تراجع أمريكي عن التوصية بالإبقاء على قيادات عسكرية وأمنية في مناصبها

[عبدالله البلعسي]

اليمن
الفقر و الدراجات النارية يتحالفان على حياة اليمنيين
المصدر: صنعاء- البيان
التاريخ: 05 أكتوبر 2012

اليمنيون على موعد مع الموت، إما فقرا أو في حوادث الدراجات النارية التي تحصد الأرواح يوما تلو آخر.

وفي محاولة للحد من حوادث السير المتزايدة في البلاد والتي تتسبب بها الدراجات النارية تنفذ وزارة الداخلية اليمنية والمرور حملة واسعة النطاق لضبط الدراجات النارية غير المسجلة والمرقمة التي تضاعفت أعدادها بشكل مهول.

وترجع الزيادة المطردة للدراجات النارية في اليمن إلى تفشي الفقر وقلة فرص العمل في البلاد وانخفاض أسعارها بشكل كبير خاصة القادمة من الصين التي يتراوح ثمنها ما بين 140 إلى 180 ألف ريال يمني.

أمام كل ذلك ومع ارتفاع عدد أفراد الأسرة وحاجتها إلى مصدر رزق يومي كما يقول مدرس اللغة العربية محمد سيف نعمان اصبح الحصول على دراجة نارية سبباً رئيسياً لترك المدرسة خاصة وسط الأسر الفقيرة التي تكون في امس الحاجة إلى مصدر قوت يومي.

وتحقق الدراجة دخلاً يومياً مقابل نقل الركاب يتراوح ما بين 800 ريال إلى 1500، ومع أن المبلغ زهيد إلا أنه في بلد يعيش فيه 50 في المئة من السكان بأقل من دولارين في اليوم طبقاً للبنك الدولي فإن مدخول كهذا يعني الكثير للأسر المعدمة ووسيلة نقل رخيصة يفضلها الفقراء.

تهريب

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد الدراجات وصل إلى حدود العام 2011 إلى حوالي 150 ألف دراجة دخلت البلاد عبر المنافذ الرسمية، إلا أنها تقدر أكثر بكثير نظراً لأن كثيرا من الدراجات النارية تدخل الأسواق اليمنية مهربة. ويقول ناجي الجعشني: في الأعوام الأخيرة لجأ الكثير من الشبان والأسر إلى الاشتراك في جمعيات شهرية من أجل تأمين قيمة الدراجة ثم يقوم بتقسيطها شهرياً من دخله اليومي.

لكن يبدو أن هرب الكثير من اليمنيين من خطر الفقر إلى الاستنجاد بدراجة نارية لا يعني سوى وضعهم أمام خطر الموت أو الإعاقة الدائمة، فقد تزايدت حوادث الدراجات بشكل مهول وحسب وزارة الداخلية بلغ عدد وفيات سائقي الدراجات النارية خلال أغسطس المنصرم 52 وأصيب 313 آخرون بإصابات مختلفة في حوادث سير. والمعدل الشهري بضحايا الدراجات النارية وفاة ما بين 40 ـ 50 شخصاً من مستخدمي الدراجات النارية وإصابة ما بين 100 إلى 120 شهرياً.

وطبقاً لإحصائيات وزارة الداخلية فإن الدراجات النارية ونتيجة لعدم التزام سائقيها بقواعد واخلاق السير لا يقتصر خطرها على سائقيها وراكبيها بل على الآخرين أيضاً فعلى مدار ستة أعوام تسببت الدراجات في 11795 حادثة. وفي الأعوام الأخيرة اصبحت الدراجات النارية أداة لتنفيذ الكثير من الجرائم كالسرقات والاغتيالات والسطو.

كابوس يومي

ومع أن البلاد كانت قبل 20 عاما تلزم الدراجات النارية بالتسجيل وحمل لوحات رقمية، وكان سائقوها لا يحصلون على رخصة قيادتها إلا في سن السادسة عشرة وبعد أن يجتازوا اختباراً دقيقاً، إلا أنه في العقدين الأخيرين لم تعد تخضع إلى تلك الإجراءات وأصبح حتى الأطفال يقودونها في الشوارع دون أن يخضعوا للمساءلة أو يمنعوا من القيادة حتى إنها تحولت إلى كابوس يومي في شوارع البلاد ولعل الإجراءات الأخيرة التي بدأتها وزارة الداخلية تقلل من نزيف الدم على الطرقات وتضع حداً لعدم احترام قواعد السير والمرور من قبل سائقي الدراجات النارية.http://www.albayan.ae/one-world/our-...0-05-1.1740396