الشعب اليمني شعب جبان في مواجهة الطغاه // أبو عامر اليافعي

[قناص عطفة آل فطحان]

الشعب اليمني شعب جبان في مواجهة الطغاة




نعني بذلك شعب الجمهورية العربية اليمنية الذي دأب على استمراء الذل والهروب من ظلم الحكام إلى الاستعداء على من هم أكثر ضعفا منه .


من خلال عشرتي مع الكثير منهم لم أجد أبدا لأحد منهم انه بدون مشكلة مع أفراد أسرته أو أولاد عمومته أو جيرانه فكل شخص لديه أكثر من مشكلة وخصامهم بينهم خصام الفاجر فلا مكان فيه للتسامح والأخلاق وبنفس الوقت يتفقون على الآخرين إن كانت مصلحتهم في الاتفاق وتكبر التحالفات بقدر المصلحة والمستفيدون منها وأين يكون النهب والفيد والغنيمة ستجدهم السابقون وعندما تنتفي لا تجد لهم أثرا أبدا فكأنما خلقوا لينهبوا .


وهذا يفسر الكثير من الملاحظات التي يعتقدها البعض بأنهم مقاتلون أشداء وشرسون ولكن لو تمعنا بنمط سلوكهم وظروف حياتهم ستجد إنهم في الملمات الكبرى والأهداف العظيمة هم اجبن الشعوب على الإطلاق .


فالشعب المصري وهم سكان المدن حيث لا سلاح ولا حروب والشعب التونسي المثقف والمتعلم والعصري خرج بشجاعة ليس لها نظير وتحدوا حتى القوات المسلحة أن انحازت إلى الأنظمة وهو ماجعل تلك الجيوش تقرر الوقوف إلى جانب الشعوب لأنها منها ولان الشجاعة أيضا تفرض منطقها عندما تكون صادقة جادة .


منذ ثورة 1948م والى ثورة التغيير تكتشف انه شعب جبان بمعنى الكلمة ففي ثورة 1948م حدث انقلاب على الإمامة وقتل الإمام يحيى وأعلنت ملكية دستورية بقيادة عبدالله الوزير ونخبة من خيرة اليمنيين وبدلا من أن يقف الشعب معها برغم ما اصطلته من نار الإمام يحيى إلا أن الشعب اقبل كقطعان البرية يزحف على صنعاء ويدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور ولان الإمام احمد بن يحيى يعرف سلوكية هذا الشعب أعلن بأن مدينة صنعاء مدينة مفتوحة لهم لثلاث أيام ليفعلوا بها ما يشاءون ولهذا استبيحت صنعاء لدرجة انه لم يبق حتى الأبواب في البيوت ويقال أن من ولد في بحر تلك السنة يعتقد بأنه ليس ابن أبيه لكثرة ما ارتكبت من محارم بنساء صنعاء .


وفي عام 1955م حدث انقلاب على الإمام احمد وقاده قائد الجيش الملكي احمد الثلايا ولكن لان الإمام يملك الذهب الذي يسيل له لعابهم فقد وزع أكياس منها على شيوخ القبائل وقادة الجيش وانقلب الحال وعندما استشار الإمام احمد فيما يفعله بالثلايا جميعهم قالوا وأشاروا عليه إعدامه وعندها قال كلمته المشهورة " لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت" وفي عام 1961م قام ثلاثة من الضباط باغتيال الإمام احمد وافرغوا في جسده 12 طلقة ومن حسن حظه وسوء حظهم لم تكن قاتلة مع انه ارتمى ممثلا انه ميت وركلوه بأحذيتهم ولم يحرك ساكنا والمؤلم في ذلك أن الثلاثة نجوا بأنفسهم غير أن شعب العرطة اليمني دل عكفت الإمام " حراسته" على أماكن تواجدهم وحكم عليهم بالإعدام .


في عام 1962م حدث انقلاب سبتمبر وأعلنت أنها ثورة ولكن الشعب اليمني انضم إلى صفوف الملكية ضد الجمهورية من أول وهلة واستدعى ذلك الاستعانة بالجيش المصري وليس هنالك أعجب من ذلك فقد بلغ الجيش المصري 70 ألف جندي بينما الجيش اليمني الجمهوري 7 آلاف جندي فقط ولا تدري أيهما الجيش الوطني ولكن هنالك في صفوف الملكين مئات الآلاف من القبائل والجنود ولولا الجيش المصري لما عرف الناس عن ثورة أسموها ثورة 26 سبتمبر وعندما هزم الجيش المصري في حرب حزيران مع إسرائيل تم إعادة الجيش إلى مصر وهنا هجمت قبائل اليمن في حصار صنعاء لسبعين يوما تم إنقاذ صنعاء من قبائل حاشد بقيادة عبدالله لاحمر ليحول اليمن إلى قبائل تابعة لحاشد منذ ذلك اليوم وتحول هو إلى صانع الرؤساء والمتحكم الأوحد في المصير والشعب لا اهمية له وعندما مات الشيخ المقبور قال عنه اليمنيون انه رجل بحجم أمة.


خاض اليمن حربين مع الجنوب اتضح فيها إنهم عبارة عن قبائل نهب وجيش غنيمة فعندما واجههم جيش الجنوب وهو جيش يحمل المبادئ لا الغنائم هزموا في الحربين شر هزيمة وكمثل كل مرة استعانوا بغيرهم فقد استعانوا بالجامعة العربية لتحميهم من جيوش الأسود الجنوبية وهو ماكان .


وفي حرب 1994م انطلقوا لأجل الفيد والغنيمة ونزل الشعب اليمني إلى عدن وبقية الجنوب كقوم يأجوج ومأجوج يفسدون في ارض الجنوب أو كالجراد المنتشر وجبنوا أن يواجهوا اريتريا في جزر حنيش لأنه لايوجد فيها أي غنائم لكي ينهبوها .


وهاهم في ساحات التغيير من جمعة الرحيل إلى جمعة الكرت الأحمر الى جمعة الزحف إلى جمعة الصمود إلى جمعة الثبات إلى جمعة الفرصة الأخيرة وجمعة بعد جمعة والجبن يتملكهم ولم يعد هنالك جميل جمال العراقي لينقذهم ولا جمال عبدالناصر المصري ليحميهم والشاويش صامد في مكانه وكل يوم يعلن متحديا لأنه يعلم علم اليقين بأنهم اجبن من أن يزحفوا على قصره في الستين .


انتصر الإمام يحيى وانتصر الإمام احمد وانتصر الإمام علي .


فأي جمعة قادمة سيختارون ؟


وهل من الممكن أن يحدث المستحيل وينتصر شعب اليمني على جبنه مرة في التاريخ قبل أن ينتصر على الطاغية؟ أم أن الديمة هي نفس الديمة والباب فقط من يغيروه .


الواقع يقول أن الجمعة هي الجمعة والخطبة هي الخطبة وعاصي والديه عاصي والديه .


وإنا لمنتظرون.
ــــ
بقلم أبو عامر اليــــــافعــي

منقــــول لاهمية الموضوع وروعته

[الكازمي]

موضوع مهم وواقعي من المبدع ابو عامر,,
تسجيل حضور ولي عوده!!