تغطية يوم الاسيروالفعاليات المندده بالهجمه العسكريه على الجنوب واحداث الخميس14فبراير

[حيد حديد]

ثورة الجنوب :
بين قوة المشاركة الشعبية وصراع القوى السياسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

هكذا هم ابناء الجنوب الابطال يبذلون ارواحهم ودمائهم الزكية من اجل تحرير الوطن . تتعانق ارواحهم في فضاء المجد والخلود وتسجل بالدماء الزكية سطور عز وكرامة وشموخ وتكتب صفحات خالدة تفوح منها نسمات الحرية وعبق الاستقلال واريج النصر , كتبوا بدمائهم الزكية عنوان الحرية و الانتصار على تربة الوطن الذي ضحوا بحياتهم من اجل تحريره من الاحتلال . وكم هو مؤسف ان تلك التضحيات العظيمة لم تجد مايواكبها من تقدم على الصعيد التنظيمي والقيادي والاعلامي والسياسي ويجب علينا الاعتراف بذلك , فثورتنا تعاني من تجاذب القوى حولها دون التفكير بمصلحة الوطن وكنا نتمنى ان تحرك جرائم الاحتلال بحق شعب الجنوب الضمير الوطني عند تلك القوى والافراد ولكن يبدو لنا ان الدم الجنوبي الذي يسفك بغير حق لايهمها بقدر ماتهمها مصالحها واجندتها وتحقيق مكاسب ذاتية .
ان طريقنا الذي يوصلنا الى تحقيق اهدافنا واضح للجميع , فلماذا نصر على ممارسة سياسة الاحتلال التي تهدف لتشتيت صفوفنا ؟ لماذا نصر دائماً على توجيه جهودنا ضد بعضنا وننسى الاحتلال الجاثم على ارضنا ؟
ان الظروف التي تمر بها ثورتنا تحتم على كل فرد مشارك فيها ان يتحلى باخلاق الثورة ويتمسك بقيمها النبيلة ويستمد منها سلوكياته وتصرفاته وان يشكل نموذج ايجابي ينظر اليه الآخرين باحترام وتقدير ولا يكون عنصر سلبي ينفر بسلوكه وافكاره وكتاباته , وان يتقبل وجهات النظر ويصحح الافكار الخاطئة باسلوب هادف يكسب به الجميع وان يبني علاقاته على اساس الاحترام المتبادل , على كل فرد منا ان يؤمن بان مشاركته في الثورة لاتعني فقط حضوره المهرجانات وترديده للشعارات الثورية بل عليه ان يجسد مبادىء الثورة في سلوكياته واخلاقة وتصرفاته وان يعي حقيقة مايقول او مايطرح من افكار وان ينظر قبل ذلك لجدواها في دعم الثورة , فمن يخرج عن مبادىء الثورة لاينتمي لها بل يخدم اعدائها , فالعبرة دائماً بما يفيد وليس بما يضر ويشتت ويزرع الانقسام . كما يجب علينا جميعاً ان نعزز قيم وروابط المجتمع الجنوبي من خلال دعواتنا للم الشمل وتغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الخاصة , كما يجب علينا ان نحيي دعوة التصالح والتسامح واصلاح ذات البين ليس عن الماضي السياسي فقط ولكن عن القضايا العالقة في المجتمع الجنوبي التي عمل الاحتلال على اثارتها كقضايا الثأر في بعض المحافظات وكذلك المشاكل الامنية كما يجب علينا توعية المجتمع بمخاطر بعض العادات السيئة التي يروج لها الاحتلال ويعمل على انتشارها في اوساط الشباب في بعض المدن والمناطق الجنوبية مستغلاً غياب التوعية الهادفة .. ويجب علينا ان نعمل على اقناع كل ابناء الجنوب بان ينظروا الى بعضهم كاخوة او اباء وابناء .. وان نحترم بعضنا فالاحتلال يستهدفنا جميعا رجالاً وشيوخاً ونساءً واطفالاً , وهذا مايجب ان يجعلنا اكثر اصراراً على التماسك والتلاحم الجنوبي .ان التحديات التي تواجه ثورتنا تلزم الجميع بالاصطفاف الوطني وتوحيد الكلمة والنضال ومن لم يشعر بالمخاطر المحدقة ويسعى لاختلاق ازمات تعيق مسيرة الثورة ولم يقدم التنازلات من اجل الوطن فعليه ان يغادر صفوفنا وليترك الشعب يناضل حتى يحقق هدفه ان شاء الله فهذا ليس وقت الانقسام .
