[quote=قمندان لحج;451291]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهمشري
الاخ العزيز الهمشري
موضوعك ممتاز جدا وقد لامست بعض الجوانب المهمة والكثير منا لم يستطع ملامستها
لذا لي بعض الملاحظات اردت تسجيلها وذلك حسب اعتقادي انها صحيحة
بسم الله الرحم الرحيم
ليس هجوما على الحراك ولا دفاعا عن الاشتراكي
المتفحص للقضية الجنوبية من الداخل أسبابها يرى الكثير من اللغط والهرج والمرج حول الحزب الاشتراكي اليمني وعلاقته المباشرة أو غير المباشرة في الثورة السلمية للشعب الجنوبي من اجل الاستقلال واستعادة دولته المسلوبة ولكي نفهم هذه المعضلة يجب أن نفهم أسبابها ... وكيفية التعرف على مكمن الخلل و يجب أن لا ننسى أولاً بأن معظم قادة الحراك الجنوبي على كل المستويات، ومعظم من ليسوا أعضاء في الحراك الجنوبي خصوصاً من جيل الثلاثينات والأكبر سناً كانوا في غالبتهم منخرطين في الحزب الاشتراكي اليمني، وذلك نظراً لظروف المرحلة التي كانت في الجنوب قبل قيام وحدة 22 مايو 1990م لعدم وجود التعدد الحزبي في الجنوب ، وهذه حقيقة يجب أن نسلم بها.
مع الإقرار الكامل سواء من أعضاء الحزب الاشتراكي أو من ليسوا أعضاء فيه، بان سياسات الحزب الاشتراكي هو السبب الحقيقي وراء كل كوارث الجنوب ( دون أن ننسى ما أرساه من نظام وتوعية نسبية )
اذا هذا الحزب اسس دوله واحدة من 23 سلطنه ومشيخه وامارة معترف بها عالميا ، وارسى فيها نظام وقانون يعترف بها العدو قبل الصديق ، وغيير عقل الانسان فيها من عقول القرون الوسطى الى عقول القرن العشرون ، وبناء انسان سليم وصحيح العقل والجسم من كل آفات الامراض العقلية والجسمانية ، واخيرا حفظ الانسان في تلك الدوله كرامته وانسانيته على المستوى الداخلي والعربي والعالمي ، ولولا فترة حكم الاشتراكي لما توصل الانسان الى مرحلة المقارنة بين الوضعين قبل الوحدة وبعدها ولما انتفض الشعب في الشارع الجنوب يطالب بالتخلص من هذا الوضع المزري الان ، الا لانه عرف الفارغ بين الوضعين من جراء المقارنة .
والسؤال هل مصائب الاشتراكي اكبر من هذه الايجابات ؟
وهل الوضع في الجنوب قبل الاستقلال كان احسن من ما بعد الاستقلال في جميع المجالات في ظل سلاطين ظلوا مئات السنين يحكمون واستعمار ظل في الوطن 129 سنه لم نرى ماريناه خلال 25 سنه من حكم الاشتراكي .
ولكن هل يمكن أن نعتبر كل من كان في الحزب الاشتراكي عضوا هو معضلة وهو احد الآفات المعرقلة للحراك السلمي الجنوبي؟
ولنبدأ بضرب مثال صغير جداً على شخصيتين لا يختلف على مواقفهما الوطنية اثنين من أبناء الجنوب، وهما المناضلين البارزين / حسن باعوم وناصر النوبة، الم يكونا احد القياديين في الحزب الاشتراكي اليمني؟
فانا لا اعتقد بان كل من كان منخرطا في الحزب الاشتراكي اليمني يمكن أن يكون آفة على الحراك السلمي الجنوبي، بدليل المثال السابق.
ولكن، إذا نظرنا الى المرحلة وأدركنا ما يدعوا إليه البعض (من داخل الحراك الجنوبي) إلى تصفية الحزب الاشتراكي اليمني من الحراك السلمي دون أن يحددوا مقاصدهم بالحزب الاشتراكي، فإننا سنقع في ورطة الأمريكان حول مصطلح (التعريف بالإرهاب في بداية محاربتهم ضده ) ،
وسنؤلب علينا كل من كان له أي انتماء للحزب الاشتراكي اليمني كما البت الولايات المتحدة الأمريكية كل شعوب العالم الإسلامي ضدها لعدم الإفصاح بـــ تعريف ٍ دقيق لمسمى الإرهاب، حيث تم الاعتقاد بان تصنيف الإرهاب جاء على أساس أن كل من هو مسلماً ولديه لحية فانه إرهابياً ، وفي هذا لبساً عظيماًونحن اليوم نرى أن السيناريو ضد الاشتراكي هو قريباً جداً من سيناريو أميركا ضد الإرهاب. لذا فانه يجب أولاً التعريف الدقيق من قبل القيادة في الحراك بمن هو الاشتراكي المطلوب اجتثاثه من أوساط الحراك،
انت الان توصي قادة الحراك بقانون الاجتثاث للاشتراكي متناسيا مبدء التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب
وفي رأيي بان الاشتراكي كعقيدة سياسية قد انتهى بانتهائه في عقر داره الاتحاد السوفيتي،
الاشتراكية كعقيدة نعم انتهى ولكن كمبدء اجتماعي لم ينته الا بانهى الظلم وان يسود العدل والمساواة بين الناس ولا زال حزب العبث العربي الاشتراكي السوري يحكم في سوريا .
