نداء عاجل من مواطن جنوبي غيور إلى كل مكونات الحراك الجنوبي الحُر / بلال غلام حسين

[حسين بن طاهر السعدي]

عدن الغد
الاثنين 20 فبراير 2012

حرصت دوماً بأن أحمل هم هذا الوطن الجنوبي العزيز على قلبي, حرصت دوماً بأن أشارك ولو بجزء بسيط من جهودي تجاه هذه القضية الهامة في قلب كل جنوبي, حرصت دوماً بأن يكون همي الأكبر بأن أرى عزة وشموخ وإستقلال هذا الجزء العزيز من الجزيرة العربية.

إلى كل قيادات الحراك الجنوبي الحُر بكل مكوناته وأطيافه أوجه ندائي هذا, نداء من مواطن جنوبي بسيط يحمل هم هذا الوطن العزيز على قلب كل جنوبي, أقول لهم, القادة الأفاضل الذين أكن لهم كل الحب والتقدير والإحترام, إن وطننا الغالي يمر بأحلك الظروف والأزمات والمراحل, هذا الوطن الكبير والذي يسعنا جميعاً تُحاك ضده الكثير من المؤامرات الخبيثة لتركيعه وتدميره, أن وطننا هذا يحتاج إلى حشد الهمم والطاقات للحفاظ على مُقدراته والحفاظ عليه من أيدي العابثين, وتنظيم عملنا وتوحيد صفوفنا والقبول بالأخر, أن وطننا هذا يحتاج إلى شباب ذو وعي على قيمة العمل الذي نزل من أجله إلى الساحات.

أن ما حصل من قبل بعض الذين حضروا من ممثلي الحراك الجنوبي يوم الخميس الماضي أثناء حضور سفراء المجتمع الدولي للإستماع إلى قضيتنا ولشرح هذه القضية بكل مسبباتها لممثلي المجتمع الدولي والممثلة بسفرائها, ومع إحترامي وتقديري لكل قادة الحراك والذين أعتز بهم دوماً ومن وجهة نظري المتواضعة البسيطة أقول بأن ما حصل من قبلهم كان خطاءً فادح لا يجب أن يحصل!!!

بالرغم من ما حصل من سوء تنظيم أو خطاء غير مقصود سموه ما شئتم, كان الأحرى منهم بأن يبقوا في الفندق لمقابلة السفراء وعدم الأنسحاب بتلك الطريقة العبثية التي حصلت, وسحب البساط من تحت أقدام كل أولئك المتطفلين الذي حضروا لأغراض شتى والبقاء من أجل ما قدموا لأجله, وعدم تفويت الفرصة لشرح قضيتنا الأهم من بين القضايا الأخرى. أن العمل السياسي والدبلوماسي والذي أنتم أعرف مني به يتطلب الكثير من سعة الصدر والبال الطويل حتى نصل إلى مقصدنا, العمل السياسي وكما تعلمون ليس كالعمل بالساحات يحتاج للكثير من العمل ولرجال أكفاء ومفاوضين بارعين يحققون المكاسب تلو المكاسب من أجل عزة هذا الوطن.

أعذروني إن كُنت قاسياً بعض الشئ ولكن هذا من غيرتي وحبي على الجنوب هذا الوطن الغالي الذي يعيش بين ثنايا قلبي وقلوبكم, أقول بأن الطريقة العبثية التي حصل من خلالها الإنسحاب لكون فلان من الناس كان موجوداً أو جهة معينة كانت موجودة هو خطاء كبير لا نقبله وخاصة بأننا نحمل على عاتقنا قضية بحجم هذا الوطن الغالي ولذا كان الأحرى بنا بأن نجتاز كل تلك الصعاب والعوائق التي فُرشت في طريقنا للوصول إلى أولئك الذين قدموا لنعرفهم بقضيتنا, قضية هذا الوطن الذي كُلنا نحلم بأن ينال حريته يوماً ما. أن الإنسحاب الذي حصل أعطى الفرصة لكل أولئك الذين يصطادون في الماء العكر للنيل منا وأعطاء صورة غير حضارية عن مجتمع طالما عرفه العالم بتحضر أبنائه.

أيها الأحباء في كل مكونات فصائل الحراك الجنوبي الحُر, كُلنا يعلم وأنتم قبلنا بخبرتكم الطويلة ونضالكم في كل مراحل العمل السياسي, بأن هُناك رجال متخصصون للعمل الدبلوماسي والسياسي من ذوي الخبرة الطويلة في هذا المجال, والذي يجب علينا دوماً نختارهم بحذر ليمثلونا التمثيل الصحيح أمام المجتمع الدولي وكل دول العالم أكُنا في مفاوضات من أجل علاقات ثُنائية أو من أجل مفاوضات نيل حريتنا وإستقلالنا, هذا العمل يحتاج إلى رجال يحملون هم وطن وتضحيات شعب بين أكفهم, هذا العمل يحتاج إلى الكثير من الصبر والدبلوماسية إلى جانب الحماس والعمل الميداني.

ومن خلال هذه التجربة التي حصلت, علينا فصاعداً تنظيم وتوحيد أنفسنا وأختيار الرجال المناسبين والأكفاء ليمثلونا في أي لقاءات قادمة, وهذا يحتاج أيضاً إلى ترتيب وتنظيم مُسبق وتجهيز انفسنا حتى لا يتكرر ما حصل في الماضي. كل ما قلته إنما هو من إحساس نابع في قلبي لهذا الوطن العزيز. وفي الأخير لا يسعني إلا أن أتمنى لكل أحبتنا في كل مكونات الحراك الجنوبي بكل مكوناته التوفيق والسداد على حمل هذه الرسالة السامية من أجل كل أُولئك الشهداء الذين ضحوا وأفنوا حياتهم من أجل أن يروا وطناً حراً ومستقلاً بإذن الله والله من وراء القصد ....