السفير الأمريكي بصنعاء : الوضع الحالي في اليمن لن يدوم للأبد ونحترم عمل "الايام"

[الدعاسي]

صنعاء – لندن " عدن برس " : 17– 11 – 2009
أكد السفير الامريكي في اليمن ستيفن سش بأن الوضع الحالي في اليمن " لن يستمر للأبد " ، وأستنكر سش عدم تمكن الصحافة المحلية والدولية من التواجد في صعدة وتقييم الوضع والممارسات هناك مما ادى الى عجز المواطنين عن اتخاذ القرارات نتيجة لاختفاء وفقدان المعلومات الضرورية لاتخاذ القرار. وكان السفير الأمريكي يتحدث في مؤتمر صحفي عقد أمس بمنتدى الاعلاميات اليمنيات لمناقشة الوضع الحالي لحرية الاعلام في اليمن : "ان جهتي العراك في صعدة مستفيدة من غياب التقييم والانتقادات التي يقدمها الاعلام مما يسمح لكل طرف ان يقدم جزءه من التعبير لغياب الطرف الثالث المستقل الذي يمكن ان يقيم الحدث تقييما موضوعيا " .

منوها الى قيام السفارة والحكومة الامريكية باصدار اكثر من بلاغ صحفي يدعو الجهتين لايقاف اطلاق النار والعودة الى الحوارفي حل الاشكالية والتأكد من سلامة المواطنين المحتجزين في المنتصف.
ونوه الى ان الوضع الحالي الذي تعاني منه الصحافة في اليمن لن يدوم طويلا وانه يجب ان تتمتع الصحافة اليمنية بحيز من الحرية اكبر مما هي عليه الان مؤكدا ان حرية الصحافة في أي بلد ستدوم فقط اذا ألح مواطني هذه البلد على ان تظل حرية الصحافة موجودة ، داعيا الجميع الى البحث عن مصادر للمعلومات التي يستطيع ان يصل اليها ويعتمد عليها حتى يستطيعوا تكوين الرأي الذي يريدونه واختيار العمل الذي يروه ، وتحدث عن دعم الولايات المتحدة الامريكية لحرية الصحافة في اليمن .
وأشار ستيفن ساش إلى وجود قصور بين الحكومة والصحافة التي ترغب العمل بحرية ومسئولية, معتبرا عدم وجود صحافة حرة ومسئولة من أبرز التحديات القوية والخطيرة التي تواجه اليمن كدولة في العالم, وأنها محل جدل بين الحكومة اليمنية والسفارة الأمريكية.
ونوه السفير إلى انه من الأهمية بمكان مشاركة الأفراد في المجتمعات لتطوير الديمقراطية, معتبرا تلك المشاركات بمثابة إستمادة النظام لشرعيته.
وذكر ان دولة الوحدة اليمنية مازالت حديثة وهي في طور التطور والديمقراطية لاتزال في مهدها وتحتاج الى تصميم المواطنين والصحفيين وكذلك المسئولين على تحقيق هذا الانجاز مؤكدا ان الوضع الحالي لليمن لايمكن ان يبقى مدى الحياة وهذا مايؤمن به الشعب اليمني
واكد خلال اجاباته على اسئلة الصحفيين انه لن يستخدم الضغط على الحكومة اليمنية من اجل ذلك مؤكدا على وجود حوارات مع الحكومة اليمنية فيما يتعلق بحرية الصحافة وهو جزء من حوار موسع بين دولتين لمناقشة الاختلافات بينهما .
واشار ايضا الى دعم السفارة للصحفيين والحرية الاعلامية من خلال دعم الفعاليات المختلفة ودعم التدريب والتأهيل وبناء الامكانيات المهنية وكل العناصر التي تمكن الصحفيين من ان يتحسنوا في اداء مهامهم ويستطيعون القيام بمسئوليات المهنة كما يجب واوضح سش ان الحكومة والسفارة الامريكية تشجع الحكومة اليمنية على السماح للصحافة ان تؤدي واجبها بحرية كي تتوفر المعلومات لدى المواطنين ليتخذوا القرارات المناسبة المتعلقة بحياتهم ولن يستطيع احد ان يجادل بان اليمن كأي دولة اخرى تواجه تحديات قوية وخطيرة وهذا يمثل مشاكل قوية وجزء من هذه التحديات عدم وجود صحافة حرة ومسئوولة ولابد للحكومة ان تذكر هذه المشاكل بدلا من اتهام الصحافة بايجادها ، مبينا وجود بعض القصور في العلاقة مابين الحكومة والصحافة التي تريد ان تعمل بحرية ومسئولية كما تستطيع ، وقال (انه على الصحافة الحقة ان تجعلنا غير مرتاحين لادائها وعليها ان تنظر بدقة الى اداء المسئولين الذين يتم انتخابهم وان تتواجد في الاماكن التي لايمكنللمواطنين العاديين ان يتواجدوا فيها وان تسأل الاسئلة الصعبة التي لايمكن للمواطنين العاديين ان يسألوها والفائدة التي نجنيها هو وجود المعلومة التي لابد انا ان نتقبل الانتقادات التي تأتي لنا من الصحافة الحرة ونتحملها ، لابد لنا كمسئولين حكومييين ان نتعامل مع الصحافة وان يأخذوا علما بعملنا ولايمكن ان نعمل سرا دون ان نحاسب على ما نعمله ) .
مؤكدا على ضرورة احترام الاعلام المستقل والمسئول وهذه احدى العناصر الحرجة في الموضوع وعلى الصحفيين ان يفهموا الفرق بين المسئولية والميزة في الحرية الصحفية معلنا ان السفارة ستسعى مستقبلا الى تثقيف القضاة فيما يخص تعاملهم مع الصحفيين وقال ( نحن قلقون من منع بعض الصحف من الاصدار نتيجة المواضيع التي تتعاطاها وقلقون من اختفاء بعض الصحفيين كمحمد المقالح وكذلك الاحكام القضائية التي صدرت ضد بعض الصحفيين لكتابتهم ونشرهم بعض المقالات المسئولة . وفيما يخص الايام وما حدث لها مؤخرا قال ( نحن نقدر ونحترم عمل صحيفة الايام ونقدر عملها الذي تؤديه بما يتعلق بقرائها في الجنوب وعلى مستوى البلد بشكل عام ونعتقد ان الايام تعتبر مثالا لمستوى عدم الارتياح الذي اوجدته لبعض المسئولين وهو ليس سرا ان جريدة الايام انتقدت سياسات الدول وبعض المسئولين وقناعتنا ان هذه الانتقادات لابد من شرحها وتلك الاسئلة غير المريحة لابد من من سؤالها حتى يتمكن للحكومة ان تعيد تقييم أدائها ) ، معتقدا انه يجب ان تكون هناك عدد من الأصوات و الآراء المتفاوتة واكبر عدد من الاحتمالات وان يتم تقديمهم للحكومة لاتخاذ القرارات المناسبة مستنكرا ان تسعى الحكومة لخلق صوت واحد في الاعلام. ولفت ستيفن إلى وجوب عدم الإيمان بان الوضع الحالي سيبقى للأبد,
مبديا اعتقاده بأن سكان اليمن لا يرون بأن يجب بقاء الوضع كما هو عليه بصورة دائمة. كما أكد بأنه كلما كان حيز الصحافة كبير كلما أسهم بدور أكبر في حماية الحكومة والشعب ممثلا بالحيز الذي تتمتع به الصحافة بالولايات المتحدة, مشيرا بأن دور الصحافة هو أن تنظر بدقة لأداء المسئولين الذين تم انتخابهم , ,توفير المعلومة للمواطن ومساعدته على اتخاذ قراراته الخاصة. وأعرب السفير الأمريكي عن تشجيع حكومة بلاده للحكومة اليمنية في أن تسمح للصحافة أن تؤدي أدائها بمهنية وبحرية لخدمة المواطن في الحصول على المعلومة. و تحدثت رئيسة منتدى الاعلاميات اليمنيات رحمة حجيرة عن المعركة التي تقودها الحكومة اليمنية واجهزتها الامنية ضد الصحفيين والتي وصلت الى حد ممارسة اساليب قطاع الطرق ضد بعض الصحف والصحفيين ، وقالت ( تعرض الزميل هشام باشراحيل الى الاقامة الجبرية منذ ستة اشهر هو وابناءه واحفاده برغم حالته الصحية السيئة وايقاف نشر الصحيفة عسكريا ) مستنكرة عدم ادانة او محاكمة أي معتدي على الصحفيين حتى اللحظة مؤكدة انه من بالغ الخطورة ان يعيش المتهمون بالارهاب احرارا ويلاحق ويسجن الصحفيين وان تتحول الحكومة الى حكومة مختطفة كنموذج للقبائل ولمواطنيها في الاختطاف مشيرة الى ان وجود الصحفيين اليوم في المحاكم اصبح اكثر بكثير من تواجدهم في مكاتبهم الصحفية.