ولكن بقي لدينا ما يعرفون بالاشتراكيين وهم نوعين:
الأول:
استطاع تجاوز المرحلة وأدرك أن الاشتراكي لم يبق منه إلا الجسد، وهؤلاء هم كوادر مهمة ورافداً قوياً للحراك الجنوبي مهما كان موقعهم
هولاء من يغييروا جلودهم عند اى مصلحه ذاتيه وليس جديد على الحزب هذه الوجوه فالكثير منهم قد تخلوا عن الحزب من بعد الحرب والى الان وآخرهم د. بن دقر والمجيد والحزب مثل البحر لا يقبل الاجسام الميته والمتعفنة
والثاني :
معتقداً بان الاشتراكية يمكن إعادة الروح إليها، ولذلك فإنهم يترقبون الفرصة للتسلق على ظهور الوطنين للوصول إلى ( نفخ الروح ) من جديد في الجسد الميت للحزب الاشتراكي، وهم خطراً لابد من التنبه له.
هولاء هم من قالوا للمحتل لا لن نبيع الجنوب منذ ازمة 92م وواجهوا الحرب وهزموا بشرف ولن ينحنوا للمحتل منذ 92م الى الان ولا زالوا في مقدمة الصفوف ضد المحتل وكان بالامكان ان يصبحوا بدل عبدربه منصور ومجور وآخرون .
اخي العزيز ابحث في وجوه القوى ضد المحتل منهم من ظل ذات وجه واحد منذ عام 92م والبعض الاخر يغيير وجهه عند كل مصلحة ذاتية .
وفي الجانب الآخر لدينا بعض القوى التي تنادي بان الاشتراكي قد انتهى بكل متعلقاته ولكن بشكل متطرف جدا، وهم للأسف الشديد من قيادات وقواعد الحراك، وهم نوعين أيضاً :
الأول :
نرى بأنهم من يدعون بصورة مبطنة لإعادة تقسيم الجنوب إلى 23 سلطنة ومشيخة ولديهم سيناريو معروف جدا لكل من يركز على تحركاتهم وخطاباتهم، حيث يدعون إلى جر الناس بالتدريج إلى عدم الاعتراف بالاشتراكي وكل ما يتعلق به ابتداء من الأعلى إلى الأسفل. أي بتحميله خسارة حرب صيف 1994م ومرورا بوحدة 22 مايو 1990م حتى الوصول إلى ثورة 14 أكتوبر وعدم الاعتراف بمبادئها وبالتالي فانه سيكون طمسا لدماء شهدائها الإبرار كنتيجة حتمية، والعودة بالناس إلى تقسيم الجنوب إلى 23 دويلة مهما كانت التسميات .
هولاء هم السبب اذا كانت هناك سلبيات في الجنوب اثناء حكمه لانهم بعد رفض الشعب لهم في ثورة شعبيه عمت جميع مناطق السلطنات لم يحتكمو لرأي الشعب بل وقفوا مع اعداء الشعب لتآمر على هذا الشعب ووالوطن منذ الاستقلال الى الاحتلال الاخير للجنوب وقد كانوا هم السبب الرئيسي في تمكن المحتل من الانتصار , فكيف الان ان نصدقهم في قيادات الحراك الا لهدف واضح والذي انت وضعته في ارجاع الارث الملكي الذي طاحت به ثورة الشعب الجنوبي .
وفي اعتقادي ان هذا التيار هو مدعوم من قبل المحتل وبعض الدول الجوار التي تخشى من قيام دوله في الجنوب ذات طابع ديمقراطي واجتماعي مختلف معها .
والثاني:
وهم الذين ينادون بموت الاشتراكي وكل أعضاءه، وان لم يعد لهم الحق في تقديم أي خدمات للقضية الجنوبية لان أيديهم ملطخة بالدماء البريئة لأبناء الجنوب ولتحميلهم ماحل من كوارث بالجنوب شعباً وأرضاً ودولة،
هولاء كما اعتقد هم سياسين اكانوا من جبهة التحرير او الرابطة او من الجبهة القومية والحزب الاشتراكي الذين لهم عداء مع الحزب الاشتراكي منذ الاستقلال وعبر مراحل الصراع السياسي اثناء حكم الجنوب والبعض من هؤلاء مشاركين فعلين في سلبيات الاشتراكي اثناء حكمه للجنوب .
