من الأفغنة إلي الأتركة!

[dr.wait]

[align=right]فراج إسماعيل

كانت بشاور في باكستان قبل أكثر من 20 عاما، قبلة الأجيال الجديدة العربية، أرض الرباط كما سماها الشيخ الفلسطيني الراحل عبدالله عزام، الذي تولي إدارة الماكينة الجهادية الإعلامية للهجرة إلي أفغانستان.

يحضر في كل مرة خلال زياراته للسعودية الزي الأفغاني الذي كان يرتديه من نال الشهادة ويقدمه في حقيبة هدية لأهله، ليشموا روائح المسك ويطمئنوا علي أنه سلك طريقه للجنة!
في إحدي جلساته في بيت بمدينة جدة، حث كعادته الشباب علي السفر لأرض الرباط، واعدًا بأنهم سيجدون كل مساعدة للالتحاق سريعا بمجموعات المجاهدين في أفغانستان.


عشرات يتحلقون حوله. يستلهمون فتواه بأن الجهاد فرض عين، ويحلمون باليوم الذي تغادر فيهم طائرتهم إلي العاصمة الباكستانية إسلام آباد ومنها إلي بوابة الجهاد الأفغاني «بشاور»!
فتح حقائب جاء بها وطلب منهم أن يشموا الروائح الطيبة في أزياء الشهداء الملطخة بالدماء. حثني أن أتقدم لأشم أيضا، فقد كنت عنده لإجراء حوار صحفي. لم أستطع بالطبع أن اتحمل رائحة الدم الذي مر عليه وقت طويل في حقيبة مغلقة في مناخ حار!
أقنعني بأن شم رائحة المسك يكون بالنية، ولأن نية راغبي الانضمام للجهاد كانت صافية ومنقادة إعلاميا ودينيا، رأيتهم يكررون الشم مقرونا بالتكبير والتسبيح!
أخذت منه عناوين عدة أسر في جدة فقدت أبناءها في معركة جلال آباد التي قتل فيها شباب كثيرون من العرب الأفغان. ذهبت إليهم ورأيتهم يحتفون بأزياء أبنائهم الشهداء الملطخة بالدماء كأنها شهادات التحاق بالجنة جاء بها إليهم الشيخ عزام. وكتبت تحقيقا عنهم، وعن روائح المسك والعنبر، أعادت نشره صحيفة «أراب نيوز» السعودية ليقرأه المسلمون غير العرب.

الرأي العام بشبابه وشيوخه ومثقفيه كان لا يمل الحديث عن روائع الإنسان الأفغاني، فهو المثل الأعلي، وطاقة النور، والملهم للجهاد التالي الذي سيكون في فلسطين!
فتاوي كبار العلماء تجري في الاتجاه نفسه من الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي السعودية السابق إلي أصغر شيخ في ظاهرة سميت حينئذ «الصحوة».

انتهي ذلك الزمن وذهب لحاله، وأصبحنا الآن أمام ظاهرة إعلامية واجتماعية ودينية جديدة، بفعل مسلسلين تركيين مدبلجين باللهجة السورية. تحولت الأفغنة الجهادية إلي الأتركة الرومانسية. صارت اسطنبول قبلة الأجيال الجديدة للحج إلي أرض الرباط، وهو القصر الذي صور فيه «مهند» دوره في مسلسل نور.

فتيات العرب ينشدنه زوجا. تركت العائلات الأسماء العربية التقليدية مثل محمد وفاطمة وعمر وعلي وصارت تسمي مهند ولميس ويحيي ونور!
مفتي السعودية عبدالعزيز آل الشيخ يتدخل بفتوي تحرم مشاهدة المسلسلين، ومفتي سوري أصدر فتوي ببطلان الصلاة بأزياء عليها صور مهند ولميس بعد تحول ارتداء قمصان المسلسلين التركيين إلي ظاهرة في مدينته، وتعهد مفتي آخر بمنح من لا يشاهدون المسلسلين «عمرة» مجانية!
ولم يصمت علماء آخرون كبار عن الفتوي بشأن مهند ولميس، وهو واقع عربي مشين ومثير للاستنكار. ففي تركيا نفسها لم ينتبه أحد لمهند أو لميس أو نور.

غير ذلك حالات طلاق في مصر والجزائر.. أكبر رافدين مع السعودية في الثمانينيات والتسعينيات لأرض الرباط في بشاور، والسبب الغيرة من مهند، ورغبة الزوجات في قضاء ليلة معه ولو في الحلم، كما في حالة طلاق امرأة جزائرية!
في تركيا دهشة كبيرة مما يجري. لقد فعلوا في العرب بمسلسلين ما عجز أن يفعله العثمانيون عبر الاحتلال الطويل. صارت سيناريوهات علي الورق، حياة حقيقية ينشدونها ويفتون في شأنها ويطلقون ويتزوجون من أجلها، رغم أن الشخصية التركية في حياتها اليومية لا تزيد فضلا عن العربية. كلاهما في الهم سواء.

هل عقولنا كعرب فارغة إلي هذا الحد، وهل من السهل قيادتنا والسير بنا في أي اتجاه. قادنا بالأمس أفغان يعانون من التخلف والجوع والفقر، واليوم يقودنا ممثلون فرز ثالث من تركيا!
رأيت مهند عندما جاء إلي دبي، وعشرات الفتيات يتحلقن حوله لمصافحته، والرسائل تصل إليه عبر المذيع الذي كان يقدمه للحشود، كلها تسأله: هل هو مرتبط، وهل يوافق علي الزواج من عربية؟!
وعندما ذكرت تقارير أنه شاذ وعضو في جمعية للشواذ في تركيا، وهو ما كذبته المطربة اللبنانية رولا سعد بعد أن قدمته بطلا لكليب غنائي، ولا أدري كيف عرفت أو فهمت أنه غير شاذ.. لم تتراجع حمي الإعجاب العربي به، فهو رمز الجهاد الجديد عندهم، لكنه جهاد في ميدان الرومانسية وليس في ميادين القتال والاستشهاد والفوز بروائح المسك!
في الصحافة التركية استغرب مهند الهالة التي أحطناه بها، والمثل العليا التي أسبغناها عليه، وحرص وزيرة الثقافة الأردنية علي التقاط صورة معه وربما يفعل ذلك وزراء عرب آخرون!
من حق حكامنا بعد هذا أن يجثموا علي صدورنا وأن يخلدوا فوق الكراسي، فالناس مشغولة بهموم أخري. ما أسهل أن تدبلج لهم مسلسلا تركيا لترتاح منهم!
معامل تفريخ المجاهدين قامت بهذه المهمة في الماضي، وها هي معامل الدبلجة تحقق نجاحاً أكبر مع ضمان أن العرب الأتراك لن يرتدوا قنابل تهدد حكام بلادهم كما حدث مع العرب الأفغان!

صحيفة "الدستور" المصرية[/align]

[ضالعي حر]

dr.wait .......شكراً لك

[هنادي]

سلام عليكم
هذه سلبيات العولمة..ومحاكاة الغرب
خربو البنات والشباب
حتى انهم وصلو لرسولنا صلى الله علية وسلم
والله يستر من اللي جاي