الطفل الشهيد عبد الحيكم.. دماء طاهرة تستدعي الكرامة الجنوبية فهل من مجيب؟؟

[اسدالجنوب]

[align=right]كتب_فتحي الأزرق

لم يكن في الحسبان ليلة استشهاد طفلنا ان ايادي الغدر والإجرام تتربص بة ليلتها كان عبد الحكيم عائد من عند احد زملائه بعد الانتهاء من مذاكرة احد دروسه والتحضير لامتحان يوم الغد خرج مع مجموعة من اصدقائه في طريق العودة كلاً الى منزلة وامام ادارة الامن افترق عبد الحيكم عن أصدقائه واتجه صوب منزلة لم تمر لحظات الا وسمع أصدقائه صوت إطلاق نار كثيف ، وحينما عادوا الى نفس المكان وجدوا صديقهم مضرجاً بدمائه وصيحاته واستغاثاته تشق عباب السماء أصيب عبدالحيكم بادئ ذي بدئ بطلقات صوبت آلية من احد أفراد الامن لم يكن هنالك سبب ولا ذنب الا ان الأرواح في الجنوب أصبحت رخيصة للغاية .
( تحقيق خاص بـ" عدن برس " )


شارك في هذا التحقيق الناشطة الحقوقية زهرة صالح
همسة البداية - اهدي أحرفي هذة الى كل اطفال الجنوب


حينما عزمت أن اكتب هذا التحقيق توقفت عند أمور كثيرة مرت أيام كثيرة وأنا أحاول أن اكتب شيء لكنني لم استطع أن اخط حرف واحد لا تسألوني لماذا لأنكم لن تجدون اجابة ولأنني لم أجد تفسير واضح لما حدث لكن كل ما اعرفه إن الأحرف والكلمات غادرتني إلى زمن أخر ليس مني في شيء ،، ربما لان الحدث جلل وربما لأنها تكاد ان تكون المرة الأولى في حياتي التي اعاين فيها حدث ما عن قرب وربما لان الدموع التي شاهدتها تنهال أمام عيني هي سبب كل هذا العجز الرهيب الذي اجتاحني ربما أشياء كثيرة لكن رغم تعدد الأشياء ألا إنني استطع أن اجزم انه الم ممتد الم عمرة 13 عام وقبل أيام من هذه اللحظة أشعلت داخل قلبي الشمعة الرابعة عشر وإنا اردد


كم عشتُ أسألُ: أين وجهُ بلادي
أين النخـيلُ وأين دفءُ الوادي


لا شيء يبدو في السَّماءِ أمامَنَا
غيرُ الظـلام ِوصـورةِ الجلاد


هو لا يغيبُ عن العيـون ِكأنه
قدرٌٌ.. كيـوم ِ البعثِ والميلادِ
الم الوطن الذي استبيح وكرامة الناس التي ديست وكل شيء ضائع في هذا الوطن الذي اسموة الجنوب واسميتة حبي الجنوبي وعشقي الذي لا ينتهي ذات يوم كنت صغيراً حينما سقط الجنوب وشاهدت عدن أسيرة في أيادي من لا يعرف الانسانية والتحضر ولا يعرف للوطن قيمة ولا للبشرية كرامة ولا يدرك كثير من القيم التي تعلمنا وتربينا وترعرعنا عليها


كلنا يدرك ان نظام السابع من يوليو لم يترك في الجنوب ثمة شيء من إمارات الجمال إلا وداسها وكل المعالم الحياتية تحولت بعد السابع من يوليو إلى شيء ما يشبه الظلمة التي لا تنتهي البتة، ككل احتلال غاشم سعى هذا النظام ان يدمر كل شيء في ارض الجنوب والحديث عن هذا الأمر هنا يطول ويطول ويطول لكن وفي كل الأمور تظل الأمور واحدة ويظل الألم واحد والضحية واحدة ليس هنالك احتلال ما يفرق بين ضحاياه فالكل امامة متساوون في العذاب ومنذ إن سقط الجنوب في قبضة هذا النظام والنكبات تتوالى على ارض الجنوب وانسان الجنوب واليوم نقف عن قرب اما م مأساة جنوبية أخرى مأساة ضحيتها وألمها طفل من أطفال الجنوب طفل لم يكمل عامة الرابع عشر طفل لايدري عن الحياة الكثير اكبر همومة كسرة خبز ومذاكرة درس ليس الا احلام صغيرة لعالم اصغر ولكن ليس كل ما يتمناة المرء يدركة احيانا تكون الحياة ومجريات الحياة رغم قسوتها ورغم بؤسها الا انها لا تكون في متناول ايادي الكل وهنا تكون المأساة وهنا يصبح الالم جباراً للغاية الم يتسبد على كل شي ويطغى بعنفوان شديد ضيفنا اليوم في هذا التحقيق او فلنقل شهيدنا بقايا ذكرى جميلة لطفل جنوبي كان بيننا منذ اسابيع وغادرنا اليوم او بالامس غادرنا ولكن ذكراة ووجودة ستظل الابد وغداً سنحتفل بيوم شهيدنا الطفل من كل عام ومعها نفتح صفحة للتذكير باننا شعب وامة كانت حرة يوجب ان تظل حرة الى ابد الابدين تفضلوا ياسادة الى هذا التحقيق البسيط عن طفل الجنوب عبد الحيكم فضل عبد الله الذي سقط يوم 25 يونيو برصاص قوات الامن دونما ذنب ارتكبة ولا خطيئة

