الحوطة وما أدراك ما يدور فيها ؟

[أبو شاهين]

[SIZE="5"]بقلم وعدسة أبو شاهين/ الحوطة – م/ لحج 13/02/2010 م
منذ الليلة البارحة وقوات الاحتلال العسكرية والأمنية في الحوطة عاصمة محافظة لحج وهي بحالة إستنفار قصوى، وقامت هذه القوات الغاشمة بنصب نقاط مستحدثة للتفتيش، كما قامت بمطاردة ناشطي الحراك السلمي، وقد تمكنت من اعتقال البعض منهم .
كل هذه الإجراءات الهستيرية الاستفزازية الغرض منها إرهاب أبناء الجنوب الأبطال لمنعهم من القيام بواجبهم الوطني والإنساني في تشييع شهيدهم/ الشاب/ علي عبده العسيري الذي اغتالته قوات أمن الاحتلال في مسيرة سلمية بالحوطة في السبت الماضي 06/02/2010 .
وفي صباح اليوم (السبت) حولت قوات الاحتلال العسكرية والأمنية مدينة الحوطة إلى ثكنة عسكرية وحاصرة جميع المداخل والمخارج ونصبت المزيد من نقاط التفتيش ونشرت في التقاطعات أفرادها المدججين بالأسلحة والأطقم المسلحة بالرشاشات الثقيلة المضادة للطيران (عيار14.5 ملم، وعيار 12.7 ملم الدوشكا) وفرضت إرهابها السخيف
لكن هيهات فلن يرهبونا الجبناء، وكما هو محدد سلفا ً بدأ أبناء الجنوب الأبطال في التوافد إلى جوار مستشفى أبن خلدون بالحوطة، وقبل موعد التشييع (9 صباحا ً) شاهدت بأم عيني قوات الاحتلال وهي تقوم بحملة إعتقالات عشوائية واسعة شملت المتواجدين جوار المستشفى وأي تجمع للناس أو المارين في الشارع بأمان الله لمجرد الشك فيهم، فأضطر ينا جميعا ً التوجه إلى مخيم العزاء جوار سوق السمك، وهناك تجمهر المحتشدين بانتظار خروج جثمان الشهيد العسيري، لكن طال الانتظار دون جدوى، فقد رفضت قوات الاحتلال تسليم جثمان الشهيد لتشييعه .
فقام أبناء الجنوب الأحرار بتنظيم مسيرة سلمية احتجاجية خرجت من مخيم العزاء وباتجاه مستشفى أبن خلدون، لكن آه يالحوطة قامت قوات الاحتلال العسكرية والأمنية الهمجية بإطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية والدخانية المسيلة للدموع، فسقط حينها شهيد ( عبد الله محمد باقري) وجريحين (عباس علي السحيري ونبيل محمد الدوبحي) وبعدها تراجعنا باتجاه مخيم العزاء، لكن وآه يالحوطة، يبدو أن قوات الاحتلال لديها أوامر عليا باقتحام مخيم العزاء فهاجمونا بكل قواتهم ومن مختلف الاتجاهات وأطلقوا النار من أسلحتهم الثقيلة وأرهبوا سكان الحي والمدينة كلها، وللأسف تمكنوا من اقتحام المخيم بعد أن أصابوا البطل ماجد اليافعي الذي سقط بجانبي مضجرا ً بدمه أثر أصابته بفخذ قدمه اليمنى، وعجزنا عن وقف النزيف حيث قمنا بربط جرحه بثلاث مشدات (كشايد) ولم نجد وسيله لنقله سوى الدراجة النارية لأننا في الأزقة الضيقة فصعب علينا تثبيته وهو مغمي عليه فقمنا بربطه إلى ظهر السائق وكل محاولاتنا لإنقاذ المصاب الذي كان ينزف بغزارة تمت ونحن تحت نيران أسلحة الغزاة المحتلين ومسيلات الدموع وهنا انهمرت دموعي غصب عني برغم محاولتي الصمود أمام الجريح والتهوين عليه وما أن تحركت الدراجة النارية ونحن في موقف يصعب على الكافر، فأجهشت بالبكاء لأني أحسست بأنه سيخفف من حسرتي على ما نحن فيه.
وأنا أكتب هذه الأسطر ( 2:30 بعد الظـُهر) جاءني خبر مفاده سقوط شهيد آخر (يدعى الشعوي) وثلاثة جرحى في منطقة الشقعة مسقط رأس الشهيد(عبد الله محمد باقري) الذي سقط صباح اليوم، وبهذا لدينا 2 شهداء وتقريبا ً أكثر من 8 جرحى (وهذا ليس رقم نهائي) .
وهنا أجدها فرصة لكل من يهمه أمر الشعب المغلوب على أمره في الجنوب المحتل، نقول للجميع بأننا نعيش أوضاع مأساوية تفوق ما يتعرض له أخواننا الفلسطينيين جراء الاحتلال الصهيوني لهم، فأننا نشاهدهم يشيعون شهدائهم بسلام، وحصار العدو الإسرائيلي لهم أخف من الحصار الذي نعيش فيه .
وعليه نرجو توجيه الدعوى إلى كل المنظمات التي يهمها حقوق الإنسان في الداخل والخارج وإلى شعوب العالم الحر وحكوماته بأن يقفوا إلى جانب شعب الجنوب الحر الذي يناضل بطريقة سلمية وحضارية ويرفض العنف في سبيل استعادة هويته دولته التي كانت معترفا ً بها دوليا ً وعضوا ً في الأمم المتحدة والجامعة العربية .
واليكم بعض الصور التي التقطها من صلب الحدث اليوم :
[
[
[
[
[
[
[
[
[
[