لمصلحة من يا سيادة الرئيس ؟!

[ابو عهد الشعيبي]

حرص ويحرص الرئيس علي ناصر محمد بكل مقابلاته التلفزيونية والصحفية دائما على تأكيد موقفه الداعم للوحدة الحربية المفروضة
على شعب الجنوب وبشكل صريح وواضح لا يحتمل اللبس دون أبسط مراعاه لحقائق الاحداث والوقائع القانونية والسياسية التي اثبتت وتثبت وبقوة بطلان هذه الوحدة التي باسمها استباح الشمال أرض الجنوب ودمر دولته وأذل وشرد ابناءه من خلال حرب شرسة تكفيرية قضت على كل مقومات الوحدة وبراشيمها القومية والاممية التي كرس مفاهيمها وثقافتها العقيمة في عقلياتنا ناصر ورفاقه خلال حكمهم لشعبنا آبان العهد البائد, حيث يبدو من حرص هذا الرئيس المستمر على الوفاء لهذه الوحدة المقبورة وكأنه يوفي بإلتزام ماء في عقله وقلبه لا نعلم وشعبنا عن هذا الإلتزام ولا ما هو نوعه ؟ ولمن ؟! وحتى الملتفين حوله وهم قله قليلة مثلنا لا يفهمون ايضا .....

فمراراً من خلال كل لقاءاته حرص الرجل ايضا على تأييده المطلق لتطلعات شعب الشمال وقواه في التغيير بكل ما لها من توجهات وسياسات وآمال , وعلى النقيض وقف ولا يزال في وجه شعب الجنوب وإرادته وتطلعاته بكل ما استطاع وباستخدام كل وسائل فن الإفشال الممكن لثورته , ولتمرير ما يريد ( الذي لا نفهمه ) يتعمد بكل مفردات إجاباته ولغة تصريحاته وكتاباته إعطاء صورة الإنطباع عن الاوضاع لمن يقرأ له وكأن الكواث والازمات التي يعج بها واقع الجنوب والشمال معا منذو حرب إحتلال الجنوب في 94م ليست إلا مسائل بسيطة في متناول الحلول ,وأن وحدته ومن إليه من الرفاق مع الشمال في ألف خير !! بينما الواقع الذي نعيشه اليوم قد قفز بكل تفاصيله على هذه اللغة المخشبة والمكرتنة التي لا تملك صله بالواقع ومعطياته ولا تجاري ابسط احداثه ولا تثمر غير صورة باهتة ومشوهة لشخص مستخدمها ..

والمتابع لنشاط الرئيس ناصر السياسي منذو إنطلاقة ثورة تحرير الجنوب تحديداً وهي بالطبع الفترة التي أعادته إلى مربع الضوء بعد عشرين سنة من الإفول والذبول والغياب عن الكاميرات سيقرأ في صميم كل ما يطرح هذا الرجل أنه يعمد إلى بث روح التحفيز والتحدي لدى ابناء شعب الشمال من زمن ومن قبل أن تولد ثورة شبابهم الفاشلة , وكثير ما ناشدهم ويناشدهم بالحفاظ على الوحدة وتثبيتها والخ بالتزامن مع غليان شعب الجنوب الرافض لها ومجرميها, مقابل حرصه الدائم على بث كل دواعي الإحباط واليأس والتذمر في نفسيات شباب وجماهير ثورة تحرير الجنوب العملاقة !

وبعد كل مقابلة أو تصريح لهذا الرجل يأتينا حملة المباخر للتحليل بمدح وتزكية الرئيس الداهية ووصف ذكاءه الخشبي على انه يهدف من خلاله إلى شق الشمال وضرب قواه ببعضها , وإلى كسب أنصار ومؤيدين لقضية الجنوب وإلخ من الكلام الذي لا يدخل في قاموس حسابات واقع الشمال وما فيه من مقومات واصطفافات وعقليات وموروث , وهو الواقع الذي تؤكد كل احداثه ومعطياته عبر التاريخ وإلى اليوم على أن سياسسين من نفس عينة ناصر لا يمكنهم في أي حال من الأحوال إمتلاك ابسط القدرات على فهمه , ولا حتى أبجديات اللعب على تناقضاته , ولا إمكانية لإستيعاب حقائقه لأجل إستخدام وسائل الصراع الممكنة مع من يتربع عليه ..

و بعد مرور خمس سنوات على ثورة التحرير أستغرب منطق اولئك الذين يرون فيه رجل طحطوح ومخضرم وأنه وفق تحليلاتهم كل يوم
يؤكل كتف ........... !
بينما اراه بعقلي ووعيي وإدراكي أراه بعيداً كل البعد عن الطحطحة , وأراه بأم عيني يؤكل أكتاف مناضلي ثورتنا التحررية الإستقلالية وأكتاف شهداءها وجرحاها وابطالها المشردين يوماً بعد آخر , ويرمي على الشاشات والصحف كل ما يملك من أسباب بغية تدميرها وشق صفوفها وإحراق قادتها .. حتى العطاس الرئيس حينما شاهده وقد رغب الإلتحام بإرادة شعبنا أبعده بل ووضعه في فوهة مقارعة ثورتنا ومسيرتها السلمية ليحترق بنارها ..

وبدون أدنئ شك عزل نفسه تماما عن كل ما يدور في الجنوب وثورته وتضحيات شعبنا ومطالبه العادلة في التحرير والإستقلال , وهذا العزل يؤكده ناصر بنفسه التي لا تدخل ضمن أولويات ولا حتى ثانويات إهتماماته معاناة الجنوبيين بل أن لغته التي يستخدمها حينما يكون الحديث جنوبي أمام من يستضيفه " أحد ما " , عادة ما توحي للقارئ العربي وكأنه ليس جنوبي وشغل فيه رئيساً لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية المحتلة التي مزقتها واهلكتها سياساته حينما كان مسؤلاً شاملاً وشموليا فيها حتى غادرها منكوبة.. !!

وللحقيقة فأني لا أعلم بأي عصر يعيش هذا الرجل ولا أعلم عن أي إستراتيجية يتَبع إذا ما افترضنا , ولا بأي منهج سياسي يعمل , ولا حتى ماذا يريد ؟!
وبعيداً عن الكياسة والمجاملة والمرونة التي اتبعناها في كتاباتنا سنين طويلة تجاه وأمثاله فأني شخصيا لا أرى بشخص الرجل لا منهج ولا سياسة ولا حضور حقيقي بعقل السياسي المدرك والفاهم للقضايا والازمات ولاحداث .......!
أقول قولي هذا واستغفر الله