![]() |
![]() |
![]() |
#23 |
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2012-02-18
المشاركات: 207
|
![]()
حـمـارٌ في جـلـد ِ أسـد
من القصص المشهورة التي درسها أبناء جيلي في سنوات الدراسة الابتدائية و ضمن مناهج اللغة العربية قبل أن يتم العبث بها بحجة التطوير هي قصة "حمار في جلد أسد". هذه القصة المليئة بالحكمة تحكي أن حماراً (حاشى القراء) كان يمشي في الغابة و رأى جلد أسد ميت على الأرض ، فما لبث أن حمل هذا الجلد على رأسه و غطى به جسده. و بينما هو على هذا الحال يمشي الهوينا في الغابة أخذ يتجه نحو أقرانه من الحيوانات و التي ما إن شاهدته حتى أخذت تتراكض فزعة يمنة ً و يسرة ؛ ظناً منها بأن الأسد قادم ليفترسها. هذا الحمار لاحظ خوف الحيوانات ، فراح يضحك فرحاً ظاناً في نفسه بأنه فعلاً أسد ، وازداد في خيلائه حين صادفه ثعلب في الطريق كاد أن يهم في الهروب لولا أن الحمار سبق بنهيقه بداعي الزئير ، ليعود إليه الثعلب "و يصكه كف على عينه" قائلاً : لو أبقيت فمك مغلقا لكنت صدقتك و أخفتني ، لكن نهيقك السخيف هو من فضحك. لدينا في الكويت مجموعة كبيرة من الحمير في جلود الأسود ، فشهادات الدكتوراة و الماجستير و البكالوريوس تباع للأغبياء من قبل جامعات التخلف المختلفة لـتـُـلـبـس الـحـمـار جـلـد أسـد ، و اللحية و الثوب القصير و المسباح و السواك و الخواتم الملونة يحرص على اقتنائها منحطي الأخلاق من مدعي التدين لـتـُـلـبـس الـحـمـار جـلـد أسـد ، و الشعارات الليبرالية الخالية من الليبرالية و القيم و المبادئ يتم حفظها و ترديدها بجهالة من أصحاب المصالح المادية ومن غير المدركين لفحواها لـتـُـلـبـس الـحـمـار جـلـد أسـد ، لا بل و حتى من قيادات الحكومة من وُضـِعَ البشت على كتفه و سُمي وزيراً أو وكيلاً أو مسؤولاً ؛ و لتأتي المناصب و المكاتب لـتـُـلـبـس الـحـمـار جـلـد أسـد . و بذلك يصبح لدينا في كل موقع قيادي سياسي و اقتصادي و اجتماعي حماراً عظيماً يقود من معه وهو مزهواً فخوراً بما يتدثر به من جلد أسد. الغريب في الأمر هنا أنه على الرغم من النهيق العالي و المستمر لتلك الحمير المتدثرة بجلود الأسود في كافة المحافل المحلية و الدولية فلا يجرؤ كائن من كان أن ينزع الجلد عن تلك "الحمير المقدسة" و يعلن رسمياً بأنها حمير كما في الحكاية ، لا بل و يسوء الأمر حين تبدأ ثعالب المصالح و بغرض التحكم في مقاليد الأمور من خلف الكواليس بالترويج بمكر لهذه "الحمير المجلٌدة" و الثناء على صفاتها الاستئسادية رغم "حموريتها الواضحة" ، فيصدق السذج الروايات ، ولتبدأ بعدها مجاميع الغوغاء كلِّ على حده بسرد مآثر حمارهم في عرينه ، وتكتمل فصول المأساة حين تبدأ الأسود الحقيقية بالتأثر بحشود الإعلام و التطبيل "الحموري" فتصدق بأن ذوي الآذان الطويلة المخفية تحت اللبدة هم حقاً أسودٌ مثلها تضاهيها بل قد تتفوق عليها في المأسدة. سؤالي هو : أما آن الأوان لخلع جلود الأسود عمن يلبسها من الحمير ، و نقول في وجه الحمار أنت حمار ؟ التعديل الأخير تم بواسطة الجنوببي ; 2012-04-27 الساعة 04:16 AM |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|