الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-25, 01:55 AM   #1
البيت الجنوبي
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-15
المشاركات: 120
افتراضي محمد أحمد البيضاني حليب بريطانيا .. والحجة فطوم


محمد أحمد البيضاني

حليب بريطانيا .. والحجة فطوم

يا حجة فطوم تبقى الذكرى تستقر في عقل الطفل .. السنوات الأولى من العمر تشكل تاريخ الإنسان فيما بعد ، كانت لنا طفولة جميلة وحياة بسيطة يملئها الحب والحنان والصداقة بين عيال الحارة .. دهر مضى والذكرى تلازمني في حارة القاضي .. حارتي الجميلة وفيها ملاعب الصبا. يا حجة فطومأدركت بريطانيا العظمى إن هناك ناس فقراء في عدن ودخلهم محدود و لا يستطيعون أن يوفروا لأطفالهم واجبات غذائية عالية. يا حجة فطومأبتكرت بريطانيا طريقة إنسانية تمثل مستوى هذه الدولة الحضارية الرحيمة . ففي إستراحة منتصف النهار ، كان هناك الشخصية المميزة الباطوالهالصنعاني ، حيث كان يعد في مطبخ المدرسة قلص حليب مع البيض والسكر لكل الأطفال. أرادت السلطة البريطانية أن ترفع مستوى التغذية والصحة الجسدية بين أطفال المدارس الفقراء .. قمة في الحضارة الإنسانية حتى يتساوى الأطفال في نوعية التغذية الصحية، إن صحة الأطفال لها أهمية كبيرة في تفكيرهم وتحصيلهم العلمي.

قالت الحجة فطوم أصبر يا محمد با أعمر مايفرست بوري وبا أجيب لك عواف عدني غُربيات وشاهي ملبن. يا حجة فطوم أنتهت المضرابهوالمرفاله في الحارات وذهب جميع العيال إلى المدرسة حيث توجد الألعاب والدراهين . الأساتذة أبو الرياضة في مدارس عدن يوسف سعيدي ، و حامد خليفة ، وكمال حيدر ، لعبوا دورآ مهمآ في إدخال الألعاب الرياضية – كرة القدم ، الكرة الطائرة ، تنس الطاولة ، التنس الأرضي وجميع أنواع الرياضة. ضحكت الحجة فطوم وقالت يعنيأنتهت المرفاله والمضرابه حقكم من الحارات. قلت لها يا حجة فطوم كان سبب المرفاله الفراغ وعدم وجود ألعاب ، كانت البواكير والحجار والمضرابههي اللعبة المفضلة لدينا . يا حجة فطوم نهضت عدن الجنوبية العربية بلادنا في عدة سنين من عمر الزمن. فتحت الملاعب والمسابح والنوادي الرياضية والمكتبات– دخل المجتمع العدني في مرحلة تاريخية هامة ، وبدأت عدن عاصمتنا تخطو نخو التقدم – والريادة في الجزيرة العربية.

يا حجة فطوم .. أذكر في طفولتي إن الأستاذ حامد خليفة كان يحدد يوم في الأسبوع للذهاب إلى مسبححقات .. مسبح حقات أول مسبح عام في الجزيرة العربية ، كان تحفة معمارية .. وهدية من بلدية عدن إلى شعب عدن ، قمة في الأناقة والتصميم . كنت في طفولتي أنظر إلى هذا المسبح بفرحة وذهول ..لا يمكن أن أنسى على طول المدى تلك اللحظات السعيدة من تاريخنا. قام أستاذنا حامد خليفة بتعليمنا السباحة. كان أبآ ومعلمآ غير تاريخ حياتنا إلى الأفضل .. هذا الرجل الأستاذ العظيم أحب أطفال عدن. يا حجة فطوم لم نكن نشعر بالخوف منه ، كان والدنا وأستاذنا وصديقنا الراحل العظيم الأستاذ حامد خليفة الذي ترك بصمات من نور في طفولة أبناء عدن. يا حجة فطوم إن عظمة الإنسان ما يتركه من ذكرى وعمل نبيل يخدم الناس .. إن الحروب والحقد والكراهية والحسد والتآمر لا تصنع المعروف والإحسان .. إنها أدوات الشيطان التي تدمر الإنسان .

