((( كلام حميد .. حميد )))

[7/7 اخر يوم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوعمر

كلام حميد .. حميد




مقدمة :
حميد بن عبدالله الأحمر .. يمني









كانت الدقائق الأولى لمقابلة حميد الأحمر في قناة الجزيرة الإخبارية كافية للمهتمين بالحراك الجنوبي ، أصحاب القضية الجنوبية العربية ، الذين وجدوا شيئاً من الإجابات الشافية الوافية لتفهم حالة الغموض التي تكتنف بعضاً ممن يسمون ( رموزاً ) تاريخية ويتأملون من الأصنام أن تخرج ولو بمضمون واضح يحدد ملامح توجهها في نطاق القضية الجنوبية العربية ...

لم يترك حميد الأحمر فرصة لكل شيء حتى في كشف مفهوم علي ناصر محمد الغامض حتى الدقائق العشر الأولى من مقابلة حميد الأحمر الذي فند توجه علي ناصر محمد بوضوح ودقه ودن مواربة عندما أوضح بأن علي ناصر مع قاعدة ( التغيير ) أي استبدال القيادة السياسية اليمنية الماثلة بالرئيس علي عبدالله صالح ، وأن علي ناصر محمد مع الوحدة اليمنية ، هذا ما أوضحه حميد الأحمر بجلاء تام ، وإن كنا لم نستمع ولن نستمع لأننا يبدو أننا سنقرأ بياناً وارداً من العاصمة السورية دمشق فيه تملق وضبابية ، وعبور معتاد بين الأسود والأبيض ...

حميد الأحمر وضع ( رمزاً ) من رموز اليمن الجنوبي في خانة صعبة ، فالرجل الذي يتوارى منذ سنوات ، ويتمنع منذ مدة طويلة ، يبدو في حالة لا يرثى لها ، فنداءات الجماهير التي لطالما أنشدت ( علي ناصر با يعود ) ذهبت مع الريح ، بل ذهبت وحتى صداها لم يسمع لأن علي ناصر محمد حدد طريقه والتزم بالوحدة اليمنية ، لذلك لم ينضم إلى إعلان 21 مايو 2009م والصادر عن رئيس سلطة الشعب الأعلى علي سالم البيض والمتمثل بإعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية ...

*** *** ***

أجمل ما في حميد الأحمر أنه يعرف أين يذهب بدون تكلف ، فهو مستجيب ومنسجم مع نفسه وتطلعاته ، فالرجل الذي أعلن وبصراحة تامة أن الرئيس علي صالح استحوذ على السلطة هو وأبنائه ويمكن استعادة حديثه عندما ذكر الرئيس وأبنائه ، لذلك فأن حميد الأحمر يجاهر بأن مشكلته ليست مستضعفين الجنوب ، وحقوق الجنوبيين الدستورية والاجتماعية ، وحتى مبادىء تداول السلطة ، والمزايدة على صعدة وقضيتها ، ونزاهته التي تضاهي نزاهة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إنما قضيته أن الرئيس الصالح أخذ الكعكة كلها وترك آل الأحمر تحت رحمة توريث أحمد علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية العربية اليمنية ...

ولاشك فأن لـ حميد بن عبدالله الأحمر كامل الحق في المنازعة على ميراث والده الشيخ عبدالله الأحمر ، وهذا حق له تكفله القبيلة ، وتكفله ثورة 26 سبتمبر ، وتكفله تضحياته الشخصية في حرب صيف 1994م ، وفي تأييد التكفير للجنوبيين آنذاك ، وغيرها الكثير لذلك ولا جدال في أحقية حميد الأحمر في المجاهرة بحقوقه في السلطة ، غير أن قميص عثمان البالي ما كان يجب أن يحمل بهكذا صورة إلا لغير الموهومين والحمقى والجهلاء ...

لـ حميد الأحمر سلطة لن يتنازل عنها ، حتى وإن غض الطرف عنها شقيقه صادق ، فيجب أن تعود الصورة للدولة اليمنية كما كانت في تناغمها ومشهدها الذي أختل بعد وفاة الشيخ عبدالله الأحمر ، فلطالما ارتبطت السلطة في الجمهورية العربية اليمنية بصورتين رمزيتين دالتين ، الرئيس والشيخ ، العسكري والشيخ ، المدعي المعرفة والأمي الجاهل ، هكذا تتناغم الصورة والمشهد في السلطة العليا للدولة العربية اليمنية ، لكن الاختلال الذي حدث أن علي صالح استحوذ على الصورة والمشهد الكامل فأصبح هو الرئيس ويمتلك كامل السلطة ...

منذ العام 1978م لعب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر دوراً محورياً في الجمهورية العربية اليمنية فمكن لرئاسة الجمهورية استقراراً سياسياً واجتماعياً عندما تحالفت قبيلة حاشد والقيادة العسكرية للجيش اليمني في مواجهة القبائل اليمنية ، ومهدت للجمهورية تمرير القوانين المدنية وغيرها على قوى الشعب القبلية والمدنية منها ...

هذا التحالف بين الرئيس والشيخ هو من حقق لليمن في 1994م احتلال الجنوب وفرض سلطة الجمهورية العربية اليمنية بالقوة ، وهذا التحالف هو من استطاع بعد سنوات من انجاز توقيع معاهدة الحدود مع المملكة العربية السعودية بالشروط التي فرضتها الرياض على صنعاء ، ولولا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لما رضخت القبائل لما نجمت عنه تلكم الاتفاقية من تفريط واسع بمساحات جغرافية شاسعة لصالح الرياض ...

