الصحافه الخليجيه _“المرأة الحديدية” توكل كرمان لـ "الخليج": مطلوب إنقاذ اليمن لا الرئ

[عبدالله البلعسي]

ترحيب مشروط بـ ”الرؤية الخليجية”
صالح يتمسك بـ ”الشرعية الدستورية” ويحذر من تداعيات الرصاصة الأولى آخر تحديث:السبت ,23/04/2011


صنعاء - صادق ناشر وعادل الصلوي:

1/1






هي الخطبة الخامسة التي يخرج منها الرئيس علي عبد الله صالح متمسكاً بخطاب واحد ولغة واحدة، وإن اختلفت التعبيرات والمفردان عنوانها الرئيس “لا تزحزح عن السلطة إلا بموجب الشرعية الدستورية”، بمعنى أنه باق حتى نهاية ولايته الرئاسية حتى سبتمبر ،2013 لكنه في الجمعة امس حذر من “خروج الرصاصة الأولى” التي قال إنها “إذا انطلقت لن ترجع إلى البندقية” .



وعلى الرغم من جُمع “الحوار والتصالح والتسامح والوفاق” التي صار يحضرها أسبوعياً ويلقي فيها خطباً قصيرة لا تتعدى دقائق قليلة، إلا أن صالح مازال يكيل لخصومه الاتهامات بأنهم “قطاع طرق” و”جبناء” و”مرتدون”، و”انقلابيون” و”دمويون” وأنهم يحلمون بالعودة إلى الماضي الاستعماري والإمامي ( الملكية ) .



ولم تختلف جمعة الأمس عن بقية الجمع السابقة، فهي مثل ما يردده اليمنيون بأن “الخطبة هي الخطبة والجمعة الجمعة”، أي أن المواقف نفسها لا تغيير فيها، حيث حشد صالح ومؤيدوه والمطالبون بإسقاط نظامه ورحيله الملايين من المواطنين في مختلف مناطق البلاد، وبدأ الفرز السياسي والمجتمعي بين الجانبين يتعمق أكثر وأكثر، وبدأت لغة التهديدات تأخذ أبعاداً أسوأ، بتعبيرات صالح بخطاب الأمس التي حذر فيها من خطورة خروج الرصاصة الأولى ونفاد صبر المحتجين، الذين منحوه في هذه الجمعة “الفرصة الأخيرة” للتنحي عن السلطة .



وقد جدد الرئيس صالح ترحيبه المشروط بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة مستعصية الحل في البلاد، مؤكدا انه سيتم التعامل الإيجابي مع مضمونها وفق مقتضيات الدستور اليمني وفي إطار الشرعية الدستورية، وأضاف صالح مخاطباً مؤيديه في ساحة السبعين: “نؤكد لكم تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير شعبنا الرافضين رفضا كاملا للعمليات الانقلابية على الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية”، ما يعني تمسكه ببقائه حتى نهاية ولايته الرئاسية .



وقال: “هذه الحشود الملايينية الهائلة للمواطنين الذين توافدوا من جميع محافظات الجمهورية هي خير رد من جماهير شعبنا اليمني على من يسعون إلى الانقلاب على الشرعية الديمقراطية والدستورية ومن يريدون أن ينقضوا على السلطة ويدمروا مكاسب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر (ثورتا اليمن في الشمال والجنوب) والثاني والعشرين من مايو”، في إشارة إلى يوم تحقيق دولة الوحدة العام 09_D .



واتهم صالح المعارضة بالزحف على البنوك وبعض المؤسسات الحكومية، وقال: “لقد سمعتم الدعوات التي بثتها وسائل الإعلام أمس (الخميس) لقيادات في المشترك تحرض على الزحف على البنوك وعلى وزارة النفط والخارجية لينقضوا على مكتسبات الشعب وعلى انجازات تسعة وأربعين عاما من عمر الثورة اليمنية المباركة، تنقض عليها تلك العناصر المتهالكة التي تتآكل يوما بعد يوم أمام صمود جماهير شعبنا وإرادتهم الصلبة التي تتحطم عليها كل المؤامرات” .



