مثل كل ضمآن استبد به العطش ، هرعتُ إلى التهام هذه المبادرة الأكاديمية ، فمَن منا لا يتوق إلى آلية عمل ورؤية توضح معالم الطريق إلى ردهات النصر وشواطئ النجاة من هذا اليمّ المتلاطم الأمواج .
الرؤية في حد ذاتها منطقية ، ومخلصة النية ، وصادقة العزم ، ولا شك أن صاحبها ذو أفقٍ رحبٍ ، وإدراكٍ متسع الحدود ، ولهذا كان موفقاً في تشريح الموقف ، ومرّ بمشرطهِ على مواضع الألم بحذرٍ شديد ، ونبّه إلى مزالقَ يجب الإحتراس منها أثناء التفاوض بشأن قضية الجنوب .. طرح قيّم من الناحية النظرية ، ولكن دعني أصارحك القول بأن أية مبادرة يجب أن تراعي طبيعة الحدث ، وتجاري أنفاسه ، فعندما تزمع إنقاذ غريق فإنك لا تضيعُ وقتاً في إعداد المكان الذي ستضع فيه المصاب بعد إنقاذه ، لأن الأولوية تقتضي إنقاذه بأسرع طريقة ممكنة ، ومن ثم النظر في الترتيبات الإسعافية الأخرى ، وجنوبنا في حالة غرق .. ومن البديهي أن نسلّم بكون القيادات التي تستهدفها هذه الآلية لا يمكن أن تغيب عنها رؤية الحل في صورةٍ ربما أكثر مثالية مما نطرحه نحن ، وبالتالي فلن تكون هذه الرؤية مفاجئةً لهم بحال من الأحوال ، وهذا يعني إصرارهم على التمترس خلف قناعات لا حياد عنها ، وإزاء هذه الوضعية تبرز أهمية الإلتفاف والتوافق الوطني بين الحراك كقاعدة جماهيرية ، وكل مَن يمثل صدىً لروح هذا الحراك ، سواءاً من نشطائه في الداخل أو قياداته في الخارج ، وتسير هذه الآلية بذات الوتيرة التي رسمها قلمك المرموق ، ولكن بتحييد الشخوص ذوي التغريد خارج السرب .
ولي تحفظ على الأسماء السبعة الذين أوردتهم ليكونوا ضمن الحضور على طاولة الحوار لا لشيء إلا لأننا بهذا نضيع حق كثيرين ممن يرى فيهم البعض أهلية منقطعة النظير كالأستاذ أحمد عمر بن فريد ، أو الدكتورعبدالله أحمد الحالمي ، أو الناشط با معلم وغيرهم كثيرون ، ولهذا فتزكية زيد دون عمرو غير مستحب ، بل ربما وضعكم أمام مساءلة أدبية بدعوى عدم الإنصاف .
تحياتي وتقديري
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-09-08 الساعة 10:42 AM
|