المظاهرات والخروج عن طاعه ولي الامر ممثله "بالامام" علي عبدالله صالح,اما فتوى صالح ممثله بالديلمي والزنداني الذي صاغها والاصلاح عامتاً فقد اباحت دم واموال الجتوبيين فأن قتلونا فلا اثم عليهم وان قتلناهم فهم شهداء الى الجنه! ومن يظن ان الزنداني ليس له يد في هذا,لماذا لم يتكلم او يعترض على هذه الفتوى فور صدورها بحكم انه من كبار شيوخ اليمن؟؟ ولا اريد ان اتعمق في الموضوع لانه سيطول,المهم هو كيف انقلب السحر على الساحر وطباخ "الفتوى" لا بد ان يذوقه وان كانت جرعته اخف من سابقتها!

اما آخر انتاجيات هذه" اللاثوره" هو المجلس الوطني فهو اشبه بفلم الصيف بحكم انهم قاموا بتصويره مايقارب السبعه شهور واصدروه في موسم الصيف لكن سرعان ماعرض الفلم في دور السينما انهال عليه النقاد والصحفيين وسرعان ايضاً ما تبرأ 23 ممثل من هذه العمل لماذا؟ لانه لم يعترف بهم كأبطال لهذا العمل انما في الحقيقه عوملوا كـ "كومبارس"...هذا هو ببساطه المجلس الوطني!

و اذا اخذنا القضيه الجنوبيه من منظور خالي من العنصريه ,فأن ثوره الجنوب مكتوب لها النجاح ان شاء الله في حاله تمسكنا بالوحده والانتماء الوطني الجنوبي,وان طال تحقيق هذا الحلم لعده اسباب,اهمها ان الثوره في كل بقاع العالم لا تخرج عن المبادئ المدنيه وفي الجنوب وان كانت الوحده اليمنيه قد سلبت ثقافتنا و هويتنا المدنيه المتحضره واستبدلتها بالجهل والقبليه وطمس الهويه لكننا مازلنا نحتفظ ولو بجزء بسيط من هذه الهويه الراقيه,وبهذا الجزء البسيط سنستعيد الهويه كاملهً !

واذا كان هناك شخصٌ شمالي ام جنوبي يرى اننا مسسنا بشرف هذه الثوره فليجاوبني على هذا السؤال البسيط لماذا لم تنجح هذه الثوره رغم نجاح جميع الثورات العربيه رغم جُبن ابن علي وتعنت مبارك وطغيان القذافي والان الثوره السوريه التي هي في طريقها للنجاح رغم صعوبتها ؟؟؟ الجواب بسيط لان ثوره اليمن ثوره حمراء اللون والشكل,وليتهم يعلمون ان مبادى الثوره الحقيقيه لا تقبل اي لون غير لون الحريه ! وليرحم الله جميع شهدائنا شمالاً وجنوباً.