تقول الحجة فطوم .. الأستاذ يوسف سعيدي ، الأستاذ حامد خليفة ، و الأستاذ كمال حيدر – كل طفل عدني سيتذكركم إلى الأبد.

محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن

عدن و الحنون

عدن .. وطني أجمل مزهرية .. نجمة على شعرصبية . عدن .. يا مهد الحب والفن والجمال .. عدن بلاد الحنون .. ذلك الحنون الذي يكتب في الليل ألف قصيدة شعر . الحنون .. يرصع شعر كل عاشقة .. يضم جدايل شعرها وتتساقط على شيدرها براعم الحنون كأنه در مكنون .. شيدر عدنية يخطو على رمال ساحل أبين ليحكي للدنيا قصة حب قد عبر ولم تبقى سوى الذكرى تستقر في أعماق النفس .. تغني وتبكي إلى الأبد. شتاء عام 1982 عدت من سيدني إلى جدة وتوقفت في عطلة قصيرة في لبنان , ذهبت إلى قرى الجبل وسكنت في موتيل عائلي صغير لا يوجد فيه أكثر من 10 نزلاء ، كنت أنشد الهدوء والسكنية من ضجيج الأبراج السكنية في سيدني .. غابات الأسمنت والحديد . كنت أنشد بيت سطحه من القرميد الأحمر يعتمر الثلوج ويسامر القمر.

نمت سويعات .. أكره النوم - والنوم أخ الموت .. لم أريد أن أحرم نفسي من كل هذا الجمال المحيط بي.. أعيش اللحظة التي ملك يدي منحها لي القدر ولن تتكرر مرة أخرى . الموتيل صغير من طابق واحد ، خرجت وجلست في الصالة لوحدي أنظر من خلال زجاج النوافذ سقوط الثلوج شعرت بروعة الحياة ومعنى الجمال، هدوء يعبث في الروح التفكير في الرحمة والسلام .. إنها اللحظات حين يتصالح الإنسان مع نفسه. هناك صوت من بعيد .. صوتفيرور يجعل لهذا الصمت قدسية التأمل .. والسفر إلى عالم النجوم :

في إيام البرد .. وإيام الشتي .. و الرصيف بحيرة .. والشارع غريق .. تجي هاك البنت .. من بيتا العتيق .. ويقلا أنطريني .. وتنطر على الطريق .. ويروح وينساها .. وتدبل بالشتي .. حبيتك بالصيف ..حبيتك بالشتي .. مرقت الغريبة .. أنطنتي رسالة .. فتحت الرسالة .. حروفها ضايعين .. ومرقت ايام .. وغربتنا سنين .. وحروف الرسالة .. محيها الشتي.. حبيتك بالصيف .. حبيتك بالشتي .. نطرتكبالصيف .. نطرتك بالشتي .. وعيونك الصيف .. وعيوني الشتي .. ملقانا يا حبيبي .. خلف الصيف .. وخلف الشتي.

قمة في العبقرية وتعبير رقيق من مدرسة الإبداع الفني – فيروز والأخوان رحباني. هذا اللحن الفرنسي الذي أقتبسه وطوره الرحباني في أغنيةحبيتك في الصيف .. إنها العبقرية الفنية كيفأستطاعوا أن يطوعوا هذا اللحن وإعادة صياغته من جديد ليحمل معنى آخر لثقافة أخرى في الموسيقى. إن العواطف الإنسانية هي نفس العواطف ، وإن أختلفت اللغة في التعبير عنها. إنها عواطف نفس البنت أكانت في الشرق أو في الغرب .. إنها نفس البنت العاشقة .. أكانت تريزا أو زينب .. تلك الصبية التي خفق قلبها بالحب وأنتظرتحبيبها تحت زخات المطر وهطول الثلوج.

