اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن عفرير
نعم أيها الأخ عميقان أن الخلاف في الذات والأنتهازية السياسية.. بصراحة أنا لم أقل أن أي من الطرفين السياسي أو الثوري يمتلكان من الوسائل والأدوات ما يمكنهما من تحقيق أي من الخيارات المطروحة لكني قمت بسرد نقائص كل طرف.. أخي عميقان أطمع بعودتك للموضوع وأعادة قراءتة مره أخرى وطرج رأيك بصورة أشمل فمثلك يستطيع أعطاء الموضوع أبعادا أكثر قيمه ويوصل به إلى ذرى وآفاق جديده.. شكرا لك.
|
أخي الكريم بن عفرير ، المشهد السياسي الجنوبي معقد للغاية ، ومن الصعوبة بمكان أن يجري تحليل نتائج لقاء بيروت بمعزل عن الخلفية السياسية والتاريخية لتطور الدولة في الجنوب والمراحل السابقة واللاحقة لها ، فالانتهازية السياسية بمعناها العام تغني عن الكثير من المفردات الأخرى إذا ما تم التعمق بسلوك القادة وتعاملهم مع قضية شعبهم في الجنوب منذ أن ألحقت به النكبة التاريخية الفاصلة في عام 94م ، وتعلمنا التجارب الإنسانية، أن القادة عادة هم من يتصدر النضال والتضحية من اجل شعوبهم ،وبالنسبة للقائد فأن خسارة المعركة لا تعني خسارة الحرب ، فالحروب سجال والخسارة لا تعني نهاية التاريخ ، وللأسف أن كل القادة ودون استثناء، قد استسلموا لقدرهم وما حل بشعبهم وتركوه يواجه مصير قاس ومؤلم ،و ما كان سيلحق به هذا الحجم من الخراب والدمار في الأرض والثروة والإنسان، لو انهم استنهضوا الهمم وتصرفوا كقادة لوطن أو شعب منذ أن حلت النكبة ،فالإخلاص للأوطان، لا يعترف بالاستكانة والخضوع واعتلاء مسرح السياسة وفقا للأهواء والرغبات وعندما تزول المخاطر المهددة لسلامة ( الرأس ) ويلوح في الأفق بصيص أمل لاستعادة الزعامة والسلطة . لا ندري بأي منطق سياسي يمكن تفسير صراع القوم على الخيارات بمعزل عن الشعب ، وما هو مصدر الشرعية والمشروعية للتحدث بأسم الشعب ونيابة عنه ، وعن أي تقرير مصير يجري الحديث في ظل تمزق الداخل وانقسامات الخارج ، وما يصاحبه من عجز في الأداء السياسي الخارجي والداخلي وتعمق حالة الفراغ السياسي القيادي والتجاذب الفئوي على مستوى الجنوب ودخول إطراف ومكونات جديده نجحت خلال الفترة الماضية في خلله الحراك وامتلاك ناصية المبادرة ، وتستعد للسيطرة عمليا على مدن ومناطق بالقوة المسلحة في ظل تسابق محموم على تقسيم وتقاسم الشارع الجنوبي بين دعاة الفيدرالية ودعاة فك الارتباط ،و الذين سيجد ون أنفسهم في اللحظة المصيرية الفاصلة أمام ضياع استحقاق تاريخي مؤكد بسبب أنانية وذاتية ونرجسية قياداتهم البالية والجديدة . ولذلك فأن الجنوب اليوم إمام مفترق تاريخي لا يحتمل الانقسامات وهندسة الخيارات الفردية بأي مسمى وتحت أي مظلة ، وهو بأمس الحاجة إلى الوحدة الوطنية الشاملة، التي لا يمكن أن تتحقق بوضع أي شروط أو خيارات مسبقة من قبل أي طرف ، فمصير الجنوب يخص أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية ، ومن حقهم وحدهم ، ومن يتم اختياره لتمثيلهم أن يقود نضالهم ومسيرتهم نحو الخلاص المنشود ، والله من وراء القصد . تحياتي
التعديل الأخير تم بواسطة عمقيان ; 2011-12-31 الساعة 03:55 AM
|