بنت المكلا النموذج النادر بحضرموت .. وقيادة الحراك في سباتها العميق ..

[ابو صقر الحضرمي]

لقد المني وسأني كثيراً وأنا اسمع التجاهل المريع لقيادة الحراك الجنوبي بحضرموت لنازحي أبين الذين فروا بجلودهم من بطش جيش الاحتلال اليمني الذي يقتل بلا هوادة ولا رحمة في أبين الشموخ والعزة والكرامة .. لقد فروا نساءً وأطفالا وشيوخ من آلة القتل العسكرية الهمجية للجيش اليمني الذي لا يعترف إلا بلغة القتل والتدمير لكل ما هو جنوبي .. لقد هربوا وتركوا بيوتهم وكل ما يملكون لا لشي إلا لأنهم جنوبيون لهم عزتهم وكرامتهم .. جنوبيون يرفضون الذل والهوان ويقولون برع برع يا استعمار .. جنوبيون يطالبون باستعادة هويتهم ودولتهم المسلوبة .. ولكن أن يقابلوا بهذه الطريقة المقرفة من قبل قيادة الحراك الجنوبي بحضرموت وكأنهم من نازحي الصومال أو جنوب أفريقيا فهذا يجعلنا أن نضع علامات الاستفهام والتعجب على قيادتنا الحراكية الموقرة فقد وصلت بهم الاستهتار ولا مبالاةوالتخلي عن مسؤولياتهم التاريخية وعجزهم وتخاذلهم عن إيجاد سكن لهؤلاء النازحين .. رغم أن كل التكاليف للسكن وما يتطلبه النازحون قد تكفل به رجال المواقف الصعبة التي تظهر من خلالها معادن الرجال ومواقفهم النيلة التي ستبقى محفورة على جبين التاريخ رغم أنوف المتخاذلين عن واجبهم ومسؤولياتهم الوطنية الملقاة على عواتقهم والذي يتمسكون بها رغم انهم غير أهلاً لها .. ولكن لن تنسى مواقف الشيخ صالح الغامدي الذي أرسل ألف ريال سعودي والأخ العزيز أبو شلال الحريري الذي تكفل بإيجار ثلاثة أشهر جزأهم الله ألف خير ..
لقد المني كثيراً وأنا اسمع وبكل مرارة وحرقة ان تغيب النخوة الحضرمية في مثل هذه المواقف لقيادتنا الحراكية والتي ستكون نقاطاً سوداء في تاريخهم النضالي بل كيف بهم إن يتركوا فتاة في عمر الزهور تبحث هنا وهناك ومن شارع إلى شارع ومن عمارة إلى أخرى لإيجاد المسكن لإخواننا النازحين وكأن الرجال قد اختفوا من حضرموت ولم يبقى إلا النساء وقد صدق من قال ربما امرأة خير من ألف رجل .. نعم إنها بنت المكلا تلك الفتاة التي وهبت نفسها للجنوب وقضيته العادلة فتراها تتنقل بين مناطق وقرى حضرموت كالنحلة لنقل فعاليات الحراك الجنوبي هنا وهناك الفتاة التي فتحت بيتها واكتظ بالنازحين في واحدة من أروع صور النخوة الحضرمية النادرة ولكنها للأسف الشديد لم تصدر من رجالتنا الذي كنا نعدهم قيادة تاريخية لا يمكن أن نتجاوزها ولكن معادن الرجال تعرف في مثل هذه المواقف .. لقد رفضوا حتى توفير سجل تجاري .. فهل يعقل أن تكون هذه قيادتنا .. ولكن الفتاة قامت بالواجب لضيوف حضرموت رغم تخاذلكم أيها القادة .. ولكن اعلموا إن التاريخ لا يرحم والأقلام تسطر ما يدور على ارض الواقع ..
في الختام لك مني يا فتاة حضرموت الأولى يا بنت المكلا ألف تحية وتعظيم سلام على مواقفك التي أثلجت صدورنا .. والتي لن ينسها ضيوفنا .. ولا يمكن ان تدخل طاقة النسيان .. فإلي الأمام يا بنت المكلا ولا تلتفتي الى المتخاذلين وإنها لثورة حتى النصر ..