ما أروع الشتاء في لبنان .. وسقوط الثلوج في ضوء القمر .. أمام ذلك الجمال تكتب الروح أجمل تعبير عما يسكن في الروح من المحبة والسلام ونبذ الحروب والأحقاد .. إن الجمال يهزم الحقد والكراهية . الجمال .. إنه السمو إلى عالم مثالي ،إن موت الضمير قاد البشرية إلى الفناء . في الشتاء الجميل على ضوء الشموع يكتب الليل ألف قصيدة حب.. في الجبل كتبت صاحبة الجدايل الشقر قصة حبها .. وحكاية عشقها .. أستخلصت القمر ليخفي سرها.

الجدايل الشقر يتمرجح بها عُمر .

محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن

المُوليه العدنية .. والحجة فطوم

في تاريخ الشعوب تقف العادات والتقاليد لتسجلتاريخ أمة.. كان لعدن بلادنا الجميلة تاريخ عظيم ونهر من التقاليد والعادات، ذكرنا من قبل كانت حارة القاضي العريقة التي أنجبت عظماء عدن تزخر بالفرح والمرح والمناجمه . كانت حارتي العريقة حارة القاضي من صنعت الفن والفنانين ..لا يوجد فيه حزن إنها عدن بلد العيد. ثم جاء عصر الحزن .. اليوم في هذه المناسبة المؤلمة – مأساةالإنتخابات اليمنية الحزينة سنذكر الحزن. كانت حارتنا يلفها الحزن عند موت أي إنسان أو حدوث كارثة شخصية و تهب واقفة وقفة نبيلة في حالة الكوارث والأحزان .. تمسح الدموع وتواسي المتألم وتساعد وتساند كل حزين ملهوف في كل الظروف ، فلو مات أي فرد في الحارة ترى كل النساء والأطفال في بيت المتوفي .. والرجال وقوفآ خارج البيت لأي خدمة .. البعض يحمل الطعام والبخور والقهوة والشاي والحليب و الحلوى ومصاحف القرآن والعطر إلى بيت المتوفي .. ترى الحزن يسيطر على بيوت الحارة . قمة في الوفاء .. وعظمة في معنى الجار حضارة إنسانية لشعب عظيم .. إنها عدن أمنا.

الميت في عدن لا ينسى بسهولة بل يستمر ذكره أكثر من عام .. عند موت الشخص يحمل إلى مقبرة القطيع في نهاية حارتنا ، وبعد الدفن يوزع على الأطفال الروتي والتمر. في المساء يعقد "الدرس" أي قراءة القرآن على روح الميت بعد صلاة العشاء لمدة 3 أيام ، وفي اليوم الثالث يوزع على الناس الحلوى. في بيت المتوفى يحضر كل نساء الحارة لمدة 6 أيام للعزاء ، وجميع الأكل يرسل من بيوت الجيران والجميع يلبس ثياب سوداء دون حلي، وبعد 40 يوم يعقد عزاء آخر. المرأة المتوفي زوجها تكون " مُوليه " .. أي حزينة على زوجها لمدة سنه أو أكثر .. فهي تلبس ثياب سوداء ولا تستعمل حلي الذهب أو العطور أو أي أواع الزينة ، وبعض كبار السن من أمهاتنا " يُولوا " على الآباء مدى الحياة. الجانب الإنساني الذي يدعو إلى الذهول إن بعض نساء الحارة ، إضافة إلى أقارب الميت " يُولوا "على الميت فترات من شهر إلى 6 أشهر إظهار للحزن وتعاطف مع زوجة المتوفي .. قمة في المشاعر الإنسانية .. شعب عظيم تجلت فيه الرحمة والإنسانية والحب.

