البيان الصادر من أبناء الجنوب المشاركين في موكب تشييع جثمان الشهيد فارس محمد أحمد الي

[اسد الضالع]

بسم الله الرحمن الرحيم

البيان الصادر من أبناء الجنوب المشاركين في موكب تشييع جثمان الشهيد فارس محمد أحمد اليافعي إلى مثواه الأخير

بمقبرة الشهداء بردفان يوم الخميس 20/5/2010م

استجابة لدعوة أسرة الشهيد فارس ومجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب محافظة لحج تم صباح هذا اليوم تشييع جثمان الشهيد فارس من ثلاجة مستشفى ابن خلدون الحوطة م/لحج إلى مقبرة الشهداء بردفان وفي موكب جماهيري مهيب واستقبال شعبي كبير بدءاً من خروجه مروراً بمناطق مديرية الحوطة ومديرية تبن حتى العند والملاح ومنطقة جمل وحتى مقبرة الشهداء بردفان شارك فيه مئات الآلاف من أبناء محافظات ومديريات الجنوب عامة ومديريات محافظة لحج ردفان ويافع ومحافظة الضالع على وجه الخصوص رغم الحصار العسكري والأمني وحالة الطوارئ المفروضة على كل ساحة الجنوب ونقاط التفتيش المعيقة للحركة والتي تحولت إلى مواقع اختطاف وإخفاء لكل من يمر بها من أبناء الجنوب فضلاً عن النقاط العسكرية الاستثنائية التي تم استحداثها مؤخراً في سياق الحصار العسكري والاقتصادي المفروض على ردفان وعقب إكمال مراسيم الدفن تحول موكب المشاركين إلى مسيرة جماهيرية احتجاجية غاضبة انطلقت من المقبرة حتى مدينة الحبيلين حيث جابت المسيرة شوارع الحبيلين واستقرت أمام منصة الشهداء منددة ومستنكرة للجريمة النكراء التي ذهب ضحيتها الشهيد فارس وغيرها من الجرائم الأخرى التي ترتكبها سلطة الاحتلال بحق أبناء شعبنا في الجنوب وآخرها حتى الآن الجريمة التي ذهب ضحيتها الشاب محسن عبدالله محسن والتي لا زالت جثته مسجية في ثلاجة مستشفى ابن خلدون والجريح ثابت العكيمي المرقد حالياً في مستشفى النقيب عدن كشاهد على جرائم هذه السلطة الاحتلالية الدموية بامتياز فما أن يتم إخراج جثمان شهيد من الثلاجة حتى يحل محله جثمان شهيد آخر، وما أن يتم خروج جريح من المستشفى حتى يحل محله جريح آخر، مطالبين بسرعة تسليم الجناة للعدالة وسحب كل القوات العسكرية من أرض الجنوب عامة وسرعة رفع النقاط وكذا المواقع العسكرية المستحدثة بما فيها تلك الواقعة في المناطق المطلة على الحبيلين وعلى منازل المواطنين و التكشف على الأسر والنساء والأطفال ومضايقتهم وإرهابهم وإطلاق النار المستمر عليهم وفي اتجاههم على وجه الخصوص والتي جاء تواجدها في إطار التصعيد العسكري والأمني واستهداف حياة المواطنين المدنيين في منازلهم وفي الأسواق العامة والطرقات ونقاط التفتيش ومحملة سلطة الاحتلال وقواتها كافة التبعات، كما رفع موكب التشييع والجماهير التي استقبلت الموكب والمسيرة الجماهيرية أعلام دولة الجنوب وشعار الاستقلال وصور الرئيس علي سالم البيض ونددت بالاحتلال وجرائم الاحتلال وطالبت برحيل قواته ورددت شعارات التحرر والاستقلال واستعادة الدولة وتسليم الجنوب لأهله، وأدانت جملة الجرائم التي ارتكبتها قوات سلطة الاحتلال الغاشمة والمتمثلة بإزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من خلال تلك النقاط والمواقع المستحدثة وهم يمارسون حياتهم الطبيعية في منازلهم ومزارعهم وفي الأسواق العامة وأثناء مرورهم في النقاط وعلى نحو ما حدث في