اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بائع المسك
بداية اشكر الأخ الفاضل/ بن عفرير على الجهد الذي بذله في صياغة مقترحه أو مبادرته، التي عكست أفكارها ومفاهيمها حرصاً واهتماماً كبيرين على انتصار ونصرت قضية وثورة شعب الجنوب وخوفاً مبرراً ومشروعاً من تعثرهما، هذا الحرص والاهتمام والخوف يجسد شعور غالبية شعب الجنوب إزاء واقع حال قضيتهم وثورتهم في الوقت الراهن بل ومنذ خمس سنوات مضت.. وقبل أن ابدي رأيي بذلك المقترح، أود التطرق إلى مسائل مهمة أرى بتقديري الشخصي ضرورة إدراكها بل واتخاذها أساساً ومنطلقاً في صياغة أو اقتراح أية معالجة لوضع الحراك الجنوبي ومشكلاته الراهنة ، وأوجز تلك المسائل أو المنطلقات في الآتي :
أولاً : يتفق الجميع بمن فيهم المتابعون والمهتمون بالقضية الجنوبية، أن ما تعاني منه القضية والثورة الجنوبية هو افتقارها للقيادة الموحدة والرؤية الواحدة، وجوهر الأزمة هو فشل المساعي والجهود المبذولة منذ خمس سنوات لحل تلك المعضلة، وهذا الفشل المتعاقب جعل المشكلة أكثر تعقيداً بل أن تداعيات ونتائج ذلك الفشل صار مشكلة بحد ذاته يحتاج لمعالجة خاصة
ثانياً : إن معالجة تلك القضية، يجب أن تنطلق من قراءة عقلانية محايدة لأسباب فشل مقترحات ومساعي المعالجات السابقة المطروحة منذ 2007م وحتى الآن وجعل نتائج تلك القراءة احد الأسس للمعالجة الجديدة.
ثالثاً : إن من ابرز أسباب فشل مساعي المعالجات السابقة ــ بتقديري الشخصي ــ هو :
1ــ ارث الماضي الشائك المعقد الذي تجتر الذاكرة الجنوبية تناقضاته وخصوماته ومعتقداته، حيث شكل ذلك الإرث السبب غير المباشر (علة السبب) الذي أنتج السبب المباشر لنشوء القضية الجنوبية (الاحتلال)، بل يراد ويخطط اليوم لتحويله إلى سبب مباشر للقضاء على مشروعية تلك القضية (شرعنة الاحتلال)، والمعضلة بشان هذا الأمر أن المساعي السابقة لم تتعاطى معه بعقلانية واقعية بوصفه مشكلة عامة احد أنتجها إرث الماضي بأبعاده السياسية والثقافية والاجتماعية ، وليس مشكلة شخص أو مجموعة أشخاص غلبوا مصالحهم الخاصة على مصالح شعبهم.
2ــ إن المساعي السابقة انصبت حول التوفيق بين رؤى ومواقف أشخاص أو رموز معينين، وصورت اتفاقهم بأنه أساس حل المشكلة وانتصار القضية، وأغفلت أن هناك ثورة شعبية انطلقت من تحت ركام الطغيان والاستبداد والاحتلال، وحددت خيارتها وأهدافها المجسدة لحقيقة واقعهما، بعيداً عن تلك الرموز والأطراف التي أتت متأخرة لركوب موجة الثورة، ومنطق الثورة الشعبية الذي اطردت عليه ثورة الشعوب على مر التاريخ أن إرادة الشعوب هي من تفرض خيارات وأهداف ثورتها، وان دور الرموز والنخب هو عقلنة مسار الفعل الثوري وفلسفة خياراته وأهدافه ومبادئه وإبراز أبعادها الإنسانية والقانونية العادلة والمشروعة، وليس فرض خياراتها ومعتقداتها الخاصة على تلك الثورة...الخ وهذا السبب (عدم تعاطي الجميع مع الحراك الجنوبي بوصفه ثورة شعبية) يعد بتقديري الشخصي من ابرز بل اخطر الأسباب التي أفشلت وستفشل جميع المساعي المعالجة أزمة القيادة والرؤية الموحدة للثورة الجنوبية .
3ــ إن معظم إن لم تكن كل المحاولات السابقة، تمت تحت ضغط وتأثير حدث طارئ داخلي أو خارجي، وذلك لمواجهة المتطلبات أو التداعيات التي يقتضيها ذلك الحدث، بصورة ملحة وعاجلة، لذلك يتم سلق مجموعة أفكار يتيمة بإجراءات مرتبكة، يكون مصيرها الفشل، وهذا ما حصل ابتداءً باجتماعات العسكرية 2007م وحتى لقاء بيروت 2012م ، والآن يتم محاولة سلق مؤتمر جنوبي لمواجهة تحديات ومتطلبات مؤتمر الحوار الوطني المزمع إجراؤه طبقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية.
4ــ لأسباب متعلقة بإرث الماضي الجنوبي وأسباب أخرى اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية فرضها الاحتلال على النخبة الجنوبية ظلت تلك النخب بعيده إلى حد ما عن الانخراط بالثورة الجنوبية، إلا أنها مؤخراً في ظل المستجدات الجديدة بدأت بالظهور العلني اللافت ميدانياً وإعلامياً وفكرياً، وبتقديري الشخصي أن استئناف تلك النخب لنشاطها واستعادة حيويتها وتسجيل حضورها اللافت مؤخراً في مسيرة ثورة شعبها التحررية، سيعيد التوازن الطبيعي لتلك الثورة نهجاً ومسلكاً وهدفاً، لان النخب تمثل ــ بنظري ــ عقل أية ثورة شعبية، ومن ثم فحضورها الفاعل فيها هو عقلنه لها وغيابها عنها يشكل اختلالاًَ لتوازنها نهجاً ومسلكاً، واعتقد أن غياب تلك النخب عن ثورة الجنوب خلال المدة السابقة كان من ضمن أسباب فشل مساعي إيجاد رؤية وقيادة موحدة لتلك الثورة..
5ــ جميع المساعي السابقة اتبعت منهجاً خاطئاً في معالجة المشكلة يقوم على النظر إلى احد جوانبها دون الآخر، وذلك بتركيز الجهود على إيجاد قيادة موحدة، تتفق على حل معين للقضية الجنوبية، قبل صياغة رؤية واضحة تحدد ماهية تلك القضية، بينما منطق السير الطبيعي للأمور يقرر بأنه لا يمكن أن نتوحد إلا برؤية واحدة لماهية وأهداف تلك القضية، أو لمرتكزاتها الأساسية على الأقل، ولو تباينت بعد ذلك الرؤى حول بعض مفاهيم ووسائل الحلول، فالاتفاق حول مفهوم (ماهية) القضية سيحد من تداعيات ذلك التباين...
6ــوجود تيار حزبي تغلغل داخل تلك الهيئات يعمل بكل ما وسعه لإفشال صياغة أية رؤية تتبنى فيها الاستقلال واستعادة الدولة، أو تشر إلى مسؤولية النظام الاشتراكي على ما حدث للجنوب، وقد برر ذلك التيار علناً في اجتماع يافع والذنبه الشهيرين ثم أظهرت ثورة التغيير ما كان مغطى وما كانت تخفيه الصدور، وللأسف مازال هذا التيار المعطل مستمراً .. وليس المجال هنأ للحديث عن ذلك رغم أهمية فهم وإدراك في أي خطوة قادمة بان هناك داخل هيئات الحراك، تيار ظاهر ومستتر يرفض ويعيق أي جهود لصياغة رؤية واحدة للقضية الجنوبية لأنه غير مقتنع بالخيار الذي يطرحه الشارع، ولكن لا يستطيع إعلان قناعته المغايرة تلك وإنما يعبر عنها بأساليب وحيل عديدة قد تكون معظمها منحطة أخلاقياً، وهذا ما خلق بالإضافة إلى أسباب أخرى حالة فوضى وتخبط داخل مجلس الحراك، والحراك عموماً
وعليه وترتيباً على ما تقدم، أوجز رأيي في مقترح الأخ بن عفرير بالاتي :
1ــ بالنسبة للدعوة لعقد مؤتمر جنوبي في اقرب وقت ممكن، فانا أؤيد وادعم هذه الخطوة بكل قوة، ولكن ــ كما سبق بالمقدمة ــ لست مع سلق إجراءات انعقاده تحت ذريعة مواجهة استحقاقات المرحلة، فجميع محاولات السلق ألسابقة صارت نتائجها اليوم مشكلة عويصة بحد ذاتها.
2ــ شخصياً ليس لدي من حيث المبدأ اعتراض على قوام المؤتمر ومندوبيه والهيئات المتمخضة عنه، ولكن المشكلة ليس بتحديد العدد الإجمالي أو نسب المحافظات والخارج وإنما المشكلة الحقيقية في آلية اختيار الأسماء في ظل تعدد المكونات والتيارات السياسية والاجتماعية ..الخ وتحديد نسب مشاركة كل منها.
3ـــ لست مع نظرية الحل والتفكيك ثم إعادة البناء لأنها تتنافى مع قيم الحرية والديمقراطية ونتائجها غير مضمونه إن لم تكن كارثية،لان ما هو قائم هو حصيلة نظرية التفكيك وإعادة البناء التي تم إقرارها في لقاء 9مايو2009م بزنجبار فتم التفكيك والتمزيق للهيئات القائمة حينها وفشل إعادة بناءها في كيان جديد متكامل البنيان حتى الآن، ومن ثم فإعادة تفكيك المرقع لا يسمح بإعادة بناءه لذلك فإصلاح وهيكلة ما هو قائم هو الأنسب والمعالجة الأكثر أماناً بنظري ولو من خلال التغير الجذري ابتداء من القاعدة وانتهاءً برأس الهرم عن طريق المؤتمر الجنوبي العام، وهذا يؤدي نفس الفرض الذي يرمي إليه الأخ بن عفرير، ولكن بطريقه أقل تعقيداً وقبولا أي حل ما هو قائم بإتباع نظرية التغيير وليس التفكيك والهدم. أما نظرية الحل للاشتراكي فاعتقد بأن قواعده قد حلت نفسها وانضم الغالبية العظمى إلى الحراك، ومشروع التصالح والتسامح مشروع تسوية تاريخية وليس تصفية تاريخية، ولنا عبرة وعظة من تجارب الشعوب التي سارت على منوال التصفية للماضي..
4ـــ آلية المعالجة يفترض أن تتركز حول طبيعة المشكلة المتمثلة في إيجاد رؤية وقيادة موحدة ومن ثم فالحل الواقعي هو أولاً إيجاد الرؤية ثم القيادة فلا يمكن الحديث عن قيادة بلا رؤية، ومن ثم فلكل منهما آلية لإيجاده :
أــ آلية صياغة مشروع رؤية : من خلال تشكيل لجنه صياغة من الأكاديميين من مختلف التخصصات وممثلين عن جميع مكونات الحراك والأحزاب والمرأة والشباب والمشايخ وعلماء الدين والمغتربين وغيرهم من المكونات الاجتماعية ..تتولى هذه اللجنة دراسة جميع الرؤى المطروحة حالياً والتي ستطرح وتدير حواراً بشأنها مع الجميع وتعقد ندوات فكرية حولها ثم على ضوء نتائج ذلك تتولى صياغة مشروع الرؤية وتطرحه على الشعب لمدة زمنية محددة قبل انعقاد المؤتمر لاغنائه بأي ملاحظات أخرى تطرح للنقاش عند إقراره بالمؤتمر الجنوبي .
ب ــ آلية تشكيل القيادة : طبعاً عن طريق مؤتمر جنوبي وهناك تصورات عديدة حول آلية عقد مثل تلك المؤتمرات تشترك جميعها بمقدمة واحدة هي تشكيل لجنة تحضيرية من جميع المكونات المطلوب مشاركتها للإعداد والتحضير له وبقية الإجراءات قد تتخذ صور عدة منها :
ـــ عقد مؤتمرات جزئية بالمناطق أو المراكز الانتخابية تتولى اختيار هيئات المجلس الوطني على مستوى المناطق وتقديم ملاحظاتها على مشاريع الوثائق واختيار مندوبيها إلى مؤتمرات فرعية بالمديريات ينتخب هيئات المديرية ومندوبي مؤتمر المحافظة الذي بدوره ينتخب هيئات المحافظة ومندوبي المؤتمر العام ومثل ذلك بدول المهجر .
ــ الاكتفاء بمؤتمرات المحافظة أو المديريات أو الدوائر الانتخابية..الخ
ــ الاستغناء عن المؤتمرات باجتماعات موسعه للشخصيات الاجتماعية والسياسية ..الخ بالمديريات أو المحافظات لاختيار مندوبي المؤتمر العام.
ــ وضع معايير اختيار للمندوبين مركزيا ومباشراً.. وغير ذلك من الآليات التي لا حصر لها، ولكن الإشكالية في جميع الفروض هي في كيفية تحديد نسب المكونات السياسية والاجتماعية المشاركة فكل منها يدعي تمثيله للشعب والثورة، وإذا حلت هذه الإشكالية فيمكن إتباع أي آلية مبسطة لانعقاد ذلك المؤتمر واختيار مندوبيه..وشخصياً أفضل آلية عقد المؤتمرات الجزئية والفرعية..الخ لأنها تضمن مشاركة شعبية حقيقية وكاملة، وغيرها مجرد حلول مؤقتة تزور فيها إرادة الشعب ن قبل النخب..
ج ــ الحقيقة أن الحصول عن الإجماع مستحيل ولكن متى وجدت الرؤية التي يلتف حولها اغلب النخب والشرائح الاجتماعية المؤثرة يمكن التغلب على معظم إشكاليات التمثيل الفئوي، واعتقد إن النخب الجنوبية تستطيع ردم كثير من التشققات الحاصلة في النسيج السياسي والاجتماعي الجنوبي من خلال الشروع في وضع رؤية للقضية والدفع بإمكانيات وقدرات الشباب لتغيير وإصلاح الهيئات القائمة، لذلك أرى أن مفتاح الحل هو صياغة رؤية تنطلق من نظرة شاملة وعميقة للقضية الجنوبية بكل أبعادها ومقدماتها وأسبابها المباشرة وغير المباشرة وتداعياتها في الوقع والنفوس، فهذا التشخيص الواقعي سيبرز لنا حقيقة أسباب القضية الجنوبية التي لا تنحصر في فشل مشروع دولة الوحدة وتحوله إلى احتلال للجنوب من دولة الشمال، بل أن إرث الماضي الجنوبي بكل تناقضاته وصراعاته وخصوماته، شكل سبباً غير مباشر لوقوع الجنوب تحت ذلك الاحتلال واستمراره، ومن هذا يتضح لنا عمق وشمولية القضية الجنوبية وأبعادها الوطنية والإنسانية لتشمل معالجتها معالجة كافة قضايا الجنوب التي انتجتتها صراعات وخصومات الماضي وأحداثه بوصفها أسباب غير مباشرة لبروز تلك القضية وفي نفس الوقت تعد معالجتها احد الشروط اللازمة لمعالجة تلك القضية، وانطلاقاً من هذه الحقيقة فان مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الذي أعلن عنه نظرياً وشكل بصيغته النظرية الأساس الفكري والعقائدي والأخلاقي للثورة الجنوبية، يعد بتقديري الشخصي فلسفة الثورة الجنوبية وهي فلسفة إنسانية ربانية راقية وسامية تستوعب كل القيم والمبادئ والمثل التي جاءت بها الشرائع السماوية وتبنتها الحضارات الإنسانية على مر العصور، ولكي يكون كذلك بالنسبة للثورة الجنوبية يجب أن يتحول من صيغته النظرية الشعاراتية الراهنة إلى مشروع تسوية تاريخية لمعالجة كافة قضايا الجنوب وتداعياتها السابقة والراهنة، ويقع على عاتق النخبة الجنوبية عبء بلورة مضامين ومحاور هذا المشروع والية تنفيذه بصورة علمية منهجية واقعية، واعتقد أن هذا المشروع هو المدخل الطبيعي والآمن لتجاوز ارث الماضي المعقد والشائك ونزع فتيل ألغامه المغروسة في الذاكرة الجنوبية بما لا يؤدي انفجارها إلى تمزيق تلك الذاكرة والسيطرة عليها، ومن ثم فإن صياغة رؤية بهذا الشمول والعمق، من شأنه أن يحدد لنا طبيعة آلية انعقاد المؤتمر الجنوبي المطلوب لإقرارها..
ختاماً اعتذر على الإطالة، وأتمنى أن أكون استطعت إضافة فكرة ما إلى مبادرة أخي الفاضل بن عفرير وأتمنى التفاعل الجدي مع تلك المبادرة واستمرار النقاش حولها ودعوة جميع أشخاص النخبة بهذا المنتدى وخارجه لمناقشة مثل هذه المقترحات ذات الصلة والأهمية بمتطلبات واقع حال الثورة الجنوبية..
فائق تقديري واحترامي للجميع
|
أشكر أخي حامل المسك على التفاعل مع المبادرة التي طرحناها للأخوة الجنوبيين من واقع الحرص على الثورة السلمية الجنوبية التي قدمت قوافل من الشهداء ولم تحظ بقيادة حقيقية تقودها نحو الأهداف المتواخاة التي رفعها شعبنا طوال سني مسيرة حراكة السلمي...
ويهمني في البداية أن اؤكد أنني أثناء التفكير في هذه المبادرة وإعدادها لم يفتني القضاياء الصعبة المعقدة والشائكة التي يعانيها الحراك في هذة المرحلة ولا الأسباب والعوامل التي أنتجت هذا التخبط والدوران في ذات الدائرة المفرغة وعدم الوصول إلى البرنامج السياسي الجامع والقيادة الموحدة كما أستعرضتما أساتذتنا الأجلاء حامل المسك وعمقيان.. كل ذلك كان حاضرا في مخيلتي ولكن كم التعقيدات هذا يجب أن لا يثنينا عن متابعة العمل والا توقف الحراك مكانة ومات..
يجب أن لا نتبع أجراءات سلق عبارة جميلة ولكني رغم إعادة قراءتها لم أتبين معناها وما الفرق هنا بين السلق والعمل الصحيح؟ ما كان في الماضي كان سلقا قد لا نختلف حول ذلك ولكن أستحقاقات اليوم تفرض علينا البدء بخطوة ما وهذه الخطوة في ظني لا يمكن أن نبدأها وهذا الركام الهائل أمامنا.. كل المكونات هي ركام وهي ليست أطر تنظيمية حتى نتأثر من الغائها وليس لها أعضاء وأتباع وهي عبارة عن مجموعة من الأشخاص أجتمعوا وشكلوا مجلس هنا ومجلس هناك. وحتى هذا المجلس ظل التنازع فية قائما في ظل السباق على صدارة المشهد.. جماهير الشعب تتبع أي مكون يدعوها لفعالية والناس ليسوا أعضاء مع هذا المجلس أو ذاك الناس كلهم حراك وأنا أستغرب أن تصرف بطائق عضوية كما تابعنا عن ذلك الشاب (غفر الله لة) الذي تقطع أشلاء أمام مقر أحدى اللجان الأنتخابية في كريتر ووجدوا ــ أن كان ذلك صحيحا ــ في جيب الجاكت حقة بطاقة عضوية حراكية وأكرر أن كان ذلك صحيحا فلأخوتنا في محافظة لحج تقاليع وصرعات يحسدون عليها.. الحراك شعب وليس تنظيم يتم قطع بطائق عضوية لة ولكن التاريخ ربما يكرر نفسة هذه المرة بطريقة المهزلة فكشوفات مناضلي حرب التحرير التي لم يكن لها أول ولا آخر تكرر اليوم ببطائق الحراك وكل ذلك للأستثمار غدا وهذا السلوك هو من سيحول دون عودة الجنوب بل سيدمر وحدتة ومرتكزات هويتة التي أشعل جذوتها الحراك السلمي. ولذلك فأنني لم أدعوا لألغاء الأشخاص بل لألغاء المجالس عديمة الأهمية ودعيت قادة هذة المكونات للأجتماع ويعلنوا بشكل لا لبس فية الغاء تلك المجالس التي لم تقدم للحراك غير التفتت والتدمير.. نعم يعلنوا الغاء هذه المجالس ويشكلوا من بينهم لجنة تحضيرية تدعوا لمؤتمر وطني جنوبي وبما أن الغاء هذه المجالس سيلغي المحاصصة وهي مشكلة شائكة فيحدد لكل محافظة قوام من الكادر الحراكي للحضور للمؤتمر والمحافظة تقسم النسبة بين مديرياتها ويتم أختيار قوام حضور المؤتمر على أساس فردي من كل مناطق الجنوب أي لا يكون للمكونات السابقة أو الأحزاب دورا في ذلك فقط هو ما قدمة هذا العضو أو ذاك.. قد يتشبث البعض بالمجالس القائمة لكي يظل في الواجهة وتلك مشكلة فتجيير الحراك للذين تحولوا للعمل لحسابهم الشخصي سيدمر الحراك. لابد من تفكيك القائم لو أردنا الوصول لمؤتمر جنوبي يتصدى للمشكلات القائمة.. بالنسبة للنسب التي أقترحنا هي مقترحات لا أقل ولا أكثر والنقاش حولها أمر في غاية البساطة.
