جزاء سنمار

[ابو عدنـان الحضرمي]

أماطت صحيفة النهار التي تصدر في عاصمة جمهورية اليمن (صنعاء) اللثام عن اقالة وزير النفط والمعادن السيد /خالد محفوظ بحاح من حقيبة وزارة النفط والمعادن في حكومة السيد علي مجور وجاء بالصحيفة المذكورة في عددها رقم (300) والصادر قبل اجراء قيادة جمهورية اليمن التعديل الوزاري الأخير بأنه ( كان من المفترض ان يفتح وزير النفط والمعادن – وتقصد الصحيفة السيد خالد محفوظ بحاح – تحقيقاً مباشراً حول أوضاع العمالة الأجنبية لدى الشركات النفطية والتي تعمل معظمها دون تراخيص وبلا اقامة شرعية - على حد زعم الصحيفة -.. بدلاً من صياغة ما يسمى بآلية توظيف العمال في الشركات البترولية والشركات الخدمات التي حملت في مضمونها ما يؤكد على مزاجية الوزير وسياسته المناطقية) حسب ادعاء جريدة النهار لصاحبها الصحفي اليمني شهاب الأهدل التي اشارت بأن (ترسيخ المناطقية هو المعيار الأهم في آلية الوزير بحاح والتي استند عليها في تحديد الحصص المخصصة للمحافظات النفطية ومديرياتها وفي مقدمتها محافظة حضرموت ولم تأخذ هذه آلية في الأعتبار الكثافة السكانية للمحافظات الأخرى – وتقصد الصحيفة المحافظات والبلدات الشمالية وتحديداً النطاق الجغرافي للجمهورية العربية اليمنية - واحتياجاتها ونسبة البطالة فيها والاستعداد والتأهيل الذي يمتلكه العامل (الشمالي ) والخبرة في مجالات العمل.
وأكدت الصحيفة بأن الآلية التي وضعها الوزير بحاح تحدد نسبة 75% من العمالة التي تحتاجها الشركات النفطية وشركات الخدمات للمحافظة النفطية منها 50% للمديريات التي تقع فيها الشركات ومواقع الانتاج ولم تحظ بقية محافظات الجمهورية – وتقصد الصحيفة المحافظات الشمالية التي لا توجد فيها أي ثروة نفطية أو معدنية - سوى ب 25% من العمالة.
وأعتبرت صحيفة النهار التي توزع على نطاق محدود في صنعاء هذا الاجراء الحقوقي والمنطقي والشرعي بانه ( تكريساً للمعايير المزاجي والمناطقي الذي يغالب على كافة قرارات وخطط وسياسات الوزير بحاح منذ وصوله الى هرم وزارة النفط والمعادن بل أنها أعدت هذه الآلية بأنها تطبيقاً عملياً لاتفاق مسبقاً بين الوزير بحاح ومشائخ القبائل في محافظة حضرموت) وهنا تسألت (كيف يتم اخضاع وضع العمالة المحلية في جميع المحافظات لاتفاق قبلي لا يراعي سوى مصالح فئة محدودة تتمركز في محافظة معينة ).. وأضافت : ( ألا يدفع هذا الاجراء مشائخ القبائل الى ارتكاب أعمال تخريبية ومحاولة فرض رغبتهم ومطالبهم الخاصة ذات الصبغة المناطقية للمحافظات والمناطق التي ينتمون اليها.. مما يجعل كل محافظة من المحافظات المختلفة تقوم بمطالبة معززة بحشود قبلية ومشائخها- بحصص متساوية في أي منشأة انتاجية أو استثمارية توجد على مساحتها الجغرافية) .
وبشرت صحيفة النهار بأن هذه الآلية (سوف تؤدي الى تبني الاضرابات والاحتياجات في العديد من المنشآت والمواقع النفطية والاقتصادية الاخرى واحداث نوع من الحساسية والكراهية بين العاملين في هذه المواقع) لكنها قالت بأن (اغفال قضية العاملين الأجانب في المواقع النفطية الذين لا يملكون تراخيص عمل وليس لديهم اقامة قانونية في البلاد – وتقصد في جمهورية اليمن - والذين يسئ لسمعته ولمستوى العمالة المحلية وتعمل على احباط الجهود الرامية الى (يمننة الوظائف) في القطاع النفطي واكتفت بالأبلاغ عن الدخول العمالة الأجنبية الجديدة مع مئات العاملين في المواقع النفطية لا يتملكون تراخيص عمل شرعية ) - على حد قول الصحيفة التي قالت بأن (هذه الآلية التي تم اقرارها مؤخراً من قبل مجلس الوزراء بعد ان قام وزير النفط برفعها كانت بحاجة الى مراجعة وتعديل لتلافي كافة السلبيات التي حملتها والعمل من أجل اخراجها بشكل أفضل ضمن معايير مهنية وموضوعية تراعي المصلحة الوطنية).
