![]() |
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#19 |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
|
![]() الحوار ضرورة لا مجرد حاجة أو رغبة:
أولاً: أسباب الضرورة: كتبت موضوعاً تحت ذلك العنوان قبل أكثر من سنة نشرته في المواقع الجنوبية، وأضيف اليوم الى ذلك العنوان ، بأن الحوار الجنوبي الجنوبي صار ضرورة ملحة وعاجلة، والمعلوم أن أحكام الضرورة شرعت ــ شرعاً وقانوناً ــ لدفع خطر حال على النفس أو المال، حيث ابيح للمضطر أكل الميتة والدم ولحم الخنزير ليدفع عن نفسه الموت جوعاً، وشرب الخمر ليدفع عن نفسه الموت عطشاً، والتلفظ بكلمة الكفر، لينجو بحياته من بطش الكفار..الخ ومع أن الحوار والتواصل الانساني سمة انسانية وأخلاقية واجب التحلي بها في حالة السعة والاختيار، إلا أنه صار بالنسبة للجنوبيين في هذه المرحلة، ضرورة ملجئة لإنقاذ ثورتهم من الانهيار والتمزق والتيه والضياع.. أقول هذا ليس تشاؤماً ولا احباطاً ولا تثبيطاً للعزائم والهمم ولا تخويفاً ولا تنجيماً وتوهماً ، ولكن هكذا اقرأ وأعايش حركة الواقع وأحداثه ومعطياته في سياقها الزمني والمكاني، بعقلي قبل عاطفتي ، بإدراكي ومداركي قبل مشاعري: ـــ أرى ثورة شعب عظيم وصلت الى أقصى امتدادها الجماهيري على كامل تراب الجنوب، في مشهد لم يعرفه الجنوب قبلاً قط.. ـــ أرى ارادة شعبية غالبة، وصلت الى ذروة عنفوانها وحماسها وعطائها واستعدادها، للبذل والتضحية والعمل ، لإعادة بناء جنوب جديد آمن ومزدهر.. ــــ أرى ـــ أمام ذلك الزخم والإصرارـــ معظم أن لم يكن كل دروب ومسالك المستقبل الآمن والمستقر قد تهيأت للعبور ومعظم الابواب الموصدة أمام الأمنيات العزيزة والأهداف النبيلة، قد فتحت ، ومالم يفتح منها صارت مفاتيحه في متناول اليد والإمكان.. هكذا أرى وضع الثورة الجنوبية على عتبة الخطوة الأولى للانتصار، ولكني أراها بالمقابل على عتبة الخطوة الأولى للإنكسار: ـــ أرى ذلك الزخم والامتداد الجماهيري يتحرك بعفوية وتلقائية غير منتظمة ولا مؤطرة ، ومثل تلك الحركة تسمح لبذور المزاجية والأنانية والذاتية، بالنمو والازدهار في نفوس عديدة، ومتى سرت المزاجية والأنانية والذاتية في أي حركة أو ثورة شعبية، فإنها تصير عرضة للاستقطابات المحكومة بالرغبات والمصالح الشخصية أو الشللية أو الفئوية والجهوية أو الحزبية، ومتى ما سرت حركة تلك الاستقطابات في كيان تلك الحركة أو الثورة فإن كل طرف منها يجد نفسه في وضع اثبات وجود في مواجهة الآخر، وهكذا وضع يؤذن ببدء مرحلة خطيرة ومدمرة، هي؛ مرحلة الصراع على شرعية ومشروعية تمثيل الثورة وقيادتها، أو تمثيل مصالح الشعب كله أو بعضه، ومنبع الخطورة في هذا النوع من الصراع ، أنه يحتم بالضرورة على مدعيه أو ادعيائه، استنفار كل قواهم وقدراتهم لاثبات تلك الصفة أو الشرعية، بأي وسيلة كانت، ذلك أن الصراع حول شرعية تمثيل الثورة أو الشعب يتحول ــ كما هو معلوم ــ الى صراع اثبات وجود لمن يدعيه، والصراع حول اثبات الوجود ــ حسب التجارب والفطرة الانسانيةــ يجعل اطرافه يشعرون بأنهم في حالة ضرورة تبيح لهم كل الشرائع استخدام جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحفاظ على وجودهم وصونه من الفناء والمحو من الطرف الآخر، حتى وأن كان ذلك الوجود الذي يدافعون عنه وجوداً معنوياً فقط، ذلك أنه لا قيمة للوجود المادي(الحياة) بدون وجود معنوي ، وهذا شعور فطري يتملك كل شخص أو جماعة تجد نفسها في مواجهة خطر يهدد بمحوها أو ازاحتها من مسرح أو مجرى أحداث حياتها حتى وإن كانت هي من وضع نفسها في مواجهة ذلك الخطر أو تسببت بفعلها في حدوثه، فلا أهمية حينها للبحث والتأمل في الاسباب والمسببات ، أو الخطأ والصواب، أوالمشروع وغير المشروع، فالأبصار والبصائر حينها لا ترى إلا ذلك الخطر ولا تفكر بغير دفعه.. وتبعاً لهذه المسلمة الواقعية، فإن أفراد ورموز اطراف الصراع تلك تلجأ لإثبات أو حماية وجودها، الى وسطها الاجتماعي والأسري والطائفي والجهوي والمهني، والى كل من يمد يد العون من إنس وجان، لجمع الاتباع والأنصار والوسائل والأدوات في مواجهة الطرف الآخر، وتجمع كهذا تجمعه وتتحكم في مواقفه وسلوكه العصبية الجاهلية بمختلف اشكالها، وإن لبست رداء الشعارات الثورية وادعت الدفاع عن الوطن والشعب.. وهكذا وبصورة تلقائية لا شعورية تتحول الثورات العظيمة وزخمها الشعبي، الى صراع بين النخب والرموز وأصحاب المصالح، ثم يتحول ذلك الصراع الى صراع اثبات وجود كل طرف في مواجهة الآخر، يستدرج اليه الثوار وعامة الشعب من حيث لا يشعرون، وتغذية العصبية القبلية والجهوية والطائفية..الخ المتدثرة في شعارات وطنية.. ولنا في مصير ثورات الربيع العربي عبرة وعظة عندما تحولت حالياً الى صراع نخب تحاول اثبات وجودها عبر استقطاب ثوار الأمس.. كما لنا في ماضينا عبرة لمن يريد أن يتعظ.. والمتأمل في مجريات تطورات احداث ثورة الجنوب منذ انطلاقتها سيجد أن الشواهد لما سبق ذكره عديدة ، وصحيح أن شعب الجنوب نجح حتى اللحظة في مقاومة تلك الاستقطابات، إلا أن الأمر المؤكد أن تلك المقاومة لن تستمر إذا ما استمر وضع حركة الشارع العفوية.. يقول الكاتب المبدع/ فارس طاهر بشأن ذلك ![]() أليس الحوار والتواصل الجنوبي الجنوبي بات ضرورة ملحة لإنقاذ الجنوب من الوقوع في ذلك المصير المخيف؟؟؟ يتـــــــــــــــــــــــــــــــــبع |
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للحوار, مبادرة, مجموعة, الجنوبي/, الإتصال, فارس, طاهر, قراءة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مجموعة الإتصال من كواليس النقاش إلى ميدان الفعل/ صالح الجبواني | عتق | المنتدى السياسي | 25 | 2012-12-26 01:16 PM |
الإعلان عن مجموعة الأتصال الجنوبي لأطلاق عملية الحوار الجنوبي ــ الجنوبي | اسدالجنوب | المنتدى السياسي | 46 | 2012-12-26 07:31 AM |
إتحاد شباب الجنوب فرع م.الشعيب الشعيبي يعين الناشط طاهر بن طاهر رئيسآ له | ضالعي زُبيدي | المنتدى السياسي | 1 | 2012-05-03 11:38 AM |
نـــدا هــام بقلم طاهر بن طاهر رئيس الدائرة السياسية لاتحاد شباب الجنوب في محافظة | ضالعي زُبيدي | المنتدى السياسي | 0 | 2012-03-13 05:36 PM |
عبدالباري طاهر:أدعو الاشتراكي إلى قراءة أخطاء أساس قيام الوحدة وإعادة النظر فيها | قهارالحديد | منتدى أخبار الجنوب اليومية | 1 | 2008-03-15 06:06 PM |
|