الطريق الى الذكرى

عزمنا على الذهاب الى موقع الحث بعد ايام من استشهاد الطفل عبد الحيكم وغادرنا عدن في الصباح الباكر الكل صامت بينما عجلات السيارة تصافح الاسفلت بصمت عجيب ومهيب كلنا يدرك انها رحلة استثنائية ورحلة لا مجال لحديث اخر غير الدموع والبكاء والنحيب فيها رحلة سنجد فيها اهل عبد الحيكم في الانتظار وبقايا من ذكراه العطرة هنا وهناك كانت تقريبا هي المرة الثالثة التي ازور فيها محافظة الضالع وعلمت وانا في طريقي ان قرية الشهيد عبد الحيكم تبعد عن مركز المحافظة كثيراً وان علينا ان نقطع رحلة اخرى الى هناك قرابة الظهر وصلنا الى مركز المحافظة مجموعة من المتضامنين بينهم العزيزة الناشطة الحقوقية زهرة صالح حينما تقف هذة الايام في محافظة الضالع تقف وكأنك في جنين او الخليل او مايشبة هذة المدن في أي مكان في العالم شيء من البؤس والحرية المففودة والوطن الضائع لم ننتظر كثيراً سرعان ما اتت سيارة واقلتنا في رحلة اخرى الى جحاف وكانت رحلة اخرى ايضاً وصلنا الى قرية السرير وهي قرية الشهيد عبد الحيكم وكان من مستقبلينا والد الطفل عبد الحكيم وعدد من افراد اسرتةوالكثير من اهالي قريتة ملامح الحزن لاتزال على وجوة مستقبلينا تحدثنا بقوة عن ماحل بهم وماحل بقريتهم وبكل مناحي حياتهم


ليلة الاستشهاد


لم يكن في الحسبان ليلة استشهاد طفلنا ان ايادي الغدر والإجرام تتربص بة ليلتها كان عبد الحكيم عائد من عند احد زملائه بعد الانتهاء من مذاكرة احد دروسه والتحضير لامتحان يوم الغد خرج مع مجموعة من اصدقائه في طريق العودة كلاً الى منزلة وامام ادارة الامن افترق عبد الحيكم عن أصدقائه واتجه صوب منزلة لم تمر لحظات الا وسمع أصدقائه صوت إطلاق نار كثيف ، وحينما عادوا الى نفس المكان وجدوا صديقهم مضرجاً بدمائه وصيحاته واستغاثاته تشق عباب السماء أصيب عبدالحيكم بادئ ذي بدئ بطلقات صوبت آلية من احد أفراد الامن لم يكن هنالك سبب ولا ذنب الا ان الأرواح في الجنوب أصبحت رخيصة للغاية وان الامتهان وصل ذورتة وحسبنا الله على من ظلمنا واستخف بارواحنا سقط عبد الحيكم والتم الكل من حولة وصل الصراخ والعويل الى مسامع والدة واهلة الذهب هب لآجل الاستفسار عما حد يجري وحينما وصل وجد الكثير من الناس متحلقون حول ولدة واللك يصرخ وقبل ان يقول كلمتة وجد مجموعة من رجال الامن تطوقة وكأنة هو مرتكب الفعل بينما مرتكب الفعل الاجرامي فر هارباً من المكان استولت الدهشة على هذا الاب المسكين ولم يدر مايقول سارع الكل في سباق مع الزمن وتم نقل الطفل الى احد المستوصفات الخاصة بالضالع لكن ولان حالة الطفل كانت حرجة استعدى الامر نقلة الى محافظة عدن في سباق مع الزمن في سباق مع الامل الجنوبي المستبد بنا في سباق مع كل شيء اوصل الى عدن وادخل الى مستشفى صابر ولكن ولان اصابتة كانت بالغة فاضت روحة الطاهرة الى بارئها تاركة لنا الكثير من التساؤلات تساؤت جمة تساؤل عن زمن الضعف الجنوبي وزمن الذل والخنوع الجنوبي وتسأل اخر واهم بأي ذنب وحق قتلت وازهقت هذة الروح؟؟

