كلمة رئيس المجلس الوطني م/حضرموت بالديس الشرقية بمناسبة الذكرى الـ 19 لأعلان الحرب على الجنوب

[AHMED ALJOHI]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد

أخواني الأعزاء جميعا :
يطيب لي ان التقي بكم اليوم في هذا اللقاء المبارك أن شاء اللة مقدرا ومثمنا تجشمكم عناء الحضور ومشقة السفر لبعضكم وصولا إلى هذا المكان ومن مناطق متعددة من اجل الحضور والمشاركة خدمة وواجبا للوطن وللشعب سائلا الله عز وجل أن يكتب لنا جميعاالنجاح والتوفيق
اليوم نحن بينكم ومعكم هنا في الديس الشرقية
الديس الشرقية التي هي كبرى مدن شرق حضرموت وخامس مدنها وقد حباها الله بالكثير من الموانئ . في محيطها يقع ميناء شرمة الموغل في القدم وميناء خلفة وميناء القرن وراس باغشوه ويوجد فيها أكثر من 20 حصناً . وكذلك يوجد فيها أكثر من اثنين وثلاثين مسجداً أكبرها المسجد الجامع الذي تأسس قبل أكثر من قرنين من الزمان وتم آخر تجديد له في عام 1384 للهجرة وكان بناؤه قصة تلاحم لأهل المدينة كبيرها وصغيرها رجالها ونسائها.
مدينة الديس الشرقية واحدة من أهم مدن حضرموت فهي من المدن التي تقع في صدارة عنقود المدن الحضرمية مدينة البحر والنخيل والوادي والسلاحف والحصون والمساجد والبساتين وعيون المياه الساخنة مدينة الأمس الجميل واليوم والغد0
أخوتي وأهلي الأعزاء
تحل اليوم علينا ذكرى نكبة إعلان الحرب على أرضنا وشعبنا في مثل هذا الشهر27 أبريل بعد 19 عاماً مضت وقد أفرزت أسوأ صورة من صور الاغتصاب على الكرة الأرضية تعرضت فيها بلادنا لعمليات همجية منظمة استهدفت الهوية والمقدرات والثروات وممارسات كان شعارها وما يزال ( الوحدة أو المـوت ) .
أن يوم السابع والعشرين من ابريل يوم شؤم عند أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين يرون أن هذا اليوم كان يوم إعلان الحرب على الجنوب بعد خطاب شهير ألقاه رئيس الجمهورية العربية اليمنية في ميدان السبعين في 27 أبريل من عام 1994 .
أنهم في العربية اليمنية يصرون على تسمية هذا اليوم بيوم الديمقراطية باعتباره اليوم الذي شهد إجراء أول انتخابات برلمانية موحدة لليمن في 27 ابريل من العام 1993م . أنة يوم الخدعة الكبرى التي أنطلت على شعب واعي ومستنير وقيادة كنا نعتقد أنها تمتلك من الخبر ما يؤهلها لأن تصل بشعبها الى الحلم الذي كان مرسوما في مخيلتة
أن يوم السابع والعشرين من ابريل عام 1994م هو أول فصل من فصول انفجار الموقف العسكري بين قوات الشمال والجنوب والذي انفجر بعد ساعات قليلة من خطاب صالح في ميدان السبعين . حيث ألقى صالح خطاباً وصف بالتحريضي في 27 ابريل 1994 بمناسبة مرور عام على إجراء أول انتخابات برلمانية موحدة حيث دعا إلى الوقوف بالمرصاد لمن أسماهم بـ ( القوى المعادية للوحدة والعناصر الانفصالية )
كما قال :
( إن شعبنا اليمني سيضع حداً لأولئك الذين يتسكعون على أبواب بعض العواصم ليستلموا مالاً مدنساً من أجل إجهاض الوحدة ) متهماً من لم يسمهم بأنهم يتسلمون تلك الأموال لشراء البنادق والأسلحة وإيداع الأموال المتبقية في حاسابات خاصة في البنوك الخارجية لمصلحة شخصيات تسعى من أجل الانفصال .
شن صالح في خطابه من ميدان السبعين هجوماً عنيفاً على شريكه في تحقيق الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني وطالب نائبه علي سالم البيض الذي كان قد رفض تأدية اليمين الدستورية بعد انتخابات 93 بضرورة احترام الهيئات التشريعية وما هي إلا ساعات حتى انفجر الموقف العسكري في منطقة عمران .
في ذاك الوقت نقلت وسائل الإعلام الحكومية الموالية لصالح تصريحاً لمصدر مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء أنه عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً اقتحم ضابط سابق بالقوات المسلحة يدعى يحيى داحش عليان وهو عضو في الحزب الاشتراكي وسبق طرده من القوات المسلحة لقيامه بأعمال تخريبية تضر بأمن الوطن واستقراره اقتحم معسكر عمران الذي يتمركز فيه كل من اللواء الثالث المدرع الجنوبي واللواء الأول المدرع الشمالي بمساندة مجاميع مسلحة ومستخدماً عشر سيارات مجهزة برشاشات متنوعة وأطلقوا النيران على أفراد اللواء الأول المدرع الشمالي أثناء تناولهم طعام الغذاء مما تسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وسقوط عشرات الشهداء والضحايا الأبرياء .
