مرة أخرى: تنبيه لشباب الجنوب من قروش حميد:

[الرأي العام]

اود المداخلة معكم بصورة مختصرة وأود ان يكون للاخ بائع المسك تعقيب على ما أقول ، باعتباره صاحب الموضوع اولا ، وكذلك الاخوة الاعزاء
خاصة اصحاب شعار الاستقلال اولا وأخيرا ..
نقول ان ان القضية الجنوبية قد حددت هدفها الاستراتيجي ورسمت طريقها بدماء الابطال الشهداء والجرحى .
وخرج الشارع الجنوبي طوال اربع سنوات يؤكد هذه الاستراتيجية بشكل واضح انعكس أخيرا على ادبيات وبرامج كل مكونات الحراك حين بينت
بصورة قاطعة ان هدف الاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة هو الهدف الرئيسي للثورة السلمية الجنوبية .
هنا نكون أمام حقيقة وحالة واقعية في المنظور الاستراتيجي للقضية الجنوبية .
ولكن يجب ان نميز بين الاستراتيجية وبين التكتيك ، فلا يوجد عاقل مشتغل في السياسة ينكر هذه الفكرة ، بإن الاستراتيجية أمر ثابت والتكتيك من أجل الوصول اليها
أمر متغير ، وفقا للظروف والمستجدات على الارض ، لذلك نجد الدهاء السياسي والحنكة السياسية تلعب الدور الكبير في إجادة اللعب على الساحة السياسية بهدف
تهيئة الاوضاع والظروف بما يضمن الاقتراب أكثر الى الهدف الاستراتيجي .
وبهذا لا يضير القضية الجنوبية وضع سياسات مؤقتة هي من قبيل التكتيك السياسي والمناورة ، وهذه الظاهر ليست بدعة في الجنوب بل هي ممارسة تاريخية ولدينا نماذج
كثيرة لقضايا معقدة وكبيرة كان للتكيتك فيها دور كبير في حلحلتها وإذابة العرقيل من طريقها .
واقرب مثال ما لعبه الاكراد في قضية كردستان ، وكيف تحول الى اقليم يحكم نفسه ، وتتهيأ الاوضاع ايضا الى الاستقلال لولا المصالح المتبقية لهم من نظام بغداد .
ايضا ما حصل في قضية جنوب السودان رغم الاختلاف فقد كانت فكرة التكتيك هي الابرز وكانت فاعلة ومنتجة للاهداف التي سعى لها الجنوبيون بالانفصال .
ونحن في الجنوب بدلا من التوجه الى عدو ثانوي نتصادم معه وهو المشترك في الوقت الذي لا زال العدو الرئيسي وهو نظام الاحتلال قائمة بكل جبروته ومخططاته وأدواته القمعية
قائمة تمارس اشرس وابشع صور القتل والتنكيل ، امام هذا الوضع لابد ان نكون مستوعبين اللعبة السياسية ونعمل على إحداث تغيير ظاهري في تعاطينا مع الاوضاع المستجدة وموجة ثورات الشعوب .
سيكون من الغباء ان نجعل المشترك يستدير ليقف مع النظام ضد قضية الجنوب ،
ولا يجوز أيضا أن نخاف من هذه الخطوة التكتيكية ، لان شعب الجنوب باق وأرض الجنوب باقية ، وارض الجنوبية ليست عربه يجرها المشترك الى صنعاء .
اي قضية مهما كانت لا بد من اعمال العقل واستخدام الدهاء السياسي حيالها كما هم كذلك الحوثيون يعملون من تحت الطاولة في خضم اشتعال الثورة ..... اتنتظروهم ...