نيويورك تايمز : حزب الاصلاح واللعبة المزدوجه

[عبدالله البلعسي]

نيويورك تايمز : حزب الاصلاح واللعبة المزدوجه


على مدى سنوات مضت يلعب الإصلاح الأكبر والأفضل تنظيما بين جماعات المعارضة اليمنية لعبة مزدوجة في السياسة اليمنية حيث يقوم بزرع شبكة من المؤيدين لهزيمة وإسقاط النظام الحالي بينما يقوم في الوقت الحالي بالحفاظ على علاقته بالحزب الحاكم.

التحالفات المتغيرة لحزب الإصلاح والتي قد تعكس مختلف التيارات داخل الحركة ساعدت هذا الحزب لان يكون متقدما على منافسيه من أحزاب المعارضة في اليمن , هذه الإستراتيجية أبقت حزب التجمع اليمني للإصلاح خارج السلطة حيث صار غير قادرا على تقديم البديل الموثوق للحكومة والذي كان ينظر اليه على انه متحالف معها.



الان ومع تزايد الاحتمالات بتنحي الرئيس صالح التجمع اليمني للإصلاح وعلى غرار المنظمات الإسلامية الأخرى في جميع أنحاء المنطقة يبقى على وشك الفوز بنتائج قوية في الانتخابات ولكن قد تكون هذه النتيجة موضع شك فالإستراتيجية التي أبقت الحزب واقفا على قدميه خلال السنوات الماضية في ظل حكم الرئيس صالح قد تقوضت مصداقيتها.



ويرى محللون انه على عكس الأحزاب الإسلامية والتي لم تختبر بعد والتي تسعى للسلطة في أعقاب الانتفاضات العربية في كل من مصر وتونس والمغرب فالإسلاميون في اليمن ستجد لهم سجلا طويلا في السياسة في البلاد حيث تمتد على مدى عقدين من الزمن, قادة الإصلاح والذين باتوا يشغلون مناصب كبيرة في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة كما يقول محللون سيتعين عليهم المنافسة في ظل الحكومة التي تضم فئات من مختلف الأطياف السياسية حيث تظل الأهداف الايدولوجية غير واضحة لهذا الحزب في ظل هيمنة الحزب الحاكم المتمثل بالسيد صالح والذي لا يزال سليما .



مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر , فالحركة الاحتجاجية التي تشهدها اليمن باتت وبشكل ملحوظ ومتزايد حيث تتسم فيها الانقسامات وذلك لأنها تف على حواف السلطة , وبعد أيام من توقيع قادة من حزب الإصلاح على المبادرة والتي تقضي بنقل السلطة من السيد صالح وذلك في مقابل الحصانة للرئيس وحاشيته لايزال الكثير من أعضاء الحزب في الشوارع احتجاجا على ما اعتبروه حلا وسطيا غير مقبول.



" هذه هي السياسة" كما يقول علي محمد حداد وهو عضو للتجمع اليمني للإصلاح وهو احد المرابطين في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء حيث يتواجد هناك المحتجون بما في ذلك الآلاف من أعضاء الحزب حيث قاموا بالعسكرة لمدة تزيد على عشرة أشهر وذلك لممارسة الضغط على صالح في سبيل التنحي وبعد التوقيع على الاتفاق اندلعت معارك بين الشباب الناشطين الذين أصابهم الغضب جراء الاتفاق وأعضاء من التجمع اليمني للإصلاح والذين بدورهم القوا باللوم على عواتق قادتهم .

"لم تتحقق أهداف الثورة " السيد حداد " لقد أخبرناهم لانا غاضبون جدا" يضيف.



ومن جانبهم يحاول حزب الإصلاح جاهدا استغلال اللحظة وذلك لتقديم نفسه مرة أخرى أمام اليمنيين وذلك خلال فترة انتقالية مدتها سنتان تبدءا مع الانتخابات الرئاسية في فبراير حيث سيتم تقاسم السلطة مع جماعات المعارضة الأخرى إضافة إلى الحزب الحاكم وذلك لتشكيل حكومة وحدة وطنية حيث يتوقع بان تصاحب بعض المناصب الوزارية الكبيرة أسماء لقادة حزب الإصلاح الإسلامي .



شانه شان الأحزاب الإسلامية في المنطقة, فقادة هذا الحزب تسعى في ترويج الخطط الذي سينتهجها الحزب في تعزيز الخطط لمحاربة الفساد والسعي لا نشاء دولة مدنية تسودها القوانين في حين انه يتجنب الحديث عن الأعمال الدينية والاجتماعية على الملأ وذلك تخوفا من أن يسبب ذلك تخوفا لدى الناخبين.



يقول راجح بادي رئيس تحرير صحيفة التجمع اليمني للإصلاح الصحوة " ان أهم شيء يجب علينا القيام به في هذه الفترة هو طمأنة الناس أننا لا نسعى فقط للسلطة " ويضيف " نحن على علم من الإصلاح لن يعمل بمفرده فا لإصلاح يعرف ما إذا كان يعمل وحدة فانه بذلك ينتحر" .



لقد تأسس حزب الإصلاح أبان الفترة 1990 من قبل جماعة من أعضاء الإخوان المسلمين ورجالات قبائل يمنية وذلك بعد توحيد اليمن الشمالي والجنوبي وفي تلك الحقبة كان الإصلاح قد تأمر مع الرئيس صالح على ضرب الاشتراكية وكبح نفوذها ومع حلول نهاية العقد الحالي كان قد تم تحويل الإصلاح إلى حزب معارض على الرغم من ان احد مؤسسي هذا الحزب الشيخ عبد الله الأحمر والذي لا يزال حليفا للسيد صالح.



التعزيزات التي يتمتع بها حزب الإصلاح أصبحت فعالة للغاية فضلا عن المهارات التنظيمية والخدمات السابقة التي قدمها للحكومة والتي لم تستطع الحكومة تقديمها بهذا أصبح حزب الإصلاح الحزب الأكبر المعارض في البلاد من بين أحزاب المعارضة اليمنية .



ومع ذلك كله فان الناخبين اليمنيين قد نفوا مرارا وتكرارا حركة الوصاية , ففي انتخابات المجالس المحلية في عام 2006 هزم الرئيس صالح الإسلاميين والذين فازوا بمقاعد اقل بكثير مما كان متوقعا حيث دفعت بعض قادة الإصلاح بما في ذلك الشيخ الأحمر بالتأييد العلني لسيد صالح.



كما يتوجب على الحزب مواجهة الاستياء من قبل الجنوبيين والذين لا يزالون يتذكرون الدور الذي قامت به مليشيات هذا الحزب والتي كانت متحالفة مع الشمال أبان الحرب الأهلية عام 1994 .
من كريم فاهم لنيويورك تايمز