الليلة مسيرتين لنشطا الحراك السلمي الجنوبي في عدن (مرفق بعض الصور)

[mohammed najeeb]

لماذا نجازي اليمن كما "جازى الحمار أمه؟".. مسبحة الرئيس


في بلدان الدنيا كلها نمشي زي حد المسطرة وبمجرد أن نصل إلى اليمن نخلع جلباب الأدب في المطار ونبدأ الجعث.
نزعل من الأجانب و"بسم الله يا حمران العيون" نقوم بتفجير السفارات ونختطف السياح ونقتل الأبرياء وندمر سمعة اليمن.
تختلف الأحزاب فيما بينها ولا تتعطل الحياة داخل مقراتها أبداً بل تتعطل الحياة في اليمن!
وعلى الرغم من كل الظروف السيئة فإن هذه القديسة "اليمن" تحاول أن تصمد خشية على كرامة اليمنيين. لكن يا للأسف، نحن اليمنيين ولا سوانا من أهان اليمن وطرح كرامة سنسفيل أهلها أرضاً؛ تارةً بمشاريع مذهبية وتارةً بمشاريع انفصالية وتارةً ثالثة حين "نبعنا" لها بمشاريع أسرية تريد أن تقودها كما النعجة صوب التوريث وكأن اليمن ليست بلداً بل مجرد مزرعة أبقار!...
اسألكم بالله : ايش عملت بنا اليمن عشان نؤذيها هكذا ونجازيها دائماً " زيما جازى الحمار أُمه" ؟ اعقلوا وصلوا على النبي.
أُقسم بالله العظيم أنه لا توجد على وجه المعمورة بأكملها أرض بوسعها أن تحتمل جعثنا وحروبنا التافهة وهوشليتنا وأحقادنا الكريهة ومطامعنا السخيفة غيرهذه الأم الرؤوم ، اليمن. لكنها تبدو الآن أشبه بأرملةٍ فقيرة ومورطة بشوية جهال من حق الجن!
<<<
على الحوثيين إذن أن يعرفوا جيداً بأن اليمن الذي دخل الإسلام برسالة ليس بحاجة إلى اجترار تبعات موقعة الجمل بل بحاجة إلى موقع متقدم في الحياة.
- على قادة الحراك ألا يعوّلوا على الإنفصال ، إنه الخطأ الفادح الذي يجعلهم يخسرون كل تعاطف شعبي مع مطالبهم المشروعة والمنهوبة.
- على المعارضة أيضاً أن تفرق جيداً بين السلطة كأشخاص ومنظومة حكم وبين اليمن كشعب ودولة ومنظومة حياة.
وأما السلطة المتحاملة دائماً على المعارضة فإن عليها هي الأخرى أن تحترم نفسها قليلاً وتعرف أن اليمن لايمكن لها أن تعيش برئة واحدة.
وبين جميع الأطراف ، فإنه يتعين على فخامة الرئيس صالح أن يتدحرج قليلاً من السماء ويتنازل عن كونه أصبح جل جلاله!
الله سبحانه وتعالى بنى السماوات والأرض في 6 أيام وعملية بناء الرئيس للبلد دخلت عامها الـ (32) ومع هذا لم تصعد اليمن إلى السماء ولا نزل الرئيس إلى الأرض!
<<<
تعالوا جميعاً نحب اليمن.
إنها جديرة وتستحق ماهو أكثر من ذلك الحب الساذج على طريقة «بالروح بالدم نفديك يا يمن».
لقد شبعت الأرض من جثث ضحايانا ولم تعد البلد بحاجة إلى مزيد من الأرواح والدماء بل إلى عقول تبنيها وتقودها إلى الحياة بزهو.
ينبغي علينا أن نحب اليمن بطريقة أخرى، أن نسجد عرفاناً لها، وأن نصلي ركعتين تحية للمسجد وأربع ركعات تحية لليمن.
ولكي تنجح مساعي الحوار الذي دعا إليه مجلس الدفاع -وهي بالمناسبة دعوة جديرة بالاحترام وينبغي التفاعل معها بنوايا صادقة من قبل الكل - فإنه ينبغي على فخامة الرئيس صالح هو الآخر أن يذهب إلى صلاة الجمعة حاملاً في يده سبحة اسمها اليمن. اليمن بكامل مدنها وقراها وأحزابها وناسها ويفركها حبة حبة بنفس الخشوع ونفس الأصابع. خصوصاً وأن احتمالاً وشيكاً لدى الكل بأن اليمن الآن تتهاوى. وهل هناك ماهو أعز وأغلى من اليمن؟...
إنه لن يكتب لهذا البلد أن يكبر طالما وأننا محشورون في خانات صغيرة وسخيفة.. فاليمن كبيرة بالكل وصغيرة حين لا تتكئ على الكل.