للأخ/ فادي باعوم وشباب عدن والجنوب:

[بائع المسك]

للأخ/ فادي باعوم وشباب عدن والجنوب:

(1)

ابدأ مخاطباً الجميع:

أــ الشباب هم وقود ثورة شعب الجنوب منذ انطلاقها قبل نحو خمس سنوات، ونبراسها ووهجها الذي أنار سماء الجنوب الملبدة بالغيوم، والأمل الذي بعث الحياة في النفوس المتعبة مما يفعله المحتل الهمجي في أرض الجنوب ومن خيبات الاباء في لم شملهم ونصرت قضية شعبهم، فكنتم أيها الشباب الافذاذ الأمل الذي ازهر في تلك النفوس وتعلقت به ومازالت، فأدركوا أهمية ذلك واحذروا من القضاء عليه.

ب ــ إن ثورة شعب الجنوب تعاني من أزمة تتمحور في غياب القيادة الواحدة والرؤية الموحدة، وإن فشل محاولات معالجة تلك الأزمة يعود بدرجة رئيسة الى خصومات وأهواء ورغبات شخصية بين بعض القيادات، وتلك القيادات المختلفة المتخاصمة تحاول تصفية حساباتها الخاصة عن طريق استقطاب للشباب في تلك الصراعات الخاصة للأسف الشديد، وان معظم المعوقات التي اعترضت طريق توحد الشباب في كيان واحد يعود بعضها الى تلك التدخلات والبعض الاخر يعود الى افتقارهم للآليات التنظيمية الواضحة والآمنة لتأسيس كيان مؤسسي منظم .

(2)

للأخ فادي باعوم:تعلم اخي المناضل تداعيات فشل مساعي التوحيد السابقة بين اتحاد الشباب والحركة الشبابية والطلابية، ثم تداعيات مساعي توحيد الحركة الشبابية والطلابية، وكيف تحولت معظم تلك المساعي والأمنيات النبيلة، الى كوارث ومصائب على الجميع، فلا الكيان الموحد اكتمل تشكيله ولا الكيانات القائمة سلمت من التشظي والانقسام والفوضى، فضلاً عن تداعيات ذلك في النفوس، ذلك أن المقدمات الخاطئة تفضي دائماً وأبداً الى نتائج خاطئة أو عليلة في احسن تقدير، ويمكن ايجاز ذلك الخطأ الذي اصاب تلك المقدمات؛ هو إنها انطلقت في عملية التوحيد أو التأسيس للكيانات من خلال محاولة توحيد اشخاص والتوفيق بينهم وليس توحيد هيئات ومؤسسات وفقاً لقواعدها التنظيمية أو القواعد والأعراف التنظيمية المتعارف عليها في مثل تلك الحالة، ولا أود الاطالة في شرح ذلك فقد كتبت سابقاً حولها الكثير من المواضيع والرسائل للجميع، ولكن أود أن أقول لك أخي الفاضل: بأن ردت فعلك ازاء ما قام به بعض الشباب من ترتيبات في عدن، كانت ردت فعل خاطئة جداً ستزيد المشكلة تعقيداً ولن تحلها مطلقاً، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن تلك الخطوة تعكس صورة سيئة جداً عن الوضع التنظيمي داخل الهيئات القيادة العليا للحركة الشبابية فتظهرها بأنها ليس لديها، هيئة قيادية (مؤسسية) تحكم مهامها واختصاصاتها قواعد تنظيمية وليس اجتهادات فردية، ارجو أن تعيد النظر في تلك الخطوة وتتدارك نتائجها قبل أن تصل المرحلة يستحيل التحكم بها، ويعلم الله بأني ناصح بإخلاص في هذا الامر، والرجوع الى الحق والصواب خير من التمادي في الخطأ، ولا أظنك ممن يتمادون في الخطأ والباطل..

(3)

لشباب عدن :لا أود اذكركم بما حققتموه خلال المرحلة السابقة حتى صارت الانظار والآمال معلقة عليكم في إنقاذ ثورة شعبكم العظيم ارجو أن تدركوا ذلك ويكون حاضراً في اقوالكم وأفعالكم وعليه أقول لكم :

أ ــ إن البناء السليم والآمن يؤسس من أدنى الى أعلى وليس العكس كما تفعلون... فالبناء الهش يهوي على اصحابه فاحذروا من التسابق على القواعد لسلق تشكيلات عليلة غير منسجمة ولا راسخة، فمثل ذلك عبث..عبث.. فأوقفوه مهما بدا لكم سلامته ورسوخه .