كل مديريات ومحافظات الجنوب بصورة عامة وفي الحوطة والضالع وردفان على وجه الخصوص وهي جرائم حرب تمارسها سلطة الاحتلال تستهدف المدنيين الأبرياء محذرين هذه السلطة وقواتها من مغبة التمادي في ارتكاب هذه الجرائم وأن دماء أبناء الجنوب ليست رخيصة ومجددين الدعوة للمنظمات الإنسانية والحقوقية والمجتمع الدولي والإقليمي للتدخل العاجل لإنقاذ شعب الجنوب قبل أن ينفلت العقال مستشهدين في ذلك فقط بالجرائم التي تمت في الحبيلين خلال شهرين فقط والتي استهدفت المدنيين وهم يمارسون حياتهم الطبيعية والتي تأتي في سياق خطة نظام صنعاء المحتل للجنوب الهادف إلى المزيد من إحكام السيطرة العسكرية وتشديد القبضة الأمنية على محافظات ومديريات الجنوب وفي ظل حرب عسكرية ثانية معلنة يجري تنفيذها اليوم على الواقع من المهرة إلى الضالع وتواصلاً لحرب عام 94م الأولى وتصعيداً لها ووفق استراتيجية تثبيت واقع الاحتلال المفروض على أرض وشعب ودولة الجنوب منذُ 7/7/94م وتصفية قضية الجنوب ووأد حراكه السلمي وبهدف جر شعب الجنوب وحراكه السلمي إلى العنف وهو ما تقوم به سلطات الاحتلال وتسعى من خلاله إلى توفير الغطاء والمبرر لمخططاتها تلك وهي جرائم حرب تستهدف المدنيين العزل وبكل المقاييس تقوم بها سلطة الاحتلال ضد شعب أعزل واقع تحت الاحتلال ووفقاً للتالي:
1. في يوم 4/3/2010م أقدمت سلطة الاحتلال من خلال قواتها المرابطة في الحبيلين بإطلاق الرصاص الحي العشوائي على المواطنين وقد نتج عن ذلك استشهاد المواطن محمد أحمد الجحافي عندما كان في الشارع العام.
2. في 1/4/2010م أقدمت سلطة الاحتلال على إرسال مجاميع من العسكريين المرابطين في المواقع العسكرية المحيطة والمطلة على مدينة الحبيلين حيث أقدمت تلك المجاميع وهي بلباس مدني بالاندساس بين المواطنين بالسوق العام وقامت بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل رافق ذلك تغطية من تلك المواقع العسكرية حيث أطلقت هي الأخرى نيران أسلحتها الرشاشة والمضادة للطيران باتجاه المواطنين في السوق الشارع العام وقد نتج عن ذلك استشهاد المواطن محسن محمد أحمد الجعوف أثناء ما كان يتسوق في الشارع العام.
3. وفي عصر يوم 5/4/2010م قامت قوات الاحتلال بإرسال أطقم عسكرية من تلك المواقع ومن عدة اتجاهات إلى وسط الشارع العام في الحبيلين حيث قامت تلك الأطقم والقوة التي كانت عليها بإطلاق النار العشوائي على المواطنين المتسوقين وقد نتج عن ذلك جرح عدد من المواطنين ومنهم: 1ـ عبدالناصر محمد ناشر، 2ـ رشيد صالح عثمان، 3ـ شفيق محمد أحمد سلمان، ولقد كان من نتيجة ذلك أيضاً إلحاق خسائر مادية وأضرار لحقت بالمواطنين ومنازلهم وسياراتهم وأصحاب المتاجر والمطاعم فضلاً عن ما أحدثته من حالة الذعر والخوف خاصة بين النساء والأطفال .
4. وفي يوم الأربعاء 28/4/2010م قامت قوات الاحتلال المرابطة في النقطة العسكرية شمال الحبيلين وهي من النقاط والمواقع العسكرية التي تم استحداثها مؤخراً بإطلاق النار على المواطن الشهيد فارس محمد أحمد بعد أن كانت قد أخضعته للتفتيش أثناء ما كان في طريق عودته من صنعاء إلى منزله في الحبيلين بعد أن كان قد ذهب لإكمال معاملة إجراءات السفر إلى المملكة العربية السعودية لطلب العمل بعد أن تعذر عليه الحصول عليه في وطنه.