بالنسبة للتصفية التاريخية وهو مصطلح يعود نسبة للأخ حامل المسك فأنني أتحفظ علية.. نعم الجنوب الجديد لا يمكن الوصول اليه بعناصر التدمير التي تغلغلت في جسدة وقامت بتدميرة في الماضي.. نحن أقترحنا أن يشكل أعضاء الأشتراكي حزبا جديدا بعيد عن ماضي الأشتراكي وأيدلوجيتة التصفوية وأؤكد هنا أن في ظل وجود الأشتراكي لايمكن لمحافظات المهرة وحضرموت وشبوة وأجزاء من أبين وعدن ولحج أن تذهب لأي وحدة جنوبية حقيقية فأذا تخلصنا من الأحتلال والأشتراكي مكانة يحوم حول ضحيتة السابقة فأن كل طرف جنوبي سيذهب في أتجاة بحثا عن مصالحة فعليكم الأختيار حقا بين الأشتراكي وبين الجنوب أن كنتم صادقين وهذا أمر ليس فية أي ثأرية سياسية رغم الدماء التي يحملها هذا الحزب في رقبتة للناس وتجاوزناها بالتصالح والتسامح ولكننا نتحدث بمنطق الأشياء.. للتوضيح الضالعي لم يقتل الأبيني ولا الشبواني اليافعي لأن بينهم عداء.. الذي أتى بهذا الأشتراكي وأيدلوجيتة التصفوية والناس كانوا أخوة ومن أحسن ما يكون.
نحن لن نحقق أنتصارات الا إذا تخلصنا من كل مالة صلة بماضينا المأساوي وعلينا أن نبداء لكي لا تتجاوزنا الأحداث وهناك مؤشرات على هذا الأمر ولذلك أطلقنا هذه الصرخة وفي الأخير أنصح الخبجي وقاسم عسكر ويحي صالح والغريب عند القيام بأي نشاطات بأسم الحراك أن يتمثلوا الوحدة الوطنية الجنوبية لأن مشروعية تحركاتهم ناقصة بدون مساهمة جنوبية من المهرة إلى باب المندب وأتمنى من أخي بائع المسك وعمقيان أثراء النقاش للمصلحة العامة وأرجو من أعضاء المنتدى وقد دعوناهم مرارا للأنخراط في هذا النقاش المهم... أنني أطمع بإعادة قراءة هذه المبادرة وطرحها بين يدي القيادات الحراكية.. وأنتظر بشغف رد الأخ حامل المسك وننتظر بتلهف مداخلة عمقيان ونطمع حقا في مشاركة الكل لهذا النقاش ونحن لا ندعي الكمال ولكل شخص أخطاء وهفوات ونواقص ولا يمكن تقييم أداءنا الا بالحوار الصريح وحتى الجارح أحيانا من أجل نصل لجنوبنا المسلوب وبدون ذلك نرى الأمر دونة (حصر وجبال)... تحياتي.
التعديل الأخير تم بواسطة بن عفرير ; 2012-03-14 الساعة 01:03 AM
|