افتراضي منتدى عدن يحذر بقايا نظام صنعاء من اللعب بورقة الارهاب في الجنوب

[البكري ابوقاهد شعيفان]

استضاف منتدى عدن للفكر والثقافة في مدينة عدن أمس حلقة نقاش شارك فيها عدد من رجال الفكر وعدد من نشطاء السياسة والشخصيات الاجتماعية لمناقشة التطورات المتسارعة للأحداث على الساحة الجنوبية ، وخرج المشاركون بإجماعهم على اصدار النداء
التالي
نداء اليقظة والحذر بشأن تطور الأحداث في أبين وفي الساحة الجنوبية عمومًا
تعرض الشعب الجنوبي ولازال يتعرض إلى مؤامرة كبرى محاطة بأقصى درجات التزييف للحقائق الرامية إلى الابقاء على خيوطها مموهة وصعبة على الفهم، تتعدد أشكال ظهورها في الزمان والمكان وظل مضمونها مرتبطاً بهدف واحد هو إلغاء الشعب الجنوبي ودولته وجوديًا من خارطة البناء الإنساني العالمي؛ فبغطاء الايديولوجيا بدأت المؤامرة وتمكنت من إحداث صراعات وانقسامات وتفكك في الوحدة الوطنية بين أبناء الجنوب، وبغطاء الوحدة تم استغلال حالة التفكك المحدثة حينها والقيام بضم وصهر الجنوب شعب ودولة ضمن دولة اخرى في عملية وصفت بالغير مسبوقة في التاريخ الإنساني كله، وعندما حاول شعبنا التصحيح والخروج من هذا الفخ أرغم على القبول بوضعه الجديد بالقوة العسكرية والحرب، واليوم تواجه وتقمع صحوة الجنوب ونهوضه الوطني من اجل استعادة حقوقه تحت غطاء الحرب على الارهاب والخارجين عن القانون، حيث تمكنت سلطة الاغتصاب والارهاب من تجنيد عدد من المرتزقة والمغرر بهم والزج بهم في بعض محافظات الجنوب وتسهيل لهم الاستيلاء على بعض المواقع والخزائن العسكرية والقيام بموازاة ذلك بإدارة اكبر حملة تزييف للحقائق في حملة إعلامية منظمة غير مسبوقة ضد الجنوب وإظهاره بمظهر البيئة الحاضنة للإرهاب لتبرير ضربه وضرب حالة النهوض الوطني التي يشهدها الجنوب والتشويش على قضيته وعلى حراكه الوطني السلمي ومنعه من المضي نحو تحقيق غاياته الوطنية، ليس ذلك فحسب، بل وصناعة مقصودة لذرائع ستفتح الأبواب امام كل أشكال التدخلات الخارجية التي قد تتجاوز حدود التدخل المألوف لتذهب نحو ما هو أبعد والسير في منحى زراعة الأجسام الغريبة في جنوب البحر الأحمر على غرار ما حدث قبل ما يقرب من مائة عام في شماله، وبحجة تأمين الممرات المائية الدولية من مخاطر القرصنة والارهاب؛ فالمخاطر التي تتخفى وراء ما يحدث في أبين ولحج وتهديد عدن وارتباطاته بما حدث ويحدث في حضرموت وبعض التحركات المشابهة في شبوة يمكن تأطيرها ضمن فصول مؤامرة تستهدف الجنوب كله، بل ومنطقة الجزيرة والخليج والأمن العربي برمته.
يا أبناء الشعب الجنوبي العظيم...
اننا امام لحظة تاريخية فاصلة يتحدد على نجاحنا في التعاطي مع تحدياتها من عدمه الصعود أو السقوط؛ فكل ما يحدث اليوم يمثل التحدي المصيري الأخطر الذي يواجهه شعبنا؛ فالجنوب اليوم مهدد في امنه، وفي فقدان السيطرة على وحداته الإدارية ويعيش فراغ واضح في إدارة شانه السياسي، الأمر الذي يستدعي اتخاذ موقف موحد، حاسم، شامل وسريع من قبل كل أبناء الجنوب دون استثناء يفضي إلى التغلب على هذه الأخطار وملئ الفراغ على كامل امتداد اقليمهم الجغرافي، مع أعطا اولوية قصوى لتدابير الأمن والأمان ومنع مظاهر الانفلات الأمني والفوضى وإفشال كل محاولات تغلغل قوى الارهاب وفضح ارتباطاتها بالسلطة.