5. لم يمر أسبوعين على ارتكاب سلطات الاحتلال الجريمة التي استهدفت حياة المواطن فارس اليافعي حتى ارتكبت جريمتها الأخرى بواسطة نفس القوات التي نشرتها مؤخراً في ردفان واستحدثت لها العديد من المواقع والنقاط العسكرية ومحاصرة وتطويق مدينة الحبيلين من كل الاتجاهات وفي الوقت الذي يشهد فيه ردفان كسائر مناطق الجنوب فعاليات سلمية ومهرجانات احتجاجية تدين وتندد بمسلسل هذه الجرائم وتطالب بسرعة تسليم الجناة للعدالة وبرفع المواقع والنقاط وسحب القوات. إذا بها تفاجئ بجريمة جديدة ترتكبها هذه السلطة الغاشمة في الشارع العام بالحبيلين عصر يوم 15/5/2010م وفي سياق مسلسل جرائمها الواقعة ضد شعبنا في الجنوب وذلك أثناء مرور قوة عسكرية مكونة من 40 طقم عسكري تقريباً في موكب اتضح فيما بعد أنه لوزراء سلطة الاحتلال قادماً من عدن باتجاه الضالع وهم رشاد العليمي وعبدالقادر هلال وآخرين وكان قد سبق موكب الوزراء نشر قوة عسكرية عربات وأطقم عسكرية من القطاع والمواقع العسكرية المستحدثة والمطلة على الحبيلين.. وفي حالة استفزاز واستهتار بحياة المواطنين قام أحد أطقم الموكب بدهس أحد المواطنين المارة بالشارع فيما قام طقم آخر بصدم باص مواطن آخر ومن عليه من الركاب الأمر الذي أثار غضب واستنكار كل المارة بالشارع العام وجعلهم يتجمعون حول المواطن الذي تم دهسه ومن جانبها قامت قوات سلطة الاحتلال ليست الموجودة على أطقم الموكب أو التي خرجت وسبق نشرها ولكن أيضاً المرابطة في المواقع وفي القطاع بإطلاق النار ومن مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة على مدينة الحبيلين وباتجاه المواطنين والمنازل والأسر والمحال التجارية والشارع العام مما ترتب عليه استشهاد المواطن الشاب محسن عبدالله محسن وجرح عدد آخر البعض منهم حالتهم خطرة.. ولم تكتفي سلطة الاحتلال بذلك بل قامت أيضاً ومن خلال أجهزة أمنها في الحوطة عاصمة المحافظة بالقبض على أقارب الشهيد من مستشفى ابن خلدون وذلك أثناء قيامهم بنقل جثة الشهيد وإيداعها ثلاة المستشفى والزج بهم في السجن والتحقيق معهم ودون أي وازع من ضمير وتقدير ومراعاة لمشاعرهم وللخسارة التي لحقت بهم جراء استشهاد قريبهم فضلاً عن عدم ارتكابهم لأي جريمة يستحقون عليه ذلك وكل جريمتهم هو استشهاد قريبهم.
6. وكانت قوات الاحتلال وخلال ثلاثة أيام فقط من شهر فبراير 2010م في الحوطة عاصمة المحافظة قد أزهقت أرواح ثلاثة مواطنين من الشباب سقطوا شهداء في ساحات وميادين النضال السلمي فضلاً عن 17 مواطن سقطوا جرحى واعتقال ما يزيد عن 200 مواطن لا زال البعض منهم خلف قضبان الزنازن حتى الآن، فيما كانت قوات الاحتلال قد قامت باغتيال الشاب فارس طماح في زنزانته بالمعلا التي كانت قد اقتادته إليها ظلماً وعدواناً.. وبصورة عامة يكفي الإشارة إلى أن عدد الشهداء من أبناء محافظة لحج الذين سقطوا برصاصات قوات الاحتلال خلال الفترة الماضية من هذا العام قد وصل إلى 8 شهداء فيما بلغ عدد الجرحى 37 جريحاً وعلى نحو ما يوضحه الكشف المرفق، وحيث هذه الجرائم مجرد أمثلة لما يتم ارتكابه من جرائم بحق أبناء شعبنا في الجنوب وفي كل محافظات ومديريات الجنوب عامة.
