لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى**** وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب

[عبدالله السنمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن عطـَّاف

،،،

من خلال العنوان ربما يفتهم مضمون الموضوع والحديث
التي يأتي تحت هذا العنوان
وللتوضيح اكثر
فهذا البيت الشعري هو للشاعر التونسي (ابو القاسم الشابي)
ضمن ابيات قصيدة (فلسفة الثعبان المقدس) سوف ادرجها بعد هذا الموضوع بمشاركة ،،

وما يهمنا ويلامس واقعنا في هذه القصيدة هي
عندما قام الشاعر بمحاكاة رائعة بين ثعبان شرس
لا ينتظر الاذن بألتهام فريسته
وبين شحرور ضعيف لا يقوى على هذا الثعبان ،،،

المهم ولكي لا يتحول الموضوع الى موضوع ادبي بحت
ويقوم احد المشرفين المحترمين بنقله الى القسم الأدبي

ندخل في الموضوع
،،

،
العطف والشفقة
والرحمة والغضب والحمق والصبر والعجلة
كلها صفات انسانية متغيرة
فقد اكون يوماً هادئاً ويوماً عصبياً
ويوماً متقلب المزاج ويوماً كذا ويوما هكذا
لذا فالأعتماد لأخذ الحق على اخلاق الرجال وصفاتهم
لا تكون عواقبه الا تبعاً للحالة التي يعيشونها
وقد صدق الشاعر التونسي حين قال

لا رأي للحقِّ الضعيف ولا صدّى *** الرَّأيُ رأيُ القاهر الغلاّبِ

نحن امام غطرسة
امام زهو وعنفوان يترنح
وينثر ما بقي من خيلائه المعهود وخبثة المعدود
قام يهدد ويزبد ويرعد ويتوعد
في كل خطاباته وكلماته بدك صفوفنا وحرق اعلامنا
وكأننا امام فلسفة ثعبان (الشّابي)
ونحن كالشحرور المسكين
الذي استسلم للثعبان الشرس وتهديداته بألتهامه و (حرق اعلامه)و(قتل رموزه)
نؤمن بضعفنا وهزيمتنا ولا نقوى على حمل ايدينا للدفاع عن انفسنا
هل وصل بنا الجبن الى هذا الحد وهل ارتعشت ايدينا فلاتقوى على حمل نفسها
فضلاً عن السلاح
والمشكله الكبرى ان الثعبان يرى له من الحق بمكان ان يعمل ما يشاء
طالما والمستضعف مؤمن به والوهيته!!
ونحن اذ نقدم انفسنا هدية للإله فنحن محمودون بفعلنا هذا
بين التخبط والذل والحرمان وبقية من ضعف وتفرق وشتات
وحالة لا تعجب احداً إلا الثعبان
الذي اعد نفسه لوليمة قد تكون الألذ في حياته
ثم بعد الالتهام ليس لنا منها سوى التخليد
فنحن صرنا عزيمة واصراراً اونوراً في جسده الذي يدعي به انه ألهه
فنحن الان امام طريقين لا ثالث لهما اما ان نسلك طريق الشجعان
واما طريق الشحرور
وطريق الشجعان معبد بالشوك والزجاج وليس سهلا ابداً
ولا حل الا بتوحدنا امام الفرقه والخذلان
الذي نعيشه هذه الأيام
فلن يؤدي بنا الا لنفعل ما فعله الشحرور
الذي تغني بالكون فأعجب الكون بغناءه (النضال السلمي )
الا انه اغضب الثعبان
وربما سيلتهمه
فهل نضل نغني لكي يعجب الكون بنا وبحراكنا السلمي بينما نحن امام فكين ثعبان غاضب ؟
ام نرد بالأرهاب بأرهاب مثله
فنطبق البيت الذي يقول

لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى**** وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب

تحيتي الخالصة لكم

بن عطاف حياك الله وبمقالك الرشيق والمفزع في نفس الوقت ..
تناول سلس للمشهد بطريقة جذابة تشد القارىء ..
ولكن يقول المثل ،، معظم النار من مستصغر الشرر .
فالحراك الجنوبي ليس شحرورا صغيرا يحلق من غصن الى آخر
يصدح بسذاجة ليملء المكان بانغام صوته الرقيق
ويجلب الراحة والهدوء والطمأنينة لزوار البستان .
الحراك الجنوبي يتحرك من تحت الرمال ومن فوق الرمال ..
الحراك ماءً يغسلنا من درن الوحدة المزورة ومن وعينا المزيف .
الحراك سينسف حصون واسوار الطاغوت المتغطرس والمغرور .
حراكنا بسيط في ظاهره ،، ولكن منه وبسببه ستنهار مملكة آل سنحان ..
كما انهار سد مأرب العظيم ... و من فئران ضعيفة .!!