زرت الحجة فطوم ورأيتها تلبس درع أسود وهي أمام المداعه ويلف البيت صمت عميق ، وعلى وجهها العدني الجميل النبيل كل الحزن والأسى ، وجدتها قد "تركنت" في الغرفة .. أي جلست في ركن الغرفة ، ومن تقاليد الموت في عدن أن تجلس الزوجة التي مات زوجها في ركن الغرفة .. يقال فلانة تركنت. قلت لها ليش يا حجة فطوم تركنتي . قالت سبب الإنتخابات اليمنية – إنها موت جديد ، لعبوا على بلادنا وأخذوا أموالنا ونفطنا وقتلوا عيالنا في أبين والضالع وحضرموت ويافع والعوالق ، وصرفوا فلوسنا على لعب كرة القدم خليجي 20 .. ونحنا شعب فقير ، العاصابت المنظمة ومجرمين الحرب هم من أستفادوا من هذه العمليات ، مش عيب يا روفلات دورة أولمبية كرة قدم في شعب فقير.. مش عيب اليوم تعملوا إنتخابات في 21 فبراير ، تكذبوا على الله و الناس ، وباتسوا مخدره طويلة عريضة وبا تصرفوا المليارات على هذه "الزفه الكذابة". قلت لها يا حجة فطوم إن هذهالإنتخابات سوف تولد فتن جديدة ودماء وأموال الشعب سوف تهدر من جديد .. يا حجة فطوم .. الناس بلا قُراع .. كيف يروحوا الإقتراع.

يا حجة فطوم .. ما ضرهم لو أخذوا مليارات خليجي 20 لكرة القدم الذي ذهب وذهب معه مال شعب مريض وفقير . ما ضرهم .. لو جمعوا المليارات مع مليارات الإنتخابات وقاموا مشرع بناء سكنلللإيتام والأرامل الذين قتلوا في شوارع اليمن .. بهذا سيمسحوا دموع الأيتام والأرامل ، وسيفتح باب العمل أمام العمال وسيحرك أسواق مواد البناء . ما ضرهم .. لو صرفوا تلك المليارات في تطوير مستشفيات اليمن . ما ضرهم .. لو فكروا في بناء مستشفى للأطفال والنساء . ما ضرهم .. لو قاموا بتعويض الناس الذين حرقت بيوتهم من قصف المدرعات الثقيلة التي سارت في شوارع اليمن تقتلالشباب . قالت الحجة فطوم دبابات ثقيلة جبانة أحرقت الشباب والخيم في تعز .. وهربت من "جزيرة حنيش". ما ضرهم .. لو شكلوا لجان تحصر أسماء القتلى والجرحى بدلآ من لجانالإنتخابات التي ستجني المال .. مال العلاوات .. مال الشعب اليمني.

الفرح في عدن عظيم .. والموت أعظم.

قالت الحجة فطوم بحزن : أنا " مُوليه " على بلادي.

محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن

الإقتراع .. بدون قُراع

أشعر بالغثيان و الأسى معآ .. أتألم من أجل اليمن التي يلعب بها شرذمة من الناس .. إجراء إنتخاباتوتحديد 21 فبراير يوم الإقتراع .. سيذهب الناس إليها بدون قُراع .. القُراع بلهجتنا العدنية تعني وجبة الفطور. يا جهابذة الحكم في اليمن .. شعب فقير يعاني من الجهل والمرض والأمية طوال عقود .. وفي عصرنا هذا مزقتكم هذه الأمة الكريمة بالحروب والفتن والشطحات والتجارب السياسية .. أمة تغوص في دمها وأنتم تتحدثون عن إنتخاباتبلهاء نتيجتها معروفة ومحسومة .. لماذا هذا العبث في دم ومال الناس. منذ فترة أقمتم دورة خليجية لكرة القدم وصرفتم المليارات في إنشاء الملاعب والمباني .. إن مثل هذه النشاطات قمة حضارية ولكن يقوم بعملها دول غنية .. أحضرتم من يرفس كرة القدم .. والمرض والجهل يرفس اليمن .مليارات ومليارات .. وبلطجة وجريمة منظمة سوف تستفيد من هذه الإنتخابات .. وأطفال ونساء تقتلهم الحروب والفتن والمرض . سوف تقيمون كرنفالترفيهي و إستعراضي إسمه الإنتخابات أمام شعب فقير. نقول لهم .. الإنتخابات قمة السفه والتبجح.