ودعا صالح أنصاره إلى “مواصلة الصمود أمام تلك العناصر المتآكلة والمرتدة كما صمدوا في ملحمة السبعين وفي حرب الدفاع عن الوحدة في صيف 94”، وقال: “سنواجه التحدي بالتحدي ونحن حريصون كل الحرص على عدم إراقة الدماء وسنواجههم بكل الوسائل دون إراقة الدماء ودون استخدام البندقية لان البندقية من السهولة أن تنطلق منها الرصاصة اليوم ولكن لانستطيع أن نتحكم فيها يوم غد ولن نستطيع أن نتحكم فيها في اليوم الثاني، فالطلقة الأولى من السهل أن تنطلق . . نحن نرفض الحرب ونرفض إراقة الدماء وعلى جماهير شعبنا أن يواصلوا صمودهم وأن يحافظوا على مكتسبات الثورة في كل المحافظات ابتداء من المنطقة الشرقية حتى الغربية ومن الشمالية حتى الجنوبية”، التي يسيطر عليها عسكريا قائد المنطقة الشمالية والغربية اللواء علي محسن الأحمر .



وكانت الساحة الشعبية الرئيسة بميدان التحرير بوسط العاصمة صنعاء والساحتان الداخلية والخارجية لمسجد القبة الأثري والشوارع والساحات كافة المحيطة بالمسجد والميدان قد شهدت حضورا حاشدا لمئات الآلاف من مؤيدي الرئيس صالح الذين انتظموا في صفوف متراصة لتأدية صلاة الجمعة قبيل أن يتوجهوا بشكل مجموعات محاطة بحراسة أمنية مشددة إلى ساحة العروض بميدان السبعين المقابل لمقر دار الرئاسة، مما تسبب في إيقاف تام لحركة السيارات بشارع الشهيد علي عبد المغني وجسر الصداقة المقابل الذي يفضي إلى الجهة المقابلة لساحة العروض بميدان السبعين .



وشن خطيب جامع القبة هجوما حادا على أحزاب اللقاء المشترك المعارض والمعتصمين بساحة التغيير، متهما أحزاب المعارضة بتشجيع الاختلاط واستحداث سجون غير قانونية بالساحة، والمعتصمين بالتمادي والتطاول على ولي الأمر من خلال المطالبة بمحاكمته وإقامة الحد عليه جراء نصيحته بمنع الاختلاط بساحة التغيير . كما اتهم أحزاب اللقاء المشترك والمعتصمين ب”السعي إلى إحباط مساعي وزير خليجي من خلال إحداث فوضى واحتكاكات وصدامات بين المعتصمين ورجال الأمن غداة موعد الزيارة المقررة مطلع الأسبوع الجاري” .



وطالب خطيب مسجد القبة أحزاب اللقاء المشترك بتحديد مواقف واضحة مما وصفه ب”تحريض شخصيات جنوبية في المنفى على رأسها نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس لأبناء الجنوب بالانفصال عن الشمال فور إسقاط النظام السياسي الحاكم” .



وفرضت قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي إجراءات أمنية مشددة على مفرق الطريق المؤدي من وسط الساحة الرئيسية بميدان التحرير إلى شارع “القيادة” المتاخم للأحياء المحيطة بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، للحيلولة دون تكرار محاولات تسلل من قبل بعض المتظاهرين المؤيدين للرئيس صالح إلى الشوارع الفرعية المتاخمة لمخيم المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام، ما قد يتسبب في حدوث صدامات دامية .



وتصدرت الشعارات المطالبة بتغليب لغة الحوار ورفض مبدأ التنحي الفوري للرئيس صالح المسيرة الحاشدة المنظمة من قبل أنصار حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، والتي تضمن بعضها عبارات منددة بأحزاب اللقاء المشترك المعارض ورفض محاولات “تدويل الأزمة السياسية القائمة” أو أية مبادرات خارجية تشترط التنحي الفوري للرئيس من قبيل “لن يرحل قبل 2013” و”لا لتدويل الأزمات والمبادرات المشروطة” و”كلنا فداء للزعيم القائد والشرعية الدستورية” و”قسما بالله الجبار غير علي عبدالله صالح لن نختار” .