وهؤلاء هدفهم اولا تصفيت الاشتراكي وبعد ذلك التفاهم مع المحتل
وهؤلاء ايضا من وقفوا مع المحتل في محاربة الاشتراكي اثناء حكمه وكذلك اثناء احتلال الجنوب في عام 94م وهم يلتقوا مع المحتل في العدى للاشتراكي
متجاهلين بان الكثير منهم يمكن أن يقدم الكثير للقضية الجنوبية ، وهؤلاء اقل خطرا من سابقيهم. وأمام هذه المعضلة الجمة التي تعصف بالحراك الجنوبي ، ما الذي يمكن أن نعمله لتجاوز هذه الحفر المعرقلة للحراك السلمي الجنوبي؟ اعتقد بأنه يجب على قيادة الحراك الواعية تشكيل هيئات إعلامية مثقفة للتعريف بالمسميات والوصول إلى مايرضي الجميع من خلال العقول الواعية والإدراك الصحيح بعيداً عن التطرف الأعمى والتفريط المخل، وطرح رؤى واضحة تكون بموجبها الرؤى متقاربة لرئب احد الصدع التي يمر بها حراكنا السلمي المبارك.
اخي العزيز
العراقيل امام الحراك واضحة وضوح الشمس وحتى الاعمى يراها في عتمة الليل الدامس
وقد جاءت اثناء حديثك وهو الخوف من مستقبل الدولة الجديدة وكل واحد يريد ان يحسم النظام السياسي لدولة الجديدة قبل ان يخرج المحتل من الجنوب .
لذا ارى ان الحل يقع في امرين لكون الجنوب للجميع ويحق للجميع المشاركه فيه الان ومستقبلا
اولا : الاتفاق من قبل الجميع حول مستقبل الدوله الجديدة ونظامها السياسي بالتوافق مع جميع فئات الشعب السياسية والاجتماعيه مثلا كاقرار دستور .
ثانيا : توقيع على ميثاق شرف من قبل الجميع على العمل على هدف واحد وهو اخراج المحتل وبعد ذلك الاحتكام الى شعب الجنوب في اختيار نظامه السياسي .
مع اجمل التحايا
|
دكتورنا العزيز قمندان لحج
اشكر لك الجهد الرائع في تحليل موضوعي، ودعني اقول باننا قد اتفقنا في الكثير من المفاهيم ولكن، دعني اختلف معك قليلا جدا في ما اريد توصيله من خلال موضوعي اعلاه:
شددت كثيرا واعدت وكررت انه يجب علينا ان نحدد التسميات لما يدور حولنا وما يعكر صفو حراكنا من عراقيل، وللاسف مازلنا نسبح في عموميات الكلمات التي تجعل من الاختلاف امرا سهلا بين كل فئات الحراك ( وعلي ان اكتب موضوعا منفردا احاول فيه التركيز على بعض المسميات وان لم يكن هذا من اختصاصي )
واود ان اعلق عما قلت فيه باني اوصي قيادة الحراك باجتثاث الاشتراكي، انا اوصي قيادة الحراك باجتثاث من كان مضرا من اعضاء الاشتراكي بالتحديد الدقيق لمن مشروعهم احد امرين:
الاول
البقاء على الوضع الحالي للشعب الجنوبي وتمصلح اعضاء الاشتراكي بالوصول الى السلطة ونسيان الشعب الجنوبي ( اي من غرضهم التغيير في ظل بقاء الجنوب تابعا للشمال )
الثاني
من يدعو الى استعادة الجنوب كدولة ذات سيادة، ولكن بان يكون ممثلها هو الحزب الاشتراكي اليمني، ويبقى على راس هرم السلطة واستعادة امجادة الغابرة.
اما من قلت عنهم بانهم فهموا المرحلة فانا لم اقصد من تغيروا عن نهجهم الاشتراكي الى اي نهج آخر ( وقد وقعت انا في نفس المحظور الذي احذر منه، وهو استخدام الكلمات العامة والفضفاضة )
ولكنني عنيت من استطاع ان يفهم ان هذه المرحلة هي مختلفة تماما عما كانت عليها سابقاتها ، اي ان العصر الراهن لم يعد عصر الحزب الواحد، مع ثباتهم بمواقفهم المبدئية لحرية التعددية لكل من الفهم والراي والراي الاخر والتنافس الشريف حول ارساء المبادئ الوطنية العليا للشعب والوطن الجنوبي من دون مغالاة ولا تفريط، ومن دون استغلال حسنات الماضي مع طمس سيئاته للظهور بشكل افلاطوني من اجل الوصول الى اهداف دنيئة.
مالونته باللون الاحمر هو ما اتفق معك فيه بدون اي اعتراض او اختلاف في وجهة النظر بل متطابق تماما بنسبة 100%
هذا ما اردت توضيحه
واتمنى منك ومن كل من كان له رأيا في هذا المجال ان يدلي به ، لاننا سنصل حتما الى نتيجة طيبة من النقاش الحضاري والممتع مع العقول النيرة
ولك اجمل وارق التحيات