![]() |
![]() |
|



|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
|
#1 |
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
|
وهم يجعلون ان لكل اتجاه اشعاعي شمسي مقدار من التأثير الطاقي الفوتوني على الناس مما يمكن بنظرهم التنبؤ والتحكم في التفاعلات الطاقية للناس وفق هذه الرؤية الفلسفية وقد كانت لنا محاولة حسنة ولله الحمد في لجم هذا الكلام لاننا اذا انكرنا الامر وقعنا كما قال شيخ الاسلام رحمه الله في رسائل ومسائل ابن تيمية ج2 ص152
وكذلك كثير من أهل الحديث والسنة قد ينفي حصول العلم لأحد بغير الطريق التي يعرفها، حتى ينفي أكثر الدلالات العقلية من غير حجة على ذلك. وكذلك الأمور الكشفية التي للأولياء، من أهل الكلام من ينكرها، ومن أصحابنا من يغلو فيها، وخيار الأمور أوساطها. ولذا فمن الاحسن ان نثبت ما وقع عندهم من حق وننفي ما وقع عندهم من خطاعبر موضوع هو كما يلي قال عليه الصلاة والسلام :" الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " حديث صحيح ... وقد أوتي الرسول عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم ...بمعنى أنه عليه الصلاة والسلام يجمع تفاصيل الكلام في مجمل بسيط واضح ...وكلمة الناس التي وردت في الحديث تشمل الناس من المسلم واليهودي والنصراني والمشرك...وهذا ما تجده في الناس حقاً... فعلى مستوى الألوان تجد أن اللون السائد على الأفريقيين هو الأسود واللون السائد على الشرق أسيويين كالصينيين واليابانيين...إلخ هو اللون الأصفر واللون السائد على العرب هو اللون الأزهر واللون السائد على الغربيين هو الأحمر وهكذا تجد بعض ألوان الناس عبارة عن خليط من ألوان عدة.. هذه الألوان في الناس ليست إلا سلسلة من الترددات الضوئية لأطياف ذرات جسم الإنسان كما تقرر هذه الحقيقة الفيزياء ... إذ أن لكل جسم سلسلة من الترددات تسمى بالطيف الذري نستوضح من خلاله طبائع هذا الجسم التركيبية في بناءه الذري بحيث أنه بناء على اللون الغالب في الإنسان نستطيع أن نقول أن هذا الجسم ذهبي أو فضي أو نحاسي أو حديدي أو....إلخ واللون ليس إلا الظاهر لباطن التركيبة البنائية للأجسام فكل جسم يتكون من عناصر أولية وهذه العناصر تتكون من وحدات بنائية نسميها الذرات...والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعل فيه موجبات الخير والشر...فقال تعالى وهديناه النجدين ) البلد آية 10.قال ابن مسعود رضي الله عنه :" النجدين :الخير والشر وكذلك قال ابن جرير. وقال تعالى ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) الشمس"7-8"قال ابن عباس رضي الله عنه :"بين لها الخير والشر وقال سعيد ابن جبير: ألهمها الخير والشر... هذا الخير والشر الذي أراده الله كوناً بإرادته الكونية في الخلق يعبر عنه الصينيون بقوة الين واليانغ أي قوة السلب والإيجاب...إذ أن هاتين القوتين موجودتين في الإنسان حسياً ومعنوياً...وهنا يكمن السر في قول الرسول عليه الصلاة والسلام :" الناس معادن كمعادن الذهب والفضة " بإقرار المماثلة الكونية بين الناس والمعادن وتقرير الخيرية بالتزام المرادات الشرعية لقول النبي عليه الصلاة والسلام" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" ... لتتقرر الخيرية بين معادن الناس بناء على التفقه في الدين لقوله عليه الصلاة والسلام :" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " حديث صحيح :" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"- على أنه صلى الله عليه وسلم لم ينفي التخاير بين الناس بناء على أساس المراد الكوني وهو هنا معادن الناس ولكنه صلى الله عليه وسلم جعل الكمال في الخيرية سببه التفقه في الدين عندما قال عليه الصلاة والسلام :" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا "- وبالتحقق من وجود المماثلة الكونية بين الناس والمعادن يتحقق عندنا العلم واليقين بوجود مشاركة حسية ومعنوية بين الناس والمعادن ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" هذا أحد جبل يحبنا ونحبه" ..