واعتبر الشيخ منصر علي قايد الرحبي، أحد الوجاهات القبلية بمحافظة صنعاء في تصريح ل”الخليج” أن “ما تضمنته المبادرة الخليجية من جدولة لتنحي صالح يعد تدخلاً غير مقبول في الشأن اليمني وتجاهلا لإرادة الأغلبية الشعبية المؤيدة للرئيس وشرعيته الدستورية”، وقال: “هناك حدود يجب ألا يتجاوزها الأشقاء في دول الخليج فنحن لا نقبل أية جدولة لتنحي الرئيس وعلى وزراء خارجية دول مجلس التعاون أن يدركوا أن اغلبية الشعب اليمني تؤيد بقاء الرئيس في السلطة حتى نهاية فترته الرئاسية في عام ،2013 وأن أي ضغوط تمارس لفرض هذه الجدولة ستمثل تجاهلا لإرادة الأغلبية الشعبية في اليمن” .



من جهته وصف عبد الرحمن مقبل السفياني، أحد الناشطين بميدان السبعين المبادرة المقدمة من الحكومة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لتسوية الأزمة السياسية القائمة بأنها تمثل الحل الوحيد والمقبول من قبل مؤيدي الرئيس صالح الذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب اليمني، وقال: “نقبل أن تشكل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة وأن ينقل الرئيس صلاحياته لنائب يعينه على أن يظل صالح على رأس السلطة كرئيس شرفي للجمهورية حتى نهاية فترته الرئاسية في عام ،2013 هذا هو الحل والمخرج الوحيد والمقبول من قبلنا لأنه يمثل ما نريده للرئيس صالح من خروج مشرف من السلطة، وبدون اعتماد مبادرة الحكومة المقدمة للخليجيين لن يكون هناك أية تسوية للازمة لأننا لن نقبل تحت أي ظرف أن تفرض علينا وعلى الرئيس اشتراطات المعارضة بالتنحي الفوري وسنفدي الرئيس والشرعية الدستورية بأرواحنا” .



من جهته اتهم الشيخ علي سنان الغولي، أحد مشائخ قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية، أحزاب اللقاء المشترك المعارض بالسعي للاستحواذ على السلطة عبر الانقلاب على الشرعية الدستورية مؤكدا استعداد مؤيدي الرئيس علي عبدالله صالح للتصدي لهذه المحاولة وتفويت الفرصة على القوى الطامحة في زعزعة استقرار اليمن .



وكان طارق الشامي، رئيس الدائرة الإعلامية بحزب المؤتمر الشعبي العام، قد ألقى بياناً باسم الفعاليات الشعبية المؤيدة للرئيس صالح أكد من خلاله “اصطفاف هذه الفعاليات إلى جانب الشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس صالح”، مجدداً الدعوة لأحزاب اللقاء المشترك “للحوار وتغليب مصلحة اليمن على المصالح الحزبية ورفض أي محاولات للانقلاب على الشرعية الدستورية والخيار الديمقراطي المحدد لآليات التداول السلمي للسلطة” .



واتهم البيان أحزاب اللقاء المشترك ب”التحريض على الفوضى ونهب الممتلكات وقطع الطرقات والتسبب في الأزمات الاقتصادية والتموينية مؤكداً ترحيب الفعاليات الشعبية بالمبادرة الخليجية لتسوية الأزمة السياسية القائمة وفق المبادئ والأسس المحددة في الدستور القائم والمعتمد” .



“أبناء اليمن” للوسطاء:



لا تنازل عن بقاء صالح حتى 2013



صنعاء “الخليج”:



وزعت وسائل الإعلام الرسمية بياناً حمل اسم “بيان باسم أبناء اليمن” رفضوا فيه ما أسموها “محاولات الانقلاب على الديمقراطية من قبل أقلية تريد فرض رغباتها التآمرية على الشعب اليمني وعلى أغلبيتها الديمقراطية، وهي أقلية تقودها جماعة الإخوان المسلمين في أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم من عناصر التمرد والانفصال وعناصر القاعدة الإرهابية التي تحاول الانقضاض على السلطة والانقلاب على الدستور والديمقراطية” .



