الثلاثون من نوفمبر قادم بعدأيام، فماذا أعددنا له ؟( بقلم :جمال عبداللطيف عبادي)

[فادي عدن]

الثلاثون من نوفمبر قادم بعدأيام، فماذا أعددنا له ؟( بقلم :جمال عبداللطيف عبادي) لندن – " عدن برس " خاص : 26 – 11 – 2009
إن شعب الجنوب الحُر ومنذ وقوع بلاده تحت الاحتلال في صيف 1994م لم ينفك عن رفض الاحتلال ورفض جميع ممارساته قولاً وعملاً على الأرض..
لقد بدأ التحرك من الضالع وحضرموت وتجاوبت معها كل الأرض الجنوبية... دخل الآلاف المعتقلات وخضّب الأرض بدمائهم المئات من الشهداء والجرحى وهزّت قبضات الأحرار الساحات في حراك عظيم تحوّل إلى ثورة شعبية شملت كل أرجاء الجنوب..

تصدى الأبطال على الأرض للرصاص الحي بالصدور العارية وقابلوها بالهتافات المدوية مطالبين بالحرية والتحرير لأرضهم واستعادة دولتهم الجنوبية المستقلة، وجعلوا من كل مناسبا تهم الوطنية محافلاً للقاء والعمل السلمي من أجل إيصال صوتهم للعالم..
إن سلطات الاحتلال في صنعاء قد استخدمت كل الوسائل لإسكات صوت الحراك السلمي... صوت الثورة الشعبية السلمية، ولم تستطع، لا بالوعيد ولا بالتهديد ولا بالقمع المباشر ولا بالترغيب ولا بشراء الذمم... لا شيء من كل هذا قد نجح في إسكات الصوت الجنوبي المتصاعد... إنها الإرادة الشعبية... إنها العزم الجنوبي الذي خبره وعرفه التاريخ جيداً من قبل...
لقد راهن نظام الاحتلال في صنعاء على خلافات الجنوبيين فأثبت الجنوبيون أن قضيتهم تسمو فوق الخلافات وترتفع فوق كل التباينات، وأن اختلافاتهم وتبايناتهم لن تمس ثوابتهم الوطنية المتمثلة بتحرير وطنهم الجنوبي واستعادة دولتهم المستقلة، فهاهم بكل تكوينا تهم يمضون معاً بنفس المطالب وبنفس النضال وبنفس العزم والإصرار وبنفس اليقين بالنصر المبين..
تأتينا بعد أيام ذكرى غالية على قلوبنا جميعاً... إنها ذكرى الاستقلال الأول... ذكرى غروب الشمس التي لم تكن تغيب عن أرضنا الطاهرة... ذكرى المآثر العظيمة للآباء والأجداد، إنها ذكرى الثلاثين من نوفمبر، يوم الاستقلال المجيد..
تتوقع عدن يوماً مجيداً آخر ويتوقع معها كل أبناء الجنوب هذا اليوم، فماذا أعددنا له ؟
أقولها باختصار... إننا قد أعددنا عزمنا الأكيد وإصرارنا المعتاد على الاحتفال بهذه الذكرى دون أن نبالي بكل تخر صات الاحتلال وتهديده المباشر وغير المباشر..
أعددنا لهم القبضات المليئة بالغضب... أعددنا لهم صدورنا العارية تشهد العالم على جرائمهم التي يرتكبونها في حقنا... جئنا بحقنا يسير معنا في ركابنا ونكحل عيوننا بمرآه كل صبح ومساء... جئنا بأرضنا الطيبة الطاهرة الحُبلى بأساليب النضال، نفترشها فعالاً ونلتحف سمائها نرصعها نجوماً... هم شهدائنا الأبرار..
أعددنا لهم إرادة شعبية لا تلين تخاطب زعمائنا في كل مكان... بأن عليهم أن يوحدوا كلمتهم وأن يجعلوا هدفهم هدفنا وأن يستمدوا قوتهم من قوتنا ووحدتنا... إن وحدة الجماهير هي وحدة هدف ومصير ولا وحدة أخرى غيرها... عندما ترى الجماهير فعلي القيادات أن ترى ما تراه..
إن عدن قبلة نضالنا وهي القدوة في العمل والنضال فهذا قدر العواصم وهي تقوم بدورها الحقيقي والفعّال وهو دور لم يتأخر أبناء عدن عنه منذ أجيالهم الأولى... منذ محمد علي لقمان وحتى رجال وشباب اليوم العاملين على الارض..


عدن دائماً كانت تضع الخاتمة السعيدة لكل نصر جنوبي وهذا ما ستفعله هذه المرة..








26 نوفمبر 2009م