حديث صحيح والدليل الثاني هو بكاء جذع الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس من جوارها فلما احتضن جذعها واخذعليه الصلاة والسلام يهدأه سكت الجذع عن الصوت .... وهو في الصحيح ومن الادلة الثانية من القران هو 1- { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس } الروم 41 2- { والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا}الأعراف 58 وإذا ما تقرر عندنا العلم واليقين تحقق المشاركة الحسية والمعنوية بين الناس والمعادن وتبادل التأثيرات بالسلب والإيجاب فيما بينهم علمنا عندئذ الحكمة من نهي الشريعة عن استعمال الرجال لنوع معين من المعادن كالذهب والحرير والنحاس والسماح للنساء باستعمالها والنهي عن استعمال الحديد للجنسين ذلك أن التقارن بين الإنسان وأنواع معينة من المعادن توجب على الإنسان تخلقاً بأحوال تلك المعادن حسياً ومعنوياً فتزداد في الناس نوع معين من الطاقات النارية أو النورية أو الطينية ...على حساب نوع آخر فيميل الإنسان بحبه وكرهه القلبي أو باستحسانه واستقباحه العقلي أو باشتهائه ونفوره النفسي نحو أشياء معينة توجبها تلك المزاوجه بين هذا الإنسان وهذا النوع من المعدن وحيث أن المكان الذي يعيش فيه الناس تتحقق فيه الغلبة لنوع معين من المعادن في ترابه وماءه ومأكله وهواءه نجد أثر ذلك واضحاً في طبائع الناس الكونية عند أبناء المناطق الجبلية والساحلية والصحراوية والسهلية والنهرية...إلخ ولهذا أوجبت الشريعة على الإنسان الهجرة من المكان الذي يعيش فيه عندما لا تزداد ولا تتحسن طاقته الإيمانية أو العقلية أو العلمية فلا ينتفع من الناس ولا ينفعهم قال تعالى :{ ومن يهاجر في سبيل الله يجد مراغماً كثيراً وسعة } النساء 100 .. والهجرة كما يعرفها الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله في الثلاثة الأصول بأنها من بلاد الشرك إلى بلاد الإيمان ) ولكن الهجرة اليوم قد تكون من بلد إسلامي تكثر فيه المعاصي والظلم إلى بلد إسلامي آخر تقل فيه , وقد تكون الهجرة لابتغاء الرزق وقد تكون الهجرة في نفس البلد الذي تعيش فيه من المدينة إلى الريف والعكس أو قد تكون من هذا الحي بعينة لسوء الجيرة والصحبة إلى حي آخر حسن الجيرة والصحبة , أو قد تكون من مكان العمل إلى عمل آخر أو من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى يكون فيها المدرسون أكمل ديناً وأحسن أخلاقاً , بل قد تكون الهجرة من نفس البيت إلى بيت آخر في عمارة أخرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن كان الشؤم ففي إحدى ثلاث : الدار والفرس والمرأة " حديث صحيح ..ذلك أن تغيير المكان الذي يعيش فيه الإنسان يستلزم تغيير الاحتكاك بالمعادن المتواجدة في كل مكان ينتقل إليه الإنسان في التراب والهواء والماء والمأكل بل وحتى حيطان الدار ومادة الأثاث والفرش المقترنة مع كل مكان ينتقل إليه الإنسان ولعل هذا ما أدركه الغربيون في رحلاتهم وسياحاتهم ومغامراتهم التي تجدد الطاقة والحيوية سوى أن كفرهم وفسقهم بمرادات الله الشرعية والتي هي الأصل في جدوى الانتفاع بهذا التغيير من حيث أنها أصل الزاد الطاقي الذي يجدد حسيات ومعنويات الإنسان قال تعالى :{ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } البقرة 197 وكمل من وفق بالجمع بين مرادات الله الكونية والشرعية كما يريده الله من الكتاب والسنة... ثانياً: العلاقة بين المعادن والناس .