انكم وانتم تخوضون معركة الحرية والكرامة، تتعاملون مع سلطة مغتصبة لا شرعية لها، اغتصبت الحكم في الشمال وشنت عدوان على دولة الجنوب قاد إلى اغتصاب الدولة واستباحة سيادتها، سلطة استولت على مفاصل القوة ووضعتها في مواجهة مع مصالح وتطلعات شعبي الدولتين. لقد تحرك الشعب الجنوبي لاستعادة حقوقه وانطلق حراكه السلمي منذ خمس سنوات مضت لأنهاء حالة الاغتصاب واستعادة سيادته على أرضه، واعلن ان لا شرعية في الجنوب غير شرعية الشعب الجنوبي. وفي الاشهر الأخيرة تحرك الشعب في الشمال معلنا عزمه اسقاط السلطة واستعادة الشرعية المغتصبة والعودة بها إلى الشعب. واستجابة لهذا التحرك أعلن الكثير من الأخوة في القيادات الشمالية داخل مؤسسات السلطة انضمامهم إلى شرعية الشعب إسهامًا منهم في معركة إسقاط النظام.
وبالمقابل ومن اجل احقاق الحق الجنوبي ودعمًا لقضية الجنوب وحراكه السلمي ومن أجل مواجهة الأخطار المصيرية التي تحيط بالشعب الجنوبي نتوجه بهذا النداء وندعو فيه اخواننا الجنوبيين الذين لازالوا يعملوا داخل مؤسسات السلطة ونظامها السياسي إلى الانسحاب وإسقاط ما بقي للنظام من ادعاءات ودعائم يتحجج بها وإعلان انضمامهم إلى قضية شعبهم في الجنوب وحراكه الوطني السلمي، ونخص بالذكر كتلة الجنوب في مجلس النواب ومن في حكمهم في مجلس الشورى والوزراء وكبار الموظفين في المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية، فالظرف الذي يمر به جنوبنا الحبيب خطير وقد يكون القادم أخطر، فالأحداث تتسارع والجنوب يحتاج إلى كل أبنائه، حيث تستوجب الحاجة تداعيهم والتواصل والالتقاء بين كل هولاء والاخرين المتواجدين في ميادين الحراك السلمي واولئك القادة الموقوفين عن اعمالهم وكذا مجموعة القيادات الجنوبية المتواجدة في المنفى؛ فهم جميعًا معنيون قبل غيرهم ومن ورائهم الشعب الجنوبي كله في التصدي للمخاطر التي تحيط بمصير الجنوب. أننا بهذا النداء نشدد على ان الكل مطالب بتحمل مسئولياته والالتئام وبأسرع وقت ممكن لتنظيم وتامين حماية مناطقهم واهلهم وذويهم من مخاطر الارهاب والانفلات الأمني والفوضى ومخاطر التسلل والتدخلات الخارجية؛ فالجنوب اليوم امام أخطار وتحديات لاتحتمل الانتظار، وما يجري في أبين يمثل التحدي المباشر لكل جنوبي.
أن تحريك ورقة الارهاب التي بات الكل يدرك بانها تحظى بتبني كامل من قبل السلطة والدوائر الاستخباراتية التابعة لها، وبهذا التوقيت بالذات له عدد من الأهداف: الهدف الأول: إشغال الجنوبيين في معارك جانبية تلهيهم عن قضيتهم الرئيسية ومنعهم من المضي في إعادة ترتيب اوضاعهم الداخلية وإملاء الفراغ، حتى يتمكن من يقف وراء كل ذلك من الانتهاء من مشاكله والتفرغ للجنوب وغزوه من جديد تحت حجة جديدة عنوانها هذه المرة تخليصه من قبضة الارهاب بدلا عن العنوان السابق لغزو 1994م الذي جرى تحت يافطة اسقاط آخر قلاع الشيوعية في الجنوب.