7. لقد سقط عبدالله محسن وهو والد الشهيد محسن عبدالله محسن في مايو عام 1994م شهيداً بنيران هذه السلطة أثناء حرب احتلالها للجنوب وها هو ابنه الشهيد محسن وبعد مرور 16 عام يسقط بنيران قواتها فيما كان المواطن الشاب أنس سيف ثابت قد سقط جريحاً برصاصات قوات الاحتلال وفيما هو لا زال طريح الفراش معاق بفعل الإصابة يسقط والده جريحاً برصاصات هذه القوات وكل جريمته أنه حضر لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد محسن عبدالله وهو الآن نزيل المستشفى وحالته خطرة وهو ما يؤكد استمرار مسلسل جرائم حرب الإبادة البشرية المتواصل وأن هذه الحرب التي بدأت في صيف عام 94م لا زالت حتى اليوم متواصلة ومستمرة وبدون توقف وفي محاولة لإخضاع الجنوب وشعب الجنوب لاحتلال همجي غاشم بالقوة وبكل أدوات ووسائل القمع والقتل وحرب الإبادة والتدمير.
8. وفي تصعيد عسكري وأمنى غير مسبوق وفي سياق الحرب المعلنة على كل محافظات ومديريات الجنوب ظاعفت قوات الاحتلال خلال الثلاثة الايام الماضيه من حجم تواجدها وانتشارها في مواقع ومناطق تمركزاتها التي استحدثتها مؤخراً في الحبيلين حيث قامت بنشر العربات والاطقم العسكرية في شوارع وازقة مدينه الحبيلين مصحوبا بمجاميع عسكريه مسلحة وبالزى المدني البعض منها تسلل الى اسطح المنازل مترافقا مع ما قامت به من إجراءات عسكريه وأمنية أخرى و على صورة نقاط عسكرية استحدثتها في كل من سيلة بلة والملاح وباتجاه الحرور وفرضت بذالك طوقا عسكريا محكما على ردفان ومنع حركة السير منه واليه والحيلولة دون وصول المواد التموينية والغذائية والطبية والوقود إليه وتعذر نقل الحالات المرضية الى الحوطة وعدن00 وبالتزامن مع ذلك اقدمت قوات سلطة الاحتلال على اطلاق نيران اسلحتها الثقيله والمتوسطه والخفيفة أثناء ما كانوا موجودين مشاركين في مخيم عزاء الشهيد محسن عبدالله محسن في منصة الشهداء عصر يوم 18/5/2010م وقدنتج عن ذالك اصابه اربعه مواطنين اصابة احداهم خطيره وهم : سيف ثابت العكيمي وهو والد الجريح أنس الذي سبق إصابته وجرحه برصاصات هذه القوات ولا زال طريح الفراش معاق بفعل الإصابة 2-مختار شائف محمد 3-سعيدصالح ناشر4-برهان البدوي-اضافه الى ماحدث من ارهاب وترويع للاسر نساء واطفال وشل الحياه المدنيه والحاق أضرار بالمساكن والمباني فضلا عن معاناة المواطنين جراء نقص المواد الغذائيه واالتموينيه وتعذرنقل المرضى الى عاصمه المحافظة 000 وحيث هذا التصعيد الخطير المتمثل بفرض حصار عسكري واقتصادي تمويني وغذائي ودوائي على مناطق ردفان ويافع و الضالع وما تم ارتكابه من جرائم يستهدف ليس فقط المواطنين الامنين ولكن ارواح نسائهم واطفالهم وشيوخهم وبهذا الخصوص يجدد المشاركين في موكب التشييع وفي المسيرة الجماهيرية الدعوة إلى سرعة فتح الطريق العام ورفع النقاط وسحب القوات محملين سلطة الاحتلال أي تداعيات تترتب على ذلك.
إن جملة هذه الجرائم لا تدلل فقط على مدى إصرار سلطة الاحتلال وإمعانها واستمرارها في ارتكاب جرائم حرب تستهدف إبادة شعب الجنوب ولا على استهداف المواطنين العزل وهم يمارسون حياتهم الطبيعية ولكنها تدلل أيضاً على مدى استهتار وعنجهية هذه السلطة الاحتلالية الغاشمة وان حياة المواطن الجنوبي قد صارت لا قيمة لها ومحل استهداف سلطة الاحتلال وقواتها وأينما كان.