دماء الشعب اليمني على الطرقات .. ومخ الشهيدة عزيزة تناثر على الطريق .. وما زالت دمائها ودموعها حارة في قبرها . وأنتم .. بكل صلف وجبروت تقيمون "مخدرة الإنتخابات اليمنية" حتى يرى العالم أنكم في قمة الحضارة والديمقراطية .. كلا .. وألف كلا إن العالم الغربي والعقول المفكرة لنساء ورجال اليمن تنظر إليكم في سخرية وازدراء . أنتم .. كممتم الأفواه ومدرعاتكم الثقيلة سارت في الشوارع تقتل شباب اليمن . أنتم .. لن تمنعوا نظرات الإحتقار من كل شريف في اليمن. أنتم .. وما زلتم تسخرون من عقل أمة تآمرتم على قتلها .أنتم .. لا تعرفوا إن دموع الأيتام وأسى الأرامل وجروح الحرب ما زال فيها نزيف الدم ، و تقيموا المهرجانات الانتخابية كأنكم في السويد أو أمريكا . ما ضركم لو أخدتم هذه الأموال إلى الأيتام والأرامل ، أو تطوير المستشفيات وتركتم مجلس النواب يقترع بعد أن ملأ بطنه المتخمة بأفخر أنواع القُراع .. ثم يقوم بعملية الكذب والخداع . أنتم .. لا غرابةمات فيكم القلب والضمير.

أنتم .. كان الأجدى بكم النظر إلى القضية الجنوبية التي هي من أهم القضايا وسوف تحل كل المشاكل إذا نظرتم إليها بعدل وضمير .. نظرة حضارية لا تحمل معنى التآمر والتهميش. القضية الجنوبية هي حجر الزاوية ولن تستقيم الأمور إلا إذا عولجت هذه المشكلة بكل عقلانية و طريق عدن هو الطريق السليم نحو الإستقرار والآمان .. الحل في عدن . أرجعوا إلى سجلات التاريخ ففيها الموعظة والحكمة ، ففي القرن 18 ميلادي حاولت الإمبراطورية البريطانية دخول الجزيرة العربية وأستشارت علماء الجامعة في لندن ، فكان ردهم إذا أردتم أن تسيطروا على الجزيرة العربية عليكم بإحتلال عدن . نعم أنها عدن باب الهند ومفتاح اليمن .هذه الإنتخاباتالضالة الباطلة شرعآ ومنطقآ ستفتح جرحآ جديدا في صدر الشعب اليمني .. تجرون إنتخابات عامة في أرض لم تزل الدماء تسيل فيها .. وستبدأ جروحآجديدة وفتن نائمة سوف تصحو ..

إنتخابات في أمة جريحة .. ألا تعقلون.

يا أهل اليمن قاطعوا الإقتراع .. و طالبوا بالقُراع.

محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن

قصة كمر .. والحجة فطوم

يا حجة فطوم لقد تجاهل كتاب التاريخ ذكر الكمر وأهميته في حفظ المال ، أستعمل الإنسان حفاضاتللمال منها البقش ، الصناديق الحديدية ، المسب ،السحاره ، الدواليب ثم البنوك ، وقد تجاهلوا ذكر الكمر . في يومنا هذا لعب كمر الناخوده الأعور عوض بن سليط الذي رافق صالح الضال إلى أمريكا ، وكان يلبس كمر فوق بدلة سان إيف لوران وأثار ضجة في مطار كينيدي الدولي وقد ذكرناهاسابقآ. كيف خطر على بالي رد الإعتبار إلى الكمر الذي توارى عن الأنظار في مجتمع عدن . إن للكمر تاريخ عريق فقد لبسته البحرية الملكية البريطانية ، و يأتي بلونين أبيض للضباط وأزرق داكن للجنود . إن آخر فرقة للجيش البريطاني خدمت في عدن وأشرفت على الإنسحاب البريطاني من عدن .. تدعى P W O – أي فرقة أمير ويلز – Prince Wales Own كانت تلبس كمر أخضر اللون في غاية الجمال وكان أعرض قليلا من كمر البحرية . عملت مع هذه الفرقة كضابط إتصال بينهم وبين قوة بوليس عدن البريطانية.

