اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بائع المسك
بداية فائق تقديري واحترامي للأخوين الفاضلين بن عفرير وبن فريد وجميع من تداخل في الموضوع . واو د أن استهل مداخلتي بشان هذا الموضوع، بإشارة موجزة إلى بعض ما اسميه في وجهة نظري وقد يتفق معي كثيرون، حقائق ومسلمات أنتجتها تطورات أحداث الثورة الجنوبية الماضية وهي :
1ــ إن الثورة الجنوبية منذ انطلاقتها في مطلع العام 2007م وحتى اللحظة تفتقر لقيادة سياسية وميدانية رشيدة وكفئة، ورؤية واضحة وصريحة، وكل من هذين الأمرين (القيادة الرشيدة، والرؤية الأصيلة) مبني كل منهما على الآخر، بمعنى آخر أن كل منهما شرطٌ وفي نفس الوقت سببٌ لوجود الآخر أو لاكتمال وجوده، كما يمثلان ــ أيضاً ــ شرطين لازمين لانتصار أي ثورة أو حل أية قضية عامة أو خاصة .
2ــ ظروف وملابسات ونتائج جميع المحاولات التي جرت لإيجاد ذينك الشرطين ابتداءً باجتماعات العسكرية 2008م وانتهاءً بلقاءات بيروت والقاهرة 2012م، تنبؤنا بشكل قاطع وصريح، بأنه لم يعد بمقدور القيادة السياسية الجنوبية السابقة (الحرس القديم) إيجاد ذينك الشرطين أو حتى المساعدة في انجازهما، ذلك أن إرث الماضي بكل تناقضاته وتشوهاته وخصوماته مازال حاضراً ومتحكماً في نفوس(وجدان) ورؤوس (عقول) تلك القيادة، بما يفوق بكثير أية قضية أو شعور وطني أو معانات أو مأساة إنسانية يتعرض لها شعبهم في الزمن الحاضر، ومن ثم فأي مراهنة على تلك القيادة هي بتقديري الشخصي دفن للقضية الجنوبية وتضحيات شعب الجنوب لأجلها، أو بالأصح انتحار جماعي، فجميع الشواهد والأدلة العقلية والمنطقية والواقعية المدركة والمحسوسة تؤكد بأنها مراهنة خاسرة فاشلة بكل المعايير وفي جميع الفروض.
3ــ إن مخاض الخمس السنوات الماضية أنتج تصورين أو نظريتين في التعاطي مع القضية الجنوبية، وكلتاهما تقومان على منهج مختل ومعكوس يتناول القضية من زاوية ضيقه أو جزئية مبتورة، تنصب حول النتائج بمعزل عن الأسباب أو حول الحلول بمعزل عن الأسباب والنتائج، أو حول السبب المباشر بمعزل عن الأسباب غير المباشرة والنتائج والتداعيات...الخ وبيان ذلك :
نظرية الروافع الخارجية: يعتقد أصحابها جازمين، بان حل القضية الجنوبية يجب إن يؤسس بناؤه على روافع خارجية (إقليمية أو دولية) ويرون أن هذه الروافع (الونشات) هي الوحيدة القادرة على انتشال شعب من غياهب الجب التي رمي فيها، وللتأكد على صواب هذه النظرية اخذ أنصارها بحشد كل الحجج والأسانيد الواقعية والتاريخية لإقناع شعب الجنوب باعتناق نظريتهم، والتي منها؛ إن شعب الجنوب على مر تاريخه لم تقم له قائمة إلا بروافع أجنبية، ومنها التلميح أحياناً والتصريح الحذر أحياناً، بأن احد رموزهم قد استطاع إقناع احد أصحاب الدوافع المجاورة للجنوب بنظرية فاعتقوها وآمنوا بها، بل اعتنقوها فعلاً، بل أن روافعهم قد تم مد اذرعها في سماء الجنوب وتنتظر فقط إذن الجنوبيين لإنزال حبالها وانتشالهم من قعر الجب، مرت الأيام والشهور والسنوات وأنظار الجنوبيين محدقة إلى السماء منتظره هطول حبال روافع النجاة، فإذا بهم يصحون ذات يوم على وهم الوعود وزيفها، فلا روافع ولا حبال ولا خيوط بالسماء أو بالأرض أو من جهة البر أو من جهة البحر، بل رافعه واحدة فقط انتشلت رئيس نظام صنعاء وأنقذته وحضنته من الغرق حاضراً ومستقبلاً..
نظرية الروافع الوطنية: اعتقد أصحابها يقيناً بأنه لا يمكن حل القضية الجنوبية إلا بروافع جنوبية خالصة وفقا لخيار الشعب الجنوبي دون سواها، فإرادة الشعوب لا تقهر وهي من تضع المعجزات، ولأجل إثبات تلك النظرية وترسيخها في عقول ونفوس الجنوبيين، اخذ أنصار هذه النظرية بدغدغة مشاعر وعواطف الشعب المكلوم بقرب الفرج ولحظة النصر وتبشره بمفاجآت سارة جداً بالقريب العاجل، وبدأ رموز هذه النظرية التسابق على الكراسي والمنصات الأمامية حتى لا يأتي اليوم الموعود وهم بعيد عنها، وكلما استطاع احدهم بلوغ تلك المنصات والكراسي نال حظوة وعطاء أنصار النظرية بالداخل والخارج، لتختزل المهام والسلطات التنظيمية التي يفترض تمارسها الهيئات في ذلك الشخص أو الأشخاص وما إن تمحصه الأحداث والمواقف وتثبت فشله وعدم كفاءته، تقل حظوته، فينقلب خصماً لدوداً متبرئاً من قادته، وهكذا تحول أنصار هذه النظرية إلى شيع وفرق متصارعة على الوهم...الخ
وبعد خمس سنوات أفقنا على تحطم مدوي لروافع الخارج وتعثر وتعطل وتشظي لروافع الداخل، وهذه حقيقة لا تخطئها عين متابع ومتأمل لواقع حالنا، وانطلاقاً من هذه الحقائق المؤلمة، فقد صار لزاماً علينا ـــ بتقديري الشخصي ــ إعادة لملمت أشلائنا المتناثرة وترتيب وتحديد أولوياتنا بعيداً عن أسباب الفشل السابقة ومسببيها أو على الأقل تحيدها ولو إلى حين، ولندرك :
أولاً: انه بغير إعادة تأهيل وترتيب الروافع الداخلية بعقول ونفوس متحررين من إرث الماضي، فلا تنفع روافع العرب والعجم ولا تجدي لا خراجنا من قعر الجب التي ألقانا فيها من يبحثون لنا اليوم عن روافع بالشرق أو بالغرب بالشمال أو بالجنوب ،
ثانياً: سيرتكب أصحاب نظرية الروافع الداخلية خطأً فادحاً، لو تصوروا بأن عثورهم على رافعة أجنبية أياً كانت نوعها وماركتها، ستغطي على فشلهم في بناء تلك الروافع، لقد فشلتم أيها السادة ولا حل لهذا الفشل إلا بالاعتراف به وبحث أسبابه وترك من هو مؤهل فكرياً ونفسياً لمعالجته.
ثالثاً : اعتقد أن شواهد الواقع وتجاربه ومآسيه، فيها ما يكفي لمراجعة رموز النظريتين أخطائهم والاعتراف بها، بدلاً عن البحث، عما يغطي سوءاتهما بأوهام الروافع الخارجية، فتلك الشواهد توحي بان روافعهم قد لن تأتي إلا بعد فوات الأوان ولن تجد حينها جنوباً محتلاً لتنتشله، ألا ترون أن الجنوب يتلاشى ويتسلل من بين أيدي الجميع فأين أبين وشبوة اليوم وغداً سنقول أين عدن وحضرموت، فأرض الجنوب اليوم لا تبحث عن روافع خارجية لتحررها وإنما تبحث عن الجنوبيين ليقفوا ويديروا شؤونهم عليها، فقوات الاحتلال بالكاد تسيطر على أرضية معسكراتها، هل نستطيع ضرب مثالاً واحداً على قدرتنا في إدارة منطقة واحدة ولو نائية، حينها ستأتيننا الروافع سعياً، دون أن نذهب لها ركعاً..
ختاماً: ليس في السياسية محرماً، وإنما ممكناً وملائماً، وتبعاً لذلك فمد يد العون للجنوبيين من أي كان جنسه ودينه ومذهبه، محكوماً بهذا المفهوم، ولا اتفق مع بن عفرير، بأن السياسية الخارجية للسعودية وإيران، غير محكومة بالمذهب الديني لكل منهما، فهذا القول ليس صحيح على إطلاقه، فهاتان الدولتان هما الدولتان الوحيدتان في العالم العربي والإسلامي القائم فيهما النظام السياسي على أساس مذهبي، وفي تجربة الانتخابات المصرية وحزب النور السلفي، وتجربة البحرين، مثالان حيان، للعبرة والعضة..وهذا للتنويه فلا أرى أهمية بالنسبة لوضعنا في مناقشة أمر الروافع الخارجية قبل ترتيب وضع الروافع الداخلية..
هذا ما جال بذهني المنهك من خلال ما دار من نقاش في هذا الموضوع وأتمنى أن يستمر مثل هذا النقاش والحوار الهادئ دون شخصنه ولا نخوطة..
والأهم الإدراك بأن التغيير سنة كونية، وضرورة راهنة، وقد آن الأوان للحرس القديم أن ينتقل إلى دور المشير والمراقب، وكتابة المذكرات لكي تستفيد الأجيال من تجاربهم وخبراتهم، أن كان فيها فائدة..
فائق تقديري وعظيم امتناني للجميع وعذراً عن الإسهاب..
صلاح الدين حسين(بائع المسك)
|
ظروف وملابسات ونتائج جميع المحاولات التي جرت لإيجاد ذينك الشرطين ابتداءً باجتماعات العسكرية 2008م وانتهاءً بلقاءات بيروت والقاهرة 2012م، تنبؤنا بشكل قاطع وصريح، بأنه لم يعد بمقدور القيادة السياسية الجنوبية السابقة (الحرس القديم) إيجاد ذينك الشرطين أو حتى المساعدة في انجازهما، ذلك أن إرث الماضي بكل تناقضاته وتشوهاته وخصوماته مازال حاضراً ومتحكماً في نفوس(وجدان) ورؤوس (عقول) تلك القيادة، بما يفوق بكثير أية قضية أو شعور وطني أو معانات أو مأساة إنسانية يتعرض لها شعبهم في الزمن الحاضر، ومن ثم فأي مراهنة على تلك القيادة هي بتقديري الشخصي دفن للقضية الجنوبية وتضحيات شعب الجنوب لأجلها، أو بالأصح انتحار جماعي، فجميع الشواهد والأدلة العقلية والمنطقية والواقعية المدركة والمحسوسة تؤكد بأنها مراهنة خاسرة فاشلة بكل المعايير وفي جميع الفروض.
تلك الفقره كانت مربط الفرس في مداخلة الأخ بائع المسك ولا تحتاج منا أي مناقشه بل أني أوافق معه ولابد الآن من القول أننا متفقين على ضرورة مطالبة الحرس القديم بأن يتركوا الجنوب وشأنة لشباب الجنوب وهم أولى بالسير به نحو تحقيق كامل الأهداف وأهمها الحرية والأستقلال.. سيحتج بعضنا أو كما قال الدكتور العظيم مسدوس (خبرة الكبار) ولكني أذكر الجميع أن هؤلا حينما تولوا أمر الجنوب وكانوا سلطتة في العام 19967م كانوا شبابا، واليوم شباب الجنوب في عصر الفيسبوك لديهم قاعده تحتيه أفضل مليون مره مما كان علية الأمر في 1967م. دعونا نتفق على هذا الأمر أولا ونقول للبيض وعلي ناصر والعطاس والجفري والأصنج كقيادة صف أول شكر الله سعيكم وأدام فضلكم أتركونا وشأننا ونحن سنتدبر أمرنا.. تلك الخطوة الأولى العملية في نظري ورأيكم مهم لأنجاز ذلك وبلورته.
بالنسبه لنظرية الروافع فأنا أتذكر أننا في مايو العام الماضي ناقشنا وأياك أمرا كهذا لكني أنطلقت من تسآؤل وقلت لك دولة أتحاد الجنوب العربي قامت بدعم بريطانيا ولما رحلت بريطانيا أنهار الأتحاد وهرب السلاطين مولين الأدبار نحو السعودية والخليج ولما قامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بصياغة القادة الشماليين في الجبهة القومية أستندت على الدعم السوفيتي الكامل وكانت بيدق على ساحة الشطرنج السوفيتية ولما أنهار الأتحاد السوفيتي أنهارت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وولى قادتها الأدبار صوب صنعاء في عملية هروب أنقاذية رغم العروض السعودية لكنهم لم يكونوا مطمئنين للسعودية على أعتبار ( الأيمان يمان والحكمة يمانية) كما سمعنا أنهم قالوا لسعود الفيصل. وكنت أتسآل حينها هل نستطيع النهوض لوحدنا بدون رافعة خارجية كما فعل الأنجليز والسوفيت من قبل؟؟ بالنسبة للروافع الوطنية أتفق معك في جوهر الملاحظة المهمة التي يجب على كل مهتم أن يقرأها أكثر من مره لكن بودي أقول أننا بدون العمل الميداني الحقيقي والسيطرة على أرضنا كما قال الأخ عمقيان فلن نستطيع أن نتفادى نكبه تاريخية جديده لكن في المقابل لابد من العمل السياسي مع الخارج وخصوصا من يهمهم أمر الجنوب لأن أمر الجنوب بالنسبة للسعودية وعمان خصوصا وبقية دول الخليج يتعلق بأمنهم القومي وليس أيران مثلا ولأننا تجاهلنا هذا الأمر فقد حصلت لنا النكبة السابقة والآن أن لم نفكر جيدا في هذا الأمر فلن نتفادى النكبة القادمة فليس بالمزايده والمكايده تتحرر الأوطان وللعلم السعودية وبقية دول الخليج تراقب الوضع بدقة ولو تأكدت أن الحركة الوطنية الجنوبية قد أمتلكت ناصية الفعل على الأرض ولها من يمثلها وليس من أهل الماضي وحساباتة الذين فشلت السعودية في التعامل طوال العقود الماضية فأن السعودية ودول الخليج لن يتأخروا عن دعم الجنوبيين وطبعا وفق ما يسمح به الظرف الدولي لأن قرار المنطقة خصوصا في الأحداث الكبرى ليس بيد أبنائها لوحدهم بل بيد اللأعب الأمريكي الأول ثم الأوربيين وفي المقدمة منهم بريطانيا.. ذلك الوضع السياسي الذي يجب أن نعيد تقييمة أو كما قال عمقيان نسأل أنفسنا لماذا المجتمع الدولي يتجنب حتى اللحظة الأعتراف بقضيتنا خارج أطار السور اليمني. من ناحية الداخل أظن أن المهمة الأولى أيقاظ الوعي الجنوبي المغيب تحت ستار العواطف والشعارات وإعادة بناءة .. كيف ذلك؟ لابد في المقدمة من التخلي عن كل المسلمات الفارغة في رؤسنا عن ماضينا وأعتبارة ماضي فقط بأعادة تقييمة ولا يوجد أي ثوابت.. لابد من طرح السؤال أزاء كل شي وعندما يشعر الناس أن هنالك عقلا جنوبيا جديدا تخلى حقا عن مسلماتة البالية سنرى أصفافا جنوبيا لا مثيل لة وعلى الساسة والمثقفين التصدي لهذه المهمة وليس كلما نضجت ثمرة في نظر البعض نرى المتسابقين من كل أتجاة تحت تأثير الدوافع الأنانية كما وصفت وعبرت أجمل تعبير .. أخي بائع المسك لن نستطيع خلق نظريات مقولبة وننجح ماقلت عن الروافع فية بعض القولبة للأحداث التي هي بطبيعتها فعل أنساني متغير لذلك أرجو أن تعيد الصياغة بصورة أكثر عملية . كما أنني الفت نظرك إلى الفقرة الأخيرة من مداخلتك ( ليس في السياسية محرماً، وإنما ممكناً وملائماً، وتبعاً لذلك فمد يد العون للجنوبيين من أي كان جنسه ودينه ومذهبه، محكوماً بهذا المفهوم، ولا اتفق مع بن عفرير، بأن السياسية الخارجية للسعودية وإيران، غير محكومة بالمذهب الديني لكل منهما، فهذا القول ليس صحيح على إطلاقه، فهاتان الدولتان هما الدولتان الوحيدتان في العالم العربي والإسلامي القائم فيهما النظام السياسي على أساس مذهبي، وفي تجربة الانتخابات المصرية وحزب النور السلفي، وتجربة البحرين، مثالان حيان، للعبرة والعضة..وهذا للتنويه فلا أرى أهمية بالنسبة لوضعنا في مناقشة أمر الروافع الخارجية قبل ترتيب وضع الروافع الداخلية.. )وأظن أني فهمت مقصدك ولكن عمر الصراع ما كان على الدين بل كان الدين مثل الفحم الحجري أو البترول لأي صراع لأن أقناع الناس للأنخراط في صراعات كبرى تذهب فيها الأرواح وتسفك فيها الدماء لا يتم الا تحت راية مقدسة.. نحن الجنوبيون إذا مدد أحد منا يدية لطهران وهذا غير محرم بل مضر مثلا فأن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي ونحن ندرك التأثير الهائل للسعوديين في المنطقة والعالم والتطرف دفعنا ثمنة غاليا في الماضي لا نريد أن نكرر الخطاء نفسه لأننا هذه المره لن تقوم لنا قائمه.. أخي بائع المسك لماذا تبيع المسك لماذا لا تهبة الناس مجانا على شأن تغير روائح أبدانهم لعل أرواحهم تسموا وتتطهر من ثقافة الماضي البغيض.
التعديل الأخير تم بواسطة بن عفرير ; 2012-01-30 الساعة 12:12 AM
|