تغطية أخبار ثورة الجنوب العربي ومتفرقات إخبارية ليوم الاربعاء9/1/2013م ‏ ‏

[حيد حديد]

شيخ الشهداء كما عرفناه بمقولته الشهيرة "نحن لن نستسلم, ننتصر او نموت" تلك المقولة التى يرددها الثوار وغير الثوار بفخر واعتزازفهل صاحب هذه المقولة الاكثر شهرة فى الوطن العربى كان منتصرا ام مهزوما؟
كان ثائرا على نظام حكم ليبى؟ ام محاربا ضد العدو الايطالى؟
كيف انتهت به الاقدار؟ هل انتصر على ايطاليا؟
ام ان ايطاليا هى التى انتصرت عليه وقتلته؟
عمر المختار ... حارب ضد الاحتلال الايطالى لليبيا فى الوقت الذى افتى فيه مفتى ليبيا بحرمة محاربة الطليان وفى الوقت ذاته الذى هرب فيه الملك الصالح ادريس السنوسى الى مصر بعد ان اتفق مع الاحتلال الايطالى على ان تعيد ايطاليا اراضى و الزوايا السنوسية لهم مقابل ان يتولى السنوسى مهمة نزع الاسلحة من القبائل الليبية ولكن السنوسى بعد ذلك اجتمع معه اعيان القبائل فى غريان وبايعوه على ان يكون اميرا لهم للجهاد ضد الاحتلال و وافق السنوسى مرغما وبعد الاجتماع سارع بالهرب الى مصر بعد ان ودع شيخ الشهداء.
ظل السنوسى فى مصر و ارسل من يدعو اهل برقة للانضمام للقوات البريطانية والحرب تحت امرتها فيما يعرف "بجيش التحرير السنوسى". وعدده 14 الف جندى لكن قبل ذلك تابع الشيخ نضاله ضد الاحتلال الايطالى الذى القى القبض عليه ووقع الشيخ فى الاسر وتم محاكمته بتهمة الخيانة العظمى والحكم عليه بالاعدام شنقا حتى الموت.

ولم ينتصر الشيخ برغم شرف القضية التى كان يدافع عنها فهل كان الاحتلال الايطالى على حق ولهذا انتصر؟
وعمر المختار كان على باطل ولذلك هزمته ايطاليا؟
ام ان النصر الحقيقى هو ان تدافع على قضيتك وتموت دونها؟
ان ايطاليا هى المنتصرة وعمر المختار هو المهزوم بلغة الحرب
اما بلغة الولاء للوطن ولغة الشرف فإن عمر المختار هو من انتصر
كان بامكانه ان يتحالف مع بريطانيا كما فعل السنوسى ويهرب الى مصر كما هرب او ينظم الى جيش التحرير السنوسى ويحارب مع الانجليز ضد الطليان ويضمن النصر على المحتل الايطالى ولكنه لم يفعل لماذا؟
لما رضى ان يقاتل الطليان وحده ولم يتحاالف مع الانجليز.؟.
لو فعل لما وقع فى الاسر ولما اعدمته ايطاليا بل لكان انتصر عليها بمشاركته بالتحاف مع بريطانيا.
اليست الغاية تبرر الوسيلة؟ لما لم يقبل بالنصر المضمون؟ ورضى ان يدفع حياته ثمنا لقضيته!
اليس المهم الانتصار على ايطاليا حتى بالتحالف مع الانجليز؟

ان عمر المختار اختار ان لايلوث قضيته بالتواطئ مع العدو البريطانى كان يعرف انه سيقتل يوما وان ايطاليا بحكم تفوقها العسكرى منتصرة عليه لامحالة.
لقد كانت قضيته التى يدافع عنها هى وطنه هى قضية ولاء رفض ان يساومها الشيخ بنصر حربى تقدمه له بريطانيا انهزم عمر المختار امام ايطاليا مع انه كان على حق ولكنه علّم الاجيال التى جاءت بعده درسا فى الولاء الى الوطن والموت دونه حتى لو لم ننتصر المهم ان نقوم بواجبنا نحو وطننا وان لاندنس قضيتنا بالتواطئ مع الاعداء وانه ان كان من المهم ان ننتصر فانه من الاهم ان نكون على حق وانه ان كان استسلام الانسان لعدوه هزيمة فان تسليم وطنه لذلك العدو والتواطئ معه هو الخيانة والهزيمة معا.