قالت الحجة فطوم أصبر يا محمد با أعمر مايفرست بوري وبا جيب لك عواف قرمشومضروب من لحج الحبيبة – بستان الوطن. يا حجة فطوم عاد بي شريط حياتي إلى الوراء 60 سنه ، ولأني أحب بلادي فذكراها لا تموت في خاطري ، وأكتب هذا التاريخ من ذاكرتي وهذه آخر مهمة لي في حياتي .. ليس هناك وثائق أو تسجيل .بدأت قصة الكمر في طفولتنا و كنا نرتدي سراويلكاكي قصيرة والملونة للمناسبات . أعتادت أمهاتنا في حارتي – حارة القاضي أن يرسلوا بعض الهدايا لبعضهم من غداء وكساء وبخور ، وكانوا يحذرنا أن لا نأخذ هدية أو فلوس ، ولكن كنا نعملها فكيف السبيل إلى إخفاء الفلوس . توصلنا إلى حيلة ذكية بفتح فتحة في "تكتة السروال" التي كانت مثل الكمر ونخفي فيها الفلوس . هذا أول كمر استعملناه في طفولتنا . ففي البداية الأولى لرحلة الكمر العدني كانت الكمارات الجلدية هي الأولى المستعملة التي تصنع باليد وكانت قوية و ثقيلة جدآ. يا حجة فطومفي الخمسينات دخلت عدن بوابة الأناقة والتقدمالإقتصادي والعمراني ، أستورد تجار عدن من بريطانيا نفس كمر البحرية الملكية البريطانية ..الأبيض والأزرق. كان يسمى في حينها كمر نيفي - أي Navy .

يا حجة فطوم كان الكمر النيفي والفوط الحريرية الاندونيسية – من جزيرة بالي هي قمة الأناقة العدنية ، و هناك طريقة خاصة للبس الفوط والكمرالنيفي - وكان الأوائل فيها أبناء الحضارم في حضرموت وعدن ، و لأبناء الحضارم طريقة مميزة في لبس الفوط ، و بعضها من الحرير الغالي الثمن – قطع فنية في دنيا الأناقة ، وفي حارتنا أجمل من لبسها : جعفر علي سيف ، أحمد صالح موشجي ، خالد باسودان ، محمد سالم علي زيد – الزيدان ، عبده سلامي ، أبوبكر سالم بلفقيه ، عبد الله اغبري ، عباس غلام ، محمد عبده سعد ، محمد وأحمد القعر ، إبراهيم حداد ، مبارك سعيد بن شحنه ، عبد الله حسن زوقري ، حامد شوطح ، نور الدين قوطيلي ، عمر على جرجره البيضاني ، عبد الملك أغبري ، صالح محمد علي زيد ، صالح نورجي ، محمد كتبي ، فيصل نعمي – والكثير الكثير من عيال عدن وحارة القاضي . الكمر العدني يغسل باليد بطريقة خاصة وعناية تامة ويعلق في الغرف وليس في حر الشمس.

يا حجة فطوم تحدثنا عن الكمر وفوائده ولكن هناك جانب ظريف في قصة الكمر ، كان الكمر يستعمل كسلاح في المضرابه بين الناس في عدن ، ضحكت الحجة فطوم وقالت يعني زي الشابوك – السوط. قلت لها نعم - كانت مباريات كرة القدم تنتهي في عدن بالمضرابه بين الصغار أو الكبار . كان لنا في حارة القاضي فريق كرة قدم قديم وتاريخي – "الفريق الأهلي" . في أحد الأيام دارت مباراة بين فريق حارتنا وفريق الصومال المعروف "باركبوي" وهُزم فريقنا بمرارة بمساعدة الحكم . من عادة الصوما ل في عدن يحتفلوا بالنصر في أحدىالمخابيز ، فتواجدوا في مخبازه مشهورة في شارع الزعفران القريب من حارتنا ، عرف فريقنا بوجود فريق الصومال في المخبازه فكمن لهم في الخارج ، القليل يحمل بواكير والباقي يحمل الكمارات وبعضهم الكمارات الجلدية الثقيلة الرهيبة التي ممكن أن تقتل ثور. خرج فريق الصومال منالمخبازه فهاجم فريق الأهلي فريق الصومال بشكل مباغت ، تصرف الصومال بسرعة وكانوا مقاتلين شجعان ، أرتد بعضهم إلى المخبازه وأحضروا المجالس الخشبية إضافه إلى الصحون والتباسيومطايب الحُلبه والقلاصات للرمي ..

