((مبادرة حراك الأقاليم أو المقاطعات )) مهم للنقاش

[ابن خلدون الحضرمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خميس

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمــه:-
قال تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ..)) صدق الله العظيــــم
إن الوحدة أو الاتحاد بين الجماعة والأفراد ضرورة تُحتمها القيم الإنسانية النبيلة والمُثل العليا التوجيهات السماوية ، إذ انه من شروط العمل ولوازم النجاح للجماعة هو مدى توحدهم بإخلاص للهدف الذي يسعون إليه .
إن نضالات شعبنا الجنوبي ومنذ فجر أكتوبر لم تكن بعيده عن مجريات الأحداث الإقليمية ولا الدولية . حيث كان نجاح نضالات شعبنا في حقبة الاستعمار البريطاني راجعاً بالمقام الأول إلى الظروف المناسبة والملائمة للحركات التحررية والتي كان الاتحاد السوفيتي سابقا يدعمها ويتبناها . ومع إن الرفاق في عدن وبقية مقاطعات الجنوبي العربي لم يكونوا متوحدين لا في العمل ولا حتى في الأسلوب ومع ذلك تحقق النجاح لتلك التنظيمات ولكن في ظروف أصلا قد حسمت موضوع السيطرة البريطانية في العالم الثالث .
سيكون من الخطأ الكبير اليوم أن نفكر بنفس عقلية عام 67م التحررية فعالم اليوم لا يقوم إلا على قاعدة المصالح ( ماذا سأكسب ؟) والشي الأخر هو إننا اليوم في سياسة القطب الواحد. لا شك إن الوضع اليوم ربما لا يكون مناسباً لنا ، لكن ذلك ليس معيار للشعوب الحرة التواقة للحرية والساعية لكرمتها ، بل ربما بالإرادة والتصميم تتحقق المعجزات هذا إذا كان حراكنا بحاجة إلى معجزة فقط لتوحد كياناته المتشظية على قاعدة لاشي .
إذا أردنا فعلاً تحقيق النصر والوصول بالسفينة إلى بر الأمان فعلينا فرضاً أن نتخلى عن معظم ملفات ومفاهيم 67م المخزنة في عقولنا ويجب أيضا أن نرمى كل الاعتبارات التي تكونت نتيجة انتصار ثورة أكتوبر سوى الاعتبارات النظرية والعملية كونها ما أتت إلا نتيجة لمرحلة اقتضت أن يكون إلا ذلك .
إننا اليوم بحاجة إلى صيغة جديدة للوطن وطريقة مبتكرة للنضال تحافظ على الخصوصيات وتساهم في تعزيز الوحدة السياسية لكياني الجنوب العربي والذي يبدوا انه يتعرض لاسواء الضربات المؤلمة نتيجة للتفكير الجامد من ناحية ومن أخرى نتيجة القمع المؤلم من آلة النظام العسكرية وكذلك الحرب النفسية ومدى تفاقم الشعور بالضعف والشعور بالعجز عن الرد.


وهنا أورد لكم مبادرة ربما ستسهم إلى حد كبير في تحسن الوضع المؤلم الذي وصل له الحراك الجنوبي . وهي مبادرة من إنسان قابلة للصواب والخطأ وبحاجة للتنقيح والإضافة وربما أحيان للحذف . ولا اشك إنكم قادرون على التفاعل معها .


((مبادرة حراك الأقاليم أو المقاطعات ))
1) يجب أن نقسم الجنوب إلى سبع محافظات كواقع مفروض وليس ست كما حصل في جمهورية اليمن :
- عدن
- حضرموت
- المهرة
- شبوة
- لحج
- أبين
- الضالع

2) أن يكون الإقليم هو المكان المناسب لبروز التنظيمات وإعلانها وليس بالضرورة أن تكون عدد التنظيمات في الإقليم الواحد متساوية أو متشابهه مع الأقاليم الأخرى ، مثلاً :
- إقليم حضرموت : حزب الأحرار ، حزب الطليعة ، التجمع الديمقراطي .. الخ
- إقليم عدن : التنظيم السياسي ، حركة المساواة الشعبية ، البعث العربي ، حركة الليبراليين الأحرار .. الخ .
3) يتم إنشاء مجلس أعلى أو عمومي للإقليم الواحد يضم جميع المكونات والفصائل والأحزاب والمشايخ والأعيان فيه. وهذا المجلس هو المخول الوحيد بتعيين مندوبين عنه إلى الإطار العام لدولة الجنوب العربي .