[ سنة التزاوج والتوالد بين الاشياء المخلوقة حسيا ومعنويا ] وتجد ان العلاقة بين المعادن قائمة على التزاوج والتوالد او عدمه ... كما يسميها الكيميائيون بالتفاعلات ... وهذه العلاقة كائنة كونا بين كل الاشياء التي خلقها الله سبحانه وتعالى حسيا ومعنويا . وقد قرر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذه القاعدة في معرض حديثه حول تفسير سورة الاخلاص في مجموع الفتاوى الجزء 17 حيث قال رحمه الله : --{ والمقصود هنا ان التولد لابد له من اصلين - وقال ايضا - والمقصود ان المتولدات خلقت من اصلين كما خلق ادم من تراب وماء والا فالتراب المحض الذي لم يختلط به ماء لا يخلق منه شيء لا حيوان ولا نبات , والنبات جميعه إنما يتولد من أصلين أيضاً- وقال رحمه الله - والمقصود هنا: انه قد يكون الشيء من أصلين بانقلاب المادة التي بينهما إذا التقيا كأن بينهما مادة قتنقلب وذلك لقوة حك أحدهما بالآخر فلا بد من نقص أجزاءها وعذا مثل تولد النار بين زنادين إذا قدح الحجر بالحديد أو بالشجر كالمرخ والعفار فإنه بقوة الحركة الحاصلة من قدح - أي حك - أحدهما بالآخر يستحيل بعض أجزاءها ويسخن الهواء الذي بينهما فيصير ناراً.... انتهى كلامه رحمه الله فالعلاقة بين الأشياء المخلوقة من إنس وجن وملائكة ودواب ونبات وجماد وهواء وماء وتراب ومعادن قائمة على التزاوج وعدمه والتوالد وعدمه..هذه التزاوجات والتولدات متحققه بين المخلوقات ومنفية عن الخالق جل وعلا , قال تعالى:{ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } وقال تعالى:{ ولم يكن له كفواً أحد } وأنا عندما أحقق تقرير هذه المسألة عقدياً ليس إلا بعلمي بما وقع فيه الصينيون من شرك في مفهوم مرادات الله الكونية كالين واليانغ والتايجي والتي تعني أصل الكون أو الفطرة ونحو ذلك من العقائد التي كانت الأصل في نشوء فلسفات الحضارة الغربية اليوم والتي ليست سوى قدرة على تحليل تراث الشرق وقد تحقق اليوم كما ذكر أحد الدكاترة بأنه " ما من حضارة نشأت إلا وكان سببها عقيدة دينية كاملة أو ناقصة أو منحرفة يميناً أو يساراً وما يمثله هذا المعنى من عقائد ومناهج كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ... فإذا ما تقررت عندك تلك الأصول العقدية , فإنه يجب أن ينكشف لك تماثل المكافأة والتكافؤ بين المخلوقات فيما بينها البين , وهذا يعني لنا بلغة العصر بأن القوانين الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية...الخ تكاد تكون واحدة بين المخلوقات من إنس وجن وجماد وحيوان وهواء وماء...الخ هذا التوحد يكون في المحكم القطعي احيانا بين المخلوقات أو المتشابه فقد يبدو لك باختلاف هذه القوانين.. هذه العلاقة التزاوجية والتوالديه بين الأشياء المخلوقة حسياً ومعنوياً تظهر بالائتلاف أو التنافر على صور الاتحاد والتعازز والتعاضد والترابط أوالسيطرة والهيمنة والغلبة والرعب والتخويف...إلخ , فتجد الماء يقهر النار والنار تأكل الخشب والماس يقطع الحديد والحديد يكسر الصخر والنور يرعب النار والهواء يرفع الثقل والماء يحمل الحديد...إلخ |
|
|
|
|
|
#2 |
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
|
الحديد...إلخ
ومن خلال العلم بصور العلاقات التي تظهر بها هذه التزاوجات والتولدات بين الأشياء المخلوقة حسياً ومعنوياً يتم استنباط المعاني التي يعقلها الايقاظ وفي القرآن تجسيد لمثل هذه الصور والمعاني والتماثل التكافؤي فيما بين المخلوقات وفي السنة أيضاً, قال تعالى :{ الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم } النور 35... {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } إبراهيم (25,54) ومن السنة المقررة لمثل هذه التماثلات والتكافؤات بين الأشياء المخلوقة قول الرسول عليه الصلاة والسلام : 1) " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ البلاء , والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء .." صحيح البخاري- كتاب المرضى 2) " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي فقال عبدالله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا: حدثنا ماهي يارسول الله ؟ قال هي النخلة "...حديث صحيح صحيح البخاري كتاب العلم ولكنهم وفق هذه المعطيات استطاعوا ان يؤثروا على هدي وسلوك وصفات الناس وطبائعهم بالسلب والايجاب وذلك بزيادة المائية في الناس او نقصها او زيادة النارية او نقصها من خلال السلوك والطعام ..واعتبروا ان الاصل المادي هو الهواء والتراب والنار والماء ..وبقدر التناسب فيما بين هذه العناصر في جسم الانسان يحصل الضعف والقوة والذي يهمنا هنا ما هي المعالجات السليمة لمدافعة مؤامرة هذه الفلسفة ببساطة يمكن إعادة الأصول الأولية للطاقة إلى الأصول الأولية التي خلق الله منها المخلوقات الجن والإنس والملائكة والله خلق الإنسان من الطين وخلق الجن من النار وخلق الملائكة من النور فيكون لدينا ثلاثة أصول أولية للطاقة: 1) الطاقة الطينية 2) الطاقة النارية 3) الطاقة النورية وما يقوم به الإنسان من هدي ظاهري- أقوال وأفعال وعادات وعبادات- وهدي باطني-اعتقادات وأحوال ومشاعر وإرادات- كل ذلك يكون سبباً في زيادة نوع من إحدى الطاقات الثلاث أو نقصانها أو زيادة نوعين منهما بنسبة من هذه ونسبة من هذه أو الثلاث الأنواع بنسب متفاوتة علماً أن الإنسان يحوي الطاقات الثلاث...وكل ما ازداد نوع معين من الطاقة في الإنسان بفعل هدي معين استوجب تأثيرات بالسلب أو بالإيجاب على قلب وعقل نفس الإنسان مما يجعله يحب أشياء قد لا يجب محبتها أو يحصل له الإفراط في محبتها بفعل هذا الهدي والذي قد يكون على هيئة تمرينات أو يفرط في محبتها وهذه الأحوال تعلقها بالقلب أما من جهة العقل فإنه قد يستحسن أشياء لا ينبغي استحسانها ويستقبح أشياء لا يجب استقباحها أو قد يزيد أو ينقص في الاستحسان والاستقباح , ومن جهة النفس فإنه قد يشتهي أشياء يجب النفرة منها أو ينفر من أشياء يجب اشتهائها ... ولذا فإنه ينبغي الإحاطة بمجمل ومفصل تمرينات الطاقة لما لها من سلب أو إيجاب في التأثير على الأحوال الباطنة فيقدم ما هو المفيد منها ويؤخر الضار منها ويثبت النافع وينفى المضر عندما تغلب على الإنسان طاقة معينة كالطاقة الطينية أو النارية أو النورية بفعل هدي ظاهري وباطني معين تستوجب هذه الزيادة في الإنسان شكل وشاكلة - شخصية - معينة إما أن تكون طينية أو نارية أو نورية والتوازن المحمود بين هذه الطاقات ظاهراً وباطناً سبب في تكوين الإنسان السوي ذكر أو أنثى وبين الذكر والأنثى ثمة فروقات بحيث أن ما يتناسب مع الذكر قد لا يتناسب مع الأنثى أو العكس وثمة توافقات يتفق فيهما كل من الذكر والأنثى بتناسب مشترك ودليل ذلك الاعتقادات والعبادات والأقوال والأفعال التي يشترك فيها الذكر والأنثى معاً دون تميز أحدهما على الآخر قال تعالى من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) ( ياأيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) , وهناك عبادات وأقوال وأفعال يتحقق فيها التخصيص فيتميز بها الذكر عن الأنثى كالجهاد والقضاء والإمارة وتتميز بها المرأة على الرجل كتربية الأطفال والاهتمام بشؤون البيت ...إن هذا يكشف لنا باستحسان غلبة طاقة معينة بفعل هدي معين لأحد الجنسين على طاقة أخرى موافقة لمرادات الله الكونية والشرعية , فمن غير المنطقي أن يتم زيادة بواعث وأسباب الطاقة النارية عند الإناث فيصبحن أكثر غضباً وشدة وسلاطة في الأقوال والأفعال بقدر ما تكون الحاجة لزيادة بواعث وأسباب الطاقة الطينية النورية فيهن أكمل لأنوثتهن ولطبيعتهن وجبلتهن التي فطهرهن الله عليها والله أعلم ......