تغطية أحداث وتطورات المشهد السياسي الجنوب ل ماتبقى من شهر سبتمبر وأكتوبر 2016

[علي المفلحي]

#اعترف_لك_انها_رسالة_مدفوعة_الثمن

السيد اللواء عيدروس الزوبيدي
محافظ العاصمة عدن المحترم ..

اكتب إليك رسالتي هذه وقد تم بالفعل دفع ثمنها لكي اكتبها لك ... واعترف أن الثمن مدفوع ...

مدفوع منذ 42 عام مضت هي عمري ... أمي عدن هي من دفعت لي الثمن مهدآ وطفولة وفتية قضيتها لاعبآ ضحوكآ بين اضلاعها وكنت أعتقد أنها هي الجنة التي اسمع الكبار يتحدثون عنها ..

الفاضل عيدروس ...

لن يستطيع أحد أن يشكك ولو 1% بمقدار حبي واحترامي وتقديري لشخصك .. حتى باتت شهادتي بك مجروحة أن أردت أن أشهد لك بشيء .. فأنا صاحب هاشتاج مع عيدروس ولو بفانوس .. فهل بعد هذا يستطيع المشككون أن ينالوا من مقدار ما أكنه لك ويكنه آلاف الجنوبيون لك من محبة انت بالفعل تستحقها .

عدن اليوم ليست كما تمنيناها أن تكون ... ولا حتى ربع ماتمنيناه نحن وانت ان تكون ... فما الذي حصل وما الذي يحصل وإلى أين عدن ذاهبة ..!!

اعرف مسبقآ ويعرف معي آلاف الجنوبيون أن هناك من يعمل بعكس التيار ... وإن هناك من مؤامرات الإفشال لك مايحاك وماينفذ ... ونعرف أننا خرجنا نوعآ ما من حرب مدمرة وارث غاية في السوء .. كل هذا نعرفه ونقر به ولايختلف علية اثنان ... إنما مالا نعرفه ومن حقنا أن نعرفه هو ماذا ستعمل أو ماهي التدابير التي اتخذتموها لمواجهة كل هذه المؤامرات ..!!!

التقيت بك في العاصمة الرياض وقلت لك حينها وانت منصتآ أن الإعلام التابع للمحافظة إعلام عاجز ... واليوم أرى العجز كله يتجلى في كل طاقم الإدارات وكل الأجهزة وكل مدراء المديريات ولا استثني منهم احدا .

عجز طاقم الإعلام التابع للمحافظة أن ينقل لك تصريح تعلن فيه حالة الطوارئ في عدن .. !!!! أي عجز هذا الذي يفقدك التواصل مع الناس في أحلك ظروفها .

إن كانت هناك ضغوطات تمارس عليك فأفصح عنها ... وإن كان هناك تقصير من جهات فعاقبها .. وإن كان هناك من يتأمر فأكشف عنه الستار ... فالصمت في زمن الموت والجوع ليس هو الحل ... والله ليس هو الحل .

نحن معك ... لكن ياسيدي لم تتبقى لنا مساحات حتى نقف بها مدافعين ... كل المساحات صارت مفتوحة للطرف الآخر الذي أخذ راحته بالهجوم ... فتحولت سيوفنا معك خشب لاصليل لها .

عدن اليوم لاتحتمل الصمت ... فالأمر وصل إلى حدود لايمكن السكوت عنها ... وصدقني الصمت المطبق لايخدم إلا من يحيك المؤامرات ويضع العراقيل ويصنع الثغرات وكل هؤلاء في الظل ... ووحدك انت الذي سيلومك الناس ... فالناس بسطاء .. أبسط مما تتخيل ... فلا تهمهم سياسة ولم يعد يهمهم أي شي سوى أن يمروا بطريق لم تغرقة المجاري ... وان يحافظوا على ماتبقى لديهم من أنفاس قبل أن تتخطفها أمراض البكتيريا .

مازالت هناك مساحة يمكنك أن ترتكن اليها فخذها قبل أن تتقلص من تحت أقدامك كل المساحات لتجد نفسك خارج المساحات وخارج كل شيء .

والله ما كتبت لك هذا إلا محبآ ناصحآ مخلصا ... فأن أخطأت فلي أجر .. وإن أصبت فلي اجران .. وهذه ليست رسالة إحباط كما قد يعتقدها البعض .. وإنما والله يشهد أنها رسالة الشجعان للشجعان ... رسالة كل عدن إليك أن هم فوضوني بها ...

عدن ليس مدينة صماء يا أبا قاسم ... عدن مدينة تحب أن ترى وتسمع ... وصدقني أنها أوفى المدن وأهلها أوفى الناس ...

أغضب ... فعدن تحب الغاضبين .

أخوكم المحب لكم في الله ..

عبدالقادر القاضي / أبو نشوان