لماذا قتل عبد الحيكم

يتحدث الينا والد الطفل عبد الحيكم ويتسأل بحرقة شديدة لماذا قتلوا ابني وبأي
حق واي ذنب ارتكبة كي يقتل عبد الحيكم للحقيقة انها مأساة وظلم شديد لم نؤذي احد ولم نرتكب بحق احد ما خطيئة تذكر ذهب عبد الحيكم ليستذكر دروسة وعاد جثة هامدة هل اصبحت ارواحنا رخيصة الى هذة الحد قتل الناس هل اصبح شيء من الروتين اليومي انظروا كم قتلوا هنا وهناك لم تعد ابناء الجنوب أي حرمة تذكر كل شيء مباح في قوانينهم وشورعهم كل شيء الارض والانسان وحتى الاطفال الا يدعو هذا الامر للثورة والنخوة والكرامة لااظن ان هنالك ممارسات اشد بشاعة من هذا الامر حينما تحدث وانهى حديثة لم استطع ان ارد بكلمة فانا جنوبي وقد اكون جزء من هذا الجبن المستبد ولا ندري الى متى لكنني حاولت الانصراف عنة مواسياً ليس الا وشيء ما بقلبي يهزني وانا اردد

أخي، جاوز الظالمون المـدى

فحقَّ الجهادُ، وحقَّ الفـِدا


شيء من الالم يسكن الوجدان على حال ابناء الجنوب اليوم شيء من التذكار اتخيلة يمر امامي واتسأل عن زمن العزة والنخوة الجنوبية اتسأل كثيراً ولا اجد اجابة الا بقايا تذكار في عدد من الشوارع يقول كنا هنا جنوبييون كانت هنا دولتهم وضاع كل شيء ولكن هل سيعود هذا هو السؤال؟؟؟ السؤال المهم اليوم الى مت سيظل امتهان كرامة الجنوبيين الى متى سيظل العبث بالارواح الجنوبية الى متى يسظل النظام في غية هذا وعبردتة هذة؟؟ قالوا كثيراً عن بحور الدم قالوا بان من يخرج للمطالبة بحقة في الحياة شخص مخرب وقلنا بانهم لم يتركوا شيء الا واحالوة الى ركام والدليل ان ارواح الاطفال وحرمتها لم تسلم من اذيتهم وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان هذا النظام لايعترف الا بلغة القوة ومنها واليها مرده وخضوعة


هنا سقط الشهيد

هنا سقط شهيدنا وهنا سقطت معاني كثيرة وقبلها كثير من قيم تسألت وانا اتفحص المكان الذي سقط فية عبد الحيكم واقول ماذا لوسقط هذا الطفل قبل 14 عام من اليوم هل كنا سنسكت هل سنصمت هل سنلوذ بهذا العجز الذي لاينتهي مثلما ترون على بعد امتار سقط شهيدنا من مبنى الامن ومما يعني انة لم يكن يشكل أي خطر على ادارة الامن اطلاقاً بل ان المكان مكان عام يمر منة الكل وفي كل الاوقات لذلك فان مرور عبد الحيكم في هذا المكان لم يشكل أي خطر على ادارة الامن التي من مسماها انها ادارة لحفظ امن الناس وليس لترويعهم وقتل اطفالهم وانتهاك حرماتهم هنا سقط شهيدنا بوابل نيران اطلقة احد اشاوس ادارة الامن قضة هذا الطفل لايمكن حصرها على مكان واحد او فئة معينة من الناس وانما هي قضية تمثل وتهم الجميع من ابناء الجنوب لكن الى هذة اللحظة لازالت مياة هذة القضية راكدة واظن ان دماء عبد الحيكم ستلحق بدماء منصة الحبيلين وغيرهم الكثير الكثير من دماء ابناء الجنوب التي ضاعت في غياهب الجب ولازلنا في الجنوب بأنتظار قدوم جودو وجودو قد يأتي وقد لايأتي وحينما يكون عنوان حياتنا الانتظار فأن الامر يصبح كارثياً