وهنا علينا ان نسأل انفسنا هل يمكننا ان نحدد هدي كوني معين تتم به انشاء الله مدافعة تلك السلبية الكونية التي اوقعونا فيها قال الطعام ابن القيم في زاد المعادج1 ص1459 فصل في هديه في الاحتماء في التخم، والزيادة في الأكل على قدر الحاجة، والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب في «المسند» وغيره: عنه أنه قال: «مَا مَلأَ آدَميٌّ وعَاءً شَراً من بَطنٍ، بحَسب ابن آدَمَ لقَيماتٌ يقمنَ صلبَه، فإن كَانَ لاَ بد فَاعلاً، فَثلثٌ لطَعامه، وثلثٌ لشَرَابه، وثلثٌ لنَفَسه». الأمراض نوعان: أمراضٌ مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبـيعية، وهي الأمراض الأكثرية، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأوّل. والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع، البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدميّ بطنه من هٰذه الأغذية، واعتاد ذلك، أورثته أمراضاً متنوعة، منها بطيء الزوال وسريعه. فإذا توسط في الغذاء، وتناول منه قدرَ الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير. ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها؛ مرتبة الحاجة. الثانية؛ مرتبة الكفاية. والثالثة؛ مرتبة الفضلة. فأخبر النبـي : أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النقس، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبَع. فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن. هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً. وأما إذا كان في الأحيان، فلا بأس به، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبـي من اللبن، حتى قال: والذي بعثك بالحق، لا أجد له مسلكاً، وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شَبعوا. والشبع المفرط يضعف القوى والبدن، وإن أخصبه، وإنما يَقوىٰ البَدَن بحسب ما يَقبَل من الغذاء، لا بحَسَب كثرته. ولما كان في الإنسان جزء أرضي، وجزء هوائي، وجزء مائي، قسم النبـي طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة. فإن قيل: فأين حظ الجزء الناري؟ قيل: هٰذه مسألة تكلم فيها الأطباء، وقالوا: إن في البدن جزءاً نارياً بالفعل، وهو أحد أركانه واسطقسَاته. ونازعهم في ذلك آخرون من العقلاء من الأطباء وغيرهم، وقالوا: ليس في البدن جزءٌ ناري بالفعل، واستدلوا بوجوه: أحدها: أن ذلك الجزء الناري إما أن يدعى أنه نزل عن الأثير، واختلط بهذه الأجزاء المائية والأرضية، أو يقال: إنه تولد فيها وتكون، والأول مستبعد لوجهين، أحدهما: أن النار بالطبع صاعدة، فلو نزلت، لكانت بقاسرً من مركزها إلى هذا العالم. الثاني: أن تلك الأجزاء النارية لا بد في نزولها أن تعبرَ على كرة الزمهرير التي هي في غاية البرد، ونحن نشاهد في هذا العالم أن النار العظيمة تنطفىء بالماء القليل، فتلك الأجزاء الصغيرة عند مرورها بكرة الزمهرير التي هي في غاية البرد، ونهاية العظم أولى بالأنطفاء. وأما الثاني؛ وهو أن يقال: إنها تكونت هاهنا، فهو أبعد وأبعد، لأن الجسم الذي صار ناراً بعد أن لم يكن كذلك، قد كان قبلَ صيرورته إما أرضاً، وإما ماءً، وإما هواء لانحصار الأركان في هذه الأربعة، وهذا الذي قد صار ناراً أولاً، كان مختلطاً بأحد هٰذه الأجسام، ومتصلاً بها، والجسم الذي لا يكون ناراً إذا اختلط بأجسام عظيمة ليست بنار ولا واحدٍ منها، لا يَكون مستعداً لأن ينقلب ناراً لأنه في نفسه ليس بنار، والأجسام المختلطة باردة، فكيف يكون مستعداً لانقلابه نارا |
|
|
|
|
|
#3 |
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
|
الحديد...إلخ
