((( زنجبار .. حديث البندقية )))

[بوعمر]

زنجبار .. حديث البندقية








مقدمة :
كلما ارتفع مستوى الانفعال كلما قل التفكير ، والعكس صحيح









الثالث والعشرين من يوليو 2009م لابد وأن يطلق عليه الجنوبيين الأعراب مسمى ( يوم الشهداء ) ليس لسقوط القتلى والجرحى في زنجبار بل لأن هذا اليوم هو منعطف رئيس في القضية الجنوبية العربية ، اليوم فقط خرجت القضية من محورها التقليدي إلى محور آخر هو حديثنا هنا في يوم عصيب من أيام الجنوب العربي الكبير ...

من الطبيعي أن يسقط الشهداء والجرحى في طريق الاستقلال الوطني ، هذا أمر مسلم به في طبيعة الحرية والاستقلال لدى كل الشعوب التي نشدت من قبل حريتها واستقلالها وهذا ما عليه الجنوب العربي اليوم ، غير أن ما هو مهم هو ردة الفعل لدى نظام دولة الاحتلال اليمني الذي أفرط في استخدام الذخيرة الحية حتى وإن جاء بما سيجيء منه من مبررات سيظهرها للإعلام الخارجي محاولاً إيجاد ما يبرر به ما حدث في زنجبار ...

النظام السياسي المحتل يواجه حالة من الجدير أن يحتفظ بها أبناء الجنوب العربي طويلاً بل يقدمونها درساً مثالياً في التعاطي مع الأنظمة المستبدة كالنظام اليمني ، فالحراك السلمي والمطالب بحق الاستقلال الوطني هو عمل تنظيمي مرتبط بأساسيات عالية من ضبط النفس والتعامل الجاد مع كل الضغوطات وحتى المواجهات المباشرة والغير مباشرة منها ، حالة الضبط للنفوس في مواجهة عسكر الاحتلال اليمني من قوات أمن وجيش تعد أسلوباً يحتاج دائماً إلى المساندة والتواصل والسعي الدؤوب نحو التمسك بهذا الحراك السلمي الباغي لحق الاستقلال الوطني ...

ما حدث في زنجبار سيبرره النظام اليمني المحتل بأنه مواجهة مع أطراف تنتمي لتنظيم القاعدة ، سيحاول جاهداً في هذا السبيل وسيضع مبررات كثيرة سيربطها بالشيخ المناضل طارق الفضلي ، وسيجاريه الإعلام المغرر خاصة وأن ما يغلب على مراسلي القنوات الفضائية الإخبارية هم يمانيين فسيعمدون إلى تكريس هذه الفكرة وهذا المبرر ...

هنا نأتي للحراك السلمي في الداخل أولاً ، فالمطلوب هو إقامة مهرجانات وتظاهرات في عديد من مدن الجنوب العربي فكاً عن زنجبار وتوسيعاً في رقعة المواجهات والمصادمات مع قوات الاحتلال اليمني ، في هذا ستسقط تبريرات نظام صنعاء وسيعزز الحراك السلمي حضوره الإعلامي وسيجعل من النظام المحتل خياراً وحيداً هو اتهام كامل الجنوب العربي بمساندته لتنظيم القاعدة ...

في الخارج هنالك نطاقان هامان لابد وأن يتحركا بمسؤولية فالقيادة السياسية المتمثلة في الرئيس علي سالم البيض عليها أن ترسل مندوبيها إلى العواصم العربية والإقليمية والعالمية تطلب فيها تدخلاً صريحاً لما يجري على أرض الجنوب العربي من انتهاكات صارخة في حق الشعب الجنوبي ، وليس للقيادة السياسية من مبررات في عدم خوضها في هذا الاتجاه ، فلن تنفع بياناتها ولا حتى تصريحاتها ولو بثتها كل قنوات الأخبار العالمية من مواجهة عواصم الدول العربية والصديقة فيما يرتكبه النظام اليمني المحتل على في حق الشعب الأعزل ...

جانب آخر حان الوقت لكل أبناء الجنوب العربي كل في موقعه أن يخرج من ما هو فيه ، لابد من نشر المواد الإعلامية على ما يستطيعه كل واحد في المواقع والمنتديات العربية والعالمية ، فلابد من التعريف بقضية الجنوب العربي ولابد من الخروج للتعليق على كل الأخبار التي تضعها مواقع القنوات الإخبارية بتواصل مستمر وجدية عالية ومسئولة ...

ما بعد يوم زنجبار فيه كثير من العمل ، وكثير من التواصل الذي لابد وأن يستمر على الجميع كل في موقعه مسئولية ما وإن كانت يسيرة لا تذكر غير أنها ستعزز دوراً تكاملياً حان الوقت الحقيقي لبلوغ اكتماله المطلوب ، هذا إن كنا بحق ننشد استقلالاً وتحرراً أما إن شئنا تجاذبات واستقطابات فلن نكون أهلاً لوطن أبنائه يقدمون أنفسهم رخيصة من أجل ترابه ...

مجزرة زنجبار هي حديث البندقية الغادرة من اليمن الموجة للجنوب العربي إلى كل الجنوب العربي من أقصاه إلى أقصاه ، مجزرة جاءت نتيجة ما يعانيه النظام المحتل من قوة تصميم لدى الشارع الجنوبي العربي لحيث هدفه ومطمحه صوب الاستقلال والحرية ، المجزرة سيتبعها مجازر أخرى فعنجهية النظام اليمني لن تتوقف ونضال الشعب الجنوبي العربي لابد وأن يتواصل ويمتد فمع كل مجزرة هنالك دماء سيتحملها آخرين هم من سيتحملون تبعاتها ...











وإلى زنجبار ...

دمت شامخة بشموخ الجنوب العربي