حميد الأحمر يبحث عن التوازن الذي اختل بعد وفاة والده ، هذا ما يريد الأحمر الصغير بعد أن استفرد علي صالح وتفرعن في السلطة منفرداً ، والأمر لا يخلو من دهاء ، وقد يخرج من الجنوبيين من يدفع باليمنيين إلى تصعيد في البيت الحاشدي ، وهذه قد تحدث وقد لا تحدث ...!!

رائع أنت أخي أبو عمر .
تحليل دقيق وقراءة للوضع بمهنية وذكاء وسعة ثقافة .

الموضوع هذا ردا جنوبيا ممتازا وأحب أن أؤكد أيضا مع كلامك أعلاه أن الشيخ حميد الأحمر ليس حامل مشروعا وليس لديه الجدارة أن يكون صاحب مشروع عظيم لليمن لأنه ببساطة احد أركان النظام وصاحب فيد ومن الرجال المتنفذين في النظام وأضف إلى ذلك انه لصا حقيقيا إلى درجة الوقاحة .
لماذا نقول إلى درجة الوقاحة ؟ لان الرجل نهب واستولى وملك شركات وأراض وممتلكات وقطاعات نفطية من الجنوب ومشارك رئيسي في الحرب على الجنوب ويتكلم الآن عن النظام والقانون وتغيير النظام والبحث عن الحقوق والدولة الحديثة مع انه قال في المقابلة انه سيذهب إلى قبيلة حاشد لتحميه وكل ماقاله في المقابلة طار وتبخر عندما كشف عن حقيقته بان وراءه قبيلة تحميه وإنها فوق النظام والقانون وإنها الملجئ والمأوى .
لكن العجيب في الأمر ! لماذا هذه الحملة وهذه الصراحة والهجوم على الفساد والنظام اليوم وبهذه الوتيرة؟
وهل هي الكعكة التي تكلم عنها الأخ أبو عمر أم أن حميد الأحمر يريد أن يكون بهرم السلطة مع كسبه للقوى المظلومة ؟ أم انه يريد أن يمثل دور أبيه الشيخ عبدالله كما كان سابقا ؟
كل الأمور قد تكون مقبولة لو أن هذا الحديث تم قبل الحراك الجنوبي .
ولكن لان الحراك الجنوبي اوجد معادلة صعبة ولان النظام لم يستطع أن يقدم حلول للوضع ولم يستطع أن يخترق الحراك ولان الحراك اثبت قوته وحقيقته وله هدف عظيم وخطير في أن معا عظيم لشعب الجنوب وخطير على الشمال والنظام خاصة فالأمر ليس سهلا والسكوت لم يعد مجديا ولهذا لابد من البحث عن مخارج .
برغم الفوضى الطانبة في اليمن وبرغم تعدد مواقع الأزمات إلا انه في الحقيقة هناك قوتان حقيقيتان في البلاد " اليمن والجنوب" وهما النظام والحراك الجنوبي وبقية القوى ليس لها شان يذكر .
قد يقول قائل بان الحوثيين في الميدان وبقوة وقد يقول آخر أن المشترك والمعارضة حقيقة لايجب نكرانها .
نقول لهم : الحوثيين مشكلتهم واضحة وهو الشعور بحرب من النظام وأطراف أخرى إقليمية ضد المذهب الزيدي والحرب معلنة من طرف واحد هو النظام والدليل أن علي عبدالله يوقف الحرب باتصال تليفوني .
أما المشترك وبقية المعارضة فقد بلغت من الهشاشة أن النظام لا يقيم لها زنا ويرفض استمرار الحوار ولم تعد مجدية للنظام ولا مؤثرة فيه فهي لم توقف حرب صعدة ولم يخترق الحراك .
إذا الصراع الحقيقي هو بين النظام وبين الحراك الجنوبي وبحكم تباعد الأهداف والأفكار والآراء بين الجانبين فالوضع سيقود إلى الكارثة المحتمة .
هنا لابد من قوة ثالثة تأخذ زمام الأمور -طبعا هذا من وجهة نظر الكثير من الشماليين والقليل من الجنوبيين -
القوة الثالثة أما أن تكون من خلال طرح مشروع جديدا بين القوتين المختلفتين تكون مقبولة لأكثر الشعب أو تميل إلى إحدى القوتين .
من هنا ظهر ماسمي بجماعة الحوار والذي يتزعمها حميد الأحمر وفيها من الجنوبيين بن شملان وياسين على سبيل المثل وعلي ناصر من قادة الجنوب التاريخيين والكثير من قوى الشمال ومن المشترك ولكنها ليست إطار حزبي بقدر ماهي صاحبة حل وسط وبمعنى أدق إنقاذ مايمكن إنقاذه فهي تتبني بعض مطالب الحراك وتبقي على الوحدة اليمنية .
إذا حميد الأحمر ومن معه لديهم ثوب جديد لامرأة شمطاء ليس إلا .
فان كان صاحب المشروع وزعيمه سارق وصاحب فيد ومتنفذ وبلطجي ويحتمي بقبيلة هي نفسها من تحكم البلاد حكم الهمج واللصوص فكيف سيكون المشروع هذا .
الحراك الجنوبي هو من أرغم حميد أن يتكلم خوفا على مصالح شخصية وقبلية وجهوية معروفة لان عقد الوحدة انفرط وفي طريقها إلى الاحتضار .
لهذا فليس لنا قوة إلا بالحراك وفي الهدف المعلن وبغيره انتهينا إلى الأبد.