ومن خلال العلم بصور العلاقات التي تظهر بها هذه التزاوجات والتولدات بين الأشياء المخلوقة حسياً ومعنوياً يتم استنباط المعاني التي يعقلها الايقاظ وفي القرآن تجسيد لمثل هذه الصور والمعاني والتماثل التكافؤي فيما بين المخلوقات وفي السنة أيضاً, قال تعالى :{ الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم } النور 35... {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } إبراهيم (25,54) ومن السنة المقررة لمثل هذه التماثلات والتكافؤات بين الأشياء المخلوقة قول الرسول عليه الصلاة والسلام : 1) " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ البلاء , والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء .." صحيح البخاري- كتاب المرضى 2) " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي فقال عبدالله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا: حدثنا ماهي يارسول الله ؟ قال هي النخلة "...حديث صحيح صحيح البخاري كتاب العلم ولكنهم وفق هذه المعطيات استطاعوا ان يؤثروا على هدي وسلوك وصفات الناس وطبائعهم بالسلب والايجاب وذلك بزيادة المائية في الناس او نقصها او زيادة النارية او نقصها من خلال السلوك والطعام ..واعتبروا ان الاصل المادي هو الهواء والتراب والنار والماء ..وبقدر التناسب فيما بين هذه العناصر في جسم الانسان يحصل الضعف والقوة والذي يهمنا هنا ما هي المعالجات السليمة لمدافعة مؤامرة هذه الفلسفة ببساطة يمكن إعادة الأصول الأولية للطاقة إلى الأصول الأولية التي خلق الله منها المخلوقات الجن والإنس والملائكة والله خلق الإنسان من الطين وخلق الجن من النار وخلق الملائكة من النور فيكون لدينا ثلاثة أصول أولية للطاقة: 1) الطاقة الطينية 2) الطاقة النارية 3) الطاقة النورية وما يقوم به الإنسان من هدي ظاهري- أقوال وأفعال وعادات وعبادات- وهدي باطني-اعتقادات وأحوال ومشاعر وإرادات- كل ذلك يكون سبباً في زيادة نوع من إحدى الطاقات الثلاث أو نقصانها أو زيادة نوعين منهما بنسبة من هذه ونسبة من هذه أو الثلاث الأنواع بنسب متفاوتة علماً أن الإنسان يحوي الطاقات الثلاث...وكل ما ازداد نوع معين من الطاقة في الإنسان بفعل هدي معين استوجب تأثيرات بالسلب أو بالإيجاب على قلب وعقل نفس الإنسان مما يجعله يحب أشياء قد لا يجب محبتها أو يحصل له الإفراط في محبتها بفعل هذا الهدي والذي قد يكون على هيئة تمرينات أو يفرط في محبتها وهذه الأحوال تعلقها بالقلب أما من جهة العقل فإنه قد يستحسن أشياء لا ينبغي استحسانها ويستقبح أشياء لا يجب استقباحها أو قد يزيد أو ينقص في الاستحسان والاستقباح , ومن جهة النفس فإنه قد يشتهي أشياء يجب النفرة منها أو ينفر من أشياء يجب اشتهائها ... ولذا فإنه ينبغي الإحاطة بمجمل ومفصل تمرينات الطاقة لما لها من سلب أو إيجاب في التأثير على الأحوال الباطنة فيقدم ما هو المفيد منها ويؤخر الضار منها ويثبت النافع وينفى المضر عندما تغلب على الإنسان طاقة معينة كالطاقة الطينية أو النارية أو النورية بفعل هدي ظاهري وباطني معين تستوجب هذه الزيادة في الإنسان شكل وشاكلة - شخصية - معينة إما أن تكون طينية أو نارية أو نورية والتوازن المحمود بين هذه الطاقات ظاهراً وباطناً سبب في تكوين الإنسان السوي ذكر أو أنثى وبين الذكر والأنثى ثمة فروقات بحيث أن ما يتناسب مع الذكر قد لا يتناسب مع الأنثى أو العكس وثمة توافقات يتفق فيهما كل من الذكر والأنثى بتناسب مشترك ودليل ذلك الاعتقادات والعبادات والأقوال والأفعال التي يشترك فيها الذكر والأنثى معاً دون تميز أحدهما على الآخر قال تعالى من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) ( ياأيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) , وهناك عبادات وأقوال وأفعال يتحقق فيها التخصيص فيتميز بها الذكر عن الأنثى كالجهاد والقضاء والإمارة وتتميز بها المرأة على الرجل كتربية الأطفال والاهتمام بشؤون البيت ...إن هذا يكشف لنا باستحسان غلبة طاقة معينة بفعل هدي معين لأحد الجنسين على طاقة أخرى موافقة لمرادات الله الكونية والشرعية , فمن غير المنطقي أن يتم زيادة بواعث وأسباب الطاقة النارية عند الإناث فيصبحن أكثر غضباً وشدة وسلاطة في الأقوال والأفعال بقدر ما تكون الحاجة لزيادة بواعث وأسباب الطاقة الطينية النورية فيهن أكمل لأنوثتهن ولطبيعتهن وجبلتهن التي فطهرهن الله عليها والله أعلم ......