وعندما بدأ جنود اللواء الأول الدفاع عن أنفسهم، ودحر الهجوم المفاجئ على معسكرهم المشترك، تدخلت قوات اللواء الثالث المدرع الجنوبي لمساندة المهاجمين وأطلقت وابل من قذائف المدفعية والدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة على مقر قيادة اللواء الأول المدرع الشمالي في المعسكر نفسه وعلى عنابر سكن الجنود وعلى المدرعات الواقفة في مرابضها .
كما أطلقت دبابات ومدفعية اللواء الثالث ( الجنوبي ) حمماً من قذائفها على معسكر الأمن المركزي القريب من معسكر عمران . وحّمل المصدر مسؤولية ما حدث في عمران لقوى الردة والانفصال في الحزب الاشتراكي اليمني .
بعدها صدر بيان لوزارة الدفاع في عدن اتهم الأسرة الحاكمة في صنعاء تدعمها القوى الأصولية المتطرفة المتحالفة معها بتفجير الموقف عسكرياً في منطقة عمران 60 كم شمال صنعاء واتهام القيادة الشمالية وحمّل الحزب الاشتراكي علي عبدالله صالح شخصياً وأفراد أسرته الذين يحتلون مناصب رفيعة في القوات المسلحة المسؤولية عن عواقب هذا الهجوم كما أن هذا العمل يأتي أيضاً تتويجاً لسلسة من التفجيرات العسكرية والأمنية التي دأبت على القيام بها منذ وقت طويل واستهدفت قيادة الحزب الاشتراكي اليمني وكوادره .
بعدها أستمرت الحرب الشاملة حتى أعلن علي سالم البيض خطابه الشهير في 21 مايو 1994 والذي أعلن فيه فك الارتباط وقال أن الوحدة اليمنية ستبقى هدفاً للدولة الجنوبية القادمة .. واستمرت حرب صيف 1994 حتى السابع من يوليو وهو يوم الأحتلال الشمالي للجنوب بعد دخولهم عدن
أن المرحلة الاحقة التي تلت أحتلال الجنوب كانت مرحلة فقدان الوعي للجنوبيين قسم منهم وقع تحت تأثير نشوة النصر الزائف على ذاتة ( أي على أهلة وناسة وأرضة ) وهم الجنوبيين الذين تقدموا المعارك أنتقاما لما جرى لهم في 13 يناير 1986م والقسم الآخر من الجنوبيين ضل خانعا تحت صدمة الهزيمة العسكرية والنفسية التي لحقت بهم 0 وفي تلك الفتر أستغل الشماليون ذلك الضرف وأستباحوا الأرض بما عليها مستغلين غيبوبة الجنوبيين0
بعد فترة من الزمن أستعاد شعب الجنوب عافيتة وبدأ يكون لنفسة بعض من أشكال الرفض للواقع الذي ضل جاثما على صدرة كل تلك الفترة المظلمة والظالمة والتي لم يستطع أن يتحمل أكثر مما هو فوق طاقتة ومن تلك الأشكال:
- الجبهة الوطنية للمعارضة ( موج ) في الخارج : لم تقدم فعلا سياسيا ملموسا فسقطت كما ولدت .
- مقاطعة الاشتراكي لانتخابات 1997م البرلمانية ، فرضتها اراده جنوبيه داخل قيادة الاشتراكي – يومذاك.
- حركة الاحتجاجات السلمية في حضرموت 1997- 1998م .
- ظهور حركة تقرير مصير الجنوب العربي ( حتم ) 1998 - 2001م .
- اللجان ألشعبيه التضامنية 1999 – 2001م .
- تيار إصلاح مسار الوحدة في الاشتراكي 2001 – 2006م .
- التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) 2004م ولا زال تنظيما له خطابه السياسي المتميز المبني على هدفه المعلن
- الحركة التصالحية ( التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي - الجنوبي ) بدأت من جمعية ردفان في 13 يناير 2006م .
- جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين 2007- 2008م.
- جمعيات الشباب والمناضلين وملتقيات التصالح والتسامح في المحافظات .
- المجلس الوطني الأعلى لتحرير وأستعادة دولة الجنوب المستقلة 31 أكتوبر 2008م
- حركة النضال السلمي الجنوبي ( نجاح ) مارس 2009م
- مجلس قيادة الثورة طارق الفضلي 9 مايو 2009م
- المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب 9 مايو 2009م