هذا وقد صدر عن المشاركين في موكب التشييع الذي تحول إلى مسيرة جماهيرية غاضبة البيان التالي:

· تأتي كل هذه الجرائم التي يرتكبها نظام صنعاء المحتل للجنوب وشعبنا في الجنوب يخوض وبوسيلة النضال السلمي معركة كرامة ووجود ومصير في مواجهة نظام غاشم قادم من خارج سياق العصر.. لا قدسية لديه لما يعنيه الوطن وسيادته ودولته وهويته وتاريخه.. لا قيمة لديه لحق أبناء هذا الوطن في العيش في كنفه والوجود على تراب أرضه وتسخير خيراته وثرواته في بناء حاضرهم والتأسيس لمستقبل أجيالهم اللاحقة.. لا قيمة لديه لحقهم في العمل ـ الماء ـ الغذاء ـ الدواء ـ السكن ـ التعليم ـ الكهرباء ـ الطريق وغيرها من ضروريات الحياة الأخرى وللحقوق والحريات العامة والخاصة والعدل والأمن والاستقرار، نظام احتلال مذهبه الحروب واختلاق الأزمات.. ووسائله القوة العسكرية والأمنية وأدواته الزنازن والسجون والمحاكم الاستثنائية، أساليبه حالة الطوارئ وعسكرة الحياة المدنية وتطويق ومحاصر المدن ـ القرى ـ المناطق ولغته القتل والجرح والقمع والاختطاف والمداهمات والملاحقات ونبش صراعات الماضي وإحياء ظاهرة الثأر والفتن وإثارة ثقافة الكراهية والإفساد وشراء الذمم والرشاوى والتهديد والوعيد والضرب بيد من حديد وما خفي فهو أعظم، لا يخاف شريعة السماء ولا يخشى قوانين الأرض كل شيء بالنسبة إليه مباح طالما كان فيه مصلحته المتمثلة في سلب ونهب أرض وثروة الجنوب ويخدم استمرار احتلاله وإطالة أمده وفي سبيل ذلك فهو لن يتردد عن ارتكاب أبشع الجرائم وأفضع الأفعال ولديه من الخبرة والتجربة والقدرة على التغطية ما يكفي كنظام ولد أصلاً من رحم الجريمة.. الدين عنده مجرد فتاوى تبيح دماء وأعراض وأموال أبناء الجنوب باعتباره دار كفر والوطن مجرد ضيعة وجغرافيا ارض وثروة بدون سكان وفرع عاد إلى الأصل والثورة مجرد بنت لثورة أم ومشروع الوحدة السياسية السلمية وحدة الشراكة والتراضي بين كيانين ودولتين مجرد احتلال وضم وإلحاق ونهب واستيلاء وتدمير وقتل وقمع وسجون وانتهاك حقوق وحريات ويكفي مسمى وخرقه من ثلاثه ألوان.
بل تأتي هذه الجرائم في ضل واقع احتلال مفروض على شعبنا في الجنوب وفي ضل ما يتعرض له شعبنا (شعب دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) من حرب إبادة جماعية من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية المحتل للجنوب وعلى صورة مجازر بشرية يومية طالت طلبة المدارس والمعاهد والكليات بل حتى النساء والأطفال وتدمير المنازل على رؤوس السكان فضلاً عن اعتقالات جماعية ومداهمات وملاحقات ومطاردات وغيرها من أعمال القمع والتنكيل وعسكرة الحياة المدنية وتطويق القرى والمدن وفرض حالة طوارئ وقطع خطوط الاتصالات وإغلاق الطرقات وفصل المحافظات والمديريات عن بعضها بعد أن تم تقسيمها إلى مناطق عسكرية ومربعات أمنية مترافقاً مع ما يتم من قمع وانتهاك للحقوق والحريات ومنع صدور الصحف وإغلاق وقرصنة المواقع الالكترونية واعتقالات ومحاكمات للصحفيين وحملة الرأي، بل تعداها الأمر حد الاعتداء على القنوات الفضائية العالمية ومصادرة أجهزة البث الخاصة بل وكل ذلك بهدف التعتيم على جرائمه الوحشية التي يرتكبها بحق شعب الجنوب الأعزل وفي سياق حرب استقواء عسكرية سبق أن أعلنها نظام صنعاء صيف 1994م وتمكن خلالها من احتلال دولة وأرض الجنوب وإزهاق أرواح أبنائه وانتهاك حقوقهم وحرياتهم وتدمير مقومات دولتهم ومصادرة كل مؤسساتها والاستيلاء على أرضها وثرواتها وتشريد قادتها وطرد كوادرها وموظفيها العاملين في كل أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية وتحت مختلف المسميات والحرمان من الالتحاق بالوظيفة العامة وفي المعاهد والكليات والبعثات الخارجية ومن كل الخدمات التي كان يتمتع بها شعب الجنوب في ظل دولته وفي مختلف مجالات الحياة الاجتماعية.. تلك الحرب التي لا زالت متواصلة حتى اليوم وفي حالة تصعيد مستمر وتزداد بشاعتها وحجم ما تخلفه من جرائم يوماً عن يوم تستهدف في محصلتها إبادة شعب الجنوب وتحويل الجنوب إلى مجرد جغرافيا أرض وموقع بدون سكان وتحت شعار الوحدة أو الموت كعنوان للاحتلال.