وهنا علينا ان نسأل انفسنا هل يمكننا ان نحدد هدي كوني معين تتم به انشاء الله مدافعة تلك السلبية الكونية التي اوقعونا فيها قال الطعام ابن القيم في زاد المعادج1 ص1459 فصل في هديه في الاحتماء في التخم، والزيادة في الأكل على قدر الحاجة، والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب في «المسند» وغيره: عنه أنه قال: «مَا مَلأَ آدَميٌّ وعَاءً شَراً من بَطنٍ، بحَسب ابن آدَمَ لقَيماتٌ يقمنَ صلبَه، فإن كَانَ لاَ بد فَاعلاً، فَثلثٌ لطَعامه، وثلثٌ لشَرَابه، وثلثٌ لنَفَسه». الأمراض نوعان: أمراضٌ مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبـيعية، وهي الأمراض الأكثرية، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأوّل. والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع، البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدميّ بطنه من هٰذه الأغذية، واعتاد ذلك، أورثته أمراضاً متنوعة، منها بطيء الزوال وسريعه. فإذا توسط في الغذاء، وتناول منه قدرَ الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير. ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها؛ مرتبة الحاجة. الثانية؛ مرتبة الكفاية. والثالثة؛ مرتبة الفضلة. فأخبر النبـي : أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النقس، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبَع. فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن. هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً. وأما إذا كان في الأحيان، فلا بأس به، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبـي من اللبن، حتى قال: والذي بعثك بالحق، لا أجد له مسلكاً، وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شَبعوا. والشبع المفرط يضعف القوى والبدن، وإن أخصبه، وإنما يَقوىٰ البَدَن بحسب ما يَقبَل من الغذاء، لا بحَسَب كثرته. ولما كان في الإنسان جزء أرضي، وجزء هوائي، وجزء مائي، قسم النبـي طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة. |
|
|
|
|
|
#4 |
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
|
فإن قيل: فأين حظ الجزء الناري؟
قيل: هٰذه مسألة تكلم فيها الأطباء، وقالوا: إن في البدن جزءاً نارياً بالفعل، وهو أحد أركانه واسطقسَاته. ونازعهم في ذلك آخرون من العقلاء من الأطباء وغيرهم، وقالوا: ليس في البدن جزءٌ ناري بالفعل، واستدلوا بوجوه: أحدها: أن ذلك الجزء الناري إما أن يدعى أنه نزل عن الأثير، واختلط بهذه الأجزاء المائية والأرضية، أو يقال: إنه تولد فيها وتكون، والأول مستبعد لوجهين، أحدهما: أن النار بالطبع صاعدة، فلو نزلت، لكانت بقاسرً من مركزها إلى هذا العالم. الثاني: أن تلك الأجزاء النارية لا بد في نزولها أن تعبرَ على كرة الزمهرير التي هي في غاية البرد، ونحن نشاهد في هذا العالم أن النار العظيمة تنطفىء بالماء القليل، فتلك الأجزاء الصغيرة عند مرورها بكرة الزمهرير التي هي في غاية البرد، ونهاية العظم أولى بالأنطفاء. وأما الثاني؛ وهو أن يقال: إنها تكونت هاهنا، فهو أبعد وأبعد، لأن الجسم الذي صار ناراً بعد أن لم يكن كذلك، قد كان قبلَ صيرورته إما أرضاً، وإما ماءً، وإما هواء لانحصار الأركان في هذه الأربعة، وهذا الذي قد صار ناراً أولاً، كان مختلطاً بأحد هٰذه الأجسام، ومتصلاً بها، والجسم الذي لا يكون ناراً إذا اختلط بأجسام عظيمة ليست بنار ولا واحدٍ منها، لا يَكون مستعداً لأن ينقلب ناراً لأنه في نفسه ليس بنار، والأجسام المختلطة باردة، فكيف يكون مستعداً لانقلابه نارا |
|
|
|
|
|
#5 |
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
|
.
