إلى المجلس الانتقالي الجنوبي… بـُـق البحصة من فمـك
إلى المجلس الانتقالي الجنوبي… بـُـق البحصة من فمـك
كتبَ / صلاح السقلدي
المجلس الانتقالي الجنوبي في قرارة نفسه كان يعرف تماما أن قرار شراكته بالمجلس الرئاسي ليس قراره ولا قناعته السياسية مطلقا، ولا تصب هذه الشراكة بشكلها الذي تم إخراجه بمشاورات الرياض بمصلحته وبمصلحة القضية الجنوبية.. فقد فُـرض عليه الأمر فرضا من السعودية، بل لم يكن يعلم اصلا بتلك الترتيبات الى قبل ساعات من إعلانها في تلك المسماة جزافا بمشاورات الرياض مطلع إبريل الماضي،،فقد ظل طيلة أيام المشاورات مسلوب الرأي حائر التفكير مشدوه البال لا يعلم ماذا يجري ولا كيف سيتصرف حيال ما يدور، وفعلا انخرط بتلك الترتيبات معصوب العينين، اعتقادا منه ان هكذا الانحناءة إجبارية قد تصلح ان تكون ضريبة يدفعها للحفاظ على شعرة (بن سلمان) لئلا تنقطع وتعبس الشقيقة بوجهه.. وبرغم ما اُجبر عليه عنوة فقد ظل يتصنع بالظاهر بخطاب عكس ما هو مقتنع به بالخفى،ولكن يبدو أنه قد( بق البحصة) على قولة اخواننا في بلاد الشام،وبدأ يخرج ما بداخله من غيظٍ مكتوم.
.. فــنراه اليوم يجأر بالشكوى مما يسميه ناطقه الرسمي السيد/علي الكثيري بمماطلة الشركاء تنفيذ ما تمخضت عنها مشاورات الرياض،ملوحاً- على استحياء- باتخاذ الانتقالي عدة خيارات- لم يسمها الكثيري- …. فبعد ان خاب ظن الانتقالي بهذا المجلس الرئاسي، وهو ظن كان خائبا أصلا، وبعد أن تأكد له ما كان اساسا متأكدا من حدوثه بأن الأهداف المعلنة من تلك المشاورات لن تنفذ وسيتم تسويفها ومماطلة تنفيذها بشأن الوضع بالشمال ، وأن الأهداف الغير معلنة لذلك المجلس الرئاسي ولتلك المخرجات هي التي ستنفذ اليوم على قدم وساق،أهداف شاخصة بأبصارها جنوبا لا شمالا.
نقول انه بعد كل هذا يكون الانتقالي قد تحرر من القيود التي صفده بها التحالف، وأصبحت اليوم الحُـجة له لا عليه بوجه شركائه المخادعين داخل الرئاسة،ويكون الانتقالي بالتالي من حقه التحلل من هذه الشراكة ومن هذه القيود ويعيد قطار القضية الجنوبية الى سكته الصحيحة إن كان جادا بما يقوله، فالفرصة مواتية اليوم لتصحيح وضع غير طبيعي ولا عادل للطرف الجنوبي سواء بما يتعلق بهذه الشراكة او بطبيعة شراكته الضبابية مع التحالف، نطرح هنا فكرة تصحيح الوضع المختل مع تلك الجهات اليمنية والإقليمية، ولا نذهب بطرحنا أبعد من ذلك ، بالمدى المنظور على الأقل.
|