وهكذا مرت كل تلك السنوات وكاننا أتفقنا على أن لا نتفق

أما اليوم فقد أبت الضروف الا أن نلتم ونفعل مسيرة التصالح والتسامح حتى نختصر الطريق ونصل الى الهدف المنشود وهو التحرير والأستقلال لأرضنا الجنوب الحبيب وقريبا جدا أن شاء اللة
كما نذكركم بأنة في يوم الغذ السبت27 أبريل 2013م بمليونية التذكير بنكبة إعلان الحرب على الجنوب و ستكون المليونية السادسة وهي موجهة للمجتمع الإقليمي والدولي بحق شعب الجنوب في نيل أستقلالة مع نظام الشمال ( ج.ع.ي ) بعد مليونيات سابقة في 14 أكتوبر و30 نوفمبر والتصالح والتسامح الجنوبي و يوم الكرامة الجنوبية ثم مليونية( القرار قرارنا ) في17,18 مارس 2013م .
والمليونية الجديدة , التي تتزامن مع وصول بعثة مراقبين أممية إلى عدن دعوة لتذكير قوى المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والحقوقية من خلال اللجنة الزائرة بأن ما يحدث في الجنوب هو حركة شعبية حقيقية للتحرر السلمي ولم يكن ذلك إلا من خلال تضحيات كبرى لشعب الجنوب وقد بات اليوم يستحق من أجلها أن يقف المجتمع الدولي وقفة حاسمة بشأنها على قاعدة قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 924 , 931 , في حوار بين ممثلي دولتين تحت إشراف وضمانات دولية .
وفي الوقت نفسه تأتي مليونية رفض الحرب والعدوان رسالة إلى كل الأشقاء والأصدقاء ( والمجتمع الدولي عامة ) برفض الحوار الذي تستضيفه صنعاء , وبرفض أي مخرجات عنه لأن قضية شعب الجنوب قضية شعب ودولة وهوية . نرجو أن يوفقنا اللة الى ما فية الخير

المجد والخلود للشهداء 00 والشفاء للجرحى

والحرية للأسرى والمعتقلين

و السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة

الجمعة 26أبريل 2013م

[الحماطي]

تحية لابناء حضرموت الابطال الى الامام النصر قريب باذن الله