كفاية؛ سئمناكم:

[بائع المسك]

بسم الله الرحمن الرحيم
كفاية؛ سئمناكم:
حملناكم على الرؤوس والأكف على الظهور والمناكب، رسمناكم على الجدران وفي الوجدان..هتفنا بأسمائكم في كل مكان ناديناكم واستغثنا بكم من تحت نيران الغاصب المحتل، رفعنا صوركم في وجه مدافع ورشاشات المحتل، فخيرونا بين السقوط موتاً أو إسقاط صوركم، فاختار (أنبلنا) السقوط الأول عوضاً عن الثاني ظناً بأنهم يحملون رمز وطن مسلوب...انتظرناكم وسلوناكم خمس سنوات من القهر والذل والقتل والسحل والمهانة، توسلناكم رجوناكم مدحناكم شعراً ونثراً، لم ندع في معاجم العرب لفظ رجاء وتوسل ومدح وثناء إلا خاطبناكم به...صبرنا، استبشرنا، انتظرنا، فتلاشت سنون خمس عجاف مجدبات وأنتم في غيكم تعمهون، رويداً رويداً تلاشيتم من عقولنا ووجدانا..رويداً رويداً سئمناكم وزرعتم في قلوبنا ونفوسنا الغل والكره لرؤية صوركم وسماع أصواتكم وحتى أسماءكم..لم نرغب في ذلك بل ولا نستسيغه، ولكن أنتم من فرضه جبراً علينا..ولكي لا يتطور الأمر بيننا إلى مرحلة الحقد المولد للانتقام، فها نحن كما ترجيناكم وتوسلنا إليكم سابقاً لمشاركتنا معاناتنا وحلمنا في استعادة وطننا، نتوسل إليكم ونترجاكم اليوم، أن تتركونا نواصل مشوار ثورتنا، وألا تعترضوا طريقها وطريقنا... فضلاً دعونا نعبر دعونا نمر، لقد بلغتم من لدنَّا عذرا، ولم نعد نستطع معكم صبرا..زمنكم فات ومستقبلنا آت، وقد كنتم الماضي فلا تكونوا معول هدم للمستقبل، فكما كان الماضي لكم، فالمستقبل وفقاً لناموس الكون وخالقه، لن يكون إلا لنا..فضلاً ارفعوا وصايتكم عنا فلسنا قاصرين ولا مراهقين، ولستم حكماء راشدين، ولسنا بحاجة لنثبت ذلك ولستم بحاجة لتنفوه، دعونا نشق طريقنا بأمان واطمئنان، فكما علَّمكم الزمن وتعلمتم منه دون وصاية من أحد، فكذلك سنفعل، لكي تعلموا الفرق بين العلم والتعلم، وبين الفرض والوصاية؟؟
هلا استجبتم لندائنا هذا قبل لا ينفع ندم..ألا ترون شواهد الواقع ماثلة لكل ذي سمع وبصر، أم أنكم صمٌ بكمٌ عميٌ لا تعقلون..ألا ترون بأنكم صرتم معول هدم، فلا تكونوا قطاع طرق ثورة شعبكم ولصوص أحلام أجياله القادمة..
فضلاً؛ أزيلوا عوائقكم من الطريق..