الوطن الكويتيه ( هواجس علي صالح

[عبدالله البلعسي]

هواجس علي صالح

مازن حماد



حسناً فعلت دولة قطر عندما انسحبت من المبادرة الخليجية الخاصة بتسوية الأوضاع في اليمن، فهذا هو أقل ما يمكن القيام به على ضوء الخدع والمماطلات التي يمارسها الرئيس علي عبدالله صالح الذي قبل المبادرة ورفضها ألف مرة.

والمطلوب أن تلجأ بقية دول مجلس التعاون إلى دفن المبادرة واعتبارها كأنْ لم تكن بسبب مواقف الرئيس اليمني الذي يخطئ إذا ظن أنه قادر على إنقاذ نظامه بهذه الطريقة.

وكنا نتمنى لو أن أمين عام مجلس التعاون عبداللطيف الزياني لم يستأنف زياراته إلى صنعاء في مهمة تستهدف استكمال جهود التوسط والتوصل إلى اتفاق لنقل السلطة سلمياً في اليمن. ويجب على المجلس أن يعي ويدرك ما استنتجته قطر قبلاً ويسحب المبادرة ويترك الرئيس لمصيره في مواجهة شعب هائج وغاضب.

والمعروف أن شباب الثورة والمعارضة في اليمن يرفضون المبادرة وينظرون إليها على أنها محاولة لتعويم علي صالح وتمكينه من الإفلات من المساءلة بعد تنحيه، بشأن عمليات قتل المتظاهرين وتعيين أفراد من عائلته في مناصب حساسة، وأيضاً بسبب تهم الإثراء غير المشروع.

وعلى الرغم من زيارات الزياني إلى صنعاء، فقد بدت المبادرة الخليجية في مهب الريح ليس فقط بسبب الانسحاب القطري وألاعيب الرئيس اليمني، ولكن بسبب ارتفاع أصوات أخرى في دول التعاون ومنها مجلس الأمة الكويتي، تطالب بالحذو حذو قطر والتخلي عن تلك المبادرة.

وإذا كانت بعض أطراف المعارضة مستعدة للتعامل مع نائب لعلي صالح يعينه الرئيس ويستقيل، فإن إصرار صالح على آلية تنفيذ للمبادرة تكشف مخاوفه الحقيقية وإصراره المبطن على النفاد بريشه وعدم تركه فريسة سهلة أمام المحاكم.

لذلك يظن غالبية المحللين أن علي صالح مستعد للتنحي إذا ما تم توفير ملاذ آمن له من غضب الحشود المليونية التي تملأ شوارع المدن وميادينها كل يوم. وتتحدث بعض التقارير غير المؤكدة عن أن بعض دول الخليج مستعدة لتوفير مثل هذا الملاذ.

ويقتضي الإنصاف الاعتراف بأن مواقف علي صالح الرافضة للتنحي غير المشروط بالنهاية الآمنة، هي التي تطيل عمر الأزمة اليمنية وتؤدي إلى زيادة سفك الدماء وتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية في البلاد.

والمطلوب وسط هذا المشهد الشائك أن يعترف علي صالح بهواجسه وأن يحدد رغبته في التنحي الآمن، وإلا فإن التطورات ستنفجر وسينفذ ملايين المعتصمين زحفهم نحو القصر الرئاسي مما يهدد بحدوث مذابح مروعة.


تم النشر في: 16 May 2011
http://www.al-watan.com/viewnews.asp...10516&writer=0