يا حجة فطوم .. كان ما يجري لم يحدث قط في تاريخ شارع الزعفران العريق .. معركة كبرى بالمجالس الخشبية ومطايب الحُلبه وقلاصات الماء والكمارات أشكال وألوان . كان أصحاب الدكاكين في الشارع ينظروا إلى ما يجري في ذهول . سبب الهزيمة كانت فوضى التخطيط للمعركة ، كان يجب مهاجمتهم من عدة جهات ولكن فريق الحارة أخطاء وهاجمهم من جهة واحدة فكانوا هدف سهل ل"مطايب الحُلبه" . وصال عيال الصومال بسرعة غريبة وبداء فريقنا يحس بالهزيمة ولم يكن هناك طريق ، كانت المطايب والرمي فيها رهيب ، كأنها قنابل مدفع هاوون . قرر فريقنا الإنسحاب و أسلم طريق هو الهروب إلى زغطوط - زقاق باجنيد ، ثم حارة الشريف ، ثم الدخول زغطوط باسنيد ومنها إلى حارة القاضي. عرفت هذه المعركة في شارع الزعفران – بمعركة " المجالس والكمارات" . بعدها تنجب عيال فريق الحارة دخول تلك المخبازهإلى الأبد .. يا حجة فطوم هذه هي الذكريات ..وقصة كمر.

ضحكت وقلت للحجة فطوم .. أذكر أشارة وحيدة للكمر الخالد في أغنية لحجية – منولوج وذلك في منتصف الخمسينيات ، ولا أذكر من غناها أو كتبها ولكن بعض كلماتها التي بقت في خاطري وكلماتهااللحجية الضاحكة التي ستخلد قصة الكمر وثائقيا - تقول :

عاشق أبن حافتنا يمشي ويتمخطر - ما فيش معه في الكمر عانه - طفران يشتي يحنبلإنسانه.

محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن

علي ماجد .. والحجة فطوم

يا حجة فطوم ها هي الأيام تمر بي , كيف مر بيالعمر سريعآ .. اليوم وهن مني العظم وأشتعل الرأس شيبا – وما زال في صدري وروحي ضجيج الحياة لأكتب تاريخ بلادي وذكرياتي وكل همسة حب عشتها في ربيع عمري - وقصص ضاحكة عايشتها في طفولتي لأدخل السعادة إلى روح أبناء وطني . أمس كنت طفل عدني يلعب الكرة حافي القدمين في حارتي حارة القاضي – حارة أمي الجميلة وجدتي - وفي نهاية الحارة مقبرة القطيع ينام فيها كل أهلي – أنا في المنفى لا أدري أي قبر وأي مكان سيضمني ، رحلة طويلة في الحياة .. شرقت غربت ولم أجد في روحي سوى وطني عدن .. سافرت من الجبال إلى السهول – من الجبال التي تسقط عليها الثلوج في ضوء القمر .. تكتب قصص الحب – والجدايل الشقر يتمرجح بها عمر - إلي البحيرات الرائعة – إلى الصحاري التي يكتنفها الهدوء . نمت في أجمل وأغلى فنادق الدنيا وأنا أعمل في خدمة الحكومة الأسترالية..ونمت على كراسي محطات القطارات في أوروبا.. وتبقى أنت يا وطني من سكن روحي وكياني – إنها قصة حبي عدن عاصمة الجنوبية العربية .. إنها قصة الأمس.

