![]() |
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#22 |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 555
|
![]()
الأخ العزيز بن عفرير.
أحييكم أولا على مبادرتكم القيمة ،التي تناولت العديد من الأفكار المتعلقة بقضية شعبنا في الجنوب ، وهي بالفعل مبادرة ناضجة تستحق البناء عليها أن اخلص القوم نيتهم ، واعتذر لكم على عدم المساهمة في وضع أي أفكار مباشرة عليها، وسأحرص في هذا الحيز المتواضع على تناول بعض النقاط المتعلقة بالصعوبات والتحديات التي تؤثر بصورة سلبية على المسيرة النضالية المعتملة في الجنوب ونجاح أي جهد أو مبادرة لتكوين إطار وطني موحد حتى ألان، والواقع أن حجم التعقيدات الهائلة التي نواجهها، لا يمكننا إدراكها بمشاعرنا وعواطفنا و إخراجها عن سياقها التاريخي السياسي والاجتماعي موضوعيا ، أو التعامل معها كما يعتقد البعض باجتهادات آنية تقوم على الخلط بين مسببات الأحداث و نتائجها ، أو التعامل مع النتائج دون تعليل مسبباتها، وبالتدقيق في مبادرتكم ومن تفضل بالتعقيب عليها ، يتبين حجم التعقيدات القائمة ،ووجود الحاجة إلى تحليل وتقييم للمشكلة بجذورها التاريخية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وللأسف لا يوجد متسع من الوقت للقيام بمهمة كهذه ، فدراسة وتقييم مقدمات وعوامل الوحدة التاريخية الجنوبية وتطور و نشوء الدولة والتغيرات اللاحقة لها ،وما رافق تجربة الحكم من مشاكل ودورات صراع متتابعة انتهاء بحل الدولة والدخول في عملية الوحدة ، وما ترتب عليها من تداعيات وتغيرات كارثية بالنسبة لشعب الجنوب، تعتبر عملية ضرورية وهامة في أي مراجعة مستقبلية من اجل الوصول إلى مداخل علمية منهجية تمكن من بناء الأرضية التاريخية والسياسية التي ينطلق منها الجنوبيين لأعاده تشكيل وعيهم بالنسبة لقضيتهم ، ولكنها في نظري عملية شاقة وسيستغرق البحث فيها سنوات طويلة . . ولما كانت الغاية تتركز في الأساس، على الاهتمام بقراءة وتقييم المشهد السياسي الوطني والقوى الفاعلة في المجتمع بتركيبة الاجتماعية القائمة، والبحث عن الوسائل أو الأداة الفعلية التي يمكنها آن تؤمن وتضمن انتصار شعب الجنوب لقضيته العادلة ، وبعد أن منيت كل الجهود خلال السنوات الماضية بالفشل ، وتعثر الحراك عن القيام بوظيفته كحامل تاريخي للقضية بشكل متكامل ، وللمساعدة في إعادة تأسيس المنطلقات السياسية والتنظيمية ، ومقاربة الرؤى بين مكونات العمل السياسي والجماهيري لأطياف مكونات الحراك الجنوبي وغيره من القوى والفعاليات السياسية ، نجتهد في عرض النقاط التالية: - الحديث عن دور الحراك في الوقت الراهن ، لا يمكن النظر إليه بنفس المعايير التي كانت قائمة قبل خمس سنوات أو سنة واحدة ،لكون المتغيرات نفسها قد فرضت وضعا جديدا ليس واردا في أجنده أي من فصائل الحراك وغيرها من القوى السياسية الأخرى ومنظومة الحكم نفسها . -إذا وضعنا فرضية تقييم الحراك، فأننا معنيون بالبحث عن ماهية وطبيعة التيارات السياسية في إطار الحراك والأسباب الجوهرية للخلافات القائمة ، ومدى تعلق المشكلة بالقيادات أم بطبيعة المكونات الحاضنة للحراك ، أو بغياب البرنامج الموحد وتعدد الخيارات ، أسباب طغيان الطابع المناطقي للحراك على الطابع الوطني ، هل يعود ذلك لضعف الروابط الوطنية ، أم لغياب الوعي السياسي ، أو الفراغ السياسي القيادي ، وهل بروز النزعات المناطقية تعبر عن تشكل ونضج الوعي الوطني الجنوبي أم أنها تعبر عن تشوه في الوعي، ومدى إسهامه في أضعاف الانتماء للهوية الجنوبية الموحدة . -أن الحراك الذي خرج من رحم المعاناة ، اتسم بالعفوية ولم يسبقه أي عمل سياسي أو تنظيمي مخطط ، قد افرز بدوره قيادات ميدانية هي الأقرب إلى الحالة العفوية والمزاج