بين نار الوحده ونار الانفصال انا محتار ... فأيهما أختار ؟

[منصور بلعيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل

اهلا بالاستاذ بالعيد ،،
كنت أظنك قد تجاوزت هذا السؤال الذي تبدوا فيه ، في حالة حيره مستفحلة !!
لأني أحسب أن الغالبية من الجنوبيين الآن قد تجاوزا هذه الحيرة ويقفون في صف الحراك ، باعتباره موقف مبدئي .
أما موضوع تنازع القيادات فهو شيء آخر يمكن التوقف عنده وابداء الراي حوله ، والإشارة الى مثالبه الكثيرة . وهو موضوع مزعج جدا،،
ومع ذلك ، لا أتصور اننا سنرجع الى مربع السؤال الذي طرحته .
فلا مجال للمقارنة بين الخيارين ، خيار الوحدة ، وخيار الحراك الجنوبي .
فخيار الوحدة سقط من وعي وتطلع الجنوبيين بما لا يدع مجالا للتفكير فيه أو إعادة النظر بشأنه . لأن البقاء في ظل الوحدة يعني التسليم بقبول الشقاء الابدي . وذلك لغياب مقومات التغيير والتطوير في التركيبة اليمنية كنخب سياسية حاكمة وشعب مغلوب على أمره .
أما في حالة الجنوب ، فإن الأمل واضح ويلوح في الافق بشكل معقول ، بسبب أن شعب الجنوب تتوفر فيه بذور الاستعداد للتغيير والتطوير باعتباره شعب مؤهل لذلك ثقافيا ،ونفسيا ، وهذا القول ليس انتقاصا من شعب اليمن لكنها حقيقة لها علاقة بالتاريخ حيث ان مجتمع الجنوب العربي ظل منفتحا ثقافيا وحضاريا على المجتمعات العالمية ، ساعده ذلك ليكون هكذا ، غير ان الشمال كان مجتمعا منغلقا تحكمه القبيلة المتخلفة ، حتى في ظل قيام الجمهورية ، والى يومنا هذا .
قد يصيبك بعض الاحباط من تخبط قيادات الحراك وعدم اتفاقها ، هذا صحيح وجميعنا يصاب بين الحين والاخر بهذا الشعور ، لكن الاوضاع بشكل عام تتحرك وتتغربل وتنتج افرازات ايجابية ، وسنصل انشاء الله الى حالة متوازنة تحفظ للجنوب تماسك افضل والتاسيس لمستقبل جديد ، يحقق للجنوبيين وضعا افضل وحيارة أرقى ، بمشيئة الله .
ولا يجب علينا التوقف من توجيه النقد الهادف والسليم لاؤلائك القادة والضغط عليهم نحو تحكيم العقل وترجيح مصلحة الجنوب على كل المصالح ، وأن لامجال اليوم للالتفاف ، الا مع من يقف مع الجنوب اولا واخيرا .
شكرا لك ، وتقبل مودتي .

الاستاذ الجليل / كاتب العدل
انا انحني امام طرحك القيم واحترم سعة الافق المتسمه بأبعاد
مدروسه ويا ليت الغالبيه تفهم وتقدر ما تقول لكنا في خير وسعه

كما تعرف يا سيدي هناك مربعات سقيمه وهي مكتسبه من موروث
دام لقرون من الزمن تنوعة فيه انواع القهر والاستبداد والتجهيل
تلك المربعات تتسم بثقافة التشويه والتخوين وتميل الى التقطيع
منها الى التجميع كما انها افتقدت الكثير من القيم الادبيه والاخلاقيه
وافتدقت لقيم الاصاله ( وهي الاهم ) والمصيبه انه مهما انطلف
بعض الافراد من داخل تلك المربعات السقيمه من اجل طلب العلم
واكتساب المعرفه فأنه سرعان ما يكمل مهامه في التأهيل للشهاده
فقط ( مهما كان مستواها ) فأنه يعود الى نفس المربع السقيم وخلط
ما فيه وما جمعه من علم مكتسب وانطلق من هناك وطلع بشكل
انسان حضاري منتج للجهل .... وكلّف الحياه وغمرها متاعب اكثر من
المتاعب التي يسببها الانسان الغير متعلم

واسمح لي بأن اتعارض معك في نقطه واحده وهي بأن شعب الجنوب
لا تتوفر فيه بذور الاستعداد للتغيير والتطوير بل تتوفر فيه بذور الاستعداد
للتكسير والتدمير وقد يكون ذلك بطريقه غير مقصوده ولكن لنقص حلقه
معينه في دائرة الوعي عند الكثير من الجنوبيين واعيد ذلك الى نفس
السبب الذي اسلفت فيه القول والمتعلّق بالمربعات الثقافيه المتخلفه
فكادرنا ومتعلمنا في الغالب يحمل الشهاده العليا ولكنه لا يحمل ما
يقابلها من ثقافه فقد يكون استاذ جامعي ولكنه ينطلق من منطلق
الحزب او القبيله او من منطلق مربعه الثقافي ولم يعادل شهادته
الجامعيه بثقافة الجامعي فيصبح الامر نوع من التفنن والاضافات
في ممارسة التخلف تحت مسميات علميه وشهادات

الامر الآخر ان مرجعيتنا الثقافيه ذهبت وحلت محلها السياسه
والسياسه لا يمكن ان تكون مرجعيه في اي قطر من اقطار العالم
لأن السياسه جافه وتكاد ان تكون خاليه من منظومة القيم الاخلاقيه
والادبيه ، كما ان رواد السياسه عندنا اغلبهم قادمين من القبيله أو
الميدان العسكري فكيف ستتم تسوية الحسابات وضبط المعادلات

انا اعتقد اننا بحاجه الى وقفه طويله امام الذات للمراجعه وبكل قوه
من اجل تحرير العقل قبل تحرير الارض ومن اجل اعادت ضبط ميزان القيم
كي نستطيع ان نرى الدنيا بعين العقل والآخره بعين القلب وبها يصلح الميزان

تقبل جل احترامي استاذي العزيز