أما الهدف الثاني: فيهدف إلى صناعة الذرائع والأسباب لتوريط القوى الكبرى ودفعها للتدخلات العسكرية في المنطقة تحت غطاء الحرب على الارهاب، مما يوحي بان هذه السلطة تخطط لوضع الجنوب بين خيارين: خيار الخضوع والامتثال لهيمنة واستعمار سلطة الاستبداد والقتل والقمع واما القبول ببديل التصادم مع القوى الأجنبية، وهنا ندعو اخواننا في الشمال والعرب كافة بالإ يسمحوا لعلي عبدالله صالح وأقاربه أن يكونوا صناع لمشروع بلفور جديد في جنوب جزيرة العرب وعلى البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، وإن يترك الشعب الجنوبي بأن يمضي في إعادة بناء ذاته الوطنية واستعادة الأمن والاستقرار في بلاده وهو قادر على ذلك.
وهناك هدف ثالث؛ هو رغبة هذه السلطة في الثأر من القوى الداعمة للتحول الديمقراطي في أمريكا وأوروبا بسبب تصعيد ضغوطها لنقل السلطة سلميًا، فبالقدر الذي تريد أن تضللها بالإرهاب؛ فإنها تريد الثأر منها بتوريطها عبر السبب ذاته في فتح صراع عسكري في المنطقة والهائها عن نشر وتحقيق الأهداف الإنسانية الديمقراطية والتنموية.
أن ما يحدث في أبين وفي الجنوب كله هو مظهر من مظاهر الصراع بين الشعب الجنوبي وحراكه السلمي مع بقايا النظام السياسي وحلفائه من قوى الارهاب ودعاة الفوضى والانفلات الأمني أي كانت المظاهر والمسميات التي يأتون بها. فالمحاولات المتكررة لسيطرة العناصر الذين يطلقون عليهم مسمى (القاعدة) على زنجبار لم تكن ممكنة دون تواطئ واضح من السلطة ومؤسساتها العسكرية والأمنية؛ فالحشد العسكري الذي تحتفظ به السلطة في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة حشد هائل يراد منه اخضاع الجنوب كله بقوة السلاح وكان على مدى ما يقرب من عقدين من الزمن مسئولاً عن القمع وارتكاب مجازر لاحصر لها بحق السكان على امتداد الجنوب ولم يزل يفرض سيطرة القبضة الحديدية، ولايوجد من يصدق ان هذه السلطة بجيوشها عجزت عن ضرب مجموعة تعد بالعشرات أو المئات تتمركز في منطقة محددة مثل مدينة زنجبار في أبين. فالصحيح ان ظهور هذه المجاميع وبهذا التوقيت بالذات مخطط له ويحضى بمباركة ودعم السلطة ودوائرها الأمنية والعسكرية وللأهداف السالف ذكرها.
أن الجنوب شعب معروف بإقدامه وقدرته على الفعل والحسم وهو قادر على حماية نفسه وتجاوز المؤامرات والأخطار أي كان حجمها، وكل ما هو مطلوب اليوم هو التمسك بأقصى درجات اليقظة والحذر والوحدة الوطنية بين كل أبنائه والتئام كل قواه الشعبية والاجتماعية والسياسية والتوافق على مجلس مؤقت تتمثل فيه كل محافظات الجنوب لإدارة شئونه في هذه المرحلة التي توصف بالدقة والتعقيد.
ندعو كل أبناء الجنوب بالوقوف صفاً واحدًا إلى جانب أخوانهم في أبين والتضامن معهم والقيام بكل ما يمكن عمله من أجل تأمين عودة سريعة للنازحين منهم إلى ديارهم وتبني إعلان حملة وطنية لإصلاح الخراب والدمار الذي لحق بمنازلهم وأراضيهم ومحاصيلهم وبالمرافق الخدمية في المدينة.
عاش الجنوب حرًا أبيًا شامخًا واحدًا موحدًا ماضيًا في تحقيق أهدافه بحراك سلمي واحد وقيادة جنوبية واحدة .
الله اكبر والنصر للجنوب.
صادر بمدينة عدن
16 يوليو 2011م

[السيل الجارف]

أفتراضي يا بـــــــــكري