اننا من خلال ثورتنا لانسعى لتحرير الوطن فحسب بل نعمل ايضاً على بناء دولة النظام والقانون والعدل والمساواة وبناء مجتمع متكامل متماسك يقوم على اساس القيم النبيلة والمفاهيم الايجابية ,, مجتمع متسامح مقوماته مبادىء الثورة وركائزه تضحيات وبطولات الشهداء الابطال الذين ضحوا بحياتهم من اجل حريته , ولهذا فانني ادعوكم الى التكافل والتراحم وايثار بعضكم , وان نربي اجيالنا عليها من خلال ممارستنا لها سلوكاً واخلاقاً ونضالاً , لاننا بذلك نرسخ قيمنا واهداف ثورتنا لان وحدتنا تفشل كل محاولات مصادرة ثورتنا وارادتها الشعبية .
ان الارادة الشعبية هي التي تنتصر وهي التي توجه وتحدد الهدف ,, ان دور الجماهير يجب ان لا يقتصر على الحشد والتأييد فقط لان ذلك يحول المشاركة الشعبية في الثورة الى اداة موجهة وليست ارادة تصنع القرار ,, ان الاحتلال من خلال وسائل متعددة يسعى للقضاء على الثورة ومن تلك الوسائل الحرب الفكرية التي تستهدف الوعي الشعبي وتاجييج المشاعر والعواطف ضد بعضنا , لذلك علينا ان نحصن ثورتنا بالتمسك باهدافها وقيمها النبيلة وان نجعل الوطن فوق المصالح والاهواء . ولا اعلم ما الهدف من انشاء كيانات وهمية الا بهدف مصادرة حق الشعب في اتخاذ قرارات الثورة وتوجيهها وقطع الطريق على ايجاد كيان شعبي يكون الحامل النضالي والسياسي للثورة السلمية وما نلاحظه من تجاذبات وصراعات وكذلك من تباينات في اتخاذ قراراتها في محاولاتها للوصاية على الثورة الا وسيلة لطمس هوية الثورة الشعبية وان تشدقت باهدافها السامية .واذا كانوا مخلصين للوطن فعليهم تقديم التنازلات لبعضهم من اجل توحيد الصف ولاينقلون انقسامهم للساحات وميادين النضال . ان هذه مرحلة تضحية لاجل الوطن وليست مرحلة صناعة قوى ومستقبل سياسي .
ان الشعوب هي من تصنع مستقبلها بارادتها الحرة وتحقق اهدافها بما تحمله من عزيمة حقيقية . وشعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة من اجل انتصار ثورته واستطاع رغم الحصار العسكري والاعلامي والتجاهل الدولي ان يتجاوز مراحل خطيرة بفضل المشاركة الشعبية الكبيرة في الثورة والايمان العميق الذي تجسد بالتضحيات الجسيمة بالارواح والدماء وتحمل عذابات السجون والتشرد والسفر المتنقل بين ساحات الثورة في الجنوب وتحمل الجوع والعطش ومواجهة رصاص الاحتلال وبالرغم من تلك المتاعب التي هي ثمن الغايات العظيمة تبقى النفوس الكبيرة والهمم العالية والعقول الواعية مصرة وعاقدة العزم على مواصلة الطريق نحو الحقوق العادلة المتمثلة في استعادة الدولة وتحرير الوطن .
على كل القوى السياسية والتي ترتدي ثوب النضال ان تحترم تضحيات الشعب وان تتوقف عن تزييف الوعي الشعبي باستغلالها للاندفاع الشعبي الثائر والحماس الثوري الملتهب والعاطفة الجماهيرية الجياشة لفداء الوطن , وان تحرص تلك القوى على ابقاء المشاركة الشعبية في الثورة بعيدة عن صراعاتها ولاتستغل الفعاليات الوطنية النضالية لتحقيق مكاسب لاتخدم ثورة الجنوب .
على شعب الجنوب ان يدرك بانه هو من يصنع الثورة وهو ليس بحاجة لمؤتمرات تصادر ارادته ولا قوى سياسية تتصارع للوصاية على ثورته ومستقبلة وهو ليس بحاجة لزعامة او رموز بل بحاجة لقيادة تخضع للارادة الشعبية ولاتتجاوزها وتلزم باهداف الثورة وتؤمن بان القيادة التزامات وواجبات وليس زعامة ونفوذ .