العام الذي ولدته حالة المعاناة نفسها، فالحراك في بدايته ، يشبه حالة النهر المتدفق الذي تم تفريعه فيما بعد ألي مسارات و قنوات متعددة ، فتبخر بعضها وتعثر البعض أو تصادم مع الأخر وعجزت جميعها عن الوصول أو التلاقي في المصب الأخير . -إذا كان الحراك قد انتهج خطابا ثوريا وسلميا، فقد ظل يدور حول نفسه ولم يتمكن من تطوير وسائله و أدواته لتحقيق أي من أهدافه المعلنة، لضعف قوة الدفع السياسية والتنظيمية وزيادة حدة الفرقة والانقسام ، فمن المعلوم أن الحراك ليس بثورة ،و يعتبر حالة غير مسبوقة في تاريخ الشعوب ، واعتبار مسمى الحراك رديفا للثورة من حيث الاصطلاح والمضمون يمكن اعتباره بدعة سياسية لا تعرف قيادات الحراك نفسها أي سبب مقنع لإضفاء هذه التسمية على قضية الجنوب . - كان الحراك هو الحاضر جنوبيا قبل أن تصادره قيادات الخارج، وتصبح قيادات الداخل في موقع التبعية للخارج ، ومع بروز الثورة الشبابية نشاء واقعا جديدا تعززت فيه مكانة المشترك ونواته المتمثلة بالإصلاح ، تمدد الشريعة وسيطرتها الميدانية في الأرض الجنوبية، انشطار مركز السلطة وقطبها الرئيسي في النظام القائم ، اهتمام العالم الخارجي بقضية الجنوب واعتبارها من أولوياته بحساب مصالحه الاستراتيجية .واعتبارها جزئية في الحل الشامل للأوضاع في اليمن . -كلما تأخر الحراك في حسم وحدته السياسية والتنظيمية وطنيا ، فأن التطورات السياسية ستخلفه ورائها ، فتحت مظلته أصبحت هناك مكونات متعددة وشخصيات تعمل باسمه وباسم القضية ولحسابها الخاص بها، وستكون قيادات الخارج اكثر قدرة على التحكم بدفة التسوية والمفاوضات القادمة ،وخاصة القيادات الفيدرالية لتمتعها بغطاء سياسي متكامل لدى السلطة والمعارضة في صنعاء وقبول إقليمي ودولي، وتحركها بديناميكية اكبر في عملية الاستقطاب الداخلي، الأمر الذي ينذر بأن أقوى الاحتمالات للحل قد يكون حلا فيدراليا غير مشروط وبعدة أقاليم ، وسيكون أقصى ما يستطيع الجنوبيين الحصول عليه في حال وحدتهم ، هي فيدرالية بإقليمين . -قضية الاستقلال وفك الارتباط يواجه تحديات كبيرة وعملية التفاف جنوبية وسلطوية وهناك اتجاها قويا لتضييق الخناق على دعاة هذا الاتجاه ، بحسب المعطيات الإقليمية والدولية الراهنة ، وبسبب الأداء المتواضع سياسيا و استحالة السيطرة على الأرض والتمسك بها في ظل اختلال موازين القوى ومواجهة قوى النظام والمعارضة وأنصار الخيارات الأخرى من الجنوبيين أنفسهم . وفي ظل صراع وتعدد الخيارات الجنوبية - الجنوبية و الاصرار عليها سيتعذر الاتفاق على اي مبادرة وطنية مهما كانت دوافعها ومنطلقاتها . - الاهتمام بدراسة أسباب عودة القيادات القديمة في الخارج إلى واجهة الأحداث على حساب قيادات الداخل ، ما هي الأسباب والعوامل التي أدت إلى هذه العودة ، هل يعود الأمر إلى ضعف قيادات الداخل ووزنها الجماهيري ، أم حالة التمزق التي جعلت معظم القيادات قيادات مناطقية بغض النظر عن مواقعها في المكونات الاسمية للحراك مما اضطرها للانضواء تحت مظلة قيادة الخارج ، وهل للتمويل المالي علاقة بحدوث الاصطفاف الداخلية وتبدل التحالفات ، والى أي مدى يمكن لمكونات الداخل أن تمتع بالقدرة على اتخاذ خطوات عملية ملموسة لتوحيد جهودها ووحدة تمثيلها للشعب بمعزل عن تأثيرات الخارج أو بفرض الندية أو التكامل معها. وفي تقديرنا فأن التعمق بهذه النقاط ربما يمكن من استخلاص بعض المرتكزات الضرورية للمبادرة في إطارها العام ، و قد تحفز على وضع مقترحات عملية لاحقه باستلهام العديد من التساؤلات المطروحة. ولا زالت هناك حاجة لبلورة بعض المقترحات التفصيلية التي لا يسمح حيز المداخلة بتناولها . مع الاعتذار للاطالة . تحياتي |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|