4) لا يحق لأي مجلس عمومي لإقليم بالتدخل في شؤون الإقليم الآخر . وكل مجلس هو الجهة المسؤلة الوحيدة لتسيير عملية النضال والتحرر السلمي أو إذا اقضت الضرورة أي شي أخر .

5) يجب أن تكون عملية إعلان التنظيمات والأحزاب في الإقليم والمقاطعات منظمة ، حيث يكون مدى تحريك الشارع في مسيرة أو مهرجان بمثابة ثقة أو حصول على ترخيص للدخول ضمن المجلس العمومي للإقليم . والمجلس هو المخول بقبول أو رفض أي تنظيم عشوائي ربما يهدف للاختراق .

6) يتم اختيار مندوبين عبر المجلس العمومي إلى الهيئة العليا لدولة الجنوب العربي بالتساوي ليشكلون بعد ذلك المجلس أو الهيئة العمومية للأقاليم السبعة .

7) طبيعة الإنسان انه فخور بنفسه وبمنطقته وهذا شي فطري نخسر الرهان إذ حاربناه ، ولذا علينا عدم تجريم الافتخار بالهويات المناطقية والتي تبدو إنها مقدسة عند الكثير منا ، فمن حق الضالعي أن يقول ضالعي والعدني يقول عدني والحضرمي يقول حضرمي والمهري يقول مهري والشبواني يقول شبواني والحجي يقول لحجي والابيني يقول أبيني . لان هذه المبادرة قائمة بالأساس على احترام شعور الناس المقدس ، فكثير من الدول وحدتها قائمة على أساس المناطقيات ، أما الدول التي تحاربها فهي خاسرة لان كتبت هذا الشعور المتأصل في الإنسان يدفعه لاتخاذ قرارات لا ثمت للواقع بصلة .


إن الواجب علين اليوم أن نبحث بالإخلاص تحت منظومة الحق والأخلاق وبقية المُثل العليا . ويجب علينا أن لا نيئس من طرق جميع الأبواب للوصول إلى غايتنا .
ملاحظة :
إن استخدامنا للفظ إقليم أو مقاطعه بدل عن محافظة هو من باب مخلفة المحتل في إطلاق المسميات ، ويجب علينا أن نفرضها على الأعلام الخارجي والداخلي في اللقاءات التلفزيونية والصحفية حتى تكون امراً واقعا وتميز لنا عن النظام .

هذا والصلاة والسلام على الرسول الكريم محمد ابن عبد الله الصادق الأمين

المهم الفكرة اوالمبدا فنقر ونتفق اولا ان مقومات الدولة القائمة قبل مايو 1990م لن تعود وان الفيدرالية بنظامها البرلماني والقضاء المستقل واقتصاد السوق من مقومات الدولة القادمة على المستوين المحلي والوطنى اما تفاصيل ذلك من اختصاص الاختصاصيين والردود على اقليتها تسير بهذا الاتجاه، واعتقد ان هذا احد العناوين التي يجب مخاطبة بها المحيطين الاقليمي والدولي لكسبهم إلي جانب قضيتنا بدلا من نعت وشتم نظام الاحتلال ليل نهار اما العنوان الآخر فهو وحدة الحراك على المستوين الشعبي والقيادي والمرجعية الواحدة ، علينا ان نقنع ونطمن الآخرين أن نجاح الحراك في الجنوب ووصوله إلي غايته المنشودة (( الاستقلال )) هو من يخلق الاستقرار ويعزز الامن في المنطقة وان الحراك يملك رؤية ومشروع بناء الدولة العصرية.
لنكون واقعيين ان العالم لايتهم كثيرا بالعدالة إلا بقدر ما تمس مصالحه ،فمصالحه وحمايتها هي التي تحدد مواقفه من مجمل القضايا ومنطقتنا بما تمثله تشكل المجال الحيوي للامن القومي للدول الكبرى ولدول الاقليم وبالتالي لن يسمح بخلق بورة توتر جديده إلي جانب العراق والصومال دون ان نهمل ايران فالمنطقة حيوية اقتصاديا وامنيا للعالم بأسره وهذه الورقة التي يلعبها نظام الاحتلال.
ولنكون صريحين مع انفسنا اولا فالمشهد في الساحة الجنوبية لا يشجع المجتمعين الدولي والاقليمي أن يخطو خطوة بأتجاه قضيتنا بالرغم من وضوحها وعدالتها و حتى في جوانبها الانسانية واقتناعه بان النظام في صنعاء لم يعد قابل للحياة بالرغم من كل المنشطات .