· لقد تمادى نظام صنعاء المحتل للجنوب منذُ صيف عام 1994م كثيراً وفي استهتار واضح بالجنوب وشعب الجنوب وأرواح أبناء الجنوب فضلاً عن المساس بحقوقهم وحرياتهم وحقهم في الحياة الحرة والعيش الكريم، ليس من خلال إعلانه الحرب على الجنوب والإطاحة بشراكته واحتلاله وتدمير مكونات دولته والاستيلاء على أرضه ونهب ثروته والمساس بهويته وتهميش ثورته وتزييف تأريخه والاعتداء على ثقافته. . . . ليس من خلال نكثه لكل العهود والمواثيق وإدارة ظهره لقرارات الشرعية الدولية والموقف الإقليمي وانتهاك سيادة وطن واستقلال دولته ..... ليس من خلال مواجهة نضال سلمي اختاره شعبنا في الجنوب كوسيلة للتعبير عن رفضه لواقع الاحتلال وللذل والاستعباد والخنوع وباستخدام وسائل القوة والقمع والتدمير وحرب الإبادة ساكنيها وما نجم عنه من إزهاق الأرواح البشرية في ساحات وميادين النضال السلمي وفي سياق حرب عسكرية مفتوحة تم الإعلان عنها مرتين الأولى من ميدان السبعين والثانية من الكلية العسكرية ليست من خلال كل ذلك وحسب ولكن أيضاً من خلال ما تشهده ساحة الجنوب اليوم من تصعيد عسكري وأمني غير مسبوق يندرج في إطار تواصل حرب صيف 94م واستمرار نهجها ويهدف إلى إسكات الصوت الجنوبي وتصفية قضيته .... على أن الأهم والأخطر فيما يجري هو ما تقوم به سلطة الاحتلال وقواتها من تصعيد خطير يتمثل باستهداف أرواح أبناء شعبنا في الجنوب أثناء ممارستهم لحياتهم المدنية الطبيعية ومن خلال تلك المواقع والنقاط المستحدثة فضلاً عن أن تتحول تلك النقاط المستحدثة التي تم نشرها في تقاطع الطرقات والخطوط العامة ومداخل المدن إلى مواقع قرصنة لاختطاف أبناء شعبنا أثناء مرورهم فيها وهم يمارسون حياتهم المدنية وعلى صورة احتجاز واختطاف وإخفاء ما يعنيه ذلك أن يلزموا أبناء شعبنا في الجنوب مساكنهم التي هي الأخرى عرضة للانتهاك وأن يجعلوا منها سجوناً اختيارية لهم طالما كان خروجهم لممارسة شئون حياتهم يعني القتل ـ الجرح، وفي أحسن الأحوال الخطف والإخفاء
· أن نظام صنعاء المحتل للجنوب وبما يقوم به من قمع وقتل وسجن في مواجهة فعاليات النضال السلمي إنما يدفع شعبنا في الجنوب إلى خيارات أخرى طالما كان قد سد طريق النضال السلمي .. وبما يقوم به من ومحاصرة تطويق المدن والقرى بالقوات واستحداث المواقع العسكرية في المواقع المطلة على مساكن المواطنين والتكشف على الأسر في منازلها وأثناء العمل في المزارع ورعي الحيوانات فضلاً عما تتعرض له تلك الأسر من ترهيب وتخويف وفزع يطال الأطفال جراء إطلاق النار المستمر تجاهها أنما يدفع أبناء شعبنا في الجنوب لخيار الدفاع المشروع عن أعراضهم ... وما يقوم به من استحداث النقاط العسكرية في الطرقات وما يمارسه من قتل وجرح لأبناء شعبنا أثناء مرورهم فيها فضلاً عن منعهم من المرور في حالات والقبض على البعض منهم وإخفاءهم في حالات أخرى أنما يدفع أبناء شعبنا إلى ممارسة حقه في الدفاع عن حقه في ممارسة حياته المدنية ولتدبير شئون حياته وفي مطلق الأحوال فإن الدفاع عن الأرض والعرض والدم وحق الوجود والبقاء هو حق شروع تكفله شريعة السماء وقوانين الأرض.