قالت الحجة فطوم أصبر يا محمد با أعمر مايفرست بوري وبا أجيب لك عواف أسبيشل – كعك التمر عملته بالفرن – وشاهي ملبن مع الملاي – أي القشدة. عواف ديولي بمناسبة زيارة المبعوث الدولي بن عمر – مبعوث الخيال والأوهام والناس في تعز تموت من قصف المدرعات – مدرعات الحرس الجمهوري – مدرعات أحمد بيسه - قوات الإثم والعدوان .. قوات الجبناء من أطلق النار على الشهيدة عزيزة – تناثر مخها على قارعة الطريق .. يا بن عمر تعال إلى عدن ,اشرب شاهي عدنيبالملاي وستعرف حقيقة عصابة عفاش التي هزمتها ثورة الشباب في تعز – ثورة الشباب في تعز مدينة الريحان. في حارتنا – حافة القاضي كان يوجد 2دوابيه – على ماجد وعبد الله المصري – كانالدوبي العدني يلعب دور مهآ في الحارة .. كان مكانالدوبي يشبه النادي ، كل عيال الحارة يجتمعوا عندالدوبي ، كان مكانهم ملتقى عيال الحارة. علي ماجد الشخصية العدنية في تاريخ عدن .. كان مناجم سريع النكتة بشكل أسطوري .. كان يكوي ملابس عيال الحارة –بمكواة الفحم ويناجم العيال يعرف ملابس كل عيال الحارة ، دون إستعمال الأرقام على الملابس .. إلى يومنا هذا لا أعرف كيف علي ماجد يعرف ملابس عيال حافة القاضي.

يا حجة فطوم اليوم 10 ديسمبر عيد ميلادي – أجلس وحيدآ أمام المدفأة في الشتاء والثلوج تتساقط أمام نافدتي و تشكل منظرآ رائعآ .. وشجرة الياسمين قد توارت في هدوء بعد أن كانت تدخل السعادة إلى قلبي .. كانت في الفجر تأتي بعبيرها تأتي لزياتي . فتحت محطة بي بي سي - جاء الخبر اليقين – جاء الخبر الذي توقعته .. ابنتي توكل كرمان قلت لكمسابقآ إنه الخبر اليقين . خطوات .. خطوات .. خطوات خطتها ملكة اليمن توكل كرمان بكل كبرياء نحو الجائزة - خطوات كأنها من عمر الزمن .. قالت الحجة فطوم توكل خطرت في أوسلو .. خطرتكحلوة فيها شوق وحنان .. خطرتك يا توكل من أغاني الدان - خطوات نحو المجد وكتابة التاريخ . توكل كرمان تمشي بكل كبرياء وعظمة .. توكل ابنتي .. خجولة رائعة جميلة – إبتسامة ساحرة حملت تاريخ اليمن .. حملت إلى أوسلوا الفلوالكادي والريحان .. هزمت صناع الجريمة في اليمن. الحرس الجمهوري يقتل النساء والأطفال – يقتل تعز الريحان والمحبة والثقافة والجمال ..

يا حجة فطوم كان علي ماجد يكوي الثياب وفي نفس الوقت يناجم العيال ، له قدرة غريبة من مناجمة 6 عيال دفعه واحدة ، وينقل الحشوش العدنيوالمناجمة وآخر قصص الحارة – شخصية ضاحكة نادرة . بعد العصر كان من حين إلى آخر يحضر إلى محل علي ماجد لمقيل القات من أجل السلاوالضحك كبار شخصيات عدن – منهم عمي وزير الدولة علي عبد الله باصهي – زوج عمتي الجميلة المرحومة حليمة بنت عبد الله ناصر الشيبةالبيضاني ، وعمي الوزير عبد الرحمن محمد عمر جرجرة الشيبة البيضاني ، والوزير صالح محمد فضل القُعر ، والوزير مصطفى عبداللاه ، وشريفبيحان ، والوزير حسين علي بيومي . دمعت عيون الحجة فطوم وقالت يا سلام على عدن التواضع والرحمة والحب .. شخصيات هامة وزراء يأتوا إلى محل بسيط متواضع .. إنها قمة الحضارة العدنيةوإزلت الفوارق بين البشر .. الناس عيال الله .. الناس تعيش في محبة وسلام ورحمة . الدوبيالعدني علي ماجد .. دخل تاريخ عدن الجنوب العربي - أنهى الفوارق الطبقية بين الناس .

قالت الحجة فطوم .. يا ابن با سندوه .. تذكر عدن .. أنت ابن عدن.

محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن
البيت الجنوبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر