أبين ..حاضرة الجنوب وثاكلة الحاضر !

[معين الكلدي]

أبين .. حاضرة الجنوب .. وثاكلة الحاضر !

مصب ( بنا ) وسواقي الجنتين يا زمن!



كانت ملاذ العشاق والمحبين ، وجنةً للريحان والفل والبساتين ، عاصرة الأصالة و أرّخت لسلطنتين عظيمتين هما سلطنة العفيفي والفضلي ، وواكبت عصر النهضة والتطور بعد الثورة ،وقدّمت في سنوات ما قبل الوحدة رموزاً وكوادر وطنية تخرجوا من كليّاتها الرائدة آن ذاك .. فإن أردت الإستجمام فخيرٌ ما اخترت ، وإن أردت العلم والإستفهام فهي في القمم وفي الصدارة العلمية والبحثية وإن شئت فهي أرض المهمات الجسام والبطولات والإقدام .. وكأني وتلك الصفات تجمّعت بها كقرطبة الأندلس فلقد كانت فردوس الأرض وحاضرة العالم وجوهرته النفيسة آن ذاك ومنطلق البطولات والملاحم .. فسلامٌ لأبين في ذاكرة الأجداد الأشاوس وفي ذاكرة الآباء الذين حكوا عن بدائع صنع الخالق في تربةٍ طيبةً ونضرة.



سنوات الجدب الحضاري ..والتصحّر الإداري والإنساني


لا بارك الله أبداً فيمن أحال بسمة أبين لعبوسٍ مزمن ، وبعد أن كانت ثمار ( العَنب ) بفتح العين وتسكين النون تحجب الشمس عن كيلومتراٍ لاتساع منتجاتها أصبح العلف وشيءٌ من سدرٍ قليل هو ما قد تلمحه العين بسبب التهميش الصارخ والمتعمّد لتلك الأرض الطيبة ، لم يتم الإكتفاء بهذه الجريمة ، وإنك للتجد أنه بين النكسة والنكسة تتزاحم في وسطهما نكسةٌ ثالثة لتُكمل خرزات النكسات المريعة في حقِّ محافظةٍ كانت آمنةً مطمئنة ، وقبل عقدٍ من الزمن أو يزيد تم الزج بجماعاتٍ ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب ! فإن شئت فقل طابورٌ خامسٌ وهذا من المديح المفطرفي جنبهم العفن ، وإن أردت القدح فقل يريدونها دولةً إسلاميةً راشدة ،، وهذا سيحسب لك من باب الطرفة التي يستأنس بها أطفال جعار وزنجبار ! .. ولقد توالت وتواترة الأدلة والثبوتات على تورط الرئيس صالح وعلي محسن بشكل مباشر وظاهر بتلك الجماعات ، باعترافاتٍ مسجلة في صنعاء وخارج صنعاء ، ليزرعوا في أحد محافظات الجنوب لغماً موقوتاً يكون الصاعق به موصولاً في القصر الجمهوري في صنعاء أو عند قائد الفرقة المدرعة ... ولكن هيهات هيهات .. فتاريخ المنطقة يشهد أنها دوخت الإنجليز وكانت درعاً وصيداً لمن أراد العبث بأهلها والتلاعب بعقول شبابها .



ورقة القاعدة ستحترق ..وإن استوردوا الإرهابيين من زُحل!


شوهد في الأيام الماضية ومن خلال تصريحات شهود عيان دخول جنسيات جديدة من خارج البلد لمناطق معينة سمحت السلطات المختصة بدخولهم وربما كانوا سلعةً بشريةٍ من نوعٍ ما ..كما تأكدت المصادر من أنّ المطلوبين أمنياً تم تهريبهم من محافظات عدة وربما تم تسليحهم من معسكرات الدولة لينطلقوا نحو تلك المحافظة والأخرى .. ويحسبون أنهم بفعلهم هذا أذكى من الحمار وتالله إنّه لأدهى منهم .. فتلك الخطوات مكشوفة جداً وبدائية تذكرنا بحركات طفلٍ به خللٌ في عقله حين يركض ليلعب ويصرخ .. ورغم ما أحدثته هي العمليات وتلك الأمور من ضربٍ للأبرياء واعتداءٍ على الآمنين وتهجيرهم من مساكنهم بحجة ضرب شبحٍ مجهول من هنا وهناك ..إلا أن أهل تلك المناطق متأكدون من شخصية الدخلاء أنها ليست منهم ..واتضحت خيوط الجواسيس ( الأتقياء ) من قبل ومن بعد .. ولكن لا تريد الأطراف المتعقلة من أبناء تلك المناطق أن تكون ضحية رذالةٍ سياسية وتضحياتٍ عبثية لخدمة أجنداتٍ داخليةٍ وخارجية ، وسيكون الرد حاسماً في حال وصلت الأمور لمنعرجٍ خطير لا رجعت فيه ..وعلى ما يبدو أن من انتهجوا اللعب بالنار لم يصلوا لمبتغاهم سياسياً ولا عسكرياً وأن السحر انقلب عليهم ، وإن ظنوا أنهم وصلوا لمبتغاهم من التخريب والتخريب فقط



لابد لليل أن ينجلي ..


هنالك جهودٌ حثيثة لمحاولة إعادة الأمور لنصابها لكنها تحتاج لعامل الزمن والجهد والمتابعة ، قد يظن البعيد أن الأمور في ونجبار وجعار ميؤسٌ منها ، ولكن لعلمنا بقدرات رجالها وصدقهم ، ورفضهم للباطل والإستغفال ، ولأن القضية أصبحت وطنية ولا تخص أهل المحافظة وحدهم ولا المتضررين فقط فسيكون التحرك جماهيرياً كما نأمل لإحقاق الحق وطرد العباثين المخربين ونشر الأمن والإطمئنان ، كلنا أملٌ بالجهود التي تتعاظم وراء الكواليس من الثقات المخلصين لاجتثاث تلك الأعشاب الضارة ( ومن زرعها ) ليكونوا عبرةً للمعتبرين ، وهواناً لهم في الدنيا والآخرة . ونقول لأبواق النظام ومن ينهقون بكرةً وعشياً بتهمة الإرهاب وغيرها لأهلها الشرفاء:


زعم ( الفويسق ) أن سيقتلُ مربعا

أبشر بطول سلامةٍ يا مربع






معين الكلدي

29 \ 6 \ 2011