ب ــ هناك قواعد وأعراف تنظيمية راكمتها ورسختها التجربة الانسانية ونصت عليها جميع النظم القانونية السائدة بشان تأسيس وإيجاد الكيانات المؤسسية التنظيمية، اياً كان نوعها وطبيعتها، تبدأ تلك القواعد بتشكيل لجنة تحضيرية مشتركة من الجميع تتولى وضع القواعد والآليات التنظيمية (إن لم تكن معدة من سابق ومحل اتفاق من الجميع) والإعداد والتحضير لعقد مؤتمر (تأسيسي أو توحيدي أو أول..الخ حسب الأحوال) وذلك لإقرار الوثاق وتشكيل الهيئات سواء على مستوى البلاد أو على محافظة معينة، وتسبق هذا المؤتمر مؤتمرات فرعية على مستوى المديريات أو الدوائر الانتخابية أو المركز الانتخابية، تتولى انتخابات هيئات الفروع ومندوبي مؤتمر المحافظة ومناقشة الوثائق (البرنامج السياسي واللائحة التنظيمية التي تسمى النظام الداخلي) وبهذا تشكل الهيئات وتقر الوثائق بصورة ديمقراطية آمنة وسليمة تعبر من ارادة اعضائها تعبيراً سليماً وتحد من الاهواء والاجتهادات الفردية والشخصية، فأيهما تختاروا اخواني الاجلاء : طريق الفوضى والأنانية الشخصية أم طريق البناء المؤسسي الصحيح ، الله منحنا العقل لنفكر فيه ألا نتعظ من مآسي خمس سنوات مضت من الفوضى والسلق والتسابق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ب ــ لن تتطلب منكم اجراءات التأسيس السليم المشار إليها سابقاً جهداً ووقتاً كبيرين متى خلصت النوايا وسمت العقول، فقد لا يستغرق ذلك شهر وأحد بينما طريق السلق والفوضى والتسابق ستكلفكم جهوداً وإمكانيات كبيرة ومكلفة جداً لمواجهة بعضكم بعضاً لسنوات قادمة تكون فيها ثورة وقضية شعبنا ضحية ذلك، ولا أظن أن احدكم يرضى بذلك أو يقبله... أتمنى أن تتداركوه قبل فوات الأوان، لذلك فإن كانت تعز عليكم دماء الشهداء والجرحى والتضحيات التي قدمها شعبنا، فستوقفون ما تقومون به وتتداعوا للجلوس معاً لمناقشة هذه الافكار بجدية ومصداقية، فهل أنتم فاعلون ؟؟

ج ــ أود أن أنوه هنأ بان الكيان الطلابي لجامعتي عدن وحضرموت، يفترض أن يكون لكل منهما كيان شبابي مستقل في مقام محافظة، لذلك اتمنى أن يسارع طلاب الجامعتين، الى تشكيل كيان كل منهم وفقاً للأفكار السابقة..

(4)

لجميع شباب الجنوب في الحركة الشبابية واتحاد شباب الجنوب:ارجو الاسراع في استكمال تأسيس كياناتكم على مستوى المديرات والمحافظات على منوال الافكار السابق طرحها، ثم الانتقال الى عقد المؤتمر الجنوبي الاول لكل كيان ( وأتمنى أن يكون مؤتمراً واحداً لجميع شباب الجنوب إن خلصت النوايا لذلك) وذلك لإقرار الوثائق وانتخاب الهيئات العليا للكيانين، ومن ثم الحوار على صيغة توحيدية ملائمة..الخ

ختاماً: ادعو الاخ فادي باعوم، الدفع الجدي صوب المعالجة الصائبة لوضع الحركة الشبابية والطلابية، كما سبق اقتراحه، فالوضع لا يسمح بمزيد من الخيبات والمآسي، وأنا اثق في تفهمه وحكمته بشأن ذلك..

اسأل الله أن يوفقنا ويهدينا جميعاً الى ما فيه الخير والسداد لديننا ودنيانا ووطننا..

والسلام عليكم ورحمة الله