· ولقد حان الوقت أن يدرك نظام صنعاء المحتل للجنوب أن دماء وأعراض وأموال أبناء الجنوب ليست رخيصة كما هو وطنهم وأرضهم وسيادتهم واستقلالهم أيضاً
· وفي ذات السياق فإننا ندعو كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية والصحفية وحملة الرأي المحلية والإقليمية والدولية. . ندعو الرأي العام الداخلي والخارجي للوقوف أمام هذا الوضع والمعاناة من النواحي الإنسانية والأخلاقية والقانونية والوفاء بمسئوليتهم التي تفرضها عليهم مهنتهم تجاه ذلك وفي الوقت نفسه ندعو علماء الدين وأن يبروا بمسئوليتهم وبما يرضي الله وضمائرهم والناس وأن يقولوا كلمة حق تفرضه عليهم تعاليم الدين الإسلامي السمحاء.
· وهي مناسبة لأن نتوجه لإخواننا الجنوبيين العاملين مع سلطة الاحتلال وأن نقول لهم هل يرضيكم ما يرتكبه نظام صنعاء بحق أخوانكم وأبنائكم ونسائكم ووطنكم وإذا لم تكونوا اليوم فمتى عساكم ستكونوا على أن ما ينبغي أن يكون واضحاً أنه لولا نضال شعبنا في الميدان وحراكه السلمي وتضحياته لما كنتم محل اهتمام سلطة الاحتلال وأن أي أضعاف لنضال شعبنا وحراكه سينعكس عليكم بلا ريب فالكل في الأخير في نظر سلطة الاحتلال جنوب ولنا من الماضي عبره.
· كما هي مناسبة أخرى لأن نتوجه إلى قيادة الجنوب السياسية والتاريخية المشردة خارج الوطن وعلى رأسها وفي مقدمتها الرئيس علي سالم البيض .. ندعوهم للوقوف على هذا الوضع أيضاً وتصعيد تحركهم السياسي والإعلامي الخارجي ومؤازرة شعبهم وحراكه السلمي في الداخل وللتأكيد على وحدة الصف الجنوبي في داخل الوطن وخارجه فالخارج هو جزء من الداخل وفي وحدته وحدة الداخل والعكس صحيح وإغلاق صفحات الماضي فلولا الماضي وأوراق الماضي واللعب عليه لما استطاع نظام علي عبدالله صالح احتلال الجنوب ولما وصل الجنوب وشعب الجنوب إلى ما هو عليه اليوم.
· أن ما صدر عن الجنوب وشعب الجنوب وحراك الجنوب وكل أحرار الجنوب من البيانات والنداءات والمناشدات منذُ 7/7/94م اليوم الذي أكمل فيه نظام صنعاء احتلاله للجنوب الأرض والدولة والإنسان وحتى الآن بما حملة من الوقائع والأحداث وانطوى عليه من تبيان للمعاناة وحجم الجرائم وانتهاك الحقوق والحريات الذي مارسه نظام صنعاء بحقه بعد أن فرض عليه واقع الاحتلال إن كل ذلك يكفي لأن يكون العالم الحر وكل محافله الدولية والإقليمية والعربية ومنظماته وهيئاته قد تحرك ليس فقط لإجبار نظام صنعاء على الرحيل من الجنوب واستعادة دولته ولكن للقبض عليه وتقديمه للمحاكمة الدولية باعتبار ما قام به جرائم حرب ضد الإنسانية قام بها ضد شعب أعزل واقع تحت الاحتلال بدء برأس النظام وانتهاءً بكل من تلطخت يداه بدماء وأموال شعبنا في الجنوب.

صادر عن موكب تشييع الشهيد فارس اليافعي

والمسيرة الجماهيرية الاحتجاجية الغاضبة

ردفان 20/5/2010م