لحاكميه الزيدية في اليمن ...الى اين؟ بقلم صلاح الطفي

[يزيد الشرفي]

الحقيقة المرة التي لا ينكرها أبناء المحافظات الشمالية زيود و شوافع هي الحاكميه الاضطهاد المذهبي للطائفية الشافعية بكل علو و عنجهية رغم الغالبية العددية لأبناء الطائفية الشافعية و مستوى قدراتهم العلمية والثقافية و الاقتصادية . . و الانكى من ذلك أن يكون الاضطهاد مزدوج متمثلا اولا بالنظرة المذهبية الزيدية المتعصبة للأمامية ولأحقية البطنين في الولاية و بكمال المذهب عقديا و هي تقدم المذهب كأساس للمعتقد ولعله أصل العقيدة عندهم . . وكلنا يذكر أوبريت الذكرى العاشرة للوحدة اليمنية المغدور بها والذي كتبه الديلمي انذاك بإشارة واضحة في قوله : -

أعلنتها في مذهبي وفي عقيدتي خير العمل والتنمية والبـذل غايتــي

و هو خير العمل الذي فوجئنا بسماعه يوم دخولنا صنعاء في كل اذان ينادى بهي للصلاة و كنا نظن أن ورى هذا النداء أهل الخير و البر و الاحسان ولكن (إن بعض الظن اثم ).

لقد استفحل الاضطهاد المذهبي وبلغ أقصى مداه مع مزدوج الاضطهاد الثاني ذلك الاضطهاد القبلي الجهوي الذي يصنف أبناء المحافظات الشافعية بالدونية في الأصل القبلي وهم بالتالي أدنى مرتبة و دم حتى عند الحاكميه الدينية في حقوق الدم و الثأر . . وبالتالي لا يقبل منهم ولا يؤخذ حتى مجرد الرأي في الامور الوطنية والسيادية ولو كان ذلك بيع الوطن ,وهم في النظرة المزدوجة غير كاملي الأهلية لمناصب الولاية والقضاء العالي والوظائف السيادية كالدفاع و الأمن وقيادة الفرق (مثل فرقة المدرع علي محسن الاحمر) ولا يمكن أن يتولوا أبسط المناصب في محافظات الشمال ولو على تابع من أبناء الطائفية الزيدية . . والحقيقة التي يعرفها أبناء الطائفية الشافعية أنهم من فجر عام 1962 م إلى قبيل انتفاضتهم أو ثورة التغيير ضل جميع المحافظين و رؤساء محاكم الاستئناف كلهم من (مطلع) ومن ينسى ولاية محسن محمد اليوسفي لمحافظة تعز طويلة الامد .أما قيادة الألوية ومدراء الأمن حتى في النواحي النائية فكانت إلى الأمس القريب من المحرمات وكان الأمن الوطني أكثرها حرمه على أبناء الطائفية الشافعية . . وحتى لو تماهى المذهب الزيدي بالتقية ظاهريا عندما تكون مصالحه آمنة وهو يحسن استخدامها و يجيد فنون التورية والمماتنه وهو كذلك بارع في استخدام الاعلام و تسخيره وتسخير أبناء الطائفة الشافعية لذلك كما تجلى لنا في أساطين الزور و البهتان الذين سخروا ألسنتهم وقدراتهم ومواهبهم الاعلامية في خدمة الرئيس المخلوع وعصابته الحمراء في الأمس القريب ومنهم من زالوا اليوم على عهدهم لخدمة الأفاقين السن طويلة تبرر جرائمهم ومساحات تلمع صورهم وأحذيتهم ,ومن ينسى عبده الجندي , وسلطان البركاني , وأحمد الصوفي ومثلهم كثير . . كما لا يتورع ذلك الإعلام عن كيل أقذع التهم الباطلة وانكى الالفاظ للأخر عندما يشعر بتململه من حالة الاضطهاد وعند الضرورة يسخر حتى الدين في استباحة حقوق الآخرين من أبناء الطائفة الشافعية والشواهد موثقة من مئات السنين وواضحة جلية اليوم. . من فتوى الأمام (المتوكل على الله) إسماعيل بن علي القاسم الذي حكم اليمن بين 1054 إلى 1087 هجرية وهي ارشاد السامع في جواز أخذ مال الشوافع إلى فتوى الديلمي باستباحة أرض الجنوب وتحليل دم أبناءه في فتوى عام 1994 م والقائمة إلى اليوم . . والمجددة بفتوى علماء اليمن على شعب الجنوب عام 2012 م . لكن واقع اليوم يؤكد إن موازين القوى حتما ستتغير مهما طال الاضطهاد وبشائر التغيير تلوح في آفاق الجند وجبلة وبيت الفقيه وزبيد ... ان اولئك الذين لا زالت تلك النزعات المتعصبة البالية سلوكيات متأصلة عندهم بفعل ديمومة الاستعباد التي استمرءوا فيها كل محرم , ويمارسونها نهارا جهارا من قتل النفس التي حرم الله الى استباحة اموال الناس بالباطن دون أي وازع رادع من دين أو عرف أو سلوك انساني مكتسب , فقد أصبح في عرفهم طريق الأشرار هو سبيلهم الأمثل للكسب الحرام وأصبح في عرفهم ان كل ما يجنونه هو الغاية التي خلقوا لها وبالتالي يستخدمون كل متاح لهم في سبيل تحقيق تلك الغايات الدنيوية الدنيئة ويسخرون لها حتى الدين ورجاله النفعيين ,حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم . . ولكن هنا تتجلى مأساتهم التاريخية التي لم يستدركوها ولن يستطيعوا الفكاك منها , وهي التي سوف ترديهم سوء المهالك . . مهما حاول الأخيار من أهلهم ومهما استشعر العالم خطورة النتاج الاجتماعي الذي خلفه هذا الضيم الرهيب ومهما حاول مد يد العون المادية بالمساعدات والسياسية بتقديم المصالح الآنية والذاتية لهذه الدولة او تلك فأن معضلتهم (جميعا) لن تحل إلى باجتثاث النظام المذهبي القبلي الجهوي المأفوي المركب وتعرية رموزه بل و محاسبتهم فردا فردا على كل جرم ارتكبوه ولن يتم ذلك إلى إذا استنهض ملايين المقهورين هممهم وأخلص علمائهم الأخيار ومثقفيهم و أحرارهم وحرائرهم بنية الاحتساب عند الله بأن يشرحوا بعلمهم وأقلامهم ويكشفوا بأنوار بصيرتهم طريق الخلاص ,وهذا ما نتمناه لهم بكل صدق . نتمنى عودت التاريخ الذي اخذ فيه الشوافع حقوقهم كاملة من المضطهد الامامي المذهبي :فالزيدية تعرف انه عاجلا ام اجلا عندما تقوى شوكة الشافعية ويتخلصوا من عصابة عمنا رشوان ومن عقدة طاهش الحوبان و يستلهموا تاريخ عمر بن معد يكرب الزبيدي وابو موسى الاشعري والملكة اروى بنت احمد الصليحية عندما يعود يمن ألجند وجبلة ,وبيت الفقيه ,وزبيد العلم والمنار ,عندما تتعاضد ايادي الزرانيق وشرعب مستلهمين إقدام عبد الرقيب وبسالة ماجد وجراءة توكل كرمان فان امرأة من حرائرهم كافية لقيادة الشافعية وانتزاع كامل حقوقهم التاريخية من الاضطهاد المذهبي الزيدي القبلي الجهوي و ان غدا لناظره قريب .





بقلم / صلاح الطفي

21/11/2012 م

خاص شبام نيوز



اقرا المزيد على شبام نيوز : http://shibamnews.com/articledetails...#ixzz2CqKoX9Zj