تغطية كاملة وشاملة للذكرى الـ50 لإنطلاقة ثورة 14 اكتوبر المجيدة في العاصمة عدن

[المكتفي بالله]

صدى عدن - خاص:

قال العميد صالح عبيد أحمد آخر وزير دفاع لدولة جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه في حديث خاص لصدى عدن في الذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة أن جماهير الشباب اليوم لم تنسى ما سطره الآباء والأجداد في زمن الستينات من القرن الماضي في مسار واحدة من اهم ثورات التحرر الوطني العربي من اجل تحرير الجنوب من ربق الاستعمار البريطاني .
واضاف أن الدماء اليوم تتناسل وتسيل على نفس الارض والوطن المغدور ، لان ذلك المتحرر من الاستعمار الخارجي اصبح يرزح تحت استعمار داخلي اكثر تخلف وحقد وصلف بكل المقاييس الانسانية ، ويتربع فوق ارض الجنوب بقوة السلاح بشعارات مزيفة لخداع المحيط الإقليمي والعالم كله .
مشيراً الى أن الذكرى (الخمسين ) لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة تهل علينا وجماهير شعب الجنوب تجترح ملحمة ثورية جديدة ، قُدِّر لها ان تستمر بكل تعقيداتها وظروفها الصعبة .
العميد صالح عبيد أكد أن ظروف ثورة الرابع عشر من أكتوبر في ٦٣ تختلف تماماً عن ما هو اليوم على مستويات مختلفة . كان حينها جيل الثوار مفعم بفطرة الوعي الوطني / القومي كوحدة لا تنفصل في الأهداف والمسارات ، مجردة عن اي حسابات موضوعية أخرى ، لا يملكون غير التضحية والولاء المطلق للشعارات الآسرة في اطار تاريخي ساد فيه فكر تحرري ذو بعد قومي قوي الوشائج بالارضية السياسية للدول العربية الكبيرة المتحررة حديثاً من الاستعمار الخارجي او من الأنظمة السابقة.

وأضاف قائلا : ( لقد خاض ذلك الجيل تجارب مرَّة وقاسية بعد ان تكشفت كثير من الصعوبات التي افرزها الواقع بحقائقه الموضوعية الكبيرة . ولعل دولة الجنوب حملت تلك البذور التي تنامت في البيئة السياسية فكانت مثالاً فريدا في تقديم تضحيات مجانية لا مثيل لها في التاريخ خاصة بعد ان خاضت تجربة الوحدة الاندماجية مع نظام يبعد عنها قرون من الوعي المغاير تحركه غرائز الهيمنة والجشع والغدر في اطار نهج اقرب الى سلوك القرون الوسطية في طرق الالتفاف والسطو والهيمنة .
جيل اليوم يحمل وعياً كمُنتج لتلك التجارب القاسية وتعلم كثيراً من المراحل والمنعطفات والقفزات الفادحة الغير محسوبة ويبتكر وسائلاً حديثة وسلمية وفاعلة للنضال من اجل استعادة الجنوب ويقدم تضحيات جسام لا مثيل لها في التاريخ ويواجه قوة همجية وتعتيم دولي دون هوادة ودون مساومة .
انه قدر الجنوب المحتوم بان يخوض نضالات متعددة ومتكاملة وان يتعلم من دروس وعبر التاريخ ما يمكنه بان يبني ارضية قوية وصلبة للمستقبل تلتقي عليها كل أطياف شعب الجنوب دون استثناء او إقصاء او مراتب او جهات .
ولعل التعلم من كل الدروس هو اعظم ما يمكن تحصيلة وبلورته لاقتحام المستقبل بعقول راسخة وقيم حديثة حضارية ، وتحويل كل التراكمات المأساوية الى زاد نوعي ووقود حيوي لتحقيق مكانة عليا واستقرار دائم وقبل ذلك تحقيق الانتصار الحتمي واستعادة الارض والدولة ، دولة الجنوب من شرقه الى غربه ).
وأختتم العميد تصريحه بالقول انه وبهذه المناسبة لا يسعنا سوى ان نشد على أيدي شباب الحراك الجنوبي السلمي وثواره للمضي قدماً نحو استعادة الدولة ونهيب بكل القيادات الوطنية في الداخل والخارج ان تلم شملها في اطار وعاء سياسي واحد كضرورة نضالية مع الاصطفاف خلف الأهداف الوطنية التي يتبناها الحراك والتي سقط من اجلها الشهداء وترك كل ثانوي يدفع باتجاه الاختلافات والتشعبات التنظيمية، ولا نجد فرصة اثمن من هذه لهذا التأكيد .