جنوب الاعتصام

لا ادري هل وصل الحال بالجنوبيين من العجز الى درجة ان يكون اقصى مايفعلوة هو الاعتصام واعتصام تلو اعتصام وتحرك وضجيج وصياح وثورة ثورة ياجنوب توقفت في قرية السرير اما مخيم جنوبي اخر كتبت علية لافتات تندد وتستنكر وتشجب والى ماذلك ولا جديد في هذا الوطن غير الشجب والا ستنكار تسألت كثيراً الى متى سنظل نعتصم ونستنكر؟؟ الى متى ستظل قضايانا حبيسة مقايل قات !!!يسموهنا مخيمات الاعتصام للمطالبة شيء من العجز تملكني وانا اشاهد صورة الاعتصام الذي اقيم بقرية السرير حتى تقديم الجناة الى يد العدالة وقفت اتسأل كثيراً وتمنيت لو ان من قاموا بالثورة ضد الاحتلال البريطاني بين يدي لكي اتسأل لماذا لم يعتصموا يوم ما؟؟ وتسألت بداخلي؟ هل بهذة الاعتصامات سيعود الوطن هل سيعيد اليك احدهم جزء من حقوقك بهذة الطريقة ام ان هذا شيء من العبث اللامتناهي سؤال رددتة كثيراً ولم اجد لة اجابة هنا وهناك اعتصام ولاشيء يتغير كل يوم قتل تشريد اهانة دوس على الكرامة وبقوة ايضااً لاادري الى متى ستسمر هذة الثورة السلمية

خاتمة


غادرت قرية السرير وانا محزون اكثر مما كنت فية غادرت وانا اترحم على روح الشهيد وعلى اوراح كل شهداء الجنوب طافت بي الذاكرة هنا وهناك وادركت ان ليس ثمة شيء يمكن لة ان يتوقف وليس للكلمات وحدها ان تعيد لنا الوطن ولطالما قرأنا ان الحرية لا توهب وانما تنتزع وهذا اصدق شيء قرأتة في حياتي واطلعت علية ذهب حكيم ضحية وذهب الوطن قبل حيكم والى هذة اللحظة لم يعد حيكم ولم يعد لنا الوطن اعتذر لكل من سيقراء هذا التحقيق على تواضعة وذلك بسبب الظروف المحيطة والحالة النفسية التي نعيشها كنت اتمنى ان يكون اقوى من ذلك لكن اتمنى ان نكون قد اوصلنا شيء مما اردت لة ان يصل[/align]

[فادي عدن]

إليك يا عبدالحكيم فضل الحريري .... لن ننساك

يا درة فــي جــبــيــن الجـــرح نـازفــة
من أطلق النار؟ ماذا كـان حـين رمـى
أكـان مـن طــيـــنة الإنســـان مـعـدنـــه
أم كان حقداً ، وبغضاً شارداً ، وعـمى؟
يرميك ، يصرع فيك الفجر مخــتلـــجاً
فــهو الظـلام وما أقســاه إذ هـــجــمــا

قم يا صغيراً على الآلام ، وجهك لـــن
ينســاب نـحـو غــروب يمـطر الظلما
قم فـي إنتـظـارك آمـال ، وأغـصـــنها
ظــلــيــلـة ، ووجــوه عــــذبـة ودمــى
قم قل بلادي هنا ، أرضي هنا ، وطني
هــنا ، قـــم وحـــلّـــق وأنــشــر العلَما
قم لا تمــت وأنــتـظر بشراك ، إن غداً
حتــماً سيســأل عــن عينيك أين هما؟!
في الصــفِّ مقـعـدك الخـالي بـه شـجن
أما رفــاقــك كــم مـن بــيـنـهم صـُدما
ودفــتــر لــم تــدخــل إجــابــاتــك بــه
حتى متى يا صغيري تهجـر القـلـمـا؟!


أيــا حـــكــيــم يـا وجــه الـطـفـولة ، يا
بــراءة الــنــور والــنــوار مـــبــتـسما
كــان الرصــاص حـقيراً حين مر على
طُـهـرك الحــرّ فــأبـــلـى فيه وأخترما
كــان الرصــاص غــبياً حـين سـار في
جـسـم نــدي ، وألــقــى للــثــيـاب دمـا
كــان الرصــاص جباناً حين عشش في
لـحــم تــربـى عــلـى حـب الحـما ونما

كــان الـنـور يـنـســاب أشـعـة يـحـملها
هــذا الــدم الصــارخ الـدفــّاق مـحتدما
بـــارقــة الـــنـور فـي عـيـنـيك أحسبها
فــجــراً ســيــشـــرق جــبـاراً ومـنتقما

عدن ـ 7/7/2008م