بكم أشتراكم باعـــــــــــــــــوم

[عبدالله السنمي]

السيل الجارف .. شكرا لك على هذا المقال الذي يطرح موضوعا تتداوله بعض الاراء وفعلا هناك جدلا مستمرا بين اوساط المراقبين والسياسيين
إذ كيف يتحدث المرء عن منظومة الديمقراطيات واعتبارات الترف السياسي والضرورات السياسية والثورية في مشهد
يبدو انه يجمع التضاد والمتناقض .
وفي رأيي التجربة الجنوبية الماضية وتجربة الوحدة فرضت نفسها بقوة على المرحلة الراهنة ، وتداخلت المفاهيم المتناقضة
بين تجربة شمولية مشبعة بثقافة الصدام ، هذه ا لتجربة لا زالت تكلساتها تعبث بالعقل الجنوبي وتسيطر على جزء كبير منه ، وتجربة
استعادة الفكرة المعاصرة والحضارية التي اجتاحت العالم وهي الديمقراطية وحرية الرأي وقبول الآخر والمشاركة السياسية الحقيقية
هذه الفكرة والثقافة هي أيضا حاضرة بين كثير من أوساط النخب والسياسيين على الاقل من المنظور النظري .
باعوم تخلى تماما عن الماضي المشوه بكل انواع المرض ، ومارس على الارض الصدق والوضوح والثورة بكل قيمها ومفاهيمها العصرية .
لذلك استجابت له الجماهير ووثقت به ، هذه الاستجابة الشعبية أجبرت من في قلوبهم مرض ان يكونوا ايضا مع باعوم على الاقل ظاهريا .
وتبقى القضية الجنوبية بكل ارهاصاتها ضحية الماضي ونتاج لتجربة مريرة تخضبت فيها ارض الجنوب بدماء عشرات الآلاف من ابنائها .
والآن الوضع الجنوبي والتجربة الجنوبية هي في حالة تفاعل وتجاذب وتنافر ، تتصادم فيه المفاهيم المتناقضة لمرحلتين مختلفتين .
هناك توجس وحذر من كل الاطراف ورغبة في بناء قواعد واسس سليمة تمنع تلك الصدامات وحالة الاستحواذ السافر على السلطة والمصالح .
وربما يكون مفيدا أكثر ان نرى هذا المشهد الآن ونحن لا زلنا على الارض - بر الامان -
خير من أن نراه في لحظات نكون فيها على ارتفاع شاهق عندها يكون فيه السقوط يعني الهلاك الحتمي .
تقبل تحيتي ، واشكرك على ابداعك الرائع .