وأشار البيان إلى أن اليمنيين “يقفون اليوم على قلب رجل واحد يمثل ضمير الأمة والشعب”، مؤكداً أن “الملايين من أبناء الشعب اليمني المشاركين في جمعة التصالح تطالب الأشقاء والأصدقاء المحبين لليمن والحريصين على رأب الصدع والحفاظ على سلامة واستقرار ووحدة اليمن وفي مقدمتهم الأخوة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأن تتجه مساعيهم لتحقيق حوار إيجابي بين الأطراف كافة للخروج من الأزمة بما يحفظ الأمن والوحدة والديمقراطية، وبما يحافظ على إرادة الشعب اليمني مالك السلطة ومصدرها الذي عبر عنها في الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006 وفي المهرجانات والمسيرات والحشود الملايينية في جمع الإخاء والوفاق والتسامح والحوار وجمعة التصالح الرافضين الانقلاب على الدستور” .



وجدد البيان باسم “أبناء الشعب اليمني” التأكيد على “ولائهم للشرعية الدستورية والديمقراطية والدفاع عن المؤسسات الدستورية والاصطفاف حول قيادة الرئيس علي عبد الله صالح وخيارات الحوار والسلام والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وفق الدستور” حتى العام ،2013 مؤكدين أنه “لا مجال للحديث عن الانتقال والتداول السلمي للسلطة خارج نطاق الدستور” .



عالم دين يدعو لتنازلات تجنب اليمن الوقوع في هاوية الصراعات



صنعاء - “الخليج”:



طالب عالم الدين الشيخ محمد بن موسى العامري الأطراف السياسية كافة في اليمن، التعاطي الإيجابي مع المبادرة الخليجية لحل الأزمة القائمة في البلاد لتجنيبها الوقوع في هاوية الصراعات .



وقال العامري في خطبته التي ألقاها في جامع مركز الدعوة العلمي بصنعاء إن “الصلح ميدان واسع بين المختلفين من الأسر والقبائل والأحزاب والدولة وشعبها وغير ذلك” . وحول المبادرة الخليجية المقدمة لحل أزمة اليمن، قال العامري: “المبادرة الخليجية التي تقدمت بها دول مجلس التعاون كخارطة طريق للخروج من الأزمة في اليمن تتطلب من الجميع أن يقدموا تنازلات للوصول إلى حلول من شأنها أن تجنب اليمن الوقوع في هاوية الصراعات والمزيد من إراقة الدماء”، مؤكداً أن “التصلب في المواقف سواء من السلطة أو المعارضة قد لا يحقق المقصود الذي ينشده الجميع” . وأوضح أن “الدولة قد سمت هذه الجمعة جمعة التصالح، ما يعني أن تقبل بالمصالحة التي تجنب اليمن هذه الفتنة إلحاقاً للقول بالعمل، بينما سمت المعارضة وشباب التغيير هذه الجمعة جمعة الفرصة الأخيرة، وهو ما يعني عدم تفويت هذه الفرصة على الجميع، والتي جاءت بعد عدة مبادرات للعلماء والمشايخ والسلطة والمعارضة” .



الزياني يغادر صنعاء بعد لقائه صالح والمعارضة



صنعاء - “الخليج”:



غادر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني والوفد المرافق له أمس الجمعة العاصمة اليمنية صنعاء بعد زيارة التقى خلالها الرئيس علي عبد الله صالح وأطراف المعارضة حيث نقل لهم الرؤية الخليجية لحل الأزمة اليمنية .



وكان الزياني، بحسب مصادر رسمية قد نقل للرئيس صالح رؤية وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن على ضوء النقاشات التي أجروها مؤخراً مع وفد المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفائه من أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في أبوظبي، ووفد أحزاب اللقاء المشترك في الرياض، وذلك لما فيه تحقيق مصلحة اليمن وأمنه واستقراره ووحدته .



من جانب آخر أعلنت المعارضة وشركاؤها أنها التقت المسؤول الخليجي، وأشار بيان صادر عن المعارضة إلى أن محمد سالم باسندوة، رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وأمين عام اللجنة التحضيرية للحوار الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر ورئيس وأعضاء المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك والشيخ صادق بن عبد الله الأحمر التقوا الزياني الذي قدم مشروع المبادرة الخليجية بشأن إنهاء الأزمة السياسية في اليمن . وأوضح البيان الصحفي أن باسندوة “رحب بالجهود والمساعي الخيرة التي يبذلها الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة”، وأكد أن “المعارضة وشركاءها سيدرسون ما جاء في المبادرة على أن يقدموا موقفهم منها في وقت لاحق” .

http://www.alkhaleej.ae/portal/5d29c...84ab7aa16.aspx