قلنا: الكلام في حصول تلك الأجزاء النارية كالكلام في الأول، فإن قلتم: إنا نرى من رش الماء على النورة المطفأة تنفصل منها نار، وإذا وقع شعاع الشمس على البلورة، ظهرت النار منها، وإذا ضربنا الحجر على الحديد، ظهرت النار وكل هٰذه النارية حدثت عند الاختلاط، وذلك يبطل ما قررتموه في القسم الأول أيضاً. قال المنكرون: نحن لا ننكر أن تكون المعاكّة الشديدة محدثة للنار، كما في ضرب الحجارة على الحديد، أو تكون قوة تسخين الشمس محدثة للنار، كما في البلّورة، لكنا نستبعد ذلك جداً في أجرام النبات والحيوان، إذ ليس في أجرامها من الاصطكاك ما يوجب حدوثَ النار، ولا فيها من الصفاء والصقال ما يبلغ إلى حد البلورة، كيف وشعاع الشمس يقع على ظاهرها، فلا تتولد النار ألبتة، فالشّعاع الذي يصل إلى باطنها كيف يولد النار الوجه الثاني: في أصل المسألة: أن الأطباء مجمعون على أن الشرابَ العتيقَ في غاية السخونة بالطبع، فلو كانت تلك السخونة بسبب الأجزاء النارية، لكانت محالاً إذ تلك الأجزاء النارية مع حقارتها كيف يعقل بقاؤها في الأجزاء المائية الغالبة دهراً طويلاً، بحيث لا تنطفىء مع أنا نرى النارَ العظيمة تطفأ بالماء القليل. الوجه الثالث: أنه لو كان في الحيوان والنبات جزءٌ ناري بالفعل، لكان مغلوباً بالجزء المائي الذي فيه، وكان الجزء الناري مقهوراً به، وغلبة بعض الطبائع والعناصر على بعض يقتضي إنقلاب طبـيعة المغلوب إلى طبـيعة الغالب، فكان يلزم بالضرورة انقلاب تلك الأجزاء النارية القليلة جداً إلى طبـيعة الماء الذي هو ضد النار. الوجه الرابع: أن الله سبحانه وتعالى ذكر خلق الإنسان في كتابه في مواضع متعددة، يخبر في بعضها أنه خلقه من ماء، وفي بعضها أنه خلقه من تراب، وفي بعضها أنه خلقه من المركب منهما وهو الطين، وفي بعضها أنه خَلَقَه من صَلصال كالفخار، وهو الطين الذي ضربته الشمس والريح حتى صار صلصالاً كالفخار، ولم يخبر في موضع واحد أنه خلقه من نار، بل جعل ذلك خاصية إبليس. وثبت في «صحيح مسلم»: عن النبـي قال: «خلقَت المَلاَئكَة من نورٍ، وخلقَ الجَانّ من مَارجٍ من نَارٍ، وخلقَ آدَم مما وصفَ لَكم»، وهذا صريح في أنه خلق مما وصفه الله في كتابه فقط، ولم يصف لنا سبحانه أنه خلقه من نار، ولا أن في مادته شيئاً من النار. الوجه الخامس: أن غاية ما يستدلون به ما يشاهدون من الحرارة في أبدان الحيوان، وهي دليل على الأجزاء النارية، وهذا لا يدل، فإن أسباب الحرارة أعمّ من النار، فإنها تكون عن النار تارة، وعن الحركة أخرى، وعن انعكاس الأشعة، وعن سخونة الهواء، وعن مجاورة النار، وذلك بواسطة سخونة الهواء أيضاً، وتكون عن أسباب أخر، فلا يلزم من الحرارة النار. قال أصحاب النار: من المعلوم أن التراب والماء إذا اختلطا فلا بد لهما من حرارة تقتضي طبخهما وامتزاجهما، وإلا كان كلٌّ منهما غير ممازج للآخر، ولا متحداً به، وكذلك إذا ألقينا البذرَ في الطين بحيث لا يصل إليه الهواء ولا الشمس فسد، فلا يخلو، إما أن يحصل في المركب جسم منضج طابخ بالطبع أو لا، فإن حصل، فهو الجزء الناري، وإن لم يحصل، لم يكن المركب مسخناً بطبعه، بل أن سخن كان التسخين عرضياً، فإذا زال التسخين العرضي، لم يكن الشيء حاراً في طبعه، ولا في كيفيته، وكان باردا مطلقاً، لكن من الأغذية والأدوية ما يكون حاراً بالطبع، فعلمنا أن حرارتها إنما كانت، لأن فيها جوهراً نارياً |
|
|
|
![]() |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| بن فريد : إقالة الجنوبيين من مناصبهم سلوك عنصري | أرض لا تخون | المنتدى السياسي | 2 | 2011-03-02 08:15 PM |
| قراءة فلسفية في سلوك الحكومة اليمنية مع الجنوبيين | نبيل العوذلي | المنتدى السياسي | 9 | 2011-02-14 02:12 PM |
| رويترز/ دراسة تحليلية اليمن ستصل الى نهاية مأساوية في فترة تتراوح بين 12-18 شهراً | ذورعين الحميري | المنتدى السياسي | 10 | 2010-05-11 03:21 PM |
| عااااااجل الحكومة اليمنية تغلق مقر العربية وتلحقها بالجزيرة قراءة تحليلية | صوت الحقيقة | المنتدى السياسي | 15 | 2010-03-12 11:03 PM |
| فلسفة المؤامرة على العرب والسنة في جزيرة العرب | نبيل العوذلي | المنتدى الاسلامي | 1 | 2007-10-16 09:44 PM |
|
|