حميد ماذا يريد ؟ ( بقلم : محمد أحمد البيضاني )

[مدفع الجنوب]

كوبنهاجن – لندن " عدن برس " خاص : 22 – 2 – 2009
إن ما يدعو إلى الأسف في هذا القرن وهو أعظم زمن وصلت فيه البشرية إلى قمة الحضارة والتقدم الإنساني في شتى المجالات .. كالطب والعلوم والاتصالات وعلوم الفضاء وحرية الفكر والقول ، وما زال اليمن هذا البلد التي شاءت الأقدار أن تتحكم في مصيره مجموعة من الغوغاء الذين تربعوا سدة الحكم في غفلة من الزمن ..

واليوم في عصرنا يقوم هذا الفتى التائه حميد الأحمر الذي يفتقد إلى العلم والخبرة والمعرفة ، ويريد أن يتصدر قضية شعب الجنوب العربي النبيل ، وها هو الآن يسافر بين العواصم العربية ينثر المال ويشتري الذمم ويقابل رؤساء الأحزاب وبعض القادة التاريخين في الداخل والخارج ليوحد صفهم في إطار وتحت مظلة الوحدة الكاذبة والغلطة التاريخية المميتة ، ويظهر للناس مدى حرصه على الوحدة ومصلحة أبناء الجنوب العربي ، إن ما يدعو إلى الدهشة والإستغراب إنه لم يوجد على وجه الأرض سوى هذا الفتى التائه الذي لا يعي ما حوله ويدور حول نفسه في نرجسية وفراغ ليس له معنى ، يريد هذا الفتى أن يُعلم شعب الجنوب العربي .. شعب عريق و مثقف ومن خير الشعوب العربية ، شعب يملك الثروة والمصادر الطبيعية الغنية ، شعب الجنوب العربي أبناءه من الجنود الشجعان من خير القبائل العربية الشجاعة .. دعنا نسأل .. حميد ماذا يريد ؟
ولد حميد الأحمر في قبيلة يمنية كبيرة ، قبيلة حاربت الأئمة في بيت حميد الدين طوال عقود من الزمن من أجل الوصول إلى الحكم وليس من أجل مصلحة شعب اليمن ، قبيلة تعتقد إن اليمن هو القبيلة وليس غير ذلك ، ورؤسائهم من بيت الأحمر.. عم حميد وآبائه وأجداده قد حاربوا بيت حميدالدين من أجل الوصول إلى "عمامة الإمامة" وهو الهدف التاريخي والرئيسي لهم ، ولا غرابة أن ينهل حميد الأحمر من نفس المصدر.. أكان الحكم ملكي أو جمهوري . مات الشيخ الجليل والزعيم التاريخي عبدالله بن حسين الأحمر ، وللحقيقة والتاريخ إنه رجل وزعيم تاريخي يستحق الإحترام والتقدير ، ثم جاء أبناءة من بعده وليس في أحدهم أي صفة للزعامة أو الرئاسة ، بل تحلوا بالرعونة وعدم المسؤولية من إطلاق الرصاص بكل تبجح في الشوارع على الضعفاء والمساكين واستعراض القوة البليدة الغاشمة على الأبرياء . العصبة الحاكمة في صنعاء كانت في غاية الذكاء والخبث فأغرقت أولاد الأحمر بمال الشعب الوفير حتى تبعد أنظارهم عن "عمامة الإمامة" ، نهل حميد من نفط اليمن الشمالي ، ثم أردفه بعد الوحدة المشئومة باستيلائه على نفط الجنوب العربي ، ولكن حميد قد خيب ظن السلطة وتحركت فيه شهوة الحكم والحنين التاريخي المزمن إلى "عمامة الإمامة" .. فتحرك في الشارع السياسي .. إذن حميد ماذا يريد ؟
حيمد الأحمر مصاب بمرض مزمن وسببه فيروس تاريخي قديم قد ظهر للوجود منذ عام 910 ميلادي ، وهو فيروس الوصول إلى "عمامة الإمامة" ..أي الوصول إلى السلطة والحكم في اليمن ، وقد سالت أنهار من الدماء بين الأئمة حول هذا الصراع التاريخي وليس هذا جديد في تاريخهم الآثم ، حميد نشط عنده هذا الفيروس التاريخي فجاءه ، بالرغم أن السلطة كانت تعلم أن لدية جرثومة الفقر الوراثي الذي كان مصاب به منذ طفولته ، فأعطته السلطة الحاكمة جرعة مالية قوية مضادة للفقر فأختفى عنده المرض ، ولكن المشكلة الخطيرة كانت في نشاط فيروس العمامة الذي نشط عنده فجاءه ومن الصعب السيطرة عليه ، تحرك حميد في الشارع السياسي بسبب نشاط تلك الجينات الوراثية التي لا يمكن تجاهلها في تركيبة الطبقة الحاكمة اليمنية طوال العصور ، إنها الصراع المميت الدامي للوصول إلى العمامة الذهبية .. عمامة بيت حميد الدين التاريخية . في اليمن لا ملكية ولا جمهورية ولا برلمان ولا مجلس نواب ولا ثورة و لا شعب .. إنها العمامة الذهبية .. إنه الصراع الدائم على العمامة الإمامية عبر العصور.
أدرك حميد الأحمر أن صالح قد أصبح من الأحافير بعد أن تقادم عليه الدهر وفتكت به الأمراض فشلت عقله وكيانه من جراء الصراع الدائم على السلطة بين المقربين له ، صالح قتل أعدائه ولم يستطع أن يكبح جموح أهله وقبيلته وشهوتهم العارمة للوصول إلى العمامة الذهبية الخالدة ، كل منهم يريد أن يصبح إمام ، أنتهز حميد هذه الفرصة النادرة و أدرك أن صالح قد أصبح مومياء رئاسية تتحرك ببطء وتفقد أعصابها من حين إلى آخر في السباب والشتم للمعارضة من جراء ثورة وإنتتفاضة أبناء الجنوب العربي التي أفقدته النوم المريح والتمتع بأطايب الحياة البادخة وأصبح يعيش في خوف من كل من حوله وفقد الثقة بالجميع .. حياة بائسة ومصير مجهول . لقد وجد حميد الأحمر هذا الوضع فرصة تاريخية لا تعوض في أخد العمامة الذهبية من صالح الذي أدمن على ارتدائها والتمتع بها فترة طويلة وهذا وضع غير طبيعيي في اليمن ، أراد حميد ضرب صالح والالتفاف حول ساسة وزعماء الجنوب العربي ليضع الجميع تحت عمامته التي يسعي إليها ، لقد زين له الشيطان هذا المسعى الخبيث ، فهو الآن لديه المال ولكنه يريد المال والعمامة الإمامية معا كي يتوج بها خياله المريض ، ولم يعرف إن الزمن قد تغير وهناك حسابات دولية ومعادلات سياسية لا يمكن اختراقها بتفكير العاصبات البدائية .. اليوم يوجد النظام العالمي الجديد.
لنؤكد ما نقول دعونا ننظر إلى التاريخ القريب وليس البعيد لهؤلاء الناس ، ولنبدأ من عام ثورة عام 1948 - لم تكن هناك ثورة بل حركة شخصية وصراع للوصول إلى عمامة الإمامة ، شعر عبدالله الوزير إن الإمام يحي قد بدء في أبعاده عن السلطة وبدأ في تلميع ابنه أحمد لتولي الحكم ، فكانت ردت الفعل هي قيام عبدالله الوزير بتلك الحركة الإنقلابية للوصول إلى العمامة الذهبية ، ففشلت الحركة وقتل الإمام أحمد من أشترك فيها - منهم عبدالله الوزير و الآخرين ، و لم تكن هذه الثورة في مصلحة الشعب ، ثم تلتها حركة الجيش وثورة 1955 التي قادها المقدم الثلايا بالنيابة عن الأميرعبداالله شقيق الإمام أحمد وفشلت تلك المحاولة ، وقتل الإمام أحمد الجميع بحد السيف - والهدف الرئيسي من تلك الحركة كان العمامة الذهبية وليست ثورة من أجل تحرير الشعب اليمني ، ثم آخر المآسي ثورة 1962 ، ولقد كانت غريبة من نوعها – نوعآ ما .. كانت ثورة ضباط الطبقة الوسطى للوصل إلى عمامة الإمامة بشكل جماعي هذه المرة ، نجحت الحركة و تحول الموضوع إلى إمامة جماعية لمجارة العصر الحديث ، فبدلا من عمامة ذهبية واحدة فقد وجُدت 100000 عمامة ذهبية إماميه من الطبقة الوسطى تحكم اليمن .
نقول مرة أخرى لحميد الأحمر إن العصر المتوكلي وعصر العمامة الذهبية قد أنتهى .. عمامة الإمامة لم يعد لها وجود في عصرنا هذا على هذه الأرض ، نقول لحميد الأحمر .. اليوم عصر الحرية و النور والعلم ، اليوم .. عصر الحضارة الإنسانية المتقدمة في شتى مجالات العلوم ، إنه زمن المساواة والعدالة للبشر وانتهاء عهد السجون وقتل الناس ، وإطلاق الرصاص في الشوارع لإرهاب الأبرياء والأطفال ، واحتكار المال العام وتقاسم الثروة بين رجال العصابات الحاكمة ، والناس تموت من الفقر والجوع والمرض ، اليوم ليس عصر المرور في الشوارع بطوابير السيارات الفاخرة المحملة بالرجال والسلاح ، في حين أطفال تهامة يمزق رئاتهم السل .. أطفال تهامة الذي يسقط لحم أجسادهم من مرض الجذام ، يا حميد .. بدلآ من تنقلك السياسي بين العواصم العربية والإجتماعات في الفنادق الفاخرة وبعثرت أموال شعب فقير، وأطفال تهامة بلا دواء أو مدارس ، ما رأيك بالقيام يومآ في زيارة قرى تهامة البائسة لتر ى مآساة مرض الجذام ، يا حميد .. هذا المرض قد أنقرض من العالم وأستوطن تهامة .
حميد ماذا يريد ؟ .. إنه يريد عمامة الإمامة من جديد .. حاول أن تنسى هذه العمامة يا حميد .
سلام قولٌ من رب رحيم .. سلامٌ عليك شعب الجنوب العربي .. سلامُ عليك عدن .. عاصمة الجنوب العربي .. بلادي وبلاد أمي وأبي .



كاتب ومؤرخ سياسي كوبنهاجن
[email protected]

[الجنوب العربي]

نعم ماذا يريد غضب اللة علية
لا فيدرالية ولاكنفدرالية نريد ياحميد

بل سيرجع الجنوب لنا من جديد

[سحداد بن هادي الردفاني]

يريد
نصيبة من الكعكة الي كان فيها ابوة ويمكن يريد العمامة التي ناضلو من اجلها !

[أبو غريب الصبيحي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجنوب العربي

نعم ماذا يريد غضب اللة علية
لا فيدرالية ولاكنفدرالية نريد ياحميد

بل سيرجع الجنوب لنا من جديد

نعم أخي الجنوب العربي بارك الله فيك و كثر من أمثالك
نحن لا نريد فيدرالية و لا وحدة و لا اي شيئ يتفوه به هذا اللص و يقود مشاوراته
لكن ماذا يقول بعض من رفعناهم لدرجة رموز القضية الجنوبية و قيادات الجنوب ؟!!!
هذا ما ستكشفه الايام المقبلة