الجنوب بين مطرقة الاحتلال ... وسندان قادة الحراك

[الرأي العام]

الأسر هو ذلك الاختطاف ألقسري الخارج عن القانون والشرع والمنطق والأعراف ..
وما يمارسه النظام اليمني ضد أبناء الجنوب من اختطاف متواصل إلا ترجمة لذلك
التمنطق اللا قانوني واللا أخلاقي في أسر الحق في الحرية والحق في الحياة ..والحق في التعبير
ولكن بالمقابل فإن أبناء الجنوب الثائرين من أجل الحرية ، لا يعانون من هذا النوع
من الاختطافات وإحالتهم إلى أسرى فحسب ، بل أنهم يعانون نوعا آخر من الأسر والاختطاف ،
يستهدف إرادتهم وقرارهم الوطني ، وللأسف هذا النوع من أسر الإرادة الوطنية
يمارسه دون وعي معظم قادة الجنوب في الداخل والخارج ضد قضية شعبهم الجنوبي التواق للحرية .
إن عزوف قادة الحراك عن التلبية والاستجابة لإرادة الشعب في توحيد وتنسيق الجهود الوطنية
الجنوبية والسعي الجاد لتحقيق توافق وطني جنوبي ، يضفي على الحراك صفة القوة
والوحدة والشمولية على أرض الجنوب كل هذا يصيب القضية الجنوبية إذا ما استمروا على
ذلك في مقتل ، وسوف يفضي إلى خلخلة الحراك وإضعافه شيئا فشيئا ، حتى يتمكن
نظام صنعاء ومعه معارضته من احتوائه وتفكيكه من مكونات متناثرة إلى أفراد فقط .
إصرار قادة الجنوب على عدم الالتقاء والتحاور والمكاشفة الايجابية هو بمثابة ممارسة
اختطاف واغتصاب للإرادة الوطنية الشعبية للجنوبيين ، وهي أبشع من ما يفعله نظام الاحتلال .
ليس هناك ما يبرر هذا التمترس الغريب كل وراء رؤيته للأمور ، دون أن نرى بارقة أمل لتحرك
جاد ومسئول وفعلي لأحداث تفاعل حقيقي يحرك المياه الراكدة رغم كل هذا القتل والإرهاب
الذي تقوم به سلطة صنعاء ضد الجميع في الجنوب ، إلا أن ذلك لم يحرك الدماء والضمائر
في تحقيق وفاق وطني يستطيع مواجهة آلة القتل والتآمر اليمني .
مرت السنين ، ونحن ننادي ونوجه الدعوات تلو الأخرى وتلبية مطلب الشعب الجنوبي
واستحقاق القضية الجنوبية العاجل وهو رص الصفوف وتوحيد دائرة النضال .
ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي ، كل صرخاتنا لم تلقى آذان صاغية .
السؤال ، هل هؤلاء القادة يرون الحقائق ولا نراها نحن ؟ هل يقرؤون بعمق وبعد
لا نستطيع نحن كرأي عام ومتابعين بسطاء ؟
أم أن الحقيقة غير ذلك ، هل هي ثقافة الأنانية المتأصلة فيهم ؟
هل هو التعصب الأعمي للذات ؟ وتغليب المصالح الشخصية الضيقة ؟
نتمنى أن يحاورنا أحد من قادة الجنوب بصراحة بعيدا عن الشعارات الجوفاء والعبارات
التي نقراها في بياناتهم وخطاباتهم وتصريحاتهم .
نريد حوار يضع النقاط على الحروف ، يجيب على أسئلة الشارع الجنوبي بشفافية .
ما عدا ذلك ، فإن شعاراتكم يا قادة الجنوب تبقى بلا قيمة ولا معنى !
وستبقون تدورون في دائرة الحمقى والمغرورين .
أمام شعب الجنوب ثلاث تحديات رئيسية : أرتبها حسب أهميتها وأوليتها ،
التحدي الأول : تحقيق تلاحم واصطفاف جنوبي ضمن حوار يؤدي إلى ما يمكن تسميته
جبهة الوفاق الوطني الجنوبي وتتألف من كافة المكونات الجنوبية والشخصيات الأخرى
التحدي الثاني : مواجهة مخططات نظام الاحتلال اليمني ضد القضية الجنوبية .
التحدي الثالث : تحقيق استقلالية كاملة للحراك الجنوبي بعيدا عن محاولات المعارضات اليمنية لخلط
الأوراق والدس بيننا من خلال مشاريع خبيثة .
وبدون تحقيق التحدي الأول فلن نستطيع الصمود طويلا أمام بقية التحديات ، وسيعصف بنا الضعف والهوان
وسيصبح الحراك هشيما تذروه الرياح .

[الرأي العام]

من يخالفني الرأي يتفضل ، ومن يحسب نفسه قياديا يتفضل ليحاورنا ،
خذوا القضية على قدر عقولنا ووضحوا موقفكم يا قادة ..
وبرؤوا ساحتكم من إتهاماتنا لكم .. حتى لا نظلمكم أكثر !
تحدثوا الينا ، وتنازلوا قليلا ، حتى نصدق انكم قد تغيرتم !
وصرتم تؤمنوا بالحوار .. وحق الرأي الآخر .. وحق الاختلاف !