ويرى الكثير من المراقبين للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن بأن الصحيفة المذكورة نشرت ذلك التقرير بطريقة الخطأ وهو تقرير أمني صرف رفعه أحد الأجهزة الأمنية (الاستخبارات) للرئيس اليمني علي صالح بعد زيارة للوزير الحضرمي خالد محفوظ بحاح الى مسقط رأسه (حضرموت) ومشاركته في اجتماع كبير عقد في المكلا دعماً للمرشح سالم أحمد الخنبشي في انتخابات محافظ محافظة حضرموت حيث اشار السيد بحاح الى أن هذه الآلية التي أقرها مجلس وزراء اليمن تحدد وتنظيم العمل في الشركات البترولية وتعد هذه اللائحة مكسب كبير لأبناء للمحافظات النفطية الذين يعانون من العوز والفقر وشبح البطالة.. وقال الوزير بحاح مخاطباً الحضور أننا ناضلنا من أجل الوصول الى صيغة هذه الآلية وعليكم المحافظة علىها والتمسك بطبيقها .
وما هي الا أيام معدودة حتى تم اذاعة عبر التلفزيون قناة اليمن خبر استبعاد الوزير الحضرمي خالد محفوظ بحاح من وزارة النفط والمعادن وشن عليه حملة دعائية معادية خاصة من الصحف التي تصدر في الشمال وبينها صحيفة (الثورة) التي تصدر في صنعاء و(الجمهورية) التي تصدر في تعز وبعض صحف الحزب الحاكم والصحف الموالية له والتي خرجت بمناشيتات توحي احالة الوزير الحضرمي خالد بحاح الى لجنة مكافحة الفساد بل ان أحد اعضاء اللجنة المذكورة ويدعى محمد حمود المطري الذي كان مسئولاً للعقار في حضرموت في الفترة التي تلت احتلالها من قبل القوات العسكرية الشمالية في 5 يوليو من صيف عام 1994م صرح لاجهزة الأعلام بأن هناك ملفات على الوزراء الذين تم اقالتهم سوف تنظر أمامها لجنة مكافحة الفساد ؟ وهو الأمر الذي جعل الوزير الحضرمي بحاح وكذا وزير المغتربين سميع ان يخرجا عن صمتهما ويعلنا تحديهما لتلك اللجنة التي اعتذرت لهما رسمياً .
وكان مدن حضرموت وتحديداً مدينة المكلا قد شهدت خلال الأشهر الماضية موجه تظاهرات عارمة ضد سياسات الفيد والنهب التي تمارس علانية من قبل نظام صنعاء وكانت تلك المسيرات والتظاهرات ترفع شعارات ( يا باعوم والنوبة .. ثروتنا منهوبة) في اشارة واضحة للنهب الجائر الذي يقوم به أجهزة النظام للثروة النفطية والمعدنية وتعاقده بصورة مجنونة وخرافية مع شركات أجنبية للعمل في مناطق امتياز في حضرموت والمحافظات الأخرى الجنوبية وخاصة منها محافظتي شبوة والمهرة والتي تبلغ حسب أخر احصائيات رسمية نحو 89 شركة أجنبية عاملة في القطاعات النفطية والمعدنية وخدماتها المختلفة.
وفي الواقع ان قضية العمالة في الشركات النفطية ليس جديدة أو طارئة فقد تم اثارتها من قبل ، خاصة أبان تولي الشهيد صالح أبوبكر بن حسينون مقاليد حقيبة وزارة النفط ..فلم يهضم أبناء حضرموت فكرة أن تخرج الثروة النفطية من باطن أرضهم وينتفع بها غيرهم فالعمالة في شركات النفط التي تعمل في مناطق الأمتيار في حضرموت هي من مناطق معروفة بعينها من شمال اليمن بما في ذلك الأعمال العضلية واليدوية البسيطة ناهيك عن أن أجهزة الحماية الأمنية كلها طواقم شمالية 100% والأمر من ذلك أن شركات شمالية وتتبع متنفذين شماليين تعمل في مناطق امتياز الشركات في حضرموت وتجلب معها ايضاً عمالة شمالية وهي تمارس أبشع الأساليب التطفيشية والقمعية على أبناء حضرموت وخاصة في المديريات القريبة من مواقع عمل الشركات حيث يزج بهم في كنتنورات ومعتقلات وينكل بهم عند الاقتراب فقط من الحقول النفطية أو من مواقع عمل الشركات .
والادهي من ذلك ان شركات كنيديان نكسن بتروليم تقدم سنوياً منح دراسية في كندا خصص للطلاب من مناطق امتياز الشركة يذهب في جميعها طلاب شماليين جلهم من أبناء المسئولين والمتنفذين وبينهم ابن رئيس مجلس الشوري عبدالعزيز عبدالغني الذي اصطحب معه عدد من ابناء الحجرية بواسطة المدعو علي السيحقي الذي ينحدر الى اصول شمالية .
وكان المجلس المحلي في حضرموت قد اتخذ عدد من القرارات بأتجاه الضغط على حكومة صنعاء والالتزام بالاعتراف بحق المواطنة والانسانية والتعايش ولم ينفذ شيئاً من تلك الاجراءات ولم ينظر اليها كما حركت بعض رموز السلطة في حضرموت الشارع للفت نظر نظام صنعاء دون فائدة تذكر .
وقضية النفط في حضرموت ليس قضية عمالة فقط اذ أن معظم الشركات النفطية العاملة التي لها وكلاء متنفذين في نظام صنعاء وبينها بكل تأكيد شركة كنيديان نكسن الامريكية وتوتال الفرنسية يعملون بصورة غير اخلاقية مع البيئة فهم يحقنون الارض بمخلفات التنقيب النفطي مما ادى الى تلوث كبير في المخزون المائي وانتشار الكثير من الأمراض وبينها امراض السرطان بين السكان المحليين في مناطق الامتياز كما أدت هذه الأعمال التي لا تخضع للمراقبة الى وفاة العشرات من الأبرياء كما أن مستشفى ابن سيناء المركزي بالمكلا وحده استقبل خلال العام الماضي 2007م لحالات تسمم خطيرة من منطقة غيل بن يمين اضافة الى حدوث اضرار بيئية ادى الى انهيارات وتشققات صخرية في العديد من المناطق وخاصة في مناطق رسب وما جاورها في مديرتي ساه وغيل بن يمين أدت الى انهيار عدد من منازل المواطنين في هذه المناطق وتم الاعلان عن معالجتها بتعويضات وهمية .
والان بعد أن صار حلم الحضارم في استخراج النفط من أرضهم واقعاً محققاً بعد ان تغنوا به طويلاً ولكنهم محرمون منه ومن خيراته وفوائده , فهل هم الآن يرفعون ايدهم الى الباري المنتقم الجبار بأن يلجم تلك الثروة ويوقف نبضانها و(ينشفها) من الوجود أرحم من يروا غيرهم يتنعمون بها .. أجل أنني لأرى الحضارمة جميعهم ومعهم الوزير الحضرمي خالد بحاح يرفعون أيديهم عالياً متضرعين الى الخالق الباري في نسق واحد لعل أن يستجيب لهم وينجيهم من مكارب القدر ويخرجهم من النفق المظلم الذي ساقهم اليه في غفلة من الزمن أحد ابنائها .. انه سميع مجيب والهادي الى السواء المستقيم


اقتباس

[أبو عامر اليافعي]

[align=center]كم نظل نعدد مصائب النظام علينا
يحسدون الموظفين الجنوبيين وهم يعملون لدى شركات اجنبية تقبل موظفيها بناء لمعايير خاصة وعلمية
والدحابيش يبون كل شيء لهم حتى وان كان امي لايقراء ولا يكتب ويريد ان يكون مهندس جيولوجي
المهم تعبنا من نبش الفساد والظلم الحاصل علينا
نبي ثورة حقيقية تستاصل كل شيء خبيث وخطير
لانريد نظام الاحتلال ولا شعبه
كرهنا الحياة بسببهم
مالها